أسباب تليف الكبد
أول ما يبحث عنه الطبيب أثناء تشخيص مرض الكبد في مراحله المختلفة هو أسباب تليف الكبد، وذلك لبدء علاج سليم فعال ينقذ
كشفتْ دراسةٌ عام 2017 عن إصابة أكثر من 112 مليون إنسانٍ بتليف الكبد، الذي حلّ في المرتبة الحادية عشر ضمن أكثر أسباب الوفاة حول العالم، إذ تتكوّن أنسجة ندبيّة في الكبد، تُعيقه عن القيام بمهامه، ما ينجُم عنه عِدّة مضاعفات تتفاوت في خطورتها تبعًا لدرجة التليف. وينشأ تليف الكبد غالبًا عن التهاب الكبد الوبائي C، إلى جانب مجموعةٍ كبيرةٍ من الأسباب، ويتّسم تليف الكبد بخفاء أعراضه في بادئ الأمر، أو تداخلها مع أعراض أمراضٍ أُخرى، ما قد يُصعب تشخيصه، ولذا نتعرّف في هذا المقال على أسباب تليف الكبد وأعراضه بالتفصيل، إضافةً إلى طرق علاج تليف الكبد في مختلف الحالات.
اضطرابٌ كبِديٌّ مُزمِن، يتّسِم بتكوِّن أنسجة ندبيّة في الكبد بدلًا من أنسجته الطبيعيّة، على مدار سنواتٍ عديدة، وبمرور الوقت توثِّر تِلك الندبات في تدفق الدم خلال الكبد، ما يحد من كفاءته في أداء وظائفه، وينبغي الشروع في علاج تليف الكبد بمجرّد ظهور أعراضه؛ تجنُّبًا لقصور الكبد التام، وما يقترن بذلك من مضاعفاتٍ خطِرة.
يُقسِّم الأطباء تليف الكبد إلى عِدّة درجات، كما في مقياس تشايلد – بووغ (Child-Pugh)، الذي يُحدِّد درجة التليف بناءً على تقييم وظائف الكبد من خلال الأعراض البادية على المريض، ولذا يُقسَّم مرضى التليف الكبدي إلى درجاتٍ ثلاث:
الدرجة | مقياس تشايلد – بووغ | حالة الكبد |
الأولى | 5 – 6 | وظائف الكبد في حالة جيّدة |
الثانية | 7 – 9 | اختلال متوسِّط في وظائف الكبد |
الثالثة | 10 – 15 | اختلال حاد في وظائف الكبد |
من ناحيةٍ أُخرى قد يكون تليف الكبد تعويضيًّا أو غيرَ تعويضيٍّ بناءً على الأعراض التي يُعانيها المريض، ففي أول الأمر تكون وظائف الكبد على ما يُرام، رُغم تكوُّن بعض الأنسجة الندبيّة، وتِلك هي المرحلة التعويضيّة، التي تتّسِم بأعراضٍ طفيفة.
لاحقًا، ومع التأخُّر في علاج تليف الكبد وتكوُّن المزيد من الندبات؛ تقل قدرة الكبد على أداء وظائفه، وقد تتفاقم أعراض التليف عندئذٍ، ما يجعل المريض في المرحلة غير التعويضية بحاجةٍ إلى عنايةٍ طبيّةٍ أكبر؛ لتجنُّب قصور الكبد.
تقف أسبابٌ عديدةٌ وراء التليف الكبدي، الذي ينجُم غالبًا عن تعرُّض الكبد لإصابة طويلة الأمد، مع افتقار المريض إلى العناية الطبيّة الكافية، ولأنّ إدراك السبب مهمٌّ في تحديد خطوات علاج تليف الكبد؛ إليك الأسباب المحتملة:
يُعد فيروس التهاب الكبد الوبائي ج (HCV) أبرَز أسباب تليف الكبد، بنسبةٍ تصِل إلى 15-30% من المرضى على مدار 20 سنةٍ من النشاط الفيروسي، وفقًا لمنظمة الصحة العالميّة، وكذا يُسبِّب التهاب الكبد الوبائي ب (HBV) تليف الكبد، ولكنْ بدرجةٍ أقل، تقتصر على 1-2.4% من الحالات، وفق بعض الدراسات.
تُحدِث المشروبات الكحوليّة أضرارًا جسيمةً بأنسجة الكبد، خاصّةً مع فرط التناول، الذي يُتلِف خلايا الكبد، ويُضعف نشاطه في أداء الوظائف الحيويّة، وهناك ثلاث مراحل لالتهاب الكبد الدهني الكحولي:
يُشخِّص الأطباء تِلك الحالة عند تراكم الدهون في 5% أو أكثر من خلايا الكبد، دون ارتباط ذلك بالمشروبات الكحوليّة، فقد يكون السبب حينئذٍ مُتمثِّلًا في:
ويُعد التهاب الكبد الدهني غير الكحولي ضمن أبرز أسباب تليف الكبد، الذي يُصيب 20-50% من المرضى في غضون 10 سنوات، ويُساعد التخلص من الوزن الزائد وتخفيف الأمراض المُزمنة المذكورة في علاج تليف الكبد، ومنع تفاقمه.
نوعٌ ثالثٌ من التهاب الكبد، ينجُم عن نشاط جهاز المناعة – خطأً – تجاه خلايا الكبد، ما يولِّد التهابًا في أنسجته، قد يتفاقِم إلى تليف الكبد إذا لم ينَلْ العلاج المناسب، ووفقًا لـ “Medscape”؛ يواجِه 30% من البالغين، و38% من الأطفال – المصابين بالنوع الثاني من التهاب الكبد المناعي – تليُّفًا في الكبد خلال مرحلةٍ ما.
تحدُّ بعض المُشكلات الصحيّة من تدفق العصارة الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة، وقد تمنع ذلك تمامًا، وبالتالي ترتجِع العصارة الصفراوية تجاه الكبد، مُسبِّبةً التهابًا في أنسجته، قد يتفاقم لاحقًا إلى تليف الكبد، ومن الأمراض المُرتبطة بذلك:
على صعيدٍ آخر، قد تؤدِّي بعض الأمراض الوراثيّة – في مرحلةٍ ما – إلى تليف الكبد، مثل:
تتفاوت الأعراض تبعًا لمدى تضرُّر الكبد، وقصوره عن أداء وظائفه، فقد لا تظهر أيّ أعراضٍ، أو تظهر أعراض طفيفة فحسْب في حالات تليف الكبد التعويضي، في حين تبدو أعراض تليف الكبد أكثر حِدّةً مع التليف غير التعويضي، وفيما يلي بيان ذلك:
قد يعيش المرء سنواتٍ عديدةٍ مع تليُّف جُزءٍ من الكبد، دون الشعور بذلك على الإطلاق، طالما كانتْ خلايا الكبد النشِطة كافية للقيام بالمهام الحيويّة، ومع ذلك قد تُعاني طائفةٌ من المرضى الأعراض الآتية:
مع زيادة الأنسجة الندبية المُتكوِّنة في الكبد، تزداد حالته سوءًا، وتقِل كفاءته، كما يُصبِح المريض أكثر عُرضةً لمضاعفات تليف الكبد، ويصير الإسراع في علاج تليف الكبد أكثر أهميّة، وتشمل الأعراض في المرحلة غير التعويضيّة:
يحتاج الطبيب إلى معرفة الأعراض التي تُعانيها أولًا، وبعض التفاصيل عن حالتك الصحيّة، ومن ثَمّ قد يتنقِل إلى فحوصاتٍ تشخيصيّة للتحقُّق من إصابتك بتليف الكبد، ويشمل ذلك:
يهدف العلاج إلى التخلُّص من المُشكلة المُسبِّبة لتليُّف الكبد، إن كانتْ لا تزال قائمة، ما يمنَع التليُّف من التفاقم وشمول مساحةٍ أكبر من الكبد، إضافةً إلى علاج مضاعفات تليف الكبد، إن وُجِدتْ، ولذا تتوقّف خيارات علاج تليف الكبد على درجة المرض، التي تختلف من مريضٍ لآخر، وإليك سُبُل العلاج بالتفصيل:
إنْ نتَج تليف الكبد عن فيروس التهاب الكبد الوبائي C أو B، فإنّ استخدام الأدوية المُضادة للفيروسات التي يُحدِّدها الطبيب أوّل ما ينبغي فعله لمنع تليف الكبد من التفاقم، وهو الأمر ذاته مع التهاب الكبد المناعي، الذي يرمِي علاجه إلى تقليل النشاط المناعي تجاه خلايا الكبد.
وكذا الحال إنْ كانتْ المشروبات الكحوليّة سببَ تليف الكبد، إذ يُعد الإقلاع عنها أمرًا حيويًّا لنجاح علاج تليف الكبد، وفي العموم لا تخلو خطّة العلاج – بغض النظر عن السبب – من الامتناع عن الكحول، لما له من أثرٍ ضارٍ، قد يحُول دون تعافي الكبد.
ينبغي أن تمتنع عن العادات غير الصحيّة التي من شانها الإضرار بالكبد، أو تأخير تعافيه، مع التزام الإرشادات الطبيّة الهادفة إلى تحسين الصحّة العامة، ما يُقلِّل مخاطر تليف الكبد، ويُساعدك في التعافي، ومِمّا يُجدُر بك فعله حيال ذلك:
لا علاج مُحدَّد لكل حالات تليف الكبد، ولكنْ تبعًا للأعراض التي يشكو منها المريض؛ يُحدِّد الطبيب الأدوية التي ينبغي تناولها لتخفيف تِلك الأعراض، ما يمنح المريض تعايُشًا أفضل مع تليف الكبد، ويتضمّن ذلك:
نودّ التنويه على أنّ الطبيب المُختَص هو المسؤول عن تحديد أدوية علاج تليف الكبد لكُل حالةٍ على حِدة، والجرعات التي ينبغي تناولها؛ لتجنُّب أيّ آثار جانبية أو تداخلات دوائيّة غير مرغوبة.
إذا بلغ تليف الكبد مراحله الأخيرة، وفشلتْ الأدوية في تخفيف أعراض ومضاعفات التليف الكبدي، فإنّ زراعة الكبد الخيار العلاجي المُتبقِّي كي تتحسّن حالة المريض، وذلك بزراعة جُزءٍ من كبدٍ إنسانٍ سليم، ومع مرور الوقت ينمو الكبد إلى حجمه الطبيعي لدى المريض والمُتطوِّع.
وتحظى عمليّات زراعة الكبد بنسبة نجاحٍ كبيرة، ومُعدّل بقاءٍ على قيد الحياة يصِل إلى 70-90% خلال العام الأول بعد العملية، وفقًا لبعض الدراسات.
يُساهم نمط الحياة الصحيّ في حمايتك من تليف الكبد لاحقًا، ويشمل ذلك النظام الغذائي، والنشاط البدني، وغير ذلك، فإليك بعض النصائح الوقائيّة:
ينبغي – عزيزي القارئ – أن تبدأ علاج تليف الكبد بمجرّد ظهور الأعراض الطفيفة، تجنُّبًا لتفاقُمها لاحقًا، ولتقليل خطر الإصابة بمضاعفات تليف الكبد التالية:
يزداد ضغط الدم داخل أوردة المريء بفعل ارتفاع ضغط الدم البابي، ومن ثَمّ تتضخّم تِلك الأوردة وتُصبح عُرضةً للتمزُّق والنزف، وتُعد دوالي المريء ضمن أبرز مضاعفات تليف الكبد وأكثر خطورة، إذ تُصيب 60-80% من المرضى، بمُعدّل نزيفٍ يصل إلى 20-25% من الحالات.
إذا لم يبدأ المريض في علاج تليف الكبد باكرًا؛ فإنّ السموم تتراكم في الدم بمُعدّلٍ أكبر مع قصور الكبد عن مُعالجتها، وبالطبع يتأثّر الدماغ سلبًا بتِلك السموم، وتشمل أعراض اعتلال الدماغ الكبدي:
مع ارتفاع ضغط الدم البابي تتّسِع الشرايين الحشوية (في منطقة البطن)، وتضيق الشرايين الكُلوِيّة، وبالتالي تقِل كميّة الدم المُتدفِّقة إلى الكُلى، ما ينجُم عنه عدّة مضاعفات أُخرى تنتهي بالفشل الكلوي، فيما يُعرف بالمتلازمة الكبدية الكلوية.
تُصيب تلك المتلازمة نحو 18% من مرضى تليف الكبد غير التعويضي في غضون عام، وترتفع النسبة إلى 38% بعد مُضى 5 سنوات على المرض، وبالطبع يحميك علاج تليف الكبد باكرًا من الفشل الكلوي.
يُعد تليف الكبد واحدًا من أسباب الإصابة بسرطان الكبد، ولكنّ بعض الدراسات الحديثة قد أشارتْ إلى تعرُّض 4% فقط من مرضى التليف الكبدي إلى السرطان.
هل تخطط للسفر للعلاج في مصر؟ نحن هنا لمساعدتك في الحصول على معلومات حول تكاليف السفر، تكاليف الإقامة، وتكاليف العلاج. أكمل البيانات التالية للحصول على سعر رحلتك للعلاج في مصر
[contact-form-7 id=”1934″ title=”Surgeries Form”]
تُفيد زيارة الطبيب المُتخصِّص في الأوعية الدموية في حالات نقص الصفائح الدموية، ودوالي المريء، وهما من المضاعفات التي قد يتعرّض لها مريض التليف الكبدي، وقد تحتاج الحالات المُتفاقمة من ارتفاع ضغط الدم البابي إلى استشارة أخصائي الأوعية الدموية.
تُساهم خبرة الطبيب وبراعته – لا شك – في الوصول إلى تشخيصٍ دقيقٍ، ومن ثَمّ تحديد علاج تليف الكبد وفق ما يُناسب حالة المريض، ولذا ننصح باختيار طبيبٍ واسع الخبرة، وحسن السُمعة، مع اهتمامه بالمتابعة الدوريّة حتى اكتمال التعافي.ونحن في عيادة الخليج نوصِلكم بأفضل أطباء أمراض الكبد في مصر، كي تضمَن أعلى نسب النجاح في علاج تليف الكبد.
يقع تليف الكبد في المركز الحادي عشر ضمن أكثر أسباب الوفاة على مستوى العالم، ففي عام 2017 مثلًا؛ أودى تليف الكبد بحياة أكثر من 40 ألف شخصًا، ولكنّ علاج تليف الكبد في بادئ الأمر يحدُّ من خطورته كثيرًا، ويُقلِّل مُعدّلات الوفاة.
أُجريَتْ عِدّة دراسات وإحصاءات طبيّة في ذلك الصّدد، ولا يُمكن الجزم بعدد سنوات مُعيّن يحياه المريض بعد إصابة بتليف الكبد، وقد أفادتْ واحدةٌ من تِلك الدراسات أنّ أغلب مرضى تليف الكبد التعويضي يحيون 9-12 سنة بعد الإصابة، في حين تقل فُرَص النجاة كثيرًا مع تليف الكبد غير التعويضي.
من ناحيةٍ أُخرى، قاس الخُبراء مُعدّلات البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بتليف الكبد في مراحله المُختلفة، وفقًا لمقياس تشايلد بووغ، الذي يُقسِّم المرضى إلى ثلاث درجات تبعًا لظهور الأعراض، كما يتّضح من الجدول الآتي:
مقياس تشايلد – بووغ | مُعدل البقاء على قيدالحياة لثلاثة أشهر | مُعدل البقاء على قيد الحياة لسنة | مُعدل البقاء على قيد الحياة لسنتين |
الدرجة الأولى | 95.7% | 95% | 90% |
الدرجة الثانية | 88.8% | 80% | 70% |
الدرجة الثالثة | 59.9% | 45% | 38% |
ليس تليف الكبد بذاته مرضًا مُعديًا، ولكنّ الأسباب الكامنة وراءه قد تكون مُعدية، وتحديدًا تليف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الوبائي C أو B، إذ تنتقِل تلك الفيروسات المُسبِّبة لالتهاب الكبد عبر الدم من شخصٍ لآخر.
يُسبِّب تليف الكبد تراكمًا للسموم في الدم، ما يؤثِّر في وظائف الدماغ، بما في ذلك القدرة على التركيز، والذاكرة، وانتهاءً بالغيبوبة الكبدية، ولكنْ لا يُعرَف اقترانٌ واضح بين تليف الكبد وفقدان العقل.
لا يُعدّ تليف الكبد نوعًا من السرطان، وإنّما هو تكوُّن أنسجة ندبيّة داخل الكبد، تحل محلّ الأنسجة السليمة، وبالتالي تقل كفاءة الكبد، ومع ذلك قد تزداد فرصة الإصابة بسرطان الكبد مع تأخير علاج تليف الكبد الناتج عن عدوى الكبد الفيروسية.
أول ما يبحث عنه الطبيب أثناء تشخيص مرض الكبد في مراحله المختلفة هو أسباب تليف الكبد، وذلك لبدء علاج سليم فعال ينقذ
تختلف درجات تليف الكبد على حسب نوع الفيروس الذي يصيب الكبد، ومدى نشاطه، والمدة التي أخذها المريض لاكتشاف الإصابة بتليف الكبد. وفي
لا تظهر أعراض التهاب الكبد في جميع حالات الالتهاب، إذ توجد بعض حالات الالتهاب الخفيفة، والتي تختفي دون علاج ودون ظهور أي
هل تليف الكبد يسبب الوفاة؟ من المعروف أن دور الكبد في الجسم مهم جدًا، إذ يزيل السموم والأدوية من الجسم، أو تكوين
هل تخطط للسفر للعلاج في مصر؟ نحن هنا لمساعدتك في الحصول على معلومات حول تكاليف السفر، تكاليف الإقامة، وتكاليف العلاج. أكمل البيانات التالية للحصول على سعر رحلتك للعلاج في مصر
[contact-form-7 id=”1934″ title=”Surgeries Form”]
موقع عيادة الخليج هو دليل طبي باللغة العربية لتعريف المواطنين من دول مجلس التعاون الخليجي على أفضل الأطباء والمراكز الجراحية للعلاج بالخارج