قد يهم مرضى السمنة المفرطة التعرف على النظام الغذائي بعد عملية الساسي وذلك قبل إجرائها، لما وجِد لتلك العملية من شهرة ونجاح في تحقيق نتائج سريعة لإنقاص الوزن والوصول للوزن المثالي، دون التعرض إلى مُضاعفات العملية أو الحرمان الشديد من كافة الأنظمة الغذائية المُفضلة لدى الأشخاص.
وتعد عمليات الساسي والكبسولة المبرمجة للتخسيس أحد نواتج التطورات الطبية في مجال جراحة علاج السمنة وإنقاص الوزن لذا دعونا نتعرف على مزيد من المعلومات المُتعلقة بعملية الساسي ، مثل تعريف عملية الساسي، وأهم الأسباب التي تدعو لإجرائها،و خطوات العملية، والأهم من ذلك تفاصيل مراحل النظام الغذائي المناسب بعد العملية.
ما هي عملية الساسي؟ وما الأسباب التي تدعو لإجرائها؟
عملية الساسي تُعرف في مجال الطب بـ ( SASI-S ) وهي اختصار لكلمة Single Anastomosis Sleeve -Ileal Bypass، والتي تُعد واحدة من أحدث الإجراءات العلاجية الجراحية المُطورة للسمنة المُفرطة وإنقاص الوزن الزائد، حيث تعتمد على تعديل أجزاء الجهاز الهضمي بهدف الحد من إفراز هرمون الجوع ومن ثم تقليل كمية الطعام المُتناولة وتقليل عملية الامتصاص في الجسم.
عملية الساسي تجمع ما بين فوائد عملية اختزال حجم المعدة أو ما يُعرف بتكميم المعدة وعملية تحويل المسار أو تجاوز مسار امتصاص الطعام في الأمعاء، بالإضافة إلى حماية الشخص من مُشكلات التغذية على المدى البعيد مثل سوء الامتصاص الشديد.
يُعد إجراء عملية الساسي من إجراءات التنظير البطني الأقل توغلاً، والتي لا تتطلب مزيدًا من الوقت للتعافي وسرعان ما يستعيد المريض عافيته ويمارس حياته بشكل طبيعي مُقارنةً بالعمليات الجراحية الأخرى، مع ضرورة اتباع النظام الغذائي بعد عملية الساسي، للوصول إلى النتائج المرجوة.
الأسباب التي تدعو لإجراء عملية الساسي
وبالنسبة إلى الأسباب التي تدعو لإجراء عملية الساسي، فهي قد تتلخص فيما يلي:
- علاج الوزن الزائد لمرضى السمنة المفرطة الذين تتراوح أعمارهم ما بين (18_65) عامًا، وقد تجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم 30 فيما أعلى.
- علاج الأمراض المُزمنة أو الأعراض المُصاحبة لمرض السمنة مثل مرض السكر، ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، ارتفاع ضغط الدم، التهاب المفاصل وفقدان القدرة على الحركة، وحالات تأخر الإنجاب.
- استكمالًا لعملية تكميم المعدة خاصةً إذا كانت غير مؤثرة في التخلص من الوزن الزائد وكبح الشهية لدى المريض.
- لها العديد من المميزات والفوائد التي توفرها معظم العمليات الأخرى مثل:
- لا تستغرق وقتًا طويلًا أثناء العملية، ولا تترك أي آثار للجرح.
- نتائجها سريعة مع اتباع النظام الغذائي بعد عملية الساسي، حيث يفقد المريض ما يقرب من 70٪ من وزنه الزائد خلال العام الأول بعد العملية.
- يتعافى المريض سريعًا ويعاود حياته الطبيعية بعد أسبوع أو اثنين من العملية.
كيف يتم تنفيذ عملية الساسي؟
تتم عملية الساسي تحت تأثير التخدير العام بالمنظار الجراحي وتستغرق ما يقرب من 60 دقيقة، قد تزيد أو تقل عن ذلك تبعًا لحالة المريض، وذلك لأنها تتم على مرحلتين، الأولى هي تكميم المعدة والثانية هي تحويل المسار.
ربما تُستخدم عملية الساسي كإجراء تعديلي لجراحة تكميم المعدة السابقة، أو تكون إجراء مُستقل يشتمل على كلتا المرحلتين، وسوف نعرض لكم تفاصيل المرحلتين خلال إحدى الفقرات القادمة.
تفاصيل خطوات عملية الساسي
النظام الغذائي بعد عملية الساسي هو جانب مهم من جوانب نجاح إجراء عملية الساسي ولكن قبل التحدث عنه، سوف نتحدث عن الخطوات الأولى أو الاستعدادات التي يقوم بها المريض قبل العملية.
الاستعدادات المهمة لجراحة الساسي ( ما قبل العملية)
هناك خطوات مهمة يُلزم بها المريض للاستعداد قبل إجراء جراحة الساسي مثل أي إجراء جراحي آخر وهي كالتالي:
- إعطاء الطبيب نظرة عامة بكافة الأدوية والفيتامينات التي يتناولها المريض في الوقت الحالي.
- إبلاغ الطبيب بالتاريخ الطبي الذي يشمل العمليات الجراحية السابق إجراؤها، والأمراض التي يعاني منها.
- عمل التحاليل الطبية والفحوصات الأخرى التي يطلبها الطبيب قبل العملية.
- التوقف عن التدخين لفترة لا تقل عن 14 يوم قبل العملية.
- التوقف عن تناول الطعام لمدة 12 ساعة تقريبًا من العملية أو حسب المدة التي يُحددها الطبيب.
إجراء جراحة الساسي ( أثناء العملية)
يخضع مريض السمنة إلى عدة خطوات أثناء عملية الساسي وهي كالتالي:
- يتم تخدير مريض السمنة كلياً.
- يفتح طبيب جراحة السمنة شقوق صغيرة الحجم في البطن غالبًا ما تكون 3 شقوق، والتي من خلالها تدخل أجزاء المنظار الجراحي البطن.
- يبدأ الطبيب في المرحلة الأولى من العملية وهي تكميم المعدة أو تدبيس المعدة، وذلك من خلال قص ما يقرب من 75 ٪ من حجمها وتدبيس الـ 25٪ المُتبقية من حجمها لتصبح الحجم الجديد للمعدة، والهدف من ذلك هو تقليل من إفراز هرمون الجريلين والمعروف باسم هرمون الجوع، ويترتب على ذلك تحقيق هدف العملية في انخفاض رغبة مريض السمنة في تناول الطعام والاكتفاء بوجبة صغيرة فقط.
- بعد الانتهاء من تكميم المعدة يبدأ الطبيب في المرحلة الثانية أو الجزء الثاني من عملية الساسي وهو تحويل المسار، وذلك عن طريق ربط الجزء السفلي من الحجم المُتبقي من المعدة والمعروف باسم (غار) بالجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة والمعروف أيضًا باسم الدقاق، لتحقيق هدف تقليل امتصاص الجسم للدهون والسكريات.
- يجري الطبيب اختبار تسريب لكل من جدار المعدة (مكان التدبيس) ومكان توصيل أسفل المعدة بنهاية الأمعاء.
- بعد التأكد من عدم وجود تسريب مكان العملية، يُخرج الطبيب أجزاء المنظار الجراحي من البطن ثم يغلق الشقوق بالغرز.
- يُنقل المريض من غرفة العمليات إلى غرفة الإفاقة ليقع تحت المُلاحظة لمدة 24 ساعة.
بعد الإفاقة يبدأ الطبيب في توجيه التعليمات للمريض بخصوص ما بعد العملية والنظام الغذائي بعد عملية الساسي.
كيف تعتني بنفسك بعد عملية الساسي؟
يمكنك الاعتناء بنفسك بعد إجراء عملية الساسي من خلال اتباع النصائح والإرشادات التي يقدمها الطبيب بما في ذلك النظام الغذائي بعد عملية الساسي وإليك أهم نصائح ما بعد العملية:
- بعد مرور أسبوع تقريبًا من إجراء العملية، يُنصح المريض بالمشي لمدة تتراوح ما بين 3-4 ساعات يوميًا، لتعود حركة المعدة والأمعاء مرة أخرى.
- البدء في ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بعد مرور ما يقرب من 3 أسابيع بعد العملية، ومع مرور الوقت وصولًا لعدة أشهر يُسمح بممارسة التمارين الأكثر كثافةً.
- اتباع مراحل النظام الغذائي بعد عملية الساسي المناسبة للمريض، وسوف نتحدث عنه بالتفصيل خلال الفقرة القادمة.
ما هو أفضل نظام الغذائي بعد عملية الساسي؟
يُحدد الطبيب ذو الخبرة الناجحة النظام الغذائي بعد عملية الساسي، كما يختار الطبيب أفضل نظام غذائي بعد عملية الساسي ليتبعه المريض، مما يُساعد بدرجة كبيرة في تحقيق نتائج سريعة ومُرضية في وقت قصير جدًا، ونجد أن النظام الغذائي بعد عملية الساسي يعتمد على 4 مراحل وهم كالتالي:
المرحلة الأولى (الأسبوع الأول السوائل فقط) |
النظام الغذائي يبدأ بعد الإفاقة، حيث يُسمح للمريض بتناول أونصة أو اثنين من السوائل الدافئة والصافية كُل ساعة مثل، (الماء، المشروبات الخالية من السكر والكافيين، والجيلاتين)، وبعد التفريغ يمكن زيادة العدد حتى يصل إلى 8 أوقية كل ساعة أثناء تواجده في المُستشفى.وبعد الخروج من المستشفى ولمدة أسبوع من اليوم الأول للعملية يستمر المريض في تناول السوائل مع زيادة العدد حتى يتراوح ما بين (48-64) من الأوقية، والهدف من ذلك هو الحفاظ على المريض من الإصابة بالجفاف. |
المرحلة الثانية (الأسبوع الثاني والثالث) |
يستمر المريض في تناول السوائل الصافية بالإضافة إلى تناول ما يلي:
|
المرحلة الثالثة (الأسبوع الثالث إلى السادس) |
خلال تلك المرحلة يبدأ الجسم في التعافي، حيث يسمح الطبيب للمريض حسب حالته بإضافة نظام غذائي مهروس إلى النظام الغذائي بعد عملية الساسي.وخلال الأسبوع الثالث والرابع تبدأ تجربة الأطعمة المهروسة وهذا يمهد الجسم للتعود على القوام والاستمتاع بالنكهات المختلفة، وغالبًا ما يبدأ المريض بتناول الأطعمة المهروسة الغنية بالبروتين مثل:
|
المرحلة الرابعة (الأسبوع السابع إلى التاسع) |
خلال الأسبوع الثامن يبدأ المريض في تناول الأطعمة اللينة التي يُسهل هرسها وهضمها مثل اللحوم الخالية من الدهون، ومع بداية الأسبوع التاسع يبدأ المريض في الاستقرار في تناول الطعام الصلب وذلك بشكل تدريجي مع الحرص على تناول الأطعمة المسموحة في النظام الغذائي بعد عملية الساسي والابتعاد عن الأطعمة الممنوعة تمامًا. |
الأطعمة المفضلة في النظام الغذائي بعد عملية الساسي
تشتمل قائمة الأطعمة المفضلة والمسموح بتناولها على الآتي:
- البروتينات الحيوانية والنباتية الطبيعية والخالية من أي دهون.
- الخضروات الطازجة.
- الفاكهة.
- التونة المعلبة أو السلمون.
لاحظ أن الأنواع السابقة ربما لا تُناسب جميع الحالات، فيجب الالتزام بالنظام الغذائي الذي يحدده لك الطبيب إذا أردت الحصول على نتائج سريعة لإنقاص الوزن.
الأطعمة الممنوعة في النظام الغذائي بعد عملية الساسي
تشتمل قائمة الأطعمة الممنوعة على الآتي:
- النشويات والكربوهيدرات مثل الخبز الأرز والمعكرونة ودقيق الشوفان.
- الدهون بما في ذلك الدهون المتحولة والمُشبعة.
- السكريات، وجميع الأطعمة التي تحتوي على سكر.
- الخضراوات التي تحتوي على الألياف.
- الخضراوات التي تسبب انتفاخ البطن مثل الكرفس والبروكلي والخضراوات الورقية النيئة.
- الأطعمة التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز.
- اللحوم المشوية.
- الوجبات السريعة مثل الشيبسى والبسكويت.
- منتجات الألبان عالية الدسم.
واحرص على اتباع كافة التعليمات التي يقدمها الطبيب بخصوص النظام الغذائي بعد عملية الساسي، مع تجنب أي طعام أو شراب قد يُسبب لك الشعور بالألم حتى ولو كان ضمن الأطعمة المسموحة بعد العملية.
الخلاصة
إن الالتزام والتفاني والتصميم على اتباع النظام الغذائي بعد عملية الساسي من العوامل التي تُساعد في تجاوز نجاح عملية الساسي وفقدان الوزن الزائد والتخلص من السمنة في وقت قصير.
لذا في حال كنت تعاني من مرض السمنة لا تشعر باليأس حيث أن أطباء عيادة الخليج هنا في خدمتك، وهم أفضل الأطباء في مصر والعالم العربي ذي الخبرات الناجحة في مجال جراحة السمنة والمناظير في العالم العربي بشهادة الحالات التي نجحت في تخطي تلك العملية بنجاح دون حدوث مضاعفات.
المصادر