التحجر من المشكلات الشائعة بعد عملية شفط الدهون، وينشأ غالبًا نتيجة تراكم السوائل أسفل الجلد، أو بسبب عدم إجراء العملية بشكلٍ صحيح في بعض الأحيان، وقد يستمر ذلك التحجر بضعة أسابيع إلى أن يزول تلقائيًا، لكن ماذا إن استمرّ ولم يختف؟ دعنا نتعرّف إلى أهم طرق علاج التحجر بعد شفط الدهون مهما كانت شدّة ذلك التحجر.
ما هو التحجر بعد عملية شفط الدهون؟
التحجر بعد عملية شفط الدهون، أو التليّف؛ يعني تندّب الأنسجة أو زيادة سمكها، أو بمعنى آخر نشوء أنسجة ليفية في مكان العلاج.
التليّف عملية طبيعية تحدث خلال التعافي بصفته استجابة الجسم تجاه الإصابة أو الالتهاب، وفي حالة شفط الدهون، ينشأ التليف بسبب إصابة الأنسجة خلال عملية شفط الدهون.
وقد يُؤدِّي ذلك التليف لا إلى التحجر فقط، بل إلى عدم انتظام شكل الجلد أيضًا، ما يُؤثِّر سلبًا في شكل المريض.
متى يبدأ التحجر بعد شفط الدهون؟
قد يبدأ التحجر بعد شفط الدهون ب3 – 4 أيام، وقد يستمر حتى 2 – 4 أسابيع، ويعتمد ذلك على كمّ السوائل المُجتمعة أسفل الجلد، وكذلك سرعة زوالها.
إلى متى يستمر التحجر بعد شفط الدهون؟
يختلف وقت استمرار التحجر بعد شفط الدهون من مريضٍ لآخر، لكن عادةً يزول ذلك التحجر تلقائيًا في بضعة أسابيع أو أشهر، خاصةً إذا كان التحجر ناجمًا عن تراكم السوائل أسفل الجلد.
لكن إذا نشأ التحجر من خطأٍ جراحي، أو بسبب عدم ارتداء المريض للملابس الضاغطة، فقد يستمر التحجر فترةً أطول؛ لذا ينبغي متابعة الطبيب باستمرار بعد عملية شفط الدهون.
الأعراض المرتبطة بالتحجر بعد شفط الدهون
تختلف الأعراض المرتبطة بالتحجر بعد شفط الدهون مريضٍ لآخر حسب شدّة ذلك التحجر، وتُعدّ الأعراض التالية هي الأكثر شيوعًا:
- تكوّن كتل أو وعورة الجلد في المناطق المُعالَجة بشفط الدهون.
- تموّجات في سطح الجلد.
- تصلّب البشرة أو الأنسجة.
- ألم في منطقة العلاج.
- تقيّد حركة المنطقة المُعالَجة.
- تنميل أو فقد الإحساس باللمس الخفيف.
- الإحساس بشدّ في المنطقة المصابة عند الحركة.
أسباب التحجر بعد عملية شفط الدهون
قبل معرفة ما هي طرق علاج التحجر بعد شفط الدهون، فإنّ العِلم بالأسباب من الأهمية بمكانٍ لتحديد سبل العلاج الأقرب للقضاء على ذلك التحجّر، وفيما يلي أبرز أسبابه:
1- تراكم السوائل
تخلق عملية شفط الدهون أنفاقًا داخلية عديدة تحت الجلد، وقد تُملأ هذه المساحات الجوفاء بسوائل طبيعية، مُسبِّبةً وعورة سطح الجلد وعدم انتظامه.
وهذه الكتل المُتكوِّنة أو التحجر بعد شفط الدهون شائع، خاصةً عند شفط الدهون من بعض المناطق الكبيرة في الجسم، مثل: الظهر، الفخذ، أو البطن.
قد يُعانِي المريض عدم انتظام في الجلد شبيه بالسليوليت بعد العملية لمدة أسبوعين، بينما قد يستمر شهرًا لدى بعضهم مع تراجع مرونة الجلد، وعمومًا إذا كان التحجر بعد شفط الدهون ناجمًا عن تراكم السوائل، فمن المُفترَض أن يزول تلقائيًا.
2- تقنية غير صحيحة
قد ينشأ التحجر بعد شفط الدهون من عدم إجراء العملية بطريقة صحيحة؛ نتيجة بقاء بعض الدهون بعد العملية، خاصةً إذا أنشأ الجرّاح انبعاجات عن غير قصد؛ نتيجة شفط قدرٍ كبيرٍ من الدهون، أو تكوّنت كتل صغيرة نتيجة لعدم إزالة ما يكفي من الدهون.
3- تجمّع دموي
قد لا تحتاج إلى علاج التحجر بعد شفط الدهون، إن كان ناشئًا عن تجمّع دموي؛ إذ يسع المريض الانتظار إلى أن يُمتصّ الدم في غضون أشهر، أو قد يحصل على العلاج إذا استمرّ التجمع الدموي ولم يختف.
4- نسيج ندبي
قد يزداد سمك النسيج الندبي (التليّف) في حالات نادرة، مُسبِّبًا تموّج الجلد، وقد يستمر التحجر إثر ذلك فترةً طويلة، بل قد يحتاج المريض إلى علاجٍ تصحيحي لهذه المشكلة.
5- سوء الشفاء
إذا لم يتّبع المريض تعليمات الطبيب بعد شفط الدهون بدقة، فقد يحتاج إلى علاج التحجر بعد شفط الدهون، خاصةً أنّ هذه التعليمات تحفظ تعافي والتئام الأنسجة، فإن لم تلتئم على الوجه المطلوب، نتج التحجر.
6- العدوى
قد تُؤدِّي الإصابة بعدوى بعد شفط الدهون إلى التحجر، خاصةً إذا لم يتناول المريض المضادات الحيوية الموصوفة من قبل الطبيب.
7- قلة الحركة
الجلوس فترات طويلة بعد شفط الدهون من أسباب التحجر المُحتمَل، ويُنصَح بالحركة كل 5 دقائق بعد العملية، وبمُجرّد شعور المريض بالتحسّن، يُمكِنه ممارسة التمارين الرياضية لكن بعد استشارة الطبيب.
8- عدم ملاءمة المشدّ الطبي
إذا لم يلتزم المريض بارتداء المشد الطبي بعد العملية وفق توجيهات الطبيب، أو كان المشد الطبي غير ملائم له، ويُنصح باستشارة الطبيب على الفور حال الشعور بأيّ تحجر.
علاج التحجر بعد شفط الدهون
يسهل علاج التحجر بعد شفط الدهون كُلّما رصده المريض مبكرًا، واستشار الطبيب على الفور، ويُمكِن علاج هذا التحجر وتسريع الشفاء والتئام الأنسجة بعد شفط الدهون بالطرق الآتية:
1- ارتداء المشد الطبي
يُعدّ ارتداء المشد الطبي المناسب من أفضل طرق علاج التحجر بعد شفط الدهون؛ إذ يساعد في منع تراكم السوائل، ومِنْ ثَمّ الحد من الكتل والنتوءات والتحجر بعد العملية، إضافةً إلى تخفيف التورّم.
ينبغي ارتداء المشد الطبي لمدة أسبوعين بعد شفط الدهون، ويُسمَح بإزالته فقط في وقت الاستحمام، وبدءًا من الأسبوع الثالث، يُمكِن ارتداء المشد الطبي ليلًا فقط.
2- التصريف اللمفاوي اليدوي
التصريف اللمفاوي اليدوي أحد أبرز طرق علاج التحجر بعد شفط الدهون؛ إذ يعتمد على تدليك مُعيّن للسماح بتدفّق السوائل عبر الأنفاق أسفل الجلد، وبمساعدة الجهاز اللمفاوي.
كما يساعد هذا التدليك في تحرير كرات الدم المحبوسة، إضافةً إلى تخفيف التورم والكدمات بدرجةٍ كبيرة.
عادةً يحتاج المريض إلى 4 – 6 جلسات من تدليك التصريف اللمفاوي اليدوي، وبوسع المريض أن يُدلِّك نفسه في المنزل في أول 4 أسابيع بعد عملية شفط الدهون.
لكن ينبغي الحذر من أنّ ذلك التدليك قد يُسبِّب مشكلات للمريض أحيانًا، خاصةً إذا ظهرت عليه علامات العدوى، مثل:
- التورم أو الاحمرار.
- ارتفاع درجة الحرارة.
أو عدم قدرته على تحمّل ضغط في منطقة العملية، ففي تلك الحالات قد يضرّه التدليك، بل وقد يُؤثِّر في شكل الجسم.
3- الليزر
شد الجلد عن طريق الليزر واحد من طرق علاج التحجر بعد شفط الدهون؛ إذ يُسلّط الليزر على الجلد؛ لتحفيز إنتاج الكولاجين وشدّ البشرة، ما يساعد على زوال التحجر وملاءمة الجلد للشكل الجديد للجسم.
4- الموجات فوق الصوتية والترددات الراديوية
تُستخدَم هذه الطرق العلاجية بشكل رئيس في التخلص من الجيوب الدهنية الصغيرة أسفل الجلد؛ إذ تُسخِّن الخلايا الدهنية، وتساعد على ارتخاء الأنسجة، وتليين التحجر، إضافةً إلى تعزيز الدورة الدموية.
5- الجراحة والشفط بالإبرة
الجراحة هي الخيار الأخير ضمن طرق علاج التحجر بعد شفط الدهون، ويلجأ إليها الطبيب في حالة تكوّن أكياس دهنية (نخر الدهون) أسفل الجلد؛ إذ ينبغي استئصالها في هذه الحالة، إمّا بتدخلٍ جراحيٍ محدود، أو بشفطها بإبرة.
ويُمكِن للجرّاح رصد الأكياس الدهنية باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي، الموجات فوق الصوتية، أو حتى الأشعة السينية، وتُعدّ هذه الأكياس الدهنية المُسبِّبة للتحجر من المضاعفات النادرة لعملية شفط الدهون، كما يصعب حدوثها مع إجراء العملية على يدّ جراحٍ ماهر.
كيفية تجنب التحجر بعد العملية؟
يمكن تجنّب التحجر بعد شفط الدهون باختيار جراح ماهرٍ، مُتمرّس في عمليات شفط الدهون، وهذا بدايةً.
ثانيًا، ينبغي للمريض التزام تعليمات الطبيب قبل العملية وبعدها لتجنّب ذلك التحجر، أو أي مضاعفات أخرى لعملية شفط الدهون، خاصةً أنّ إهمال تلك التعليمات يزيد فرص الإصابة بمشكلات صحية بعد العملية.
نصائح لتجنب التحجر بعد العملية
بعد أن عرفت أهم سبل علاج التحجر بعد شفط الدهون، فيما يلي أهم النصائح التي تساعدك على تجنّب التحجر والاستغناء عن العلاج:
- اختيار جرّاح تجميل ذي خبرة في عمليات شفط الدهون.
- اتِّباع تعليمات الطبيب بدقة بعد عملية شفط الدهون.
- ارتداء المشد الطبي وفق توجيهات الطبيب، فذلك مما يساعد في تقليل التحجر أو منعه.
- الحصول على تدليك التصريف اللمفاوي اليدوي بعد سماح الطبيب به؛ فهو يساعد في تصريف السوائل المتراكمة.
- الحرص على تعليمات الطبيب قبل العملية، ومن ذلك اتِّباع نظام غذائي صحي، وتجنّب التدخين، إضافةً إلى التمارين الرياضية، فذلك يُعزِّز الدورة الدموية وسريان الدم، ويكبح فرص التليف والتحجر.
- الحصول على مكملات فيتامين أ وفيتامين ج بعد استشارة الطبيب؛ لما لها من دور في تسريع الشفاء وتعزيز الالتئام، إضافةً إلى مساهمة فيتامين ج في إنتاج الكولاجين.
- تناول أطعمة صحية للحفاظ على الوزن، مثل: الفواكه والخضروات، واللحوم الخالية من الدهون مع تجنّب السكريات والدهون المشبعة، إضافةً إلى الأطعمة المُصنّعة.
- ممارسة التمارين البدنية الخفيفة؛ كالمشي 30 دقيقة يوميًا؛ للتخلّص من التحجر والكتل الصلبة بعد عملية شفط الدهون.
أهمية الاستشارة الطبية المبكرة
من المهم استشارة الطبيب مبكرًا لمعرفة أنسب طرق علاج التحجر بعد شفط الدهون، خاصةً أنّ الاستشارة المبكرة تُساعِد في زوال التحجر سريعًا؛ لأنّ استمرار التحجر فترةً طويلةً يزيد التليف، ويخفض فرص نجاح العلاج.
أيضًا، فالاستشارة الطبية المبكرة ضرورية بعد أي عملية، خاصةً مع ظهور أعراض العدوى أو أعراضٍ غير اعتيادية، مثل: الألم الشديد، أو التورّم الشديد؛ إذ بعض الأعراض تستدعي علاجًا على الفور دون تأجيل.
الخلاصة
ينشأ التحجر بعد شفط الدهون من تراكم السوائل عادةً تحت الجلد، ويُمكِن علاج التحجر بعد شفط الدهون من خلال ارتداء المشد الطبي المناسب، التصريف اللمفاوي اليدوي، وقد تستدعي بعض الحالات استخدام الليزر أو الموجات فوق الصوتية للتخلص من ذلك التحجر، ويُمكِن تجنّبه ابتداءً بالحرص على تعليمات الطبيب بعد العملية.
المصادر