يولد بعض الأطفال في بعض الحالات بمشكلة فتق السرة، والتي من الممكن أن تؤدي إلى تطور عدة مشكلات صحية خطيرة، ولذلك فإن علاج فتق السرة عند حديثي الولادة يعد ضروريًا للغاية.
صحيح أنه في بعض الحالات قد لا يُلجَأ إلى علاج فتق السرة عند حديثي الولادة إذ أن هذا المشكلة قد تختفي من تلقاء نفسها، وذلك دون أي تدخل طبي، لكن إذا لم يعود الفتق السري إلى الداخل مرة أخرى، فإنه في تلك الحالة لابد من علاج فتق السرة عند حديثي الولادة والذي يكون في أغلب الأحيان عن طريق التدخل الجراحي.وأكثر سنتعرف عليه في سياق هذا المقال في عيادة الخليج.
مخاطر فتق السرة للأطفال
الفتق السري هي حالة شائعة قد تصيب عدد كبير من الأطفال، والتي تكون على هيئة انتفاخ أو نتوء، يمكن رؤيته أو الشعور به، بالتحديد في السرة، ويحدث الفتق السري في حالة فشل جدار البطن في الانغلاق التام أثناء نمو الطفل، وهذا الأمر قد يؤدي إلى تكون النتوء في منطقة السرة.
ويولد غالبية الأطفال بمشكلة الفتق السري، ولكن قد يصبح هذا الأمر أكثر وضوحًا، في الأوقات التي يبذل فيها الطفل مجهودًا يؤدي إلى تحريك الأمعاء مثل البكاء أو السعال، فلا يتعجل الأطباء إلى التدخل الجراحي في علاج فتق السرة عند حديثي الولادة إذ أنه قد تختفي هذه الظاهرة بمجرد أن يصل الطفل إلى حوالي ٥ سنوات.
ولكن إذا استمرت تلك المشكلة في التطور حتى بعد المدة المذكورة، فإن الطبيب يقرر التدخل الجراحي، لتفادي المضاعفات التي قد يعاني منها الطفل، ومن تلك المضاعفات ما يلي:-
- الانسداد
يحدث الانسداد عندما يصبح جزء من الأمعاء عالقًا خارج البطن، ويتسبب الانسداد في شعور الطفل بالغثيان والقيء والألم.
الخنق
الخنق من المضاعفات الخطيرة جدًا في حالة عدم علاج الفتق السري، إذ ينحصر جزء من الأمعاء، ومن ثم ينقطع تدفق الدم عنه، وهذا الأمر في غاية الأهمية، إذ أنه قد يكون سببًا كافيًا لموت العضو، ولذلك فإن الخنق يتطلب جراحة طارئة في غضون عدة ساعات فقط، وذلك بغرض تحرير الأنسجة المحاصرة، واستعادة إمدادها بالدم حتى لا تموت.
هل فتق السرة يسبب ألم للرضيع؟
أثناء تواجد الطفل داخل رحم أمه خلال فترة الحمل، يحصل على الغذاء من أمه عبر الحبل السري، ويمر الحبل السري من خلال فتحة في بطن الطفل، ولكن من الضروري أن تُغلَق هذه الفتحة بعد الولادة بفترة وجيزة.
لكن في بعض الحالات قد تؤدي بعض الأسباب إلى عدم انغلاق العضلات تمامًا، وذلك الأمر سوف يترك جزء ضعيف في جدار عضلات البطن، والذي يحدث من خلاله الفتق، ومن الممكن أن يولد الأطفال بالفتق السري، لكن أيضًا قد لا يولد الطفل بها وإنما يتعرض لعدة عوامل خارجية قد تساهم في تَكوّن هذه الحالة. وتشمل العوامل التي يمكن أن تسهم في الإصابة بالفتق السري ما يلي:-
- في حالة إن كانت الأم تحمل بحمل متعدد، مثل التوائم.
- رفع أو تحريك أشياء ثقيلة.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- السعال الشديد المستمر.
وحتى نتعرف إذا ما كان فتق السرة يسبب ألمًا للرضيع أم لا، لابد أن نتعرف على الأعراض التي تظهر على الطفل بمجرد تطور الفتق السري، ومن هذه الأعراض ما يلي:-
- يظهر الفتق السري، على هيئة انتفاخ ملحوظ في منطقة السرة.
- سوف يعاني الطفل من ألم شديد، ويكون هذا الانتفاخ صلبًا ولونه أحمر.
- يصبح هذا الانتفاخ أكثر وضوحًا، في بعض الحالات، مثلما في حالة بكاء الطفل، ومن ثم يصبح أصغر أو يختفي عندما يكون الطفل هادئًا.
وبعد النظر في هذه الأعراض، اتضح أنه نعم سوف يعاني الطفل من الشعور بالألم في الفتق السري.
طرق علاج فتق السرة عند حديثي الولادة
الحل الأنسب والذي يتبع في العلاج هو التدخل الجراحي فقط، ولكن يؤخر الطبيب قرار التدخل الجراحي لمدة زمنية محددة، والسبب في تأخير علاج فتق السرة عند حديثي الولادة هو أن الفتق السري من المتوقع أن يُشفي من تلقاء نفسه، وذلك دون أي تدخل في خلال حوالي ٣ أو ٤ سنين، لكن إذا لم يُشفى الفتق السري بعد هذه المدة، سوف يقرر الطبيب علاج الفتق السري عن طريق التدخل الجراحي.
ويتم التدخل الجراحي لإصلاح الفتق السري تحت تأثير التخدير الكلي، وهو إجراء بسيط لا يستغرق أكثر من حوالي 20 إلى 30 دقيقة، ويعمل الطبيب على غلق الفتق الموجود في جدار البطن عادةً بالغرز، لكن في حالة إذا كان الفتق كبيرًا، ففي هذه الحالة يستخدم الطبيب شبكة خاصة لتقوية المنطقة بدلاً من الغرز.
ويكون الطفل قادرًا على العودة إلى المنزل في نفس يوم العملية، ويحتاج بعد العودة إلى المنزل أن يتوقف عن أي نشاط بدني، ومن الطبيعي أن يشعر الطفل ببعض الألم وعدم الراحة بعد إجراء العملية، ولكن عن طريق اتباع نصائح الطبيب، فإن الطفل لن يتعرض لأي مضاعفات، وسوف يتعافى في وقت قصير.
متى تصبح سرة الطفل طبيعية؟
أثبتت الدراسات الحديثة أن حوالي 90 بالمائة من حالات الفتق السري، سوف تغلق من تلقاء نفسها بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الطفل 4-5 سنوات، وعليه فإن الغالبية العُظمى من الأطباء تقرر تأجيل علاج فتق السرة عند الرضع عن طريق التدخل الجراحي.
ولكن يوصي الأطباء بالانتظار حتى يبلغ طفلك من العمر 4-5 سنوات قبل الخضوع لعملية إصلاح جراحية، ويجب التنبيه أنه للانتظار فوائد عديدة، حتى لو لم يغلق الفتق من تلقاء نفسه، إذ أنه يصغر الفتق بشكل عام، مما يبسط إجراء الإصلاح، كما أنه يسمح الانتظار أيضًا لجدار العضلات أن يثخن وينضج، وهذا يؤدي إلى أن نتائج الإصلاح تصبح أفضل بكثير.
هل يمكن علاج فتق السرة عند حديثي الولادة بدون جراحة؟
لا يمكن علاج الفتق السري بدون جراحة، ولكن ومع ذلك لا يتسرع الأطباء كما ذكرنا سابقًا لإجراء التدخل الجراحي في علاج فتق السرة عند حديثي الولادة، إذ أنه 90 في المائة من الحالات تُشفى من تلقاء نفسها دون أي تدخل طبي، وذلك بعد أن يصل عمر الطفل إلى ٤ أو ٥ سنوات.
متى يكون الفتق السري خطرًا؟
إذا تم تشخيص طفلك بأنه يعاني من الفتق السري فلا داعي للقلق أو الخوف، إذ أن نسبة الشفاء بدون أي تدخل طبي كبيرة جدََا، وبمجرد أن يصل الطفل إلى عمر ٥ سنوات سوف يشفى تمامًا.
ولكن إذا تخطي الطفل الخمس سنوات، ولم يكن هناك شفاء في تلك المشكلة، ففي هذه الحالة قد يتعرض الطفل لعدة مخاطر، ومن الضروري أن يعالج هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن.
ماذا يحدث إذا لم تعالج الفتق؟
إذ لم يُعالج الفتق السري، فهناك احتمال لحدوث عدة مضاعفات خطيرة، ومن هذه المضاعفات ما يلي:-
- الانسداد
وهذا يعني أن هناك جزء من الأمعاء يخرج عن حيز البطن، وهذا قد يساهم في عدة مضاعفات خطيرة.
- الخنق
يحدث الخنق عندما ينحصر جزء من الأمعاء، ومن ثم ينقطع تدفق الدم عنه، وهذا سوف يؤدي إلى موت هذا الجزء.
طرق الوقاية
قد يولد بعض الأطفال بالفتق السري، وهذه الحالة لا يمكن تجنبها والوقاية منها، لكن إذ لم يولد بها، فإنه يمكن الوقاية عن طريق ما يلي:-
- منع الطفل من حمل أوزان ثقيلة.
- علاج السعال في أسرع وقت.
- تجنب زيادة الوزن والسمنة.
المصادر