أول ما يبحث عنه الطبيب أثناء تشخيص مرض الكبد في مراحله المختلفة هو أسباب تليف الكبد، وذلك لبدء علاج سليم فعال ينقذ المريض من فشل الكبد بشكل كامل، كما أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تليف الكبد وقد تكون نتيجة متأخرة لمضاعفات حدثت بالكبد أدت إلى وصوله إلى تلك الحالة.
لذلك غالبًا ما يعتمد الطبيب على معرفة الأسباب قبل البدء في علاج تليف الكبد مع تقييم مدى الضرر الحاصل بالكبد حتى أن الأمر قد يصل في النهاية إلى ضرورة زراعة الكبد، لذا من خلال المقال نتعرف سويًا على تلك الأسباب بالتفصيل، مع كيفية التصرف بشكل صحيح عند ظهور أعراض تليف الكبد وطرق الوقاية منها.
ما هو تليف الكبد؟
يُطلَق تليف الكبد على المراحل النهائية من أمراض الكبد، لأنه يحدث بعد العديد من مراحل التلف التي يمر بها الكبد نتيجة لحالات مرضية تؤثر على الكبد بشكل سلبي وخطير، مثل التهاب الكبد، فتليف الكبد هو عبارة عن تندب للكَبد ناتج عن تلف حاصل به، إذ يمنع النسيج الندبي الكبد من العمل بشكل صحيح فيَمنع تدفق الدم عبر الكبد ويبطئ من قدرته على معالجة العناصر الغذائية، والهرمونات، والأدوية، والسموم الطبيعية في الجسم.
كما يقلل التليف من إنتاج البروتينات والمواد الأخرى التي يصنعها الكبد، وقد يستمر الكبد في العمل حتى مع التليف، ولكن يؤدي ذلك في النهاية إلى إحداث فشل كامل بالكبد، ويمكن أن يُصاب المريض بمضاعفات خطيرة مهددة للحياة، كما أن هناك العديد من الأعراض أو العلامات التي تشير إلى الإصابة بتليف الكبد وتشمل الآتي:
- الشعور المستمر بالوهن والضعف.
- الإصابة بالغثيان والدوخة.
- القيء بشكل دوري مع كونه مختلط بالدم.
- حكة شديدة في الجلد.
- ظهور بقع حمراء على راحة اليد مع وجود أوعية دموية تشبه العنكبوت على الجلد.
- اليرقان أو اصفرار الجلد وبياض العين.
- بول غير طبيعي يميل إلى اللون الداكن.
- الإصابة بالضعف الجنسي.
- الإصابة بالنزيف والكدمات في الجسم بسهولة.
- تورم بالساقين مع الإصابة بالاستسقاء وهو تراكم السوائل في البطن.
- فقدان الوزن بشكل مفاجئ مع ضعف العضلات بسبب فقدان الشهية.
كما تعرفنا على تليف الكبد وأعراضه الخطيرة والمقلقة فمن الطبيعي البحث عن سبب ظهور تلك الحالة، ولذلك نتعرف سويًا على أهم أسباب تليف الكبد في الفقرة التالية.
أنواع تليف الكبد
هناك مسمى آخر لأنواع تليف الكبد وهو مرَاحل تليف الكبد، فالمريض يمر على مراحل ودرجات متعددة لتليف الكبد تختلف في مدى تأخر الحالة، وظهور العلامات الخاصة بالمرض، والتي تعتمد أيضًا على أسباب تليف الكبد، وتشمل تلك الأنواع ما يلي:
- تشمع الكبد: وهي مرحلة أولى من تليف الكبد لا تظهر فيها على المريض أي أعراض، وقد تكون نتائج المختبر أو التشخيص غير طبيعية وهنا الحل الوحيد للتأكد من المرض هو الخزعة، وتلك المرحلة يمكن علاجها بشكل فعال بطرق مختلفة.
- تشمع الكبد اللاتعويضي: هنا تليف الكبد قد وصل إلى درجة متأخرة وبدأت الأعراض في الظهور بشكل ملحوظ وعادةً ما يحتاج المريض في تلك الحالة إلى الرعاية الفورية في المستشفى لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة.
ما هي أسباب تليف الكبد؟
نتناول الأسباب الأكثر شيوعًا والتي تؤدي إلى العديد من الأمراض بالإضافة إلى تليف الكبد وتشمل تلك الأسباب ما يلي:
- الإصابة بالتهابات الكبد الفيروسية: مثل التهاب الكبد B والتهاب الكبد الفيروسي C وتُسمَّى التهابات الكبد المزمنة.
- مرض الكبد المرتبط بالكحول: وهو مرض ينتج عن طول استخدام الكحول أو الشرب طويل الأمد للكحول.
- مرض الكبد الدهني: وهو مرتبط بالسمنة وداء السكري، وتسمى تلك الحالة التهاب الكبد الدهني غير المرتبط بالكحول.
- أي أمراض أو حالات تضر بالكبد يمكن أن تؤدي في النهاية مع إهمال العلاج إلى تليف الكبد.
ومن أهم أسباب تليف الكبد الإصابة بالأمراض الوراثية المزمنة مثل:
- نقص ألفا-1 أنتيتريبسين: وهو تراكم بروتين غير طبيعي في الكبد.
- داء ويلسون: وهو زيادة عنصر النحاس المخزن في الكبد.
- أمراض تخزين الجليكوجين: هنا لا يستطيع الكبد تخزين أو تكسير الجليكوجين وهو شكل من أشكال السكر.
- متلازمة ألاجيل: هنا يولد الطفل بعدد أقل من الطبيعي من القنوات الصفراوية مما يؤثر على تدفق الصفراء ويسبب اليرقان.
- داء ترسب الأصبغة الدموية: وهو عبارة عن زيادة في تخزين الحديد في الكبد.
- التليف الكيسي: وهو تراكم مخاط قوامه سميك ولزج في الكبد.
- الإصابة بالتهاب الكبد المناعي الذاتي: وهنا يهاجم جهاز المناعة أنسجة الكبد السليمة، مما يتسبب في تليف الكبد فيما بعد.
- انسداد القنوات الصفراوية: وهي الأنابيب التي تنقل الصفراء من الكبد إلى أجزاء أخرى في الجهاز الهضمي مما يساعد في هضم الدهون.
- التهاب الأقنية الصفراوية الأولي: وهو إصابة القنوات الصفراوية والتهابها، مما يؤدي إلى إحداث ضرر بها.
- قصور القلب: مما يسبب ارتجاع السوائل في الكبد وتورم مناطق متعددة من الجسم.
إذًا من هم الأكثر عرضةً للإصابة بتليف الكبد؟ حيث تزداد احتمالية الإصابة بتليف الكبد في حالات معينة هم المعرضون بدرجة أكبر للإصابة وتشمل:
- من يشرب الكحول لسنوات.
- من لديه تاريخ عائلي من أمراض الكبد.
- الأفراد الذين لسنوات من السمنة.
- مرضى السكري.
- المصاب بالتهاب الكبد الفيروسي.
- حقن الأدوية باستخدام إبر مشتركة.
- من يمارس العلاقة مع مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي دون وقاية.
ماذا يجب أن تفعل عند ملاحظة علامات قد تدل على تليف الكبد؟
بعد التعرف على أسباب تليف الكبد ما الذي يجب أن يفعله المريض عند ملاحظة علامات تدل على الإصابة بتليف الكبد؟ يعد أول ما يجب فعله هو الذهاب إلى طبيب متخصص لعمل تشخيص كامل للحالة ومعرفة السبب الحقيقي وراء تلك الحالة ويتم التشخيص عن طريق:
- الفحص البدني.
- اختبارات الدم.
- اختبارات التصوير.
- الخزعة: وهي عينة من أنسجة الكبد تحدد أسباب التليف الحاصل.
فبعد عمل التشخيص ومعرفة أسباب تليف الكبد لدى المريض، يبدأ الطبيب في وضع خطة منظمة لعلاج تليف الكبد وذلك لتجنب حدوث أي مضاعفات لتليف الكبد فيما بعد بسبب إهمال العلاج وتأخره.
كيف يمكن تجنب حدوث تليف للكبد؟
يمكن تجنب حدوث تليف الكبد بالالتزام ببعض التعليمات والنصائح الصحية مثل:
- الوقاية من التليف المرتبط بشرب الكحول: عن طريق منع شرب الكحول تمامًا حتى لا تزيد من معدل تقدم تليف الكبد فكما نعلم أن الكحول من أهم أسباب تليف الكبد.
- الحماية من الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي BوC: وذلك عن طريق تجنب ممارسة العلاقة مع شريك مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي دون واقي ذكري، أو مشاركة فرشاة الأسنان وإبر الحقن مع الشخص المصاب.
- التخلص من السمنة: وذلك لتقليل فرصة الإصابة بمرض الكبد الدهني والذي يؤدي إلى تليف الكبد، وذلك عن طريق اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع ممارسة الرياضة بانتظام.
الخلاصة
هناك العديد من أسباب تليف الكبد منها ما هو حالة مرضية، ومنها بسبب أفعال خاطئة وغير صحية أدت إلى الإصابة بتلك الحالة، وفي النهاية يجب الإسراع في طلب العلاج، حتى لا يصل الأمر إلى إحداث تلف كامل في الكبد أو ما يسمى بفشل الكبد، فعند التوجه للطبيب المتخصص سوف يُجرِى تشخيصًا كاملًا ودقيقًا لمعرفة درجة التليف وكيفية علاجها بطريقة سليمة.