لا بدّ أنك صادفت أحد الأشخاص -أو كنت أحدهم- الذين يبدون توتراً وكرهاً غير طبيعياً للأصوات الاعتيادية المحيطة بنا والتي قد لا ينتبه إليها أشخاص آخرون بطبيعة الحال، فما سبب هذه العصبية الزائدة عند سماع الأصوات؟ وهل لها دلالة خفية على مرض ما ؟ وكيف يمكن علاج هذه الحالة؟ سنتعرف على ذلك وأكثر في مقالنا التالي، نتمنى لكم قراءة ممتعة .
كيف أعرف أني مصاب بالميزوفونيا؟
في حال كنت جالساً ضمن اجتماع عائلي أو مع أصدقائك و كان أحد الأفراد من حولك يتناول الطعام بصوتٍ عالٍ، أو أنّ أحدهم استمر في النقر على الطاولة أمامه باستمرار، ولعلّ شخصاً آخر جلس إلى جانبك وقام بهزّ رجله بشكل مستمر وبدون انقطاع على سبيل المثال ؛ إذا قامت جميع تلك التصرفات السابقة أو غيرها باستفزازك وسببت لك توتراً ملحوظاً فعلى الأرجح أنت تعاني من الميزوفونيا – التوتر بسبب الأصوات .
ما هو تعريف الميزوفونيا حسب العلماء ؟
في البداية تم تصنيف الميزوفونيا – التوتر بسبب الأصوات على أنها شكل من أشكال الوسواس القهري، الأمر الذي تم نفيه لاحقاً.
وتم تعريف الميزوفونيا – التوتر بسبب الأصوات على أنها كره جميع الأصوات الصادرة من الإنسان بشكل خاص.
على سبيل المثال : يشعر الشخص الذي يعاني من الميزوفونيا – التوتر بسبب الأصوات بشعور مزيج من الكره والعصبية إذا سمع صوت إنسان يتنفس بالقرب منه، ولكنه لا يبدي نفس الشعور في حال سمع أنفاس الكلب مثلاً، كما أنه لا يظهر أي رد فعل حادّ تجاه سماع أصوات أنفاسه الخاصة به.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالميزوفونيا – التوتر بسبب الأصوات؟
من الممكن أن يصاب الرجال والنساء على حدّ سواء، وفي أي مرحلة عمرية ولكنها غالباً ما تظهر في نهاية مرحلة الطفولة وبداية مرحلة المراهقة أي بين 9 إلى 13 سنة.
ولكن ما سبب الشعور بهذا الانفعال غير المسيطر عليه عند سماع بعض الأصوات البشرية ؟
في الواقع، وجد عند الأشخاص المصابين بالميزوفونيا – التوتر بسبب الأصوات استثارة (تنبيه) غير طبيعية للفص الجبهي من الدماغ تتفعل عند سماع تلك الأصوات المكروهة.
الأمر لا يقف عند هذا وحسب، هنالك العديد من التظاهرات والأعراض الأخرى التي من الممكن أن تظهر كرد فعل على التوتر بسبب الأصوات منها ارتفاع ضغط الدم خاصة عند الأشخاص الذين يملكون عوامل خطورة لارتفاع الضغط أو المصابين أساساً بارتفاع الضغط الشرياني. من ناحية أخرى من الممكن أن يحدث نتيجة كره الأصوات ارتفاع في درجة حرارة الجسم، كما أن عدد ضربات القلب من الممكن أن تزداد نتيجة الأمر ذاته.
الأمر الذي يصعب تصديقه أنه في بعض الحالات المستعصية فإن ردات الفعل تجاه الأصوات تكون شديدة جداً وغير مسيطر عليها وتشبه الاختلاجات التي تحدث خلال نوبات الصرع.
متى تصبح الميزوفونيا – التوتر بسبب الأصوات أكثر خطورة ؟
قد تتحول الحالة من انزعاج بسيط دون إبداء رد فعل ظاهر إلى رد فعل عنيف لفظي أو جسدي تجاه الآخرين الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية كثيرة لذلك ينبغي علاج هذه الحالة وعدم تجاهلها.
كيف تعالج حالة الميزوفونيا – التوتر بسبب الأصوات ؟
من غير الموفق نصح المصاب بالميزوفونيا – التوتر بسبب الأصوات بتجاهل أو تفادي أو غض السمع عن الأصوات التي تزعجه لأن هذا الأمر غير ممكن.
ينصح باستخدام الأدوية مثل المهدئات في بعض الحالات الشديدة جداً والمعندة، وفي الحالات الأخرى الأبسط ينصح بما يلي :
- استخدام سدادات الأذن أو السماعات عند التواجد في مكان يسبب لك التوتر والقلق.
- القيام بجلسات التأمل والاسترخاء النفسي.
- الابتعاد قدر الإمكان عن الأجواء المليئة بالمؤثرات الصوتية المزعجة.
- توعية المحيطين بك بالحالة التي تعاني منها وشرح ما تشعر به بوضوح .
في النهاية ننصح الجميع بضرورة التحلي بالصبر والسيطرة على ردود الأفعال قدر الإمكان، مع التأكيد أن الميزوفونيا – التوتر بسبب الأصوات هي حالة نفسية وليست مرضاً بحد ذاته .
مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية .
كيف اعالج نفسي من الميسوفونيا؟
حلو كتير ننتظر المزيد وشكرا