أعراض التهاب الكبد الدهني الأكثر شيوعًا

أعراض التهاب الكبد الدهني الأكثر شيوعًا

مرض التهاب الكبد الدهني (NAFLD) حالةٌ مرَضيّةٌ، تتراكم فيها الدهون في الكبد، بقدرٍ زائدٍ، مؤثِّرَةً في وظائفه سلبًا، ومع تفاقم المرض يلتهِب الكبد، وربّما تبدأ اعراض التهاب الكبد الدهني في الظهور تِباعًا، لذا يجدُر بك معرفة أعراض التهاب الكبد الدهني، وما ينبغي فعله إزاء تِلك الأعرض فور ظهورها، وهو ما نضعه بين يديك في المقال الآتي.

ما هي أعراض التهاب الكبد الدهني؟

عادةً لا يحمل التهاب الكبد الدهني أعراضًا ملحوظة، إلّا أنّ استمرار التهاب الكبد لسنواتٍ قد يُعزِّز فرَص ظهور اعراض التهاب الكبد الدهني، خاصّةً مع تأخُّر التشخيص، أو عدم الالتزام بالعلاج.

وقبل ذِكر الأعراض، نودّ التنبيه على أنّها تختلف تبعًا لمرحلة المرض، ومدى تفاقمه، كما قد تتشابه مع أعراض بعض الأمراض الأُخرى، وإليك أبرز أعراض التهاب الكبد الدهني:

ألم البطن

تتضمّن اعراض التهاب الكبد الدهني ألمًا في الجانب الأيمن من البطن، أو منتصف البطن، ويرجع سبب الشعور بالألم إلى التهاب الكبد وكبر حجمه، وقد يكون الألم حادًّا أو بسيطًا، وربما يسوء مع تناول الطعام.

الإجهاد

يشعر مريض التهاب الكبد الدهني بالإجهاد المزمن، وهو الحال ذاته مع كافّة أمراض الكبد تقريبًا، وتظل العلاقة بين أمراض الكبد، والشعور بالإجهاد أمرًا مبهمًا، ولكن يُعتقد أنّه راجعٌ إلى قصور وظائف الكبد، وتأثُّر مستويات النواقل العصبية المركزية نتيجة ذلك.

تضخم الكبد

يُعد تضخم الكبد أحد اعراض التهاب الكبد الدهني الهامّة في تشخيصه، إذ يشعر المريض بامتلاء البطن، ويلحظ كبر حجمها، ويستطيع الطبيب أثناء الفحص الطبي معرفة ما إذا كان الكبِد متضخِّمًا أم لا، كما قد يبدو الطحال متضخِّمًا هو الآخر.

فقدان الوزن

يتّسِم التهاب الكبد الدهني بفقدانٍ للوزن، بمعدِّلٍ متسارعٍ، ولسببٍ غير مفهوم للمريض، ولكنّ فقدان الوزن حينئذٍ عادةً ما يرتبط بقصور وظائف الكبد، وعجزه عن التعامل مع العناصر الغذائيّة، التي توفِّر للجسم احتياجاته، كما ينبغي، بالإضافة إلى فقدان الشهية الذي قد ينتاب المريض.

الورم الوعائي العنكبي

يُقصَد بالورم الوعائي العنكبي؛ ظهور أوردة صغيرة متمدّدة تحت سطح الجلد، في منطقة البطن، ويرجع تمدد تلك الأوردة إلى تراكم الدهون في الكبد، مما قد يؤثِّر في تدفق الدم عبر تلك الأوردة، ويُحدِث تغيُّراتٍ في ضغط الدم، تتسبب في بروز الأوردة على تِلك الهيئة.

الوذمة والاستسقاء المائي

إذا ما تُرِك التهاب الكبد الدهني دونٍ علاجٍ لسنواتٍ عديدة، فإنّ اعراض التهاب الكبد الدهني قد تشمل تورُّم القدمين، وتراكم السوائل في البطن (الاستسقاء المائي)، وذلك نتيجة نقص في إنتاج بعض البروتينات التي يُنتجها الكبد، مثل: الألبيومين.

اليرقان

يُعد اليرقان أحد أعراض التهاب الكبد الدهني متأخِّرة الظهور، مع تفاقم المرض، والوصول إلى مرحلة تليّف الكبد، ويعني اليرقان اصفرار الجلد، والعينين؛ نتيجة تراكم البيليروبين في الدم، وعجز الكبِد عن مُعالجته كما ينبغي، وعادةً ما يصحب ذلك تغيُّرٌ في لون البول والبُراز.

فقدان الشهية

يرتبط فقدان الشهية – كعَرَضٍ لالتهاب الكبد الدهني – بفقدان الوزن بمعدّل متسارع، ويرجع فقدان الشهيّة إلى تغيُّر في مستوى هرموني الليبتين (Leptin)، والغريلين (Ghrelin)، المسئولين عن تنظيم الشهيّة.

الحكّة من أعراض التهاب الكبد الدهني

في بعض أحوال التهاب الكبد الدهني؛ قد تتراكم أملاح الصفراء، وتزداد مستوياتُها في الدم، مما يُولِّد لدى المريض شعورًا بالحكّة في أيٍّ من مناطق الجسم، بما في ذلك الوجه، وهو عرضٌ متأخُّر الظهور غالبًا لالتهاب الكبد الدهني.

الغثيان والقيء

نختِم اعراض التهاب الكبد الدهني بتكرُّر شعورِك بالغثيان، ورغبتِك في التقيُّؤ، إذ قد يرتبط ذلك باختلال وظائف الكبد، وعدم تعامله مع الطعام، أو السموم، كما ينبغي له، وقد يظهر هذان العَرَضان في مراحل التهاب الكبد الدهني المتأخِّرة.

يتّضح لك – عزيزي القارئ – ارتباط أغلب الأعراض المذكورة آنفًا، بعديدٍ من أمراض الكبد خاصّةً، والجهاز الهضمي عامّةً، بل وبعضها قد يتعدّى ذلك، مثل: الإجهاد، الذي لا تُحصى أسبابه، ولذا ينبغي أن يكون تشخيص التهاب الكبد الدهني خاضعًا لإشراف الطبيب، دون الاقتصار على ما ذُكِر.

كيف يمكن تخفيف أعراض التهاب الكبد الدهني؟

إنّ تخفيف الأعراض يعتمد ابتداءً على التزام نمطِ حياةٍ صحيّ، ومجانبةِ المؤثِّرات السلبية في الكبد كافّة، وإليك تفصيل ذلك:

فقدان الوزن الزائد

أكّد الخبراء أنّ فقدان 5% من وزن الجسم، يحسن وظائف الكبد، ويُقلِّل الدهون المتراكمة في الكبد، كما أنّ فقدان 7-10% من وزن الجسم، يحدّ من التهاب الكبد الدهني، ويساعد خلايا الكبد على التعافي، ويُمكنك مراجعة الطبيب لمعرفة الخطوات السليمة لفقدان الوزن الزائد.

ممارسة التمارين الرياضية

أثبتَتْ التمارين الهوائية كفاءةً في تقليل التهاب الكبد الدهني، بالإضافة إلى مساهمتها البالغة في إنقاص الوزن الزائد، ما يحدّ بدوره من اعراض التهاب الكبد الدهني.

النظام الغذائي الصحي

قِيل قديمًا: “الحمية رأس الدواء، والمعدة بيت الداء”، وهو ما أكّده الطب الحديث، إذ إنّ تناول الأطعمة الصحيّة، مثل: الخضروات والفواكه، وتقليل الأطعمة الغنيّة بالدهون، أو عالية السعرات الحرارية؛ كُلّ ذلك يرتبط بتحسين الحالة الصحيّة العامة للجسم، بما في ذلك وظائف الكبد، ويُساعد الجسم على مجابهة اعراض التهاب الكبد الدهني.

ما هي العوامل التي تؤثر في أعراض التهاب الكبد الدهني؟

أفادت الدراسات الطبية الحديثة أن الأعراض قد تتأثّر بأيٍّ من العوامل التالية:

  • التقدم في السن.
  • زيادة الوزن.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بداء السكري.
  • الإصابة بمتلازمة الأيض.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول.
  • ارتفاع مستوى الدهون الثلاثيّة.
  • بلوغ سن اليأس (خاص بالنساء).
  • درجة التهاب الكبد الدهني لدى المريض.
  • مدى التزام المريض بالخطة العلاجية المُتبعة.
العوامل التي تؤثر في أعراض التهاب الكبد الدهني
العوامل التي تؤثر في أعراض التهاب الكبد الدهني

كيف يمكن التعامل مع أعراض التهاب الكبد الدهني المبكرة؟

 فور ظهور اعراض التهاب الكبد الدهني المبكرة، مثل: ألم البطن، أو الإجهاد، أو الشعور بامتلاء البطن، وفقدان الشهيّة، أو غير ذلك من الأعراض؛ أن تُبادر باستشارة طبيب مختص؛ للكشف باكرًا عن التهاب الكبد الدهني إن وُجِد، والتحقُّق من السبب الكامن وراء تلك الأعراض.

كما يُجنِّبُك التشخيصُ المبكر لالتهاب الكبد الدهني، عناءَ تفاقم الأعراض لاحقًا، ويُحافظ على الكبد من التليُّف، وما يتبع ذلك من آثارٍ ضارّة في وظائف الجسم.

نصائح للتعامل مع أعراض التهاب الكبد الدهني المبكرة

عند التعامل مع اعراض التهاب الكبد الدهني المبكّرة،يجب اتباع النصائح، والتعليمات الآتية؛ لتحقيق أفضل النتائج العلاجيّة:

  • استشارة طبيب خبير في أمراض الكبد.
  • إجراء تحاليل وظائف الكبد، وعرضها على الطبيب.
  • لا تتناول أدويّةً من تلقاء نفسك، دون إشراف الطبيب.
  • الالتزام بتعليمات الطبيب كافّةً، والحفاظ على المتابعة الدورية.
  • إخبار الطبيب مباشرةً إذا ما تفاقمت الأعراض في أيّ وقت لاحقًا.
  • علاج الأمراض المزمنة التي تعانيها، مثل: داء السكري، أو ارتفاع ضغط الدم.
  • تجنّب العادات غير الصحية، واهتم بتصحيح السلوكيات الحياتية الخاطئة، مثل:
    • الإقلاع عن التدخين.
    • الحد من المشروبات الغازية.
    • تقليل الأطعمة الغنية بالدهون.
    • الحد من تناول الأطعمة المُحوّلة.
    • تجنّب المشروبات الكحوليّة تمامًا.
    • تجنّب الإفراط في الطعام والشراب.
    • تجنّب العصائر والمشروبات الغنيّة بالسكريّات.

المصادر

مقالات ذات صلة

Scroll to Top