يصاب الكثير من الأطفال برتق القناة الصفراوية، وهو عبارة عن مرض يصيب القناة الصفراوية في الرضع فقط خاصةً الأطفال حديثي الولادة بسبب انسداد في القناة المرارية، وإذا لم يتم اكتشاف هذه الحالة في البداية فإن ذلك قد يؤثر بالسلب على الكبد والعلاج الوحيد لهذه الحالة هو التدخل الجراحي، وفي هذا المقال نتحدث بالتفصيل عن حالة رتق القناة الصفراوية وأهم أعراضها.
ما هو رتق القناة الصفراوية؟
رتق القناة الصفراوية هو عبارة عن مرض نادر الحدوث يصيب القناة الصفراوية والكبد في الأطفال الرضع حديثي الولادة، وهو عبارة عن انسداد غير طبيعي في المسارات المخصصة لنقل العصارة الصفراوية من الكبد إلى المرارة، وهذا يتسبب في احتباسها داخل الكبد، وهذا قد يحدث لعدة أسباب كثيرة أهمها عدم نمو القناة الصفراوية لدى الأطفال بشكل طبيعي أو نموها في مكان آخر غير مكانها المعتاد.
إذا لم يتم علاج هذه الحالة في أسرع وقت فإن ذلك قد يؤثر على الكبد، وفي حالة تأخر العلاج بشكل كبير قد يصاب الكبد بالتلف ويشكل خطراً على حياة المصاب.
أنواع رتق القنوات الصفراوية
تختلف أنواع رتق القنوات الصفراوية باختلاف السبب فقد تحدث هذه الحالة بسبب التهاب أو تورم ناتج في القنوات الصفراوية بسبب الجهاز المناعي، وقد تحدث أيضاً وذلك بسبب إصابة الجسم بالبكتيريا أو الفيروسات، وأيضاً توجد بعض الحالات تكون نتيجة للتعرض للمواد الكيميائية الخطرة أو حدوث طفرات جينية في الطفل ولكن لابد أن نعرف أنها غير موروثة من الوالدين.
كذلك يوجد نوعين أساسيين لرتق القناة الصفراوية الأول هو رتق القناة الصفراوية الجنينية، وهذا يحدث أثناء فترة الحمل وهذه الحالة غير شائعة حيث لا تتعدى 20% من حالات الإصابة بهذه الحالة، بينما النوع الآخر هو رتق القناة الصفراوية بعد الولادة وهذا يكون مكتسب بعد الولادة في أول شهر، وهو الأكثر شيوعاً حيث يتعدى 80% من حالات الإصابة.
أعراض رتق القناة الصفراوية
تظهر حالة رتق القناة الصفراوية في صورة مجموعة من الأعراض تتمثل في ما يأتي:
- اليرقان، حيث تظهر كل من العينان والجلد بلون أصفر وهذا بسبب تجمع البليروبين في الدم بسبب تحلل خلايا الدم الحمراء، ولكن من الممكن أن يصاب الأطفال باليرقان في أول أسبوع من الولادة، ولكن سرعان ما يختفي بعد أسبوعين وهذا يكون طبيعياً.
- يتحول أيضاً لون البراز الطبيعي إلى اللون الأصفر أو الأخضر وفي بعض الحالات قد يتحول إلى اللون البني الغامق.
- حدوث انتفاخ في البطن بسبب نمو الطحال والكبد، وفي بعض الحالات قد يحدث استسقاء في البطن.
- صعوبة كبيرة في اكتساب الوزن لدى الأطفال.
- في بعض الأحيان قد يصاب الأطفال بحكة شديدة في مناطق متفرقة من الجسم.
- يحدث فقدان الوزن بصورة ملحوظة ونمو بطيء في الجسم وفي بعض الأحيان يكون البراز الناتج كريه الرائحة و عائم.
أسباب رتق القناة الصفراوية
توجد الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة برتق القناة الصفراوية تتمثل فيما يأتي:
- حدوث طفرة جينية بسبب تغير في بناء الجينات لدى الأطفال بعد الولادة مع العلم أنه ليس للوراثة أي دور في حدوث هذا المرض.
- أيضاً التعرض للمواد السامة قد يسبب الإصابة بهذا المرض خاصة التدخين.
- تزداد نسبة الإصابة بهذه الحالة في حالات التشوه الخلقي.
- الولادة المبكرة أيضاً لها أثر سلبي وتساهم بشكل واضح في ظهور هذه الحالة.
- قد تنتج هذه الحالة كذلك بسبب مشاكل الجهاز المناعي.
تشخيص رتق القنوات الصفراوية
يتم تشخيص هذه الحالة من خلال إجراء تحليل دم كامل ومن خلاله يظهر زيادة كبيرة في نسبة البليروبين في الدم، كذلك لا بد من إجراء بعض الأشعة مثل السونار على الكبد وفي بعض الحالات يتم أخذ عينة من الكبد لتحليلها.
تم أيضا إجراء موجات فوق صوتية على البطن للتأكد من وجود المرارة لأنه في بعض الحالات قد يحدث عيب خلقي ويولد الطفل بدون مرارة أصلاً، كذلك لا بد من إجراء الأشعة السينية للقنوات الصفراوية لمعرفة هل هناك تضخم في الكبد والطحال أم لا.
في بعض الأحيان قد يقوم الطبيب بإجراء جراحة تشخيصية للتأكد من إصابة الطفل برتق القناة الصفراوية ويمكن أيضاً استخدام صبغة وتتبعها بالأشعة السينية لمعرفة نسبة كفاءة تدفق العصارة الصفراوية في القنوات المخصصة لها.
طرق رتق القناة الصفراوية
توجد طريقتان يمكن استخدامها لعلاج رتق القناة الصفراوية وذلك يعتمد على مقدار الرتق في القناة الصفراوية، وذلك كما يأتي:
- إذا كان رتق القناة الصفراوية غير كامل، يمكن استخدام الجراحة بإزالة المواد التالفة خارج الكبد وإصلاح القنوات التي تتدفق من خلالها العصارة الصفراوية وهذه العملية الجراحية يطلق عليها كاساي، وبعد هذه العملية قد يحتاج الطفل إلى البقاء في المستشفى لمدة قد تصل إلى عشرة أيام مع أخذ العديد من المضادات الحيوية لتقليل خطر الإصابة بالبكتيريا.
- إذا كان رتق القناة الصفراوية بشكل كامل ووصل إلى الكبد فلا بد في هذه الحالة من اللجوء إلى زراعة الكبد، ولا يمكن استخدام جراحة كاساي، وفي هذه العملية يتم إزالة الكبد التالف واستبداله بكبد آخر من أحد متبرع، وأغلب الأطفال الذين يعانون من رتق القناة الصفراوية لا بد من إجراء زراعة الكبد قبل بلوغ سن ال20.
مضاعفات رتق القناة الصفراوية
الإصابة برتق القناة الصفراوية قد يخلف العديد من المضاعفات أبرزها:
- الإصابة بالعدوى البكتيرية في القناة الصفراوية، وينتج عن ذلك التهاب شديد والشعور بآلام شديدة.
- ارتفاع ضغط الدم في الدورة البابية.
- زيادة مستوى البليروبين في الدم وهذا يسبب ظهور اليرقان بشكل واضح مع الإصابة بالحكة وكدمات الجلد.
- يحدث تضخم الأوردة الموجودة في المريء والمعدة بسبب احتباس السوائل في الجسم.
- قد يحدث نزيف مفاجئ من هذه الأوردة الموجودة في المعدة والأمعاء.
- في الحالات المتأخرة من رتق القناة الصفراوية قد يصاب الكبد بالتليف ويحتاج المريض في هذه الحالة إلى زراعة كبد قبل بلوغ 20 سنة.
هل يمكن الوقاية من رتق القنوات الصفراوية؟
يمكن اتباع العديد من النصائح للوقاية من رتق القناة الصفراوية أهمها:
- لا بد من إجراء فحص شامل للأم أثناء فترة الحمل لمعرفة الإصابة في فترة مبكرة.
- التزام الأم الحامل بالتغذية الكاملة أثناء فترة الحمل، والابتعاد تماماً عن التدخين من أجل تجنب إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية التي قد تؤدي إلى الإصابة برتق القناة الصفراوية.
- أيضاً لا بد من الالتزام بنظام غذائي متوازن وتناول بعض المكملات الغذائية والفيتامينات الضرورية لنمو الجنين في الرحم.
- إجراء تحاليل والأشعة للطفل بعد الولادة مباشرة للتأكد من سلامة جميع الأعضاء، وفي حالة إصابته برتق في القناة الصفراوية يتم اكتشافها مبكراً وبالتالي علاجها في الوقت المناسب دون حدوث المضاعفات ودون تأثر الكبد.
الخلاصة
رتق القناة الصفراوية هي عبارة عن حالة تصيب الأطفال حديثي الولادة وتسبب هذه الحالة عدم وصول العصارة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى تراكمها في الكبد لذلك لا بد من التدخل الجراحي المسمى ب كاساي لعلاج هذه الحالة في وقت مبكر، أما في الحالات المتأخرة فقد يكون زراعة الكبد هو الحل الأمثل للتخلص من هذه الحالة.