اسباب الكبد الدهني المتعارف عليها

اسباب الكبد الدهني المتعارف عليها

لا يفتأ الكبد الدهني ينتشر في أقطار العالم كافّة، فمع شيوع السلوكيّات الحياتيّة والغذائيّة غير الصحيّة؛ فاقتْ مُعدّلاتُ الإصابة بالكبد الدهني المتوقّع، إذ كشفتْ إحصائيّةٌ طبيّةٌ عام 2022 عن بلوغ نسبة المصابين بالتهاب الكبد الدهني – على مستوى العالم – 29.8%، فإذا كنت ساعيًّا وراء الوقاية من التهاب الكبد الدهني؛ فإنّ إدراكَ اسباب الكبد الدهني أوّل خُطى الوقاية منه، وهو ما نُقدِّمه لك في المقال الآتي، مع بيان ما ينبغي فور ظهور علامات الكبد الدهني لديك.

ما هي اسباب التهاب الكبد الدهني؟

تتوالى الأبحاث – إلى يومنا هذا – تنقيبًا وراء اسباب الكبد الدهني، التي مازالت غير واضحة بالقدْر الكافي، ولكن ممّا توصّل إليه الباحثون؛ أنّ العوامل الآتية قد ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتهاب الكبد الدهني.

1- السمنة

ترتبط السمنة بكثيرٍ من الأمراض المؤثِّرة على وظائف الجسم، وتكُمن علاقة السمنة بالتهاب الكبد الدهني؛ في مقاومة الأنسولين التي تنشأ غالبًا لدى مرض السمنة، إذ تزيد احتمالية تراكم الدهون داخل الكبد، ولذا يُعاني 75% من مرضى السمنة التهابَ الكبد الدهني أيضًا.

2- داء السكري من النوع الثاني

داء السكر من النوع الثاني اضطرابٌ في التمثيل الغذائي، إذ تعجز خلايا الجسم عن استقبال جزئيات الجلوكوز، ويزداد تركيزه في الدم، ولكن كيف يمكن أن يكون السكري أحد اسباب الكبد الدهني؟

إذ يرتبط داء السكري من النوع الثاني بمقاومة الأنسولين، مما يؤثِّر على توازن أيض الدهون بالجسم، ويُعزِّز فرص الإصابة بالتهاب الكبد الدهني، وقد أظهرت بعض الدراسات أن 50-75% من مرضى السكرى يُصابون بالتهاب الكبد الدهني كذلك.

3- متلازمة التمثيل الغذائي

تجمع متلازمة التمثيل الغذائي (Metabolic syndrome)، بين تراكم الدهون في منطقة البطن، وزيادة مستوى السكر في الدم، وارتفاع مستوى ضغط الدم، وكُلٌّ من أولئك عاملٌ مؤثِّرٌ في إصابتك بالتهاب الكبد الدهني، وقد أفادت دراسةٌ طبيّةٌ أنّ 48% من مرضى تلك المتلازمة يُعانون السمنة.

4- ارتفاع مستوى ضغط الدم

يجمُع ارتباطٌ وثيقٌ بين داء ارتفاع ضغط الدم المزمن، والإصابة بالتهاب الكبد الدهني، إذ يُعاني أكثر من 15% من مرضى الضغط التهابًا دهنيًّا في الكبد، فضغط الدم المرتفع يُعزز فرص الإصابة بالتهاب الكبد، والعكس أيضًا.

ويظل الرابط بين المرَضين غير واضحٍ إلى الآن، إلّا أنّ بعض الخبراء يرَوْن دورًا لمقاومة الأنسولين في العلاقة المشتركة بين ضغط الدم المرتفع، والكبد الدهني.

5- ارتفاع مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية

الكوليسترول والدهون الثلاثية نوعان مختلفان من شحميات (دهون) الدم، ولِزيادتهما عن مستواهما الطبيعي أضرارٌ متعدِّدة، تتضمّن التهاب الكبد الدهني؛ نتيجة قصور الكبد عن التعامل مع القدر الزائد من الدهون، وبالتالي تتراكم تِلك الدهون في خلايا الكبد.

5- اضطرابات أيض الدهون

تتضمن اسباب الكبد الدهني بعض الاضطرابات في أيض الدهون بالجسم، والتي ترجع إلى تحوّرٍ أو اختلالٍ في العوامل الوراثية، مثل:

  • متلازمة باسن – كورنزفايغ.
  • نقص البروتين الشحمي بيتا من الدم.
  • فرط شحميات الدم المشترك العائلي.
  • داء اختزان الغليكوجين.
  • مرض ويبر – كريستيان.
  • الضمور الشحمي.

6- عوامل تغذوِيّة

أشار بعض الباحثين إلى ارتباط بعض العوامل التغذويّة بمرض التهاب الكبد الدهني، وفيما يلي أبرز اسباب الكبد الدهني الغذائية:

  • التغذية الوريدية طويلة الأمد: إنّ اقتصار تغذية المريض على الحقن الوريدي، لمدّة طويلة، يؤدي إلى استنزاف مادة الكارنيتين الضرورية لإتمام بعض عمليات أيض الدهون داخل الكبد؛ مما قد يُراكِم الدهون في خلايا الكبد.
  • فقدان الوزن سريعًا: يُعرِّضُك الفقدان السريع للوزن، باللجوء لإحدى عمليات السمنة، إلى التهاب الكبد الدهني، وذلك نتيجة الضغط الكبير الذي يقع على الكبد، في أيض الكمّ الهائل من الدهون التي تتحرّر من الخلايا الدهنية.
  • المجاعة: يُمكن أن تُودِي بك المجاعة إلى التهاب الكبد الدهني، بعِدّة عوامل، نتيجة افتقار الجسم للعناصر الضرورية لأيض الدهون، بالإضافة إلى الإجهاد التأكسدي المتزايد.
  • تعاطي الكحول: تزداد احتمالات الإصابة بالتهاب الكبد الدهني، مع تناول كمٍّ كبيرٍ من المشروبات الكحوليّة، في إطار زمني ضيّق، أو بالمداومة على تعاطي الكحول لسنوات عديدة.

ما هي أنواع التهاب الكبد الدهني؟

هناك نوعان رئيسيَّان لالتهاب الكبد الدهني، تختلف اسباب الكبد الدهني لكُلٍّ منهما، وهما على النحو الآتي:

1- التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)

هو النوع الأكثر شيوعًا لالتهاب الكبد الدهني، والأكثر حظوةً من اسباب الكبد الدهني، إذ يُمكن أن ينشأ عن مقاومة الأنسولين، أو زيادة وزن الجسم، وتراكم الدهون في البطن، أو الاختلالات الجينية، إلى غير ذلك مما سبق ذكره.

وإذا لم يُعالَج التهاب الكبد الدهني غير الكحولي في الوقت المناسب، وتُرِك ليتفاقم؛ فإنّه قد يصِل بك إلى تليُّف الكبد، أو ربما سرطان الكبد.

2- التهاب الكبد الدهني الكحولي (ASH)

يختصّ ذلك النوع بالمشروبات الكحولية فقط، وهو من بين اسباب الكبد الدهني، وتختلف درجاته تبعًا لعدّة عوامل متعلّقة بطبيعة تناول الكحول، مثل: المقدار اليومي، مدّة تعاطي الكحول، ونحو ذلك، وفي الدرجات الخطِرة منه؛ قد يؤدي إلى فشل الكبد، فالوفاة.

ما هي العوامل التي تساعد على انتشار المرض؟

تتشابه عوامل انتشار المرض وتفاقمه، مع اسباب الكبد الدهني بعض الشيء، إذ ربّما تتضافر عواملٌ عِدّة، في نشوء المرض، ثُم تُفاقِمه لاحقًا، إذا لم تُدرَك بالعناية الطبية اللازمة، ومِن العوامل المساعدة على تفاقم الكبد الدهني:

  • زيادة الوزن.
  • تعاطي الكحول.
  • مقاومة الأنسولين.
  • فرط شحميات الدم.
  • داء السكري من النوع الثاني.
  • تناول أدوية دون إشراف طبي.

ما الذي يجب فعله عند ظهور علامات التهاب الكبد الدهني؟

يجدُر بك – عزيزي القارئ – فور ملاحظة علامات التهاب الكبد الدهني المبكّرة، مثل: الإجهاد الدائم، وفقدان الوزن، واليرقان، والأوردة العنكبوتية – أوردة متمدِّدة بارزة تحت الجلد -؛ أن تُبادر باستشارة الطبيب المختص.

كُلما تداركتَ التهاب الكبد الدهني بالعلاج باكرًا؛ كُلّما زادت فُرَص التعافي، وتجنّبتَ تليّف الكبد لاحقًا، ولذا ينبغي عمل الفحوصات والتحاليل التي يطلبها الطبيب؛ لتشخيص التهاب الكبد الدهني، واتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة حينئذ.

كيف يمكن تجنب الإصابة بالتهاب الكبد الدهني؟

تكمُن الوقاية من التهاب الكبد الدهني ابتداءً، في مجانبة اسباب الكبد الدهني، وتحسين النمط الحياتيّ العام، وإليك بعض النصائح الوقائيّة من التهاب الكبد الدهني:

  • تخلّص من الوزن الزائد، تحت إشرافٍ طبيّ.
  • احرص على علاج الأمراض المزمنة، مثل: السكري.
  • أقلِع عن التدخين، وتجنّب تناول المشروبات الكحوليّة تمامًا. 
  • اتّبِع نظام غذائي صحي، دون الإكثار من السكريات، وخاصّةً الفركتوز.
  • لا تتناول أدويةً دون إشرافٍ طبيّ، لما قد يسببه بعضها من أضرارٍ للكبد.
  • أجرِ فحوصات الدم دوريًّا؛ للاطمئنان على حالتك الصحيّة، والكشف عن مقدمات الأمراض.

المصادر

مقالات ذات صلة

Scroll to Top