كيفية اجراء عملية القلب المفتوح
عملية القلب المفتوح تُعد واحدة من أبرز العمليات الجراحية المعقدة التي تُجرى على القلب، والتي تتطلب دقةً فائقة وخبرة طبية عالية، وهذه
يُجري جرَّاحو القلب حول العالم أكثر من 2 مليون عملية قلب مفتوح سنويًّا، فقد أثبتَتْ العملية كفاءتها – على مدار عقودٍ ماضية – في علاج مُختلف أمراض القلب، ولكنّ عملية القلب المفتوح تلزمُها مهارةٌ جراحيّةٌ عاليةٌ لإتمامها دون مضاعفاتٍ خطِرة، ما يُعيد للمريض حياته الطبيعيّة مع قلبٍ في حالةٍ صحيّةٍ أفضل، فهيّا بنا إلى مزيدٍ من التفاصيل عن العملية وخطوات إجرائها.
القلب المفتوح جراحةٌ يُجريها خُبراء جراحة القلب؛ لعلاج عددٍ من مُشكلات القلب بأجزائه المُختلفة، بما في ذلك اعتلالات عضلة القلب نفسها، أو صمامات القلب، أو الشرايين التاجيّة المُغذِّية له، وتحتاج عملية القلب المفتوح إلى جرّاحٍ بارِعٍ لإجرائها بأقّل قدرٍ مُحتملٍ من المخاطر.
تنحصِر دواعي عملية القلب المفتوح في علاج أمراض القلب غير القابلة للتحسُّن مع سُبُل العلاج الأقل تدخُّلًا، ويشمل ذلك:
أحد أكثر أمراض القلب انتشارًا، وفيه يفتقِر القلب إلى الأكسجين اللازم لأداء وظائفه، نتيجة ضيق أو انسداد في أحد الشرايين التاجيّة، ويختلف علاج مرض القلب التاجي تبعًا لدرجة خطورته ومدى تفاقُمِه، فقد يكون العلاج تحفُّظيًّا، أو دوائيًّا، أو جراحيًّا بعملية القلب المفتوح.
تُنظِّم الصمامات انتقال الدم عبر حجُراتِ القلب، وتنقسِم اعتلالات صمامات القلب إلى: الارتجاع، والضيق، والرتق، ويتّسِم كُلُّ خللٍ منها بمُشكلةٍ في التدفُّق الطبيعي للدم، وقد ينجُم عن ذلك مُضاعفات تبعًا لموضِع الصمام المُتضرِّر، وتُعالَج أمراض صمامات القلب عند تفاقُمها إما بإصلاح أو استبدال الصمام التالِف.
قد يختَلُّ نظم القلب الطبيعي، بأن يزداد أو يقِل مُعدّل نبض القلب عن الطبيعي، أو ينبُض القلب بُمعدّل غير مُنتظِم، ولِاضطرابات النَّظْم أنواعٌ عديدة، مثل: الرجفان الأُذيني، والرجفان البُطيني، والرَفرَفة الأُذينية، ومتلازِمة العُقْدَة الجَيبِيَّة المَرِيضَة، وتُعالج اضطرابات نظم القلب بالأدوية المُنظِّمة لتسارُع النبض، أو الدخل الجراحي، كما في عملية القلب المفتوح.
يُعدّ أكثر اضطرابات نظم القلب شيوعًا، ويتّسِم بنبضٍ مُتسارعٍ غيرِ منتظم؛ نتيجة خللٍ في كهربائيّة القلب، ومع تفاقُمِه قد يُسبِّب مضاعفاتٍ خطِرة، مثل: تكوُّن الجلطات، والسكتة الدماغية، والنوبة القلبية، وهناك أكثر من إجراءٍ طبيٍّ لعلاج الرجفان الأُذيني، كإجراء المتاهة (Maze Procedure) الذي يُجرى بعملية القلب المفتوح.
الشريان الأورطي هو ناقِل الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى سائر أنحاء الجسد، وهو أكثَر الشرايين عُرضةً للتمدُّد، وقد ينشأ تمدد الأورطى في جُزئهِ الصَّدرِي أو البَطنِي، وينبغي أن ينال عنايةً طبيّةً خاصّة؛ لتجنُّب تمزُّق جدار الشريان أو انفجاره، وتُعد عملية القلب المفتوح إحدى الحلول المطروحة لعلاجه.
حالةٌ مرَضِيّةٌ يعجَز فيها القلب عن ضخ الدم بمُعدَّلٍ كافٍ لسدّ احتياجات الجسم، وقد ينشأ قصور القلب في أحد شِقّية؛ الأيمن أو الأيسر، ولِكُلٍّ منهُما مُضاعفاتٌ خاصّة، وإذا لم تتحسّن حالة القلب اعتمادًا على العلاج التحفُّظي أو الدوائي؛ فقد يحتاج المريض إلى إحدى عمليات القلب المفتوح، التي تختلف تبعًا لسبب قصور القلب.
إنّ نوعَ عملية القلب المفتوح التي ينبغي إجراؤها تُحدِّده الحالة المرَضيّة، وسبب حدوثها، فعلى سبيل المثال؛ تختلف طبيعة العملية لعلاج مرض القلب التاجي عن عملية إصلاح أو استبدال الصمامات، وفيما يلي نتعرّف على الأنواع بالتفصيل:
تهدف عملية القلب المفتوح من ذلك النوع إلى تحويل مسار الدم في الشريان التاجي؛ لِتَجاوُز موضِع الضيق أو الانسداد؛ ما يُحافِظ على تدفُّق الدم لتغذية عضلة القلب كما ينبغي، ويُمكن الاستعانة بأحد الشرايين السليمة في الذراع، أو الصدر، أو الرجل لإجراء العملية.
وهناك طريقتان لإجراء عملية مجازة الشريان التاجي، لِكُلٍّ منهُما مزايا خاصّة، ويكمُن الفارق بينهما في استخدام المجازة القلبيّة الرئوية (ماكينة القلب الصناعي)، وإليك تفصِيل ذلك:
نوع العملية | جراحة القلب المفتوح التقليدية (On-Pump) | جراحة القلب النابض (Off-Pump) |
الإجراء |
|
|
المزايا |
|
|
العيوب |
|
|
أيهما أفضل؟ | يرجِع تحديد عملية القلب المفتوح الأفضل إلى تقييم الطبيب لحالة المريض، وجديرٌ بالذكر أن كِلا الإجراءين يتمتّع بنسبة نجاحٍ كبيرة. |
تختلف عملية القلب المفتوح لعلاج مُشكلات صمامات القلب تبعًا لطبيعة المُشكلة، إذ قد يُكتفى بإصلاح الصمام، أو يضطرُّ الطبيب إلى استبداله بصمامٍ آخر، ومن الإجراءات التي تُتِيحها عملية القلب المفتوح:
تُجرى عملية القلب المفتوح في حالات اضطراب نظم القلب المُتفاقِمة؛ لزراعة أجهزة خاصّة، تُعيد تنظيم نبض القلب، ويشمل ذلك:
يسعى الجرّاح في عملية المتاهة إلى إعاقة وصول النبضات الكهربيّة المُنبعِثة إلى الأذين عن طريق الخطأ، ما يُعيد للأُذين نظمَه الطبيعي، وذلك بإحداث عِدّة جروح صغيرة في الأذين، باستخدام الحرارة الشديدة، أو البرودة الشديدة، أو بمشرط حاد، إذ تُعيق الندبات المُتكوِّنة على إثر تِلك الجروح سير النبضات الكهربيّة الخاطئة.
قد تُجرى عملية القلب المفتوح لعلاج تمدد الشريان الأورطي باستئصال الجزء المُتمدِّد، واستخدام رُقعة من البوليستر المانع للتسريب، وإعادة خياطة جدار الشريان ثانيةً، وقد يستغرق التعافي من العملية نحو شهر.
استحدَث الأطباء أكثر من عملية قلب مفتوح لعلاج قصور القلب، إذ يختلف الإجراء الجراحي المطلوب تبعًا لسبب قصور القلب، ومِمّا قد يلجأ إليه الطبيب:
يُحدِّد الأطباء شروطًا خاصّةً لإجراء عملية القلب المفتوح بأكبر قدرٍ من الأمان، وعند غياب تِلك الشروط؛ قد يلجأ الطبيب إلى إجراءات علاجيّة أقل تدخُّلًا، ومِمّا يُشترط لإجراء العملية:
إنّ نجاح عملية القلب المفتوح يتطلّب تحضيرًا جيّدًا قبل العملية بإشراف الطبيب، وذلك للتحقُّق من الحالة الصحيّة العامة، ومدى أهليّة المريض للعملية، إذ ينبغي القيام بما يلي:
تُجرى عمليّات القلب المفتوح بإجراءات مُحدّدة، مع اختلافاتٍ يسيرة بين عملية وأُخرى تبعًا لسبب إجرائها، وإليك الخطوات العامّة لعملية القلب المفتوح:
يُراقِب الطاقم الطبي حالتك عن كثبٍ بعد إتمام العملية للتحقُّق من نتائجها، وهو الأمر الذي يستمر مع المتابعة الطبية أثناء فترة التعافي، وقد تدُّل العلامات الآتية على نجاح عملية القلب المفتوح:
على الجانب الآخر، تحمِل بعض المضاعفات والمُشكلات الصحيّة دلالةً على فشل عملية القلب المفتوح، والحاجة إلى تدخُّل طبي مرّةً أُخرى، ويشمل ذلك:
نظرًا لحاجة عمليات القلب المفتوح إلى تدخُّلٍ جراحيٍّ كبير، فإنّ المضاعفات المُحتملة بعدها أكثر مُقارنةً بعمليّات القلب الأُخرى، إذ يُحتمَل تعرُّض المريض لأيٍّ مما يلي:
تختلف تكلفة عملية القلب المفتوح بناءً على عِدّة عوامل، كخبرة الطبيب، وسبب إجراء العملية، ومُدّة الإقامة في المُستشفى، ونحو ذلك، ويتراوح سعر العملية ما بين 80,000 و 160,000 جنيهًا مصريًّا، ويُعادل ذلك نحو 2,600 – 5,200 دولارًا أمريكيًّا.
هل تخطط للسفر للعلاج في مصر؟ نحن هنا لمساعدتك في الحصول على معلومات حول تكاليف السفر، تكاليف الإقامة، وتكاليف العلاج. أكمل البيانات التالية للحصول على سعر رحلتك للعلاج في مصر
[contact-form-7 id=”1934″ title=”Surgeries Form”]
كي تحظى عملية القلب المفتوح بأعلى مُعدّل نجاح، ينبغي أن تلتزِم تعليمات الطبيب خلال فترة التعافي بعد العملية، والتي تشمَل:
“كنتُ أعاني مُشكلةً في أحد الشرايين التاجية بالقلب، وفق تشخيص الطبيب، وأكّد حاجتي إلى عملية مجازة الشريان التاجي، بعد مُدّةٍ من تناول الأدوية، واتباع حمية غذائية خاصة، ولكن دون تحسُّن ملحوظ.
وبالفعل أجريتُ عملية القلب المفتوح، وكانت تجربتي معها جيّدةً إلى حدٍّ كبير، فمع أنّي عانيتُ بعض الآثار الجانبية، مثل: الألم، وصعوبة التنفس في أول الأمر، إلّا أنّ نتائج العملية في تحسين وظائف القلب كانت رائعة، وتطلّب الأمر بعض الوقت لاستعادة عافيتي بعد العملية”.
بعد إجراء عملية القلب المفتوح، يُمكنك مُلاحظة التغيُّرات الإيجابيّة التالية على المدى البعيد:
يُسعدنا في ختام مقالنا أن نُجيب على أبرز الاستفسارات حول عمليّات القلب المفتوح، لمزيدٍ من الإلمام بتفاصيل العملية.
ليس هناك وقتٌ مُحدّد لإفاقة المريض بعد العملية، إذ يختلف ذلك من مريضٍ لآخر، تبعًا لحالته الصحيّة، وطبيعة المُخدِّر، ولكن ينبغي أن يفيق المريض في غضون ساعاتٍ من إتمام العملية، وقد يشير طول المُدّة إلى حدوث بعض المضاعفات.
تتفاوت مُدّة عملية القلب المفتوح تبعًا لاختلاف أسباب إجرائها، ومهارة الجرّاح وخبرته، وعمومًا تتراوح مُدّة العملية ما بين 3-6 ساعات، ولكن قد يظل المريض في المستشفى نحو 7-10 أيام بعد العملية.
تُعدّ عملية القلب المفتوح واحدةً من كُبرى العمليات الجراحيّة المحفوفة بالمخاطر، ولكنّ التقنيات الطبيّة الحديثة ساهمتْ في تقليل المخاطر المُحتملة مع إجراء العملية، ويتّضِح ذلك في تحسُّن نسبة نجاح العملية عمّا كانتْ عليه قبلًا.
ليستْ العملية بذاتها سببًا مُباشِرًا للوفاة، ولكنّها أمرٌ مُحتمَلٌ حال حدوث مضاعفات خطِرة، أو خطأ جراحي أثناء العملية، ولكن يندُر التعرُّض لذلك مع اختيار طبيبٍ خبيرٍ لإجراء العملية، والتزام تعليماته قبلها وبعدها.
يقيس الخُبراء نسبة نجاح العملية بناءً على مُعدلات البقاء على قيد الحياة بعد العملية، والتي تصِل إلى 96-97% خلال العام الأول بعد عملية القلب المفتوح، وحوالي 75% مع مُضِي خمسة أعوام على العملية.
عملية القلب المفتوح تُعد واحدة من أبرز العمليات الجراحية المعقدة التي تُجرى على القلب، والتي تتطلب دقةً فائقة وخبرة طبية عالية، وهذه
تتفاوت مدة عملية القلب المفتوح اعتمادًا على نوع الجراحة وحالة المريض الصحية، وعادةً ما تتراوح مدة عملية القلب المفتوح بين ثلاث إلى
عملية القلب المفتوح من الإجراءات الجراحية المعقدة التي تتطلب دقة عالية ومهارة كبيرة، وعلى الرغم من التقدم الطبي الكبير في هذا المجال،
اسباب تورم القدمين بعد عملية القلب المفتوح تُعد من الأمور التي يجب أن يكون المريض على دراية بها بعد خضوعه لهذه الجراحة
هل تخطط للسفر للعلاج في مصر؟ نحن هنا لمساعدتك في الحصول على معلومات حول تكاليف السفر، تكاليف الإقامة، وتكاليف العلاج. أكمل البيانات التالية للحصول على سعر رحلتك للعلاج في مصر
[contact-form-7 id=”1934″ title=”Surgeries Form”]
موقع عيادة الخليج هو دليل طبي باللغة العربية لتعريف المواطنين من دول مجلس التعاون الخليجي على أفضل الأطباء والمراكز الجراحية للعلاج بالخارج