تشكو كثير من الأمهات من آلام الثدي خاصةً أثناء الرضاعة، ولعلَّ السبب في ذلك عدم معرفة الطريقة الصحيحة للرضاعة؛ لذا نُقدِّم لكِ في هذا المقال طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة، بالإضافة إلى العلامات التي تدلُّ على حصول الطفل على ما يكفيه من الغذاء.
كيف تحدث الرضاعة؟
قبل الانطلاق إلى طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة، لا بُدَّ من معرفة كيفية حدوث الرضاعة تحديدًا. تعتمد عملية الرضاعة على وجود حلمة الثدي داخل فم الرضيع، وعندما يبدأ الطفل في مص حلمة الثدي، يبدأ الثدي في إفراز اللبن مِنْ أجل الطفل. لذا فإنَّ عدم مص الطفل للثدي بشكلٍ صحيحٍ، إمَّا لمُشكلةٍ صحية لدى الطفل، أو عدم اتباع طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة، ينتج عنه مشاكل الرضاعة الشائعة، بالإضافة إلى سوء تغذية الطفل.
علامات تدل علي الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة
نجاح عملية الرضاعة له علاماتٌ تدلُّ على حصول الطفل على ما يحتاجه من الحليب، مثل:
- زيادة الوزن: تُعدُّ زيادة وزن الطفل حديث الولادة أحد علامات طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة، وحصوله على ما يحتاج إليه من الغذاء.
- سعادة الطفل: إذا لم يبكِ الطفل، أو يكون مضطربًا بعد الرضاعة، فإنَّ ذلك دليلٌ على تمام عملية الرضاعة، بالإضافة إلى أنَّ معظم الأطفال يستغرقون في النوم بعد الرضاعة كدليل على الشبع.
- عدد الحفاضات المُتسِّخة: يحتاج الطفل إلى تغيير حفاضته 6 – 12 مرة في اليوم، منها 4 مراتٍ لخروج البراز وهي دليل على حصوله على ما يحتاج إليه من الغذاء.
إرشادات وتعليمات من الأطباء عن طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة
ينصح الأطباء بالتأكُّد من أنَّ الطفل في وضعية صحيحة تسمح له بالرضاعة، وللتأكُّد من ذلك عِدَّة علامات، مثل:
- تغطية شفتي الطفل لحلمة الثدي بالإضافة إلى الجزء الدائري حولها.
- ملاحظة حركة الفك السُفليِّ للطفل أثناء الرضاعة.
- سماع أصوات يُصدِرها الطفل أثناء الرضاعة، وهي أصوات بلع الحليب.
- في حالة الشعور بالألم أثناء الرضاعة، فقد يكون ذلك نتيجة عدم ضمِّ الطفل لحلمة الثدي بشكلٍ صحيحٍ.
- ينبغي أن تكون أنف الطفل ملامسة لثدي الأم أثناء الرضاعة، وفي حالة الخوف من أن يصعب تنفُّس الطفل، فيُمكنكِ خفض الثدي قليلًا بيديكِ أمام أنف الطفل.
- لا ينبغي للطفل أن يُدِير رأسه، أو يضغط على رقبته أثناء الرضاعة، فإنَّ حدث ذلك، فلأنَّ وضعية الرضاعة غير صحيحة غالبًا.
وضعيات الرضاعة الصحيحة للأطفال الرضع
تتنوع طريقة الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة إلى عِدَّة وضعيات، مثل:
- وضعية المهد.
- المهد المعكوس.
- الاستلقاء الجانبي.
- وضع الكرة.
1. وضعية الرضاعة بالمهد
تُعدُّ وضعية المهد طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة، إذ تحتوي الأم رأس الطفل مع دعم ظهر الطفل بساعِد الأم؛ بالتالي يكون وجه الطفل مواجهًا للأم، ومِنْ ثَمَّ يكون الثدي في مواجهة الطفل.
2. وضعية الرضاعة بالمهد المعكوس
وهي عبارة عن احتواء الطفل بالذراع المعاكس للثدي الذي يرضع منه، فإِنْ كان يرضع من الثدي الأيمن على سبيل المثال، فتحتويه الأم بالذراع الأيسر والعكس بالعكس. تضع الأم راحة يدها بالإضافة إلى الساعِد أسفل رأس الطفل، ومِنْ ثَمَّ يكون الطفل مواجهًا للأم. هذه الوضعية تُساعِد الأطفال حديثي الولادة، أو الذي يُعانُون من مشكلات مُتعلِّقة بمص ثدي الأم؛ بالإضافة إلى أنَّها تدعم رأس الرضيع.
3. وضعية الرضاعة بالاستلقاء الجانبي للأم
تُعدُّ وضعية الاستلقاء الجانبية طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة أيضًا، فبينما تكون الأم مستلقية على جانبها، يُمكِن أن تضع الطفل بمحاذاتها بحيث يكون وجهه مواجهًا لها، ثُمَّ سحب الطفل بالقرب منها؛ كي يتمكَّن من الرضاعة، وهذه الوضعية تُساعِد الأم التي ولدت من خلال العملية القيصرية. لكن ينبغي الانتباه حال أخذ هذه الوضعية للرضاعة من نوم الأم أثناء رضاعة الطفل، إذ قد يتسبَّب ذلك في زيادة فرص الوفاة المفاجئة للطفل؛ ومِنْ ثَمَّ لا ينبغي النوم أثناء رضاعة الطفل باستخدام وضعية الاستلقاء الجانبي.
4. وضعية كرة القدم طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة
تتضمَّن تلك الطريقة حمل الطفل بأحد الذراعين الذراع الأيمن مع الثدي الأيمن، أو الذراع الأيسر مع الثدي الأيسر مع تدعيم رأس الطفل بواسطة ساعِد الأم. تُساعِد هذه الطريقة بشكلٍ أخص النساء اللاتي خضعن لولادة قيصرية، أو إذا كان حجم الثدي كبيرًا، أو كان حجم الطفل صغيرًا. كذلك فإن تلك الطريقة مُناسبة بشكلٍ كبيرٍ في حالة ولادة الأم عِدَّة أطفال.
ما هي صعوبات الرضاعة عند كل من الأم والرضيع؟
تتضمَّن صعوبات الرضاعة عند الأم ما يلي:
- ألم حلمة الثدي: تُعدُّ هذه من أكثر مشكلات الرضاعة شيوعًا وهي غالبًا ما تكون نتيجة عدم اتباع طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة، ما يجعل الرضيع يضغط على الحلمة؛ ليحصل على الحليب، ومِنْ ثَمَّ قد تشعر المرأة ببعض الألم.
- احتقان الثدي: قد يحتقن الثدي نتيجة امتلائه باللبن، وإذا أهملت الأم رضيعها، فإنَّ الثدي يمتلئ تلقائيًا باللبن الذي يحتاج إلى تفريغه؛ لذا ينبغي الحرص على إرضاع الطفل ما يكفي من المرات؛ تجنُّبًا لاحتقان الثدي.
- التهاب الثدي: عادةً ما يكون التهاب الثدي ناشئًا عن انسداد قنوات اللبن داخل الثدي، ما يُؤدِّي إلى عدوى بكتيرية والتهاب الثدي، ويشيع التهاب الثدي بين السيدات خاصةً في أولِ عِدَّة أسابيع بعد الولادة.
- نقص تدفُّق الحليب: أحد أكثر أسباب توقُّف الأم عن عملية الرضاعة هو اعتقادها عدم حصول الطفل على ما يكفيه من الحليب، لكن في حالة عدم تحفيز الثدي بما يكفي أثناء مص الطفل لثدي الأم، فقد ينقص تدفُّق الحليب، بالإضافة إلى أن ذلك قد ينتج عن مُعاناة الأم من بعض الأمراض، مثل: اضطرابات الغدة الدرقية.
هل هناك مشكلات تتعلق بالرضاعة عند الأطفال الرضع؟
مُعظم مشاكل الرضاعة عند حديثي الولادة ناتجة عن عدم اتباع طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة، ومِنْ ثَمَّ لا يتمكَّن الرضيع من القبض على حلمة الثدي بفهمه بشكلٍ صحيحٍ. إضافةً إلى ذلك، فإنَّ من أبرز مشاكل الرضاعة لدى حديثي الولادة ما يلي:
- شق سقف الحلق: قد ينتج عن شق سقف الحلق عدم قُدرة الطفل على مصِّ الثدي؛ ومِنْ ثَمَّ لا يتم تحفيز الثدي بما يكفي لإنتاج الحليب.
- الوضعية الخاطئة: ينبغي أن تكون حلمة الثدي، بالإضافة إلى الجزء الداكن المُحِيط بها داخل فم الطفل أثناء الرضاعة، وقد تقتصر الأم على حلمة الثدي فقط، ما ينتج عنه بعض العلامات التي تدلُّ على وضعية الرضاعة الخاطئة.
وايضاً من مشاكل الرضاعة عند الرضع الإمساك أو اضطرابات الجهاز الهضمي، انسداد الأنف ومشكلات التنفُّس.
تُعدُّ أبرز علامات وضعية الرضاعة الخاطئة للطفل حديث الولادة هي ألم الحلمة؛ لأن الطفل يضغط على الحلمة بدلًا من المنطقة الداكنة حولها التي تحتوي على القنوات اللبنية، وقد يتسبَّب ذلك في بعض الحالات في ترك كدمة على الثدي.
نصائح للأم تتعلق بصحة الطفل الرضيع وتغذيته
تشمل أهم النصائح للأمهات قبل عملية الرضاعة ما يلي:
- غسل اليدين جيدًا قبل إرضاع الطفل.
- إرضاع الطفل عبر طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة بأي وضعيةٍ منهم.
- وضع إبهام اليد أعلى الثدي، وبقية الأصابع أسفل منه.
- تقريب حلمة الثدي من شفتي الطفل إلى أن يفتح فمه.
- التأكُّد من أنَّ رقبة الطفل مستقيمة غير منثنية.
- وضع حلمة الثدي بالكامل داخل فم الطفل مع ضم الطفل إليكِ، إذ يسمح هذا للطفل بعصر أنابيب الحليب الموجودة تحت الجزء الدائري حول الحلمة.
أهم النصائح للأم تتعلق بالرضاعة لأول مرة
بعد معرفة كيفية الرضاعة لحديثي الولادة، إليكِ أهم النصائح فيما يتعلق بالرضاعة للمرة الأولى:
- اتباع وضعية الرضاعة الصحيحة؛ تجنُّبًا للشعور بالألم، وللتأكُّد من شبع الطفل.
- عدم إبعاد الطفل عن الثدي، وانتظاره حتى يتركه من تلقاء نفسه.
- الاتصال الجسدي بين الأم والرضيع عقب الولادة مباشرةً، إذ يُساهِم ذلك في تحفيز هرمون البرولاكتين المسؤول عن إنتاج اللبن في ثدي الأم.
- عدم تأخير الرضاعة بعد ولادة الطفل بوقتٍ طويلٍ.
- عدم نقل الطفل إلى الثدي الآخر إلَّا بعد إفراغه تمامًا، إذ تحتوي آخر كمية من لبن الأم على دهون ضرورية لنمو الرضيع.
المصادر