هناك العديد من الطرق الفعالة التي تساعد في علاج تليف الكبد وأغلب تلك الطرق تتعامل مع المضاعفات التي خلفها التليف والأمراض المزمنة المصاحبة لتلك الحالة، إذ يمكن تقسيم العلاج إلى جزء يتعلق بتغيير نمط الحياة لدى المريض والآخر هو الوسائل المساعدة مثل الأدوية، الخيار الجراحي وغيره من الوسائل الضرورية التي تعتمد على مدى تأخر حالة المريض.
لذا لا يمكن بدء علاج التليف إلا من خلال التشخيص الكامل الدقيق للأطباء المتخصصين ومعرفة سبب التليف مع الأعراض التي تظهر على المريض، وأخيرًا تحديد مرحلة المرض؛ لمعرفة ما هو أنسب علاج للمريض، لذا من خلال المقال نتعرف سويًا على كل طرق علاج التليف المناسبة والفعالة، وتكلفة كل منها، مع كيفية تحديد مدة العلاج.
ما هي مدة علاج تليف الكبد؟
قد تطول مدة العلاج في كثير من الحالات خاصةً التليف بسبب الأمراض الوراثية، وهنا يستخدم الأطباء بعض الأدوية لفترة طويلة وقد تصاحب المريض لسنوات حتى لا يتعرض الكبد للفشل، وذلك لحماية الأنسجة السليمة من التليف فيما بعد، ويمكن تحديد مدة علاج التليف الكبدي والتي غالبًا ما تكون مع الطبيب المعالج وفقًا للعديد من العوامل الهامة وتشمل:
- الحالة الصحية العامة للمريض.
- عمر المريض.
- المرحلة التي وصل إليها تليف الكبد.
- العلاج المناسب الذي وقع عليه الاختيار من قبل الطبيب.
- مدى استجابة مريض تليف الكبد للعلاج، وهل هناك تحسن ملحوظ أم لا؟
ويجب العلم أن الشفاء التام من التليف لا يحدث إلا في الحالات البسيطة، وهنا يكون الشفاء عن طريق الحفاظ على الأنسجة المتبقية وعلاج الأعراض المؤلمة قبل أن تتطور إلى مضاعفات أكثر خطورةً.
لذلك نقول دائمًا للمريض أن فترة العلاج قد تطول وقد تصبح مدى الحياة إن استدعت الحالة لذلك، مع المتابعة المستمرة مع الطبيب للحفاظ على الجسم من أي خطر صحي بسبب التليف.
طرق علاج تليف الكبد
هناك العديد من طرق علاج تليف الكبد والتي تعتمد على أسس محددة وهي:
- إدارة المضاعفات.
- الحفاظ على الأنسجة السليمة للكبد.
- تغيير نمط الحياة وتحسين الحالة الصحية للمريض.
ومن أهم طرق علاج التليف التي يعتمدها الأطباء المتخصصون بعد عمل تشخيص كامل للحالة والوقوف على أسباب تليف الكبد:
- التغييرات الغذائية: يجب أن يتناول مريض تليف الكبد نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا لمساعدته في الحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها بسبب سوء التغذية الذي خلفه التليف في الجسم، كما يجب التوقف فورًا عن الكحول، التدخين، أو أي أطعمة تسبب السمنة وذلك للحفاظ على جسم صحي لتقليل فرص حدوث مضاعفات.
- العلاج بالأدوية لإدارة المضاعفات: يعتمد اختيار الأدوية المناسبة على سبب التليف والتي تعمل على علاج ذلك السبب لوقف التليف الكبدي، كما أنها تسيطر على المضاعفات بشكل فعال حتى لا تتدهور الحالة الصحية للمريض.
- علاج إدمان الكحول: في حالة التليف المرتبط بالكحول يجب أن يخضع المريض لبرنامج علاجي للتخلص من إدمان الكحول حتى لا يعود لشرب الكحول مرة أخرى، فهناك خطر كبير قد يؤدي إلى فشل الكبد بالكامل.
هل يمكن علاج تليف الكبد بالأدوية فقط؟
لا يمكن علاج التليف بالأدوية فقط، بل يحتاج المريض الأدوية لتخفيف الأعراض والمضاعفات، ولكن يحتاج معها إلى بعض الروتين اليومي الصحي للتخلص من أي عقبات تحول بين المريض وبين التعافي من التليف، ومن أشهر الأدوية التي يصفها الطبيب لمريض تليف الكبد ما يلي:
- الأدوية مدرات البول: والتي تُستَخدم لتقليل كمية السوائل في الجسم والتي تسبب تورم الساقين.
- الأدوية حاصرات البيتا: والتي تقلل من فرص نزيف الدوالي والمساعدة في السيطرة عليه.
- في حالة الإصابة بسوائل تحمل العدوى في البطن فقد يحتاج الطبيب إلى المضادات الحيوية، وفي بعض الحالات الشديدة قد يحتاج الطبيب لتصريف السوائل من البطن بواسطة أنبوب.
- علاج اعتلال الدماغ: والشراب الرئيسي لعلاج اعتلال الدماغ هو اللاكتولوز وهو بمثابة ملين يساعد على التخلص من السموم في الجسم.
كيف يمكن علاج الحالات المتقدمة من تليف الكبد؟
يمكن علاج الحالات المتقدمة من تليف الكبد بجرَاحة زراعة الكبد، فهي أفضل وسيلة في حالة توقف وظائف الكبد وحدوث تلف دائم بالأنسجة، وهي عملية كبرى تشمل إزالة الكبد المصاب واستبداله بكبد سليم من متبرع آخر.
ففي بعض الحالات قد يضطر المريض للانتظار لفترات طويلة حتى يتم العثور على المتبرع المناسب، ومن الضروري بعد إجراء تلك العملية التوقف تمامًا عن شرب الكحول في حالة الإصابة بمرض الكبد المرتبط بالكحول، فالنتيجة هنا هو فشل العملية بسبب عدم إزالة السبب الرئيسي وهو شرب الكحول.
كم تصل تكلفة علاج تليف الكبد؟
تختلف تكلفة العلاج حسب ما تقتضيه الحالة ومرحلة التليف التي يعاني منها المريض، فهناك حالات قد تحتاج إلى علاج دوائي ومن المعلوم أن تكلفة الدواء دائمًا أقل من التدخل الجراحي.
لذا تعد تكلفة عملية زراعة الكبد في الحالات المتأخرة هي الأعلى على الإطلاق ولذلك لا يمكن حصر تكلفة العلاج في رقم محدد، بل يعتمد على ما يحدده الطبيب من وسيلة علاجية مناسبة.
هل يعود تليف الكبد في حال تم علاجه؟
تتحسن وظائف الكبد بشكل كبير في حال تم العلاج ، لكن من المستبعد أن يعود الكبد لحالته الطبيعية الأولى فهناك العديد من الأنسجة التي تضررت ومن الصعب إعادتها مرة أخرى، في حالة واحدة يمكن أن يتخلص المريض نهائيًا من تليف الكبد، وهي زراعة الكبد فهي الوسيلة الوحيدة التي تعيد للكبد وظيفته، وإن كان هناك بعض المضاعفات والنتائج غير المرغوب فيها من وراء تلك العملية ولكن تعد حلًا مناسبًا للحالات المتأخرة.
علامات الشفاء من تليف الكبد
كما ذكرنا أن العلاج يقلل من المضاعفات ويواجه الأسباب التي تؤدي إلى زيادة تليف الكبد، فهناك علامات نجاح ذلك العلاج، وهو ما يسميه الأطباء علامات الشفاء من تليف الكبد، وهي 7 علامات أساسية وتشمل:
- إعادة توازن وظيفة الدماغ: أو ما يسمى بتقليل ضباب الدماغ، في حالة تليف الكبد تبدأ السموم في الانتشار في الجسم بما في ذلك المخ، إذ تظهر ضبابية في التفكير وحالة من الارتباك، ومع العلاج تزول تلك الحالة.
- زيادة الطاقة: عندما يعمل الكبد بشكل أفضل تتحسن عملية التمثيل الغذائي لدى المريض مما يجعله لا يشعر أي تعب أو ضعف في الجسم، وهي من أهم علامات الشفاء من تليف الكبد.
- انخفاض الألم: بسبب تليف الكبد يشعر المريض بالألم باستمرار ولذلك فمن علامات الشفاء بعد العلاج أن ينخفض الألم بشكل ملحوظ.
- الحصول على وزن مستقر: بعد العلاج سيلاحظ المريض استقرار في وزن الجسم بسبب تحسن عملية التمثيل الغذائي، ويمكن للمريض في تلك الحالة إدارة وزنه بسهولة.
- استعادة لون الجلد والعين: عند عودة الكبد للعمل بشكل صحيح تنخفض نسبة السموم التي تسبب اصفرار العين والجلد، ولذلك يمكن للمريض أن يستعيد اللون الطبيعي للعين والجلد.
- تحسين عمل الدم: وهي علامة يمكن معرفتها عن طريق اختبارات الدم، والتي تظهر تحسن كبير في وظائف الكبد مما يحسن من صورة دم المريض.
- زيادة الشهية: بسبب سهولة هضم الأطعمة والأغذية والاستفادة منها بعد تحسن حالة الكبد يمكن للمريض أن يستعيد شهيته بشكل أفضل بعد العلاج، ومن الضروري ملاحظة تلك العلامات و إخبار الطبيب بها لمتابعة حالة الكبد بعد العلاج.
الخلاصة
طرق العلاج كثيرة ومتشعبة ويحاول الطبيب المتخصص علاج الحالة بما يناسبها حسب سبب التليف والمرحلة التي وصل إليها، كما أنه يقيم حجم المضاعفات التي حدثت بسبب تليف الكبد، ثم يبدأ في تحديد العلاج الفعال الذي يقلل ويحد من تطور الحالة، والحفاظ على ما تبقى من أنسجة صحية وسليمة.
المصادر
