الحمل بعد عملية التكميم

الحمل بعد عملية التكميم

هل تفكرين في الحمل بعد عملية التكميم؟ وتواجهي مخاوف بشأن تأثير الحمل على عملية التكميم سيساعدك هذا المقال في فهم الكثير من المعلومات المتعلقة حول هذا الموضوع.

إذ يتحدث هذا المقال عن الحمل بعد عملية التكميم، والفترة اللازمة بعد الجراحة للحمل لضمان نجاح الحمل بدون آثار جانبية.

كما يشرح المقال الأضرار الناجمة عن الحمل بعد عملية التكميم مباشرةً، ومن هم المرشحون لهذه العملية، فتابعي القراءة لمعرفة كل هذه المعلومات بشكل مبسط وسلس.

الحمل بعد عملية التكميم

تساعد عملية تكميم في خسارة الوزن الزائد، وبالتالي تحقيق العديد من الفوائد لتحقيق حمل صحي وسليم.

ومن الفوائد التي يوفرها فقدان الوزن من خلال عملية تكميم المعدة هو تحسين الخصوبة وتقليل مخاطر الحمل المرتبطة بالسمنة، مثل سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل.

ولكن يمكن أن تواجه النساء بعد الجراحة مشكلات تتعلق بنقص الفيتامينات والمعادن الضرورية للحمل الصحي، مثل الحديد والكالسيوم وفيتامين B12، ولهذا السبب يجب  المتابعة الدورية مع طبيب متخصص في حالات الحمل بعد عملية التكميم المعدة.

وعليه الحمل بعد عملية التكميم يتطلب التخطيط والمتابعة الدقيقة، إذ ينصح الأطباء بالانتظار من 12 إلى 18 شهرًا بعد الجراحة قبل محاولة الحمل، وذلك للسماح للجسم بالاستقرار ولتحقيق الوزن المستهدف، وخلال هذه الفترة يتمكن الجسم من التكيف مع التغيرات الغذائية والوزنية الكبيرة التي تحدث بعد العملية.

وأيضاً من المهم أن تتابع  النساء المقبلين على الحمل بعد عملية التكميم مع أخصائيي تغذية، وذلك لضمان تلبية جميع الاحتياجات الغذائية، وقد يكون من الضروري تناول مكملات غذائية معينة للحفاظ على مستويات جيدة من المغذيات الضرورية.

كما أن الحمل بعد عملية التكميم يتطلب أيضًا فحصًا دوريًا للتأكد من صحة الأم والجنين، ويجب أن يتضمن ذلك فحوصات الدم المنتظمة لمراقبة مستويات الفيتامينات والمعادن، للتأكد من عدم حدوث زيادة مفرطة أو نقص حاد في الوزن خلال الحمل.

هل يوجد تعارض بين تكميم المعدة والحمل؟

صحيح أن عملية تكميم المعدة مفيدة جدًا للصحة العامة للجسم، ولكن للأسف يكون هناك تعارض بين تكميم المعدة والحمل، وفي حالة حدوث الحمل بعد عملية التكميم مباشرةً، سوف يؤدي ذلك إلى تعرض الأم والجنين إلى مشكلات صحية خطيرة.

لذلك من المهم أن تنتظر النساء فترة بعد جراحة تكميم المعدة قبل محاولة الحمل، وذلك لترك الجسد يتعافى من التغيرات التي حدثت بعد العملية، ويُفضل الانتظار لمدة تتراوح من 12 إلى 18 شهرًا بعد الجراحة، وهذه الفترة تسمح للنساء بالتعافي بشكل كامل، والتأكد من استقرار وزنهُن وتحقيق الأهداف الصحية قبل الحمل.

والسبب الرئيسي في وجود التعارض البسيط  هو أن التغيرات الكبيرة في الوزن التي تحدث بعد الجراحة، قد تؤثر على الصحة العامة للمرأة المقبلة على الحمل، ويجب على النساء التأكد من أنهن في حالة مستقرة قبل أن يبدأن في الحمل.

وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤثر التغيرات في النظام الغذائي والامتصاص على احتياجات الفيتامينات والمعادن.

وبالمجمل يمكننا القول أن الحمل بعد عملية التكميم ممكن، ولكنه يتطلب إدارة دقيقة ورعاية طبية مستمرة، لتجنب المخاطر وضمان صحة الأم والجنين.

ما هو أنسب وقت بعد عملية تكميم المعدة لحدوث حمل؟

أنسب وقت لحدوث الحمل بعد عملية التكميم  هو بعد مرور 18 إلى 24 شهراً من الجراحة، وهذا الانتظار يتيح للجسم وقتاً كافياً لفقدان الوزن بشكل كامل واستقرار الوزن، مما يساعد في تجنب المخاطر المرتبطة بالحمل في فترة فقدان الوزن.

كما يساهم هذا التأخير في استقرار مستويات الفيتامينات والعناصر الغذائية في الجسم، مما يقلل من احتمالية سوء التغذية والمضاعفات، مثل الولادة المبكرة وانخفاض وزن الطفل عند الولادة.

أضرار تنتج عن الحمل بعد عملية تكميم المعدة مباشرةً:

يشكل الحمل بعد التكميم مباشرةً عدة مخاطر على النساء، وذلك بسبب عدم ترك الحسم فترة كافية للتعافي.

ومن أهم أضرار الحمل بعد عملية التكميم مباشرةً ما يلي:-

  1. بطء التعافي الجراحي: يحتاج الجسم إلى وقت للتعافي من الجراحة، إذ يضع الحمل ضغطًا إضافيًا على الجسم، مما قد يؤثر على التعافي ويزيد من خطر حدوث مضاعفات مرتبطة بموقع الجراحة.
  2. نقص التغذية: بعد عملية التكميم يضعف امتصاص العناصر الغذائية، ويمكن أن يؤدي فقدان الوزن السريع، وتناول الطعام المقيد إلى نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية، مما قد يؤثر على صحة الأم والجنين.
  3. زيادة حدوث المضاعفات: يمكن أن يؤدي الحمل بعد عملية التكميم مباشرةً إلى زيادة خطر حدوث مضاعفات مثل سكري الحمل وتسمم الحمل والولادة المبكرة، وتتطور هذه المشكلات بسبب التغييرات الجراحية الأخيرة.
  4. تداخل فقدان الوزن: لا يزال الجسم يتكيف مع فقدان الوزن الكبير بعد العملية، ويمكن أن يؤدي الحمل إلى تعقيد إنقاص الوزن، كما قد يؤدي الحمل إلى زيادة الوزن الأم و بالتالي مشاكل صحية محتملة للطفل.
  5. التخطيط الغذائي: يعد التخطيط الغذائي الفعّال والمراقبة أمرًا بالغ الأهمية بعد الجراحة، وقد يؤدي الحمل غير المخطط له إلى تعطيل هذا النظام الغذائي، مما يؤدي إلى مشكلات محتملة في الحفاظ على نظام غذائي متوازن.

ولتخفيف هذه المخاطر يُنصح عمومًا بالانتظار لمدة 18 إلى 24 شهرًا على الأقل بعد الجراحة، وذلك قبل محاولة الحمل، مما يسمح بالوقت اللازم لاستقرار الجسم والتعافي.

عملية تكميم المعدة مناسبة لكل من:

تناسب عملية تكميم المعدة لإنقاص الوزن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بشكل كبير، ويتم ترشيح الاشخاص لإجراء عملية تكميم المعدة بناءً على عدة عوامل وهي:-

  1. ارتفاع مؤشر كتلة الجسم : يجب أن يكون لدى المريض مؤشر كتلة الجسم40، أو أكثر أو يتراوح بين 35 و39.9 مع وجود حالات صحية مرتبطة بالسمنة، مثل مرض السكري، من النوع الثاني، أو ارتفاع ضغط الدم، وانقطاع التنفس عند النوم .
  2. الاستعداد للتغيير في نمط العيش: يجب على المريض أن يكون مستعدًا لإجراء تغييرات كبيرة في نظامه الغذائي ونمط حياته بعد الجراحة، بما في ذلك الالتزام بنظام غذائي جديد وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  3. فشل أساليب إنقاص الوزن التقليدية: يجب أن يكون المريض قد حاول فقدان الوزن من خلال تغييرات في النظام الغذائي، والتمارين الرياضية والعلاج،  دون تحقيق نتائج دائمة.
  4. العمر: تُجرى الجراحة عادةً للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا، ولكن يمكن أن يتم النظر في الحالات الفردية بناءًا على التقييم الطبي.

نصائح لضمان أعلى معدل نجاح لعملية تكميم المعدة

لضمان نجاح عملية تكميم المعدة بأعلى معدل، من الضروري اتباع بعض النصائح الأساسية بعد الجراحة، التي تساعد بدورها في سرعة الشفاء وظهور النتائج، ومن أهم هذه النصائح ما يلي:-

  • ممارسة النشاط البدني

النشاط البدني يساعد في تحسين الهضم ويخفف من الآثار الجانبية غير السارة، مثل الغثيان وحرقة المعدة، ولا يستلزم ممارسة الرياضة بشكل متكرر، فمثلًا المشي المنتظم يمكن أن يكون له فوائد كبيرة في تسريع فقدان الوزن وتعزيز الصحة العامة.

  • تنظيم الوجبات

التخطيط المسبق للوجبات مهم لضمان تناول غذاء متوازن ومغذي، كما أن إعداد وصفات صحية مسبقاً يساعد في تجنب الخيارات الغذائية غير الصحية، مثل الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة.

  • التركيز على البروتين

تناول كمية كافية من البروتين يساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول، ويقلل من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة، كما يساهم البروتين في بناء العضلات مما يحافظ على قوة الجسم أثناء فقدان الوزن، ويعزز عملية التمثيل الغذائي.

  • اختيار الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية

بسبب تقليص حجم المعدة من المهم تناول أطعمة ذات قيمة غذائية عالية، مثل الفواكه والخضروات الطازجة ومصادر البروتين الخالية من الدهون، وتجنب الأطعمة المصنعة لتقليل خطر نقص العناصر الغذائية.

  • الحد من المشروبات السكرية

السكرية تحتوي على سعرات حرارية غير مفيدة، ويمكنالمشروبات أن تؤدي إلى زيادة الوزن، لذلك يجب تجنب المشروبات الغازية ومشروبات الفاكهة المحلاة لتقليل السعرات.

هل عملية التكميم تؤثر على الإنجاب للنساء؟

نعم عملية تكميم المعدة يمكن أن تؤثر على الإنجاب، ولكن التأثير يتوقع أن يكون بشكل إيجابي وليس بشكل سلبي.

وذلك لأن الجراحة سوف تؤدي إلى تحسين خصوبة النساء اللواتي يعانين من السمنة، إذ تساعدهم في استعادة التوازن الهرموني وتحسين انتظام الدورة الشهرية، كما أن فقدان الوزن الناتج عن الجراحة يقلل من مشاكل مثل تكيس المبايض، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على الخصوبة.

وحتى يكون التأثير بشكل إيجابي يُوصى بالانتظار حوالي 18 إلى 24 شهرًا بعد الجراحة قبل محاولة الحمل، لأن هذا الانتظار يتيح للجسم الوقت الكافي للتكيف مع التغييرات الغذائية واستقرار الوزن، مما يقلل من مخاطر نقص العناصر الغذائية، والتي قد تؤثر على الحمل والجنين.

ومن المهم أن تتبع النساء اللواتي خضعن للجراحة نظامًا غذائيًا متوازنًا، وأن يتناولن المكملات الغذائية لضمان الحصول على جميع العناصر الضرورية خلال الحمل بعد عملية التكميم كما يُنصح بمراقبة الحمل بعناية مع طبيب مختص.

هل يزيد الوزن في الحمل بعد التكميم؟

من الممكن أن يزيد الوزن أثناء الحمل بعد عملية التكميم على الرغم من أن الجراحة تساعد في فقدان الوزن وتحسين الصحة العامة، فإن الحمل يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن بسبب التغيرات الهرمونية والاحتياجات الغذائية المتزايدة.

وأثناء الحمل يحتاج الجسم إلى مزيد من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية لدعم نمو الجنين، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن حتى بعد تكميم المعدة.

وعليه من المهم أن يتم إدارة هذه الزيادة في الوزن بشكل مخطط، إذ يتم التركيز على تناول الأطعمة الصحية والمغذية بدلًا من السعرات الحرارية العالية، والتي تساعد في زيادة الوزن.

ومن الضروري أيضاً متابعة الحمل مع طبيب مختص، للتأكد من أن زيادة الوزن تتماشى مع التوصيات الصحية، وتجنب المشكلات المحتملة مثل زيادة الوزن المفرط أو نقص العناصر الغذائية.

الحمل بعد التكميم بسنتين

يُنصح النساء بالانتظار لمدة لا تقل عن سنتين بعد جراحة تكميم المعدة قبل محاولة الحمل، وذلك لأن الانتظار لهذه الفترة يوفر للجسم الوقت الكافي للتعافي، واستقرار الوزن بعد فقدانه بشكل كبير، وهذا يسمح أيضًا بتحسين الحالة الغذائية وضمان أن مستويات الفيتامينات والمعادن في الجسم قد استقرت.

وخلال هذه الفترة يمكن للمرأة التركيز على ممارسة عادات غذائية صحية ستكون مفيدة أثناء الحمل، والانتظار لمدة سنتين يساعد في تقليل مخاطر مضاعفات الحمل مثل الولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين عند الولادة، وكذلك مشاكل النمو التي قد تنجم عن نقص التغذية.

باختصار الانتظار لمدة سنتين بعد عملية تكميم المعدة قبل الحمل يعد خطوة حكيمة لضمان استقرار صحة الأم، إلى جانب المساهمة في تحقيق أفضل النتائج الصحية للأم والجنين.

تجربتي مع الحمل بعد التكميم

تحكي حالة تبلغ من العمر ٣٥ عام وتقول “كنت أُعاني من السمنة المفرطة لعدة سنوات، وكانت تؤثر على حياتي بشكل كبير ليس فقط من الناحية الجسدية، ولكن أيضًا من الناحية النفسية،

وبالإضافة إلى ذلك كانت السمنة تؤثر على قدرتي على الإنجاب، كنت أعاني من دورات شهرية غير منتظمة وتكيس المبايض، مما جعل حلم الأمومة يبدو بعيد المنال بالنسبة لي.

وبعد محاولات عديدة لإنقاص الوزن من خلال الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية دون تحقيق نتائج واضحة، قررت اللجوء إلى جراحة تكميم المعدة بناءًا على نصيحة طبيبي، وكانت الجراحة خطوة جريئة لكن كنت مصممة على تحقيق هدفي.

وبعد إجراء الجراحة بدأت رحلة جديدة في حياتي والتزمت بنظام غذائي صارم واتباع نمط حياة صحي، وهذا كان سبب في أنني فقدت الوزن بشكل تدريجي وثابت، وبدأت أشعر بتحسن كبير في صحتي العامة، وعادت دوراتي الشهرية إلى طبيعتها، وشعرت بأنني أستعيد توازني الهرموني.

استمريت في متابعة حالتي مع طبيبي الذي أوصى بانتظار فترة تتراوح بين 18 إلى 24 شهراً قبل محاولة الحمل بعد عملية التكميم لضمان استقرار وزني ومستويات الفيتامينات والمعادن في جسمي خلال هذه الفترة، كنت حريصة على تناول المكملات الغذائية، والالتزام بالنصائح الطبية لضمان صحة جيدة.

وبعد مرور عامين على الجراحة قررت أنا وزوجي محاولة الحمل، وبفضل الاستقرار الصحي الذي حققته حملت بسرعة وبسهولة، وتابعت حملي بانتظام مع طبيب النساء والتوليد، الذي كان يراقب حالتي الصحية والنمو السليم للجنين.

في نهاية فترة الحمل أنجبت طفلًا سليمًا ومعافى وكانت فرحتي لا توصف فقد تحقق حلمي بالأمومة بعد سنوات من المعاناة والانتظار، وكانت تجربتي ناجحة للعديد من النساء اللاتي يعانين من مشاكل مشابهة وأثبتت لي أن الإرادة والتصميم يمكن أن يغيروا الحياة ويحققوا الأحلام”.

مقالات ذات صلة

Scroll to Top