السعال الناتج عن نزلات البرد أو الإنفلونزا هو مرض متكرر الحدوث لدى الأطفال، ولكن ماذا لو كان لديهم سعال جاف مزمن لا يختفي؟ حينئذ تتطلب الحالة علاج السعال التحسسي للاطفال في المنزل، والذي قد يكون ناتجًا عن أمراض الحساسية الصدرية.
ومع زيادة انتشار الإصابة بالسعال التحسسي، وكثرة التساؤلات التي تدور حول الفرق ما بين السعال التحسسي عن غيره، سيساعدك هذا المقال في الاطلاع على المعلومات الثمينة حول هذا العرض التحسسي.
ما هو السعال التحسسي؟
السعال التحسسي هو مُصطلح يُميز السعال المُصاحب للحساسية عن السعال الناجم عن الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، ولكن غالبًا ما يعاني مريض السعال من احتقان وسيلان الأنف في نفس الوقت أيًا كان نوع السعال المُصاب به لماذا؟
لأن السبب الرئيسي للسعال التحسسي هو فرط نشاط الجهاز المناعي تجاه المواد الغريبة التي يتعرض لها الجسم سواء كانت ضارة أم غير ضارة، حيث يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمتها. ويترتب على ذلك تحفيز إفراز مادة الهيستامين وهي عبارة عن مادة كيميائية تُفرز من الجسم بشكل طبيعي في حالة الإصابة بنزلات البرد، تلك المادة هي المسؤولة عن ظهور أعراض السعال والعطس والرشح وتورم والتهاب الجيوب الأنفية، لذا يتوهم المريض أن تلك الأعراض ناتجة عن الإصابة بنزلات البرد ولكن هي في الواقع أعراض سعال تحسسي.
ونظرًا لتشابه السعال التحسسي مع سعال نزلات البرد، يصعب على بعض الأطباء تشخيص نوعه ولا يصف علاج السعال التحسسي عند الأطفال، لذا خبرة الطبيب المُعالج تلعب دورًا مهمًا في عملية التشخيص الصحيح والتمييز ما بين أنواع السعال ووصف العلاج الصحيح لسرعة الشفاء، فلنتعرف سوياً على الفرق بينه وبين الأنواع الأخرى.
الفرق بين السعال التحسسي عن غيره
هناك عدة اختلافات أساسية في أعراض السعال التحسسي والسعال المرتبط بنزلات البرد عند الأطفال، حيث يميل السعال التحسسي إلى أنه:
- يحدث في أي وقت من السنة بشكل مفاجئ طالما تواجدت المواد المُسببة لحدوث الحساسية بالقرب من مريض الحساسية، وقد تستمر أعراض السعال التحسسي من عدة أيام إلى عدة أشهر، على عكس سعال نزلات البرد الذي يحدث غالبًا في فصول الشتاء.
- السعال التحسسي جاف مصاحب بحكة أو ألم يُشبه الجرح في الحلق، على عكس سعال نزلات البرد الذي يصاحبه خروج إفرازات مخاطية من المجرى التنفسي أو الرئتين.
- تزداد شدة السعال التحسسي أثناء الليل.
- غير مرتبط بالإصابة بالحمى وآلام الجسم، على الرغم من أنه مُصاحب كما ذكرنا سابقًا بسيلان الأنف وحكة العينين والتهاب الحلق.
- لا يستجيب الطفل لعلاج نزلات البرد ولكنه يختفي تدريجيا بمجرد بدء استخدام بروتوكول علاج السعال التحسسي عند الأطفال.
ما هي أسباب السعال التحسسي؟
السعال هو أكثر أعراض حساسية الصدر انتشارًا، ومع ذلك لا يوجد سبب واحد لظهور السعال التحسسي كرد فعل للحساسية التي يعاني منها المريض، ولكن هناك فئة من الأشخاص دون غيرها أكثر عرضةً للحساسية، وكثيرًا ما ينتشر السعال التحسسي ما بين الأطفال بصورة أكبر إذا كان لأحد آبائهم أو كلاهما تاريخ مرضي سابق مع الحساسية.
كما يتأثر السعال التحسسي بالعديد من العوامل الخارجية التي يتفاعل الجسم معها مُسببة تنشيط للخلايا البدينة التي ينتج عند تفجيرها إطلاق مادة الهيستامين التي تثير الجهاز التنفسي،
وفيما يلي أبرز تلك المُسببات:
- حمى القش.
- التراب.
- حبوب لقاح الأزهار والعشب.
- وبر الحيوانات الأليفة.
- الصراصير.
- الفطريات وجراثيم العفن.
تشخيص السعال التحسسي عند الأطفال
طبيب الأطفال المتخصص ذي الخبرة الكافية هو الشخص الوحيد الذي يتمكن من تشخيص نوع السعال عند الأطفال، لأن تحديد نوع الحساسية أمر بالغ الأهمية في وصف علاج السعال التحسسي عند الأطفال بشكل دقيق،
حيث يشخص الطبيب السعال التحسسي من خلال عدة خطوات مهمة وهي كالتالي:
- يسجل الطبيب التاريخ الطبي المرضي للطفل.
- يفحص الطبيب الطفل جسديًا بما في ذلك يستمع إلى الصدر بالسماعة، حيث سماع صوت صفير أثناء خروج هواء الزفير إنذار ودليل واضح على إصابة الجهاز التنفسي السفلي بأحد الأمراض التنفسية.
- يوصي الطبيب بإجراء اختبار الحساسية الذي يساعد في تحديد نوعية الحساسية المسببة للسعال، ومن ثم يصف علاج السعال التحسسي عند الأطفال الأكثر فاعليةً على الأعراض.
- هناك نوعان من الاختبارات التي تساعد في تشخيص أسباب السعال التحسسي وهي:
- اختبار اكتشاف الأجسام المُضادة (IgE)، وهو النوع المسؤول عن استجابة الجهاز المناعي المتواجدة في الجلد والرئتين والأغشية المخاطية.
- اختبار وخز الجلد، ويجرى عن طريق حقن كميات صغير تحت الجلد من المواد المشتبه بها أن تكون مُسببة للحساسية، وتركها عدة دقائق، فإذا حدث تورم أو احمرار مكان وخز مادةٍ ما، يدل ذلك على وجود تحسس منها حال التعرض لها أي وقت.
طرق علاج السعال التحسسي للاطفال في المنزل نهائيًا
نظرًا لتعدد عوامل ومُسببات السعال التحسسي، نجد أن علاج السعال التحسسي عند الأطفال قد يتضمن ما يلي:
- الحصول على جرعات صغيرة من المادة التي يتحسس منها، حتى يصبح الجسم أكثر تحمًلا للمادة كلما زادت جرعتها، وهو ما يُطلق عليه العلاج المناعي طويل المدى.
- تناول مزيلات الاحتقان مثل الستيرويدات الأنفية ( بخاخات الأنف)، والتي تخفف من تهيج والتهاب الجيوب الأنفية.
- استخدام موسع الشعب الهوائية وهو عبارة عن بخاخة قصيرة المفعول، تحتوي على ألبوتيرول الذي يساعد في فتح الشعب الهوائية بجانب استخدام أجهزة الاستنشاق بالستيرويد.
- تناول مضادات الهستامين مثل زيرتك أو كلاريتين، وهي العقاقير التي تُستخدم بكثرة في علاج أعراض الحساسية، وذلك لأنها تمنع الهيستامين من الالتصاق بالخلايا وإثارة حدوث الالتهاب، مما تخفف من الأعراض الأخرى المصاحبة للسعال التحسسي مثل انسداد وسيلان الأنف وتورم الجيوب الأنفية.
- أهم خيارات علاج السعال التحسسي عند الأطفال هو تجنب المواد التي تسبب لطفلك الحساسية، مثل حبوب اللقاح والأتربة ووبر الحيوانات الأليفة كأكثر وأشهر مواد مسببة للحساسية.
ويحذر من استخدام الأدوية سالفة الذكر أعلاه دون وصف من الطبيب، فقد تم ذكرها لكونها أكثر شيوعًا في علاج السعال التحسسي عند الأطفال والكبار، ولكنها لا تناسب جميع حالات السعال التحسسي، وتشخيص الطبيب هو الذي يحدد الدواء المناسب والأكثر فاعليةً للحالة.
كيف تقي طفلك من السعال التحسسي؟
يمكنك حماية طفلك من أعراض السعال التحسسي وتقليل تواترها باتخاذ بعض من الإجراءات الواقية وفيما يلي أهمها:
- الخروج من المنزل والقيام بالأنشطة في المساء خلال الأيام التي ترتفع خلالها مستويات حبوب اللقاح في الصباح.
- تنظيف المنزل من الأتربة بشكل مُستمر وتجنب اصطحاب حيوانات أليفة.
- تسجيل المواد أو الأسباب المحفزة لظهور الحساسية في مذكرات الحساسية وتجنبها تمامًا.
- غسل الجيوب الأنفية بمحلول ملح.
- استخدام مزيل الرطوبة والمرطبات التي تمنع تكون العفن في المنزل.
- الاستحمام اليومي والمحافظة على النظافة الشخصية.
هل يؤدي السعال التحسسي إلى الوفاة؟
من المحتمل ذلك، لأن السعال التحسسي ليس من الأمراض الخطيرة ونادرًا ما يكون شديدًا، ولكن هناك بعض الحالات التي تعاني من التحسس المفرط الشديد والتي تميل إلى التطور بشكل سريع، وإذا تُركت الحساسية المفرطة دون علاج أو لم ينتظم المريض في تناول الأدوية واتباع تعليمات الطبيب، قد يؤدي الإفراط في التحسس إلى الصدمة وأعراضه هي:
- انخفاض ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب.
- الارتباك.
- ضعف عام بالجسم.
- صوت صفير أثناء التنفس.
- طفح جلدي مُفاجئ.
- تورم في الحلق والوجه والرقبة.
- والدخول في غيبوبة وفشل الجهاز التنفسي والموت.
الخلاصة
تجاهل علاج السعال التحسسي عند الأطفال والكبار واستمرار الأعراض، يؤدي إلى ظهور أعراض الربو ومُشكلات الجهاز التنفسي الأخرى منها التهاب شديد في الرئتين وتوقف عملية التنفس، مما يجعل حياة المريض مهددة بالخطر ويجعله معرضًا للوفاة في أي وقت لذلك يُنصح بزيارة الطبيب المتخصص في أمراض وحساسية الصدر، والذي يمتلك مزيدًا من المهارة والخبرة في التشخيص الصحيح للسعال التحسسي. فإذا كان طفلك يعاني من سعال غير معلوم السبب لا تتهاون وسارع في التواصل مع أفضل الأطباء في مصر والعالم العربي من خلال موقع عيادة الخليج، وذلك من أجل تحديد المشكلة بدقة وتحديد العلاج المناسب لها قبل ظهور المضاعفات الخطيرة لهذا العرض التحسسي.
المصادر