تشخيص تضخم البروستاتا الحميد وشرح 6 فحوصات تُؤكِّد الإصابة

تشخيص تضخم البروستاتا الحميد

تقع البروستاتا أسفل المثانة البولية مباشرةً، ومِنْ ثَمَّ لا يُمكِن الإحساس بها من على سطح الجلد، لكن تُشِير بعض الدلائل إلى تضخم البروستاتا، مثل: ارتفاع مستويات المستضد البروستاتي النوعي، أو صعوبة تدفُّق البول، أو يكتشفها الطبيب عند استخدام الموجات فوق الصوتية، فما هي وسائل تشخيص تضخم البروستاتا الحميد؟ وما الفرق بين تضخم البروستاتا الحميد والخبيث؟

الفحوصات اللازمة لاكتشاف تضخم البروستاتا الحميد

 

تشخيص تضخم البروستاتا الحميد

تتضمَّن الفحوصات اللازمة من أجل تشخيص تضخم البروستاتا الحميد ما يلي:

  1. المستضد البروستاتي النوعي (PSA)
    تُنتِج خلايا البروستاتا بروتينًا مُعيَّنًا يُعرَف بالمستضد البروستاتي النوعي، وغالبًا ما ترتفع مستويات هذا البروتين لدى مرضى سرطان البروستاتا، لكن لا يعني ذلك أنَّ هذا الاختبار مقصور فقط على تشخيص سرطان البروستاتا.
    فقد تُشِير زيادة مستويات المستضد البروستاتي النوعي في الدم إلى تضخُّم البروستاتا، أو التهابها، ومِنْ ثَمَّ فقد تُساهِم في تشخيص تضخم البروستاتا الحميد جنبًا إلى جنبٍ مع الاختبارات الأخرى، وطبيعة الأعراض التي يُعانِيها المريض.
  2. تحليل البول
    يحصل الطبيب على عيِّنة من بول المريض؛ إذ تُفحَص في المعمل؛ للتأكُّد من عدم وجود عدوى بالمسالك البولية، إذ قد تتشابه أعراض عدوى الجهاز البولي مع تضخُّم البروستاتا.
  3. الفحوص الديناميكية للبول
    تتضمَّن بعض الإجراءات التي يختبر الطبيب من خلالها قُدرة المثانة والإحليل على تخزين البول، وإخراجه، وقد تُجرَى هذه الفحوصات في عيادة الطبيب، أو بالمستشفى، كما يتطلَّب بعضها تخديرًا كُلِّيًا، وبعضها تخديرًا موضعيًا فقط بحسب الإجراء المُتَّبع، ومن أمثلة هذه الفحوصات ما يلي:
    1. قياس جريان البول
      يهدف إلى تحديد سرعة إطلاق المثانة للبول خارج الجسم، ويطلبه الطبيب في حال المعاناة من مشكلات التبوُّل، والشك في الإصابة بتضخم البروستاتا؛ إذ لا يجري البول كما ينبغي حال تضخُّم البروستاتا، لكن ذلك الاختبار لا يُميِّز بين ضعف جريان البول الناجم عن ضعف المثانة، أو انسداد مجرى البول.
    2. قياس البول المُتبقِّي بعد التفريغ
      يرصد الطبيب كمية البول المُتبقِّية في المثانة بعد انتهاء عملية التبوُّل، ويكون ذلك تحت توجيه الموجات الصوتية، أو باستخدام القسطرة.
      إذ يختلف قدر البول المُتبقِّي في المثانة بعد إفراغها من شخصٍ لآخر، حسب درجة تضخُّم البروستاتا، والأعراض التي يُعانِيها، لكن إذا تجاوز القياس 100 مل، فإنَّ هناك مخاطر مُحتمَلة على المريض إذا لم يُعالِج تضخم البروستاتا لديه.
      إذ يُشِير ضعف تدفُّق البول أو جريانه، وكذلك بقاء قدرٍ ما من البول داخل المثانة بعد انتهاء التبوُّل إلى انسدادٍ جزئي في مجرى البول، والذي قد ينتج عن تضخم البروستاتا بالطبع.
  4. تنظير المثانة
    أحد أفضل وسائل تشخيص تضخم البروستاتا، لكنَّها تتطلَّب تخديرًا موضعيًا أولًا؛ إذ يُدخِل الطبيب المِنظار عبر فتحة الإحليل في العضو الذكري؛ لرصد سبب انسداد مجرى البول، أو تضيُّقه.
  5. الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم
    يُستخدَم مُحوِّل، يُرسِل موجات صوتية آمنة حول العضو المطلوب فحصه؛ للحصول على صورةٍ توضيحية لما يحويه، ومِنْ ذلك استخدام الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم من أجل تشخيص تضخم البروستاتا؛ إذ يُدخِل الطبيب المُحوِّل عبر المستقيم (خلف البروستاتا مباشرةً)، ثُمَّ يبدأ إرسال الموجات؛ لإظهار حجم البروستاتا، وكذلك لرصد أي شيءٍ غير طبيعي بها.
  6. الخزعة
    يحصل الطبيب على عيِّنة من نسيج البروستاتا؛ لفحصها بواسطة المجهر، كما يستخدم الطبيب تقنيات تصويرية، مثل: الموجات الصوتية، أو التصوير المقطعي المحوسب، أو أشعة الرنين المغناطيسي؛ لتوجيه الإبرة إلى البروستاتا؛ للحصول على العيِّنة المطلوبة.
شكل البروستاتا المتضخمة
تشخيص تضخم البروستاتا الحميد

كيف يمكن تشخيص تضخم البروستاتا الحميد بشكل أولي؟

يُمكِن تشخيص تضخم البروستاتا الحميد بشكلٍ أوليٍ من خلال:

  1. طبيعة الأعراض التي يعانيها المريض
    لتضخُّم البروستاتا أعراضٌ لا تُخطِئها خبرة الطبيب، مثل:
    1. كثرة الحاجة إلى التبوُّل.
    2. الرغبة المُفاجئة في التبوُّل.
    3. ضعف تدفُّق البول.
    4. تنقيط في نهاية البول.
    5. احتباس البول.
    6. سلس البول
  2. فحص المستقيم بالإصبع
    فحص المستقيم بالإصبع هو فحص للبروستاتا بالأساس، إذ يستلقي الرجل على جانبه مع جلب ركبته بالقرب من صدره، ثُمَّ يرتدي الطبيب قفازًا لفحص المستقيم، والكشف عن أي تضخُّم في البروستاتا، أو أي شيءٍ غير طبيعي يتطلَّب اختباراتٍ إضافية.
    ويُوصِي بعض الأطباء بإجراء ذلك الاختبار بشكلٍ دوريٍ للرجال بعد بلوغهم سن الأربعين، سواء كانوا يُعانُون مشكلات التبول أم لا.

ما الفرق بين تضخم البروستاتا الحميد والخبيث؟

ما تضخُّم البروستاتا إلَّا نمو في أنسجتها وزيادة في حجمها، لكنَّ الحميد منه اقتصار على نمو غير اعتيادي لخلايا البروستاتا، أمَّا التضخُّم الخبيث، وهو ما يُعرَف بـ”سرطان البروستاتا”، فالخلايا تنمو بشكلٍ لا يُمكِن استيعابه أو ضبطه، كما أنَّ ذلك السرطان ينمو ببطء، وقد ينتشر في مراحله المُتقدِّمة إلى أماكن أخرى من الجسم على عكس تضخم البروستاتا الحميد، وقد يتلاقى كلا النوعين من التضخم في بعض الأعراض.

هل يسبب تضخم البروستاتا مشكلات في التبول؟

تمر قناة مجرى البول عبر البروستاتا، كما أنَّها تقع أسفل المثانة البولية مباشرةً، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ أي زيادةٍ في حجمها تُؤثِّر في سريان البول مباشرةً، مِمَّا يُسبِّب المشكلات الآتية:

  • صعوبة بدء التبول، أو عدم نزول شيءٍ من الإحليل سوى قطرات.
  • كثرة التبوُّل، خاصةً في الليل.
  • الإحساس بأنَّ المثانة غير فارغة.
  • رغبة قوية مُفاجئة في التبوُّل.
  • ضعف سريان البول.
  • انقطاع البول مراتٍ تلو مراتٍ أثناء التبول، ثُمَّ مُعاودته من جديد.

وتُعدُّ مشكلات التبول من العلامات المُبكِّرة الدالة على تضخم البروستاتا، بل قد يكون لها دور في تشخيص تضخم البروستاتا الأولي، ومِنْ ثَمَّ لا تتردَّد في زيارة الطبيب حال المُعاناة من مشكلات التبول.

هل تضخم البروستاتا حالة وراثية؟

قد يُصابُ العديد من أفراد الأسرة الواحدة بتضخم البروستاتا، إذ أشارت دراسةٌ إلى مجموعة من الجينات المُرتبطة مباشرةً بتضخم البروستاتا، خاصةً أنَّ فرص الإصابة بها تزداد مع وجود قريبٍ من الدرجة الأولى مُصاب بتضخم البروستاتا كالأب، أو الأخ.

هل تضخم البروستاتا يعد حالة مرضية مزمنة؟

تشخيص تضخم البروستاتا الحميد

يُعدُّ تضخم البروستاتا مرضًا مزمنًا مُنتشرًا بين الرجال بعد تجاوزهم خمسين عامًا من العمر، إذ يزداد حجم البروستاتا بمرور الوقت، وإِنْ لم يُعانِي كل المُصابين من أعراضٍ، لكن ذلك لا يلغي إصابتهم بتضخم البروستاتا.

الخلاصة

يُمكِن تشخيص تضخم البروستاتا الحميد بطُرقٍ عديدة، من أبرزها اختبار المستضد البروستاتي النوعي، إذ لا ترتفع مستوياته فقط في سرطان البروستاتا، وإنَّما يزداد كذلك في حالة تضخُّمها، كما تُساهِم الموجات الصوتية عبر المستقيم في إعطاء تفاصيلٍ أفضل لحالة البروستاتا المُتضخِّمة.

قد يُجرَى تنظير المثانة باستخدام المُخدِّر الموضعي؛ إذ ذلك من سبل تشخيص تضخم البروستاتا، فيختار الطبيب طريقة التشخيص الملائمة، والتي تتوافق مع حالة المريض طبقًا لخبرته.

كما يمكن تفرقة تضخم البروستاتا الحميد عن الخبيث في كونه لا ينتشر إلى أماكن أخرى، كما أنَّ خلايا البروستاتا ليست شرسة الطبع كما هو الحال في التضخُّم الخبيث للبروستاتا، وإِنْ كان التضخُّم الخبيث أبطأ في مُعدَّل نموه، لكنَّه أخطر بالتأكيد.

المصادر

مقالات ذات صلة

Scroll to Top