يلجأ الكثير من المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية إلى تركيب دعامات القلب، وقد وصلت نسبة نجاح عملية دعامة القلب إلى معدلات عالية جدًا.
وتختلف نسبة النجاح من شخص لآخر، اعتمادًا على عوامل كثيرة جدًا مثل السن، والحالة الصحية، ومدى تطور المشكلة الصحية التي يعاني منها المريض، بالإضافة إلى خبرة الطبيب القائم بالعملية.
كما تناقش المقالة التالية كل ما يهمك حول نسبة نجاح العملية بما في ذلك العوامل المؤثرة عليها، والخطوات التي يمكن أن تساعد في زيادتها.
ما هي أسباب نقص نسبة نجاح عملية دعامة القلب؟
تشمل عملية دعامة القلب بعض المخاطر التي يمكن أن تسبب مضاعفات ومشكلات بعد العملية قد تؤدي إلى نقص نسبة نجاح العملية أو فشل العملية في أسوأ الأحوال، وتشمل هذه المخاطر ما يلي:-
- العدوى.
- تلف الكلى.
- اضطراب ضربات القلب.
- نزيف في موقع إدخال القسطرة.
- تلف الأوعية الدموية التي تدخل فيها القسطرة.
- رد فعل تحسسي تجاه الصبغة المستخدمة في العملية.
كما يمكن أن تسبب دعامة القلب جلطات دموية، مما يعني زيادة خطر التعرض للنوبات القلبية أو السكتة الدماغية، إذ أنه طبقًا لأحد الدراسات يُصاب حوالي ١٪ إلى ٢٪ من الأشخاص الذين لديهم دعامات قلب بجلطات دموية في موضع الدعامة، ويصف الأطباء بعض الأدوية لمنع تكون هذه الجلطات.
وفي بعض الحالات تنمو الأنسجة بشكل كبير حول الدعامة، مما يسبب عودة ضيق الوعاء الدموي مرة أخرى، وقد يعني ذلك فشل العملية، ولتجنب هذه المشكلة يستخدم الأطباء دعامات مغلفة بدواء معين لإبطاء نمو الأنسجة.
ويُعد العامل الأخير الذي يسبب نقص نسبة نجاح هذه العملية هو رفض الجسم للدعامة، بمعنى آخر أن يكون الشخص مصاب بحساسية تجاه معدن الدعامة أو تجاه المعادن بشكل عام، مما يعني عدم قدرة الجسم على احتواء الدعامة داخل الوعاء الدموي.
كيفية زيادة نسبة نجاح عملية دعامة القلب
يمكن زيادة هذه النسبة عبر اتباع مجموعة من النصائح والتوجيهات كالتالي:-
الطبيب ومكان إجراء العملية
تلعب خبرة الطبيب الجراح القائم بالعملية دورًا كبيرًا جدًا في نجاح العملية، إذ أن عملية دعامة القلب عملية دقيقة وتتطلب قدر كبير من الخبرة العملية والأكاديمية، لذلك يجب اختيار طبيب ذا خبرة عالية في مجال إجراء عمليات القلب والأوعية الدموية.
بالإضافة إلى خبرة الطبيب يجب اختيار مكان إجراء العملية بعناية، سواء أكانت عيادة خارجية أو إحدى المستشفيات، إذ يجب اختيار مكان ذا تجهيزات واستعدادات جيدة، بما في ذلك غرفة القسطرة والرعاية التي تلي العملية.
الاستعداد للعملية
- وهناك بعض التجهيزات للعملية يمكن أن تساهم بشكل كبير في زيادة نسبة نجاح عملية دعامة القلب، ويجب إتمام هذه الاستعدادات بشكل تام وصحيح، وذلك لتجنب أي مشكلات أو مضاعفات قد تؤدي إلى نقص نسبة نجاح العملية أو فشل العملية، وتشمل هذه الاستعدادات ما يلي:-
- إخبار الطبيب بأي رد فعل تحسسي تجاه الصبغات، خاصةً صبغة اليود.
- اتبع التعليمات التي يعطيها لك الفريق الطبي، مثل التوقف عن تناول الطعام والشراب قبل العملية.
- يجب أن يعرف طبيبك كل الأدوية والوصفات الطبية والفيتامينات التي تتناولها، والتوقف عنها إذا طلب الطبيب ذلك.
- يجب إخبار الطبيب بوجود حمل إذا كنتِ حاملًا، وذلك لتجنب تعرض الجنين للتشوهات الخلقية الناجمة عن التصوير الإشعاعي.
سيناقش طبيبك كل هذه العناصر السابق ذكرها بشكل مفصل ويجب أن تتعامل مع هذه الخطوات بكل جدية، إذ أن عملية دعامة القلب دقيقة وحساسة ويمكن أن تتأثر بأي شيء بما في ذلك تلك الاستعدادات.
هل تختلف نسبة نجاح العملية من شخص لآخر؟
بالطبع تختلف نسبة نجاح العملية من شخص لآخر، إذ يعتمد نجاح العملية على عدة عوامل كما ذكرنا سابقًا، وأحد أهم هذه العوامل هي الفروقات الشخصية التي تشمل:-
- السن.
- الحالة الصحية العامة.
- مدى ضيق الأوعية الدموية.
- الأمراض المزمنة التي يمكن أن يعاني منها المريض.
ما هي نسبة نجاح عملية دعامة القلب؟
تُعد نسبة نجاح العملية مرتفعة ومرضية بشكل كبير، على الرغم من دقة العملية وخطورتها، طبقًا للعديد من الدراسات التي أُجريت على عدة أشخاص أجروا العملية، كما أن خطر حدوث المضاعفات والمخاطر المذكورة سابقًا ضئيل جدًا.
نسبة نجاح العملية عند الرجال
أُجريت العديد من الدراسات حول نسبة نجاح دعامة القلب وعلاقة نجاح العملية بالنوع، وقد وجدت الدراسات أن الفرق بين نسبة نجاح العملية لدى الرجال والنساء لا يختلف كثيرًا، فقد وصلت نسبة نجاح العملية إلى ٩٠٪ بالنسبة للرجال، مقابل ٩٢٪ بالنسبة للنساء.
نسبة نجاح عملية دعامة القلب عند الأطفال
تضمنت إحدى الدراسات دراسة ٤٣ طفل أجروا عملية دعامة القلب، وقد وضحت الدراسة أن نسبة النجاح عند الأطفال لا تختلف كثيرًا عن الكبار، إذ وصلت نسبة نجاح العملية إلى ٩٣٪ من ٤٣ طفل، وتضمنت الدراسة حالة وفاة واحدة.
نسبة نجاح دعامة القلب عند النساء
ذكرنا في السابق أن نسبة نجاح العملية لا تختلف كثيرًا بين الرجال والنساء، وقد وصلت نسبة نجاح العملية بالنسبة للنساء إلى ٩٢٪ في إحدى الدراسات التي أُجريت على مجموعة من ١١٩ امرأة، قد خضعت لعملية دعامة القلب.
نسبة نجاح العملية عند كبار السن
وصلت نسبة نجاح العملية عند كبار السن إلى ٩٥٪ طبقًا لإحدى الدراسات، والتي أُجريت على 197 مريضًا أكبر من 80 عامًا أجروا هذه العملية.
نسبة نجاح العملية عند الحوامل
اما عن نسبة نجاح عملية دعامة القلب للحوامل ليست ضئيلة، ولكنها أقل من نسبة نجاح العملية بدون حمل، وذلك بسبب الضغط الزائد والأمور الأخرى المتعلقة بفترة الحمل، والتي تزيد من خطورة التدخل الجراحي لعمليات القلب بشكل عام، وليس تركيب الدعامات فقط، ولكن بشكل عام يُنصح بتجنب إجراء عمليات القلب أثناء فترة الحمل، إلا في الضرورة القصوى.
ما هي طرق العملية التي تسبب أعلى نسبة نجاح؟
تتضمن عملية تركيب دعامة القلب إدخال القسطرة عبر أحد الأوعية الدموية إلى موضع تركيب الدعامة، وغالبًا ما يكون هذا الوعاء الدموي في الفخذ أو الذراع أو الرسغ، وتُخدَّر منطقة الإدخال قبل البدء في العملية.
ثم بعد إدخال القسطرة وتوصيلها إلى موضع تركيب الدعامة، يتم إدخال سلك رفيع به بالون يُنفخ عند الموضع الضيق من الأوعية الدموية، من أجل تفتيت الدهون المترسبة على جدران الوعاء الدموي.
بعد ذلك يُدخل الطبيب الدعامة بنفس طريقة إدخال البالون، ثم تُركَّب فوق البالون ثم تفريغ البالون وإخراجه، وبذلك تكون قد تمت العملية.
الخطوات السابقة لا تختلف، ولكن الأمر الذي يختلف وقد يسبب نسبة نجاح أعلى هو الدعامة المستخدمة، والدعامة عبارة عن أنبوب شبكي قصير من الأسلاك يساعد على إبقاء الشريان مفتوحًا، وتشمل الدعامات نوعين كالتالي:-
- الدعامة المعدنية العادية.
- الدعامة المعدنية المغلفة بالأدوية.
ويُعد تركيب الدعامة المغلفة بالأدوية أحد طرق العملية التي يمكن أن ترفع نسبة النجاح بشكل ملحوظ، ويرجع ذلك إلى أن الدواء الذي يغلف الدعامة، يساعد على منع ضيق الوعاء الدموي مرة أخرى بسبب نمو الأنسجة حول الدعامة، مما يعني عدم الحاجة إلى تعديل أو إجراء العملية مرة أخرى.
العوامل المؤثرة على نسبة النجاح
ذكرنا سابقًا العديد من العوامل التي تؤثر على نجاح العملية، ويمكن تلخيص هذه العوامل خلال النقاط التالية:-
- السن.
- مكان إجراء العملية.
- خبرة الطبيب القائم بالعملية.
- الحالة الصحية العامة للمريض.
- مدى تطور المشكلة التي تتطلب تركيب دعامة.
المصادر
محرر عيادة الخليج يقدم مقالات عن جميع العمليات الجراحية والصحة العامة، كما يوفر للقارئ العربي كل التفاصيل التي يحتاجها عن الأمراض وطرق الوقاية منها.