يُصاب أغلب الناس بالخوف والفزع الشديد عند سماع كلمة جلطة قلبية، حيث أن الجلطة القلبية من أخطر الأمراض التي قد تصيب الإنسان، وما يزيد من خطورتها أنها تأتي فجأة وقد لا يُلاحظ المرء أعراض الجلطة القلبية الخفيفة ولا يطلب المساعدة الطبية مما قد يتسبب في تعرضه لمضاعفات خطيرة قد تقضي على حياته.
فما هي أعراض الجلطة القلبية الخفيفة؟ وهل يوجد مسمى بهذا العنوان؟ أم أن الجلطة القلبية لا يوجد منها درجات ولا يمكن تقسيمها إلى جلطة قلبية خفيفة وجلطة قلبية شديدة،
هذا ما سنُجيب عنه في مقالتنا هذه في عيادة الخليج.
أنواع الجلطة القلبية
تتعدد تقسيمات الجلطة القلبية وفقاً لمعايير مختلفة، ومن هذه التقسيمات ما يميز بين نوعين من الجلطة القلبية بحسب تغير محدد في رسم القلب الكهربائي الذي يجريه المريض عند دخوله المستشفى، إليك شرح النوعين.
الجلطة القلبية الخفيفة
لا يصاحبها ارتفاع في القطعة (ST) في رسم القلب الكهربائي، وهي أقل حدة نسبيًّا من النوع الثاني حيث لا يحدث فيها انسداد في الشرايين التاجية بنفس النسبة التي تحدث في النوع الثاني، ويُطلق عليها اسم مجازي بالجلطة القلبية الخفيفة، ولكنها تسمية خاطئة حيث تعد حالة خطيرة أيضاً كالنوع الثاني إذ تستوجب نقل المريض للمستشفى بشكل فوري لتلقي العلاج اللازم لمنع حدوث مضاعفات أو وفاة المريض.
الجلطة القلبية الشديدة
يُصاحبها ارتفاع في القطعة (ST) في رسم القلب الكهربائي، وهي أكثر حدة من النوع الثاني حيث يحدث فيها انسداد في الشرايين التاجية بدرجة أكبر من التي تحدث في النوع الأول، لذا يُطلق عليه مجازيًّا الجلطة القلبية الثقيلة.
أعراض الجلطة القلبية الخفيفة
للجلطة القلبية عدة أعراض، ويؤدي عدم تلقي العلاج المناسب للقلب بسرعة إلى مضاعفات كبيرة قد تؤدي لوفاة المريض، ويمكن أن نطلق على هذه المضاعفات: الأعراض المتأخرة للجلطة القلبية، بينما الأعراض التي تحدث في بداية الجلطة: الأعراض الأولية، كما ننوه إلى أن أعراض الجلطة القلبية الخفيفة مماثلة للشديدة تمامًا.
أعراض الجلطة القلبية الخفيفة الأولية
أهم الأعراض الأولية التي يُمكن ملاحظتها تشمل الآتي:
- ألم في الصدر:
وهذا الألم له علامات مميزة تساعد -إلى جانب التحاليل- في التفريق بينه وبين ألم الصدر الذي يحدث في حالات مرضية أخرى نذكر من هذه العلامات الآتي:- يزداد بشكل تدريجي.
- يمتد للرقبة والفك والكتف والذراع أو بعضهم فقط.
- طبيعته تتنوع من شخص لآخر بين الإحساس بضيق أو شيء ضاغط أو حرقة في الصدر.
- صعوبة في التنفس.
- غثيان وربما تقيؤ.
- عرق غزير.
أعراض الجلطة القلبية الخفيفة المتأخرة
في حين أن الأعراض الأولية تحدث أكثرها أو كلها عند جميع المرضى، إلا أن جميع المضاعفات/الأعراض المتأخرة لا تحدث كلها عند جميع المرضى، بل بعضهم قد يعاني من بعض المضاعفات، والبعض الآخر قد لا يعاني من أي منها، ومن هذه المضاعفات:
- الصدمة القلبية: يمكن أن تتسبب الجلطة في ضعف قدرة القلب على ضخ الدم لبقية الجسم مما يؤدي إلى الوفاة بنسبة تصل إلى 60%، وتحدث الصدمة القلبية في أقل من 2% من المصابين بالجلطة القلبية الخفيفة.
- فشل عضلة القلب المزمن.
- تعطل صمامات القلب.
- اختلال نظم ضربات القلب مما قد يؤدي لحدوث جلطة أخرى في المخ.
- التهاب في غشاء القلب الخارجي (الغشاء التاموري).
كم يوم تستمر أعراض الجلطة القلبية الخفيفة؟
عادةً ما تستمر الأعراض الأولية -لا سيما ألم الصدر- لأكثر من ثلث ساعة، ولا تمتد الأعراض الأولية لأيام، ولكن يجب أن ننوه إلى أن المريض أحيانًا قد يشعر بألم في الصدر على أوقات متقطعة عدة أيام قبل حدوث الجلطة القلبية، أما أعراض الجلطة القلبية الخفيفة المتأخرة فمنها ما قد يصبح مرضًا مزمنًا للمريض كفشل عضلة القلب، ومنها ما قد يسبب الوفاة على الفور.
هل تناول الأسبرين يقي من جلطات القلب؟
نعم، تناول تركيز صغير من الأسبرين بالجرعة المناسبة التي يحددها الطبيب (وعادةً ما تكون 81 ملليجرام) يقي من جلطات القلب بشكل فعال حال الالتزام به مع توجيهات الطبيب.
ولكن لا يُفضل أن يتناوله أحد من تلقاء نفسه، لأن هناك فئات محددة هي التي تحتاج إلى هذا الدواء ويكون آمن لها، بينما الفئات الأخرى لن تحتاج لتناوله بل ربما قد يضرها في بعض الحالات، لذلك لا يُفضل تعاطي هذا الدواء إلا تحت إشراف الطبيب المتخصص.
ما هو الفارق بين الجلطة القلبية والذبحة الصدرية؟
يختلط على كثير من الناس الفارق بين مصطلحي الجلطة القلبية والذبحة الصدرية، والصحيح أن الفارق بين هذين المصطلحين يتلخص في النقاط الآتية:
- في الجلطة القلبية يكون الانسداد في الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب انسدادًا أعلى نسبيًّا من الانسداد الذي يحدث في حالة الذبحة الصدرية.ويؤدي ذلك إلى أن الجلطة القلبية تؤدي إلى ضرر حقيقي ملموس في عضلة القلب، كما ذكرنا في مضاعفات الجلطة القلبية، بينما الذبحة الصدرية لا تسبب سوى الأعراض الأولية فقط دون أية مضاعفات متأخرة.
- وهناك أيضاً اختلاف في طبيعة ألم الصدر الذي يحدث في كلتا الحالتين:ففي الجلطة القلبية يمتد الألم عادةً لأكثر من عشرين دقيقة، وهذا يستلزم نقل المريض للمستشفى بأقصى سرعة لتفادي المضاعفات المتوقعة، بينما الذبحة الصدرية تنقسم لنوعين:
- الأول: هو النوع الكلاسيكي الذي ينتج من عمل مجهود مفاجئ، ولا تصل مدة الألم فيه لعشرين دقيقة، كما أنه يزول تدريجيًّا مع أخذ راحة من المجهود.
- الثاني: هو الذبحة الصدرية غير الكلاسيكية، ويحدث فيه ألم الصدر بشكل مفاجئ بغض النظر عن عمل مجهود قوي من عدمه، ويمتد الألم فيه لأكثر من عشرين دقيقة وهذا يشبه الجلطة القلبية مما يصعب التفرقة بينهما. ولذلك يستلزم نقل المريض للمستشفى بأقصى سرعة كما في الجلطة القلبية، ولكن هذا النوع لا يسبب مضاعفات متأخرة كما يحدث في الجلطات القلبية.
هل يوجد فرق بين النوبة القلبية والجلطة القلبية؟
في الحقيقة لا يوجد فارق بين النوبة القلبية والجلطة القلبية، فكلا المصطلحين يعدان من المترادفات التي تفيد نفس المعنى، وهو: انسداد الشرايين التاجية إلى درجة تؤدي إلى حدوث ضرر في عضلة القلب.
كيف تقي نفسك من التعرض لأعراض الجلطة القلبية الخفيفة؟
الوقاية من أمراض الأوعية الدموية كارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول من أهم طرق منع حدوث أيًا من الجلطة القلبية الخفيفة أو الثقيلة، وكذلك الذبحة الصدرية بنوعيها وفي حال وجود أي من هذه الأمراض ينبغي السيطرة عليها بشكل جيد،
ومن أهم الخطوات المتبعة لتحقيق ذلك :
- تناول أكل صحي والحفاظ على وزن جيد.
- عمل تمارين رياضية خفيفة يوميًّا.
- الابتعاد عن المخدرات.
- التقليل من ملح الطعام.
- الابتعاد عن التدخين.
كيف تنقذ نفسك من الجلطة القلبية الخفيفة؟
تُشكل الجلطة القلبية الخفيفة خطرًا حقيقيًّا على حياة الإنسان، وكثيرًا ممن ينجو منها يتعرض لمضاعفات خطيرة بعدها بمدة زمنية، وهي الأخرى أيضًا تشكل خطرًا كبيرًا على الحياة، لذلك من الضروري معرفة الإجراءات المتبعة عند حدوث الجلطة.
عند حدوث ألم في الصدر لمريض القلب، يصعب معرفة إذا ما كانت ذبحة صدرية كلاسيكية (وهي الأقل خطورة ًولا تستلزم نقل المريض للمستشفى) أو كانت ذبحة صدرية غير كلاسيكية، أو جلطة قلبية خفيفة أو ثقيلة، وجميعهم يستلزم نقل المريض للمستشفى.
لذلك ينصح المريض بتناول دواء نيتروجلسرين بتركيز 0.3 أو 0.4 ملليجرام عند حدوث ألم في الصدر، وفي حال عدم زوال الألم خلال خمس دقائق، يتصل المريض أو أحد مرافقيه بالإسعاف بسرعة، كما يتناول قرصًا آخر من النيتروجلسرين.
وبعد خمس دقائق يتناول قرصًا ثالثًا، ثم قرصًا رابعًا بعد خمس دقائق أخرى، ويجب أن تكون الإسعاف قد وصلت بالفعل في هذا الوقت.
المصادر