يتسبَّب ضيق القناة العصبية القطنية في آلامٍ تمتد من أسفل الظهر وصولًا إلى الساق، بل وقد تُؤثِّر على الحركة أيضًا، إذ تنضغط الجذور العصبية القطنية المُغذِّية لهذه المناطق من الجسم، وتزداد فرص الإصابة بها مع التقدُّم في السن، خاصةً حال هشاشة العظام، فما هي أهم أعراض ضيق القناة العصبية القطنية؟
ما هي أعراض ضيق القناة العصبية القطنية؟
تُعدُّ زيادة ألم الساقين أثناء المشي من أبرز أعراض ضيق القناة العصبية القطنية، والتي تُؤثِّر على النشاط البدني بشكلٍ ملحوظ، ومع أنَّ الأفراد المُصابين بضيق القناة العصبية القطنية لا يُعانُون ألمًا أثناء الراحة إلَّا أنَّهم لا يستطيعون المشي دون أن يشعروا بألم الساق.
يزول الألم الناجم عن ضيق القناة العصبية القطنية في غضون 5 – 10 دقائق بعد الجلوس أو الانحناء للأمام، وتزداد حِدَّة الأعراض تدريجيًا بمرور الوقت، كما تتضمَّن الأعراض الشائعة ما يلي:
الألم الجذري
يتسبَّب ضيق القناة العصبية القطنية في الضغط على جذور الأعصاب، أو تهيُّجها، مِمَّا يُؤدِّي إلى ألم الساق؛ إذ ينتشر الألم من أسفل الظهر إلى الساق في ناحية واحدة من الجسم، وهو ما يُعرَف بعرق النسا.
اعتلال الجذور القطنية
كذلك قد يُؤدِّي الضغط على الجذور العصبية القطنية إلى تنميل ووخز ينتشر في أسفل الظهر والساق، كما قد يُسبِّب ضعفًا في العضلات؛ إذ الأعصاب المُنضغطة منها حسّي وحركِّي.
العرج العصبي
أحيانًا يُؤدِّي الضغط على الحبل الشوكي إلى الشعور بألمٍ متماثلٍ في كلا الساقين، وذلك تحديدًا أثناء المشي أو الوقوف فتراتٍ طويلة، كما قد يصحب ذلك أيضًا بعض الاضطرابات، مثل:
- فقدان التناسق الحركي.
- اختلال المشية.
- ضعف في الساقين.
أعراض أخرى
لا يقتصر تأثير الضغط العصبي على مُجرَّد الشعور بألم أسفل الظهر، أو ضعف الساقين، لكن في بعض الحالات الخطيرة قد يُؤدِّي أيضًا إلى فقدان التحكُّم في المثانة والقولون.
كيف يتم تشخيص ضيق القناة العصبية القطنية؟
يعتمد التشخيص على أعراض ضيق القناة العصبية القطنية التي يُعانِيها المريض؛ إذ يُؤدِّي الطبيب فحصًا جسديًا، ثُمَّ قد يطلب بعض الاختبارات التشخيصية؛ لتحديد موضع الضيق، وكذلك مداه، ولا يخرج التشخيص غالبًا عن النقاط الآتية:
الفحص الجسدي
يفحص الطبيب ردود الأفعال العضلية، ووظائف الأعصاب في الساقين، وشِدَّة الألم، كما تتضمَّن الاختبارات الجسدية التي قد يُجرِيها ما يلي:
- اختبار رومبيرغ: يُطلَب من المريض الوقوف مُغمض العينين، فإن فقد توازنه، دلَّ ذلك على تلف الحبل الشوكي، أو ضغط شديد على جذور الأعصاب القطنية، مِمَّا قد يتبيَّن لاحقًا أنَّه بسبب ضيق القناة العصبية القطنية.
- اختبار المشية: يُحلِّل الطبيب طبيعة مشي المريض، فقد تكون المشية واسعة النطاق أو مشية الوجيف، أو ربَّما يفقد المريض التوازن أثناء المشي، وكلها قد تكون دلالات على ضيق القناة العصبية القطنية.
- اختبارات عصبية: للكشف عن أي ضغطٍ في الأعصاب القطنية، يفحص الطبيب ردود أفعال عضلات الساقين؛ إذ ضعف استجابتها مؤشر على خللٍ عصبي.
- اختبار رفع الساق باستقامة: قد يُضغَط على جذر العصب الوركي؛ نتيجة ضيق القناة العصبية القطنية، مِمَّا يُؤدِّي إلى عرق النسا، وفي ذلك الاختبار، يستلقي المريض على ظهره، ثُمَّ يرفع الطبيب ساق المريض برفق، فإن شعر بالألم، كان الاختبار إيجابيًا أي أنَّ الجذور العصبية منضغطة.
هذه الاختبارات وحدها ليست كافية لتشخيص ضيق القناة العصبية القطنية، وإنَّما هي مفتاح فقط قبل الاختبارات التصويرية التي تُؤكِّد وجود ضيق في القناة العصبية القطنية من عدمه.
اختبارات تصويرية
تُحدِّد الاختبارات التصويرية موضع الضيق، وكذلك درجته، ومن هذه الاختبارات ما يلي:
- التصوير بالرنين المغناطيسي: أفضل وسيلة لتشخيص ضيق القناة العصبية القطنية؛ إذ التصوير بالرنين المغناطيسي ذو قدرة على تحديد حجم وشكل الضيق، بالإضافة إلى توفير تفاصيل هامَّة لبعض الأنسجة، مثل: الأقراص الغضروفية المتدهورة.
- الأشعة السينية: مفيدة في الكشف عن الكسور ومشكلات الفقرات، وغيرها من المشكلات التي قد تُؤثِّر على المنطقة القطنية.
- التصوير المقطعي المحوسب: يُعطِي صورًا تفصيلية للعمود الفقري وما حوله، وقد يكون هو الخيار المطروح عند عدم توفُّر التصوير بالرنين المغناطيسي أو استحالته.
- تصوير النخاع: يحقن الطبيب صبغة داخل القناة الشوكية، مُتبعًا ذلك بتصوير مقطعي محوسب، ولا يُجرَى ذلك الاختبار إلَّا للمرضى العاجزين عن إجراء تصويرٍ بالرنين المغناطيسي، أو أجروا عملية من قبل.
قد لا يتواءم ما تكشف عنه الاختبارات التصويرية مع أعراض ضيق القناة العصبية القطنية التي يُعانِيها المريض؛ إذ نحو 30% مِمَّن تجاوزت أعمارهم 60 عامًا قد يكون لديهم دلائل تصويرية على ضيق القناة العصبية القطنية، ومع ذلك لا يُعانُون أي أعراض.
ما هي العوامل التي تؤثر على ضيق القناة العصبية القطنية؟
قد تُؤثِّر بعض العوامل على ضيق القناة العصبية القطنية، وتزيد من حدة الأعراض، خاصةً مع التقدُّم في السن، وتجاوز 50 عامًا من العمر، ومن هذه العوامل ما يلي:
- خشونة المفاصل.
- إصابة العمود الفقري.
- الانزلاق الغضروفي.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- إجراء جراحة سابقة في العمود الفقري.
- المعاناة من أمراض العظام ابتداءًا.
كيف يمكن تخفيف أعراض ضيق القناة العصبية القطنية؟
تتحسَّن أعراض ضيق القناة العصبية القطنية لدى 60 – 90% من المرضى بعد تلقِّي العلاج المناسب، سواء كان جراحيًا أم غير جراحي، وفيما يلي بعض طرق العلاج المُتَّبعة:
العلاج الطبيعي
يُعدُّ العلاج الطبيعي أو الجسدي هو العلاج الرئيس لتخفيف أعراض ضيق القناة العصبية القطنية؛ إذ يُوفِّر المزايا الآتية:
- تخفيف الأعراض.
- استعادة وظيفة الفقرات القطنية والمفصل العجزي الحرقفي.
- تحسين حركية الجزء السفلي من الجسم.
- منع عودة الألم.
- تهيئة بيئة مناسبة في أسفل الظهر للشفاء.
تغيير النشاط البدني
يُسهِم تغيير النشاط البدني كذلك في تخفيف أعراض ضيق القناة العصبية القطنية، ومن أهم النصائح المُساعدة على ذلك ما يلي:
- المشي مع الاتكاء إلى الأمام على عصا، أو مشاية، أو عربة تسوق، أو غير ذلك.
- تجنُّب الوقوف فتراتٍ طويلة.
- الحفاظ على الوزن؛ لتقليل الضغط على مفاصل الحوض والفقرات.
الأدوية
تُساعِد بعض الأدوية في تسكين الآلام المصاحبة لضيق القناة العصبية القطنية، ومِنْ ثَمَّ فقد يصف الطبيب الأدوية الآتية للعلاج:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: تُخفِّف الألم مؤقتًا، وينبغي استعمالها بحذر على المدى الطويل لما قد تُسبِّبه من آثار جانبية، ومن أمثلة هذه الأدوية إيبوبروفين، نابروكسين.
- جابابنتين وبريجابالين: تُثبِّط آلام الأعصاب الناجمة عن ضيق القناة العصبية القطنية.
كيف يمكن التعامل مع أعراض ضيق القناة العصبية القطنية المبكرة؟
ينبغي التعامل مبكرًا مع ضيق القناة العصبية القطنية؛ إذ يزداد المرض سوءًا بمرور الوقت تدريجيًا، ولعرقلة ذلك، يُفضَّل اتِّباع النصائح الآتية:
- الحركة وممارسة التمارين الرياضية 3 مرات على الأقل أسبوعيًا، ولمدة نصف ساعة.
- تجنُّب الأنشطة البدنية التي تزيد الألم سوءًا، مثل: حمل الأوزان الثقيلة، أو المشي مسافات طويلة.
- استشارة الطبيب بشأن الأدوية المناسبة لتخفيف الآلام، وكذلك طرق العلاج البديلة، مثل: الوخز بالإبر، أو التدليك.
ما هي نسبة الشفاء من ضيق القناة العصبية القطنية؟
أفادت التقارير بأنَّ نحو 64% مِمَّن خضعوا لإجراءٍ جراحي لعلاج ضيق القناة العصبية القطنية، كانت نتائجهم جيدة أو ممتازة.
هل يعود ضيق القناة العصبية القطنية بعد علاجه؟
نعم، قد يعود ضيق القناة العصبية القطنية بعد علاجه، بل وقد تُعزِّز بعض العوامل هذه العودة، مثل: التدخين، أو طبيعة الإجراء الجراحي المُتَّبع، أو عمر المريض؛ لذا ينبغي العناية بتعليمات الطبيب بعد العلاج؛ منعًا لعودة ذلك الضيق.
المصادر