يتميز علاج فرط نشاط المثانة بأن له العديد من الطرق المختلفة مثل العلاج الجراحي والتدبير السلوكي والتمارين البدنية وايضا العلاج الدوائي
وتتضمن طرق علاجه استخدام الأدوية، والعلاج بالتمارين البدنية، والعلاج السلوكي، والتدخل الجراحي، في حالة عدم نجاح العلاجات الأخرى، لذا تناقش المقالة التالية كل الأمور المتعلقة بهذه الطرق المختلفة في العلاج، بالإضافة إلى العديد من الأمور الهامة الأخرى المرتبطة بعلاج هذه المشكلة الصحية.
ما هو فرط نشاط المثانة؟
يُعتبر فرط نشاط المثانة من الحالات الشائعة التي تؤثر على الكثير من الأشخاص، ويتميز بزيادة حركة المثانة دون السيطرة الكاملة عليها، مما يؤدي إلى حدوث تبول متكرر وغير مرغوب فيه، وهذا المرض قد يؤثر بشكل كبير على جودة حياة الفرد، لذا يجب الكشف عن أسبابه وعلاجه بشكل سريع وفعال
أسباب فرط نشاط المثانة
فرط نشاط المثانة يمكن أن ينجم عن مجموعة متنوعة من الأسباب، و من بين هذه الأسباب:
- العمر: مع التقدم في العمر، تصبح عضلات المثانة أضعف وأكثر عرضة للتقلصات اللاإرادية.
- الأمراض العصبية: مثل التصلب المتعدد، السكتة الدماغية، ومرض باركنسون، التي تؤثر على الإشارات العصبية بين الدماغ والمثانة.
- مشاكل البروستاتا: عند الرجال، تضخم البروستاتا يمكن أن يسبب ضغطًا على المثانة ويؤدي إلى زيادة نشاطها.
- التهابات المسالك البولية: يمكن أن تؤدي إلى تهيج المثانة وزيادة الحاجة للتبول.
- العوامل الوراثية: قد يكون لبعض الأشخاص استعداد وراثي للإصابة بفرط نشاط المثانة.
- الإصابات الجسدية: مثل إصابات الحبل الشوكي التي تؤثر على التحكم في المثانة.
- استخدام بعض الأدوية: مثل مدرات البول التي تزيد من إنتاج البول.
كيف يتم تشخيص فرط نشاط المثانة؟
لتشخيص فرط نشاط المثانة، يعتمد الأطباء على عدة أدوات وإجراءات:
- التاريخ الطبي والفحص البدني: الطبيب يجمع معلومات عن الأعراض وتاريخ المريض الطبي ويقوم بفحص بدني لتحديد أي علامات تدل على مشكلات صحية أخرى.
- تحليل البول: يتم فحص عينة من البول للتحقق من وجود التهابات أو مشكلات أخرى في المسالك البولية.
- اختبار ديناميكية البول: يقيس هذا الاختبار الضغط داخل المثانة ووظيفتها، ويساعد في تحديد مدى قدرتها على الاحتفاظ بالبول وتفريغه.
- الفحص بالموجات فوق الصوتية: يستخدم لتقييم حجم المثانة والتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى مثل الحصى أو الأورام.
ما هي أعراض فرط نشاط المثانة؟
تظهر أعراض فرط نشاط المثانة بالتقدم في العمر وقد تأتي في شكل الحاجة المتكررة للتبول خاصةً أثناء الليل والتبول المفاجئ وغير المتوقع والشعور بألم في البطن أو الحوض ايضاً.
مضاعفات فرط نشاط المثانة
يمكن أن يؤدي فرط نشاط المثانة إلى:
- التهابات المسالك البولية المتكررة: نتيجة لتفريغ المثانة غير الكامل.
- الإجهاد العاطفي: الشعور بالحرج والقلق من الأعراض يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية.
- تأثيرات على جودة الحياة: الحاجة المتكررة للتبول يمكن أن تؤثر على النشاطات اليومية والنوم.
طرق علاج فرط نشاط المثانة
يعاني الكثير حول العالم من فرط نشاط المثانة، وتتمثل الأعراض الرئيسية لفرط نشاط المثانة في الشعور المتكرر بالحاجة إلى التبول، وعدم السيطرة على التبول، والتبول اللاإرادي، مما قد يجعل الأمر صعبًا لأداء أنشطتك اليومية، أو قد يسبب الإحراج لدى العديد من الحالات.
وتتعدد طرق العلاج بما يتناسب مع معظم الحالات، وفيما يلي سوف تُطرَح طرق علاج المثانة النشطة المختلفة وهي:-
التمارين البدنية
يشمل علاج فرط نشاط المثانة بالتمارين البدنية مجموعة من التمارين التي تستهدف عضلات المثانة والحوض؛ لتقليل الأعراض المرتبطة بفرط نشاط المثانة، ومن بين هذه التمارين:-
- تنظيم التبول: يمكن تدريب الجسم على تحديد أوقات التبول المحددة، لتحسين السيطرة على التبول.
- تقوية عضلات المثانة والحوض: يمكن تدريب عضلات المثانة والحوض؛ لتحسين السيطرة على التبول، مثل: تمارين كيجل، وتمارين الحوض، وتمارين العصعص.
التدبير السلوكي
يعني التدبير السلوكي أن يعمل المريض على تغيير العادات اليومية، والتي يمكن أن تزيد من حدة الأعراض، مثل:-
- تقليل تناول السوائل قبل النوم.
- التدريب على التبول في مواعيد محددة.
- تقليل تناول المشروبات المنبهة، مثل الكافيين.
العلاج الجراحي
في حالة عدم استجابة المريض للأدوية والتمارين البدنية والتدبير السلوكي، يمكن أن يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي، ويشمل العلاج بالجراحة عدة إجراءات، مثل: تضييق عنق المثانة، أو تغيير توجيه الأعصاب التي تسيطر على المثانة.
هل يمكن علاج فرط نشاط المثانة بالأدوية؟
نعم، يمكن علاجه باستخدام الأدوية، وهذا يتطلب تقييمًا دقيقًا لحالة المريض، وتحديد الأدوية المناسبة التي يمكن استخدامها لعلاج حالته، وتتضمن الأدوية التي تُستَخدم عادةً في علاج فرط نشاط المثانة مجموعة متنوعة من الأدوية، بما في ذلك:-
العلاج الدوائي لفرط نشاط المثانة
يمكن استخدام العديد من الأدوية المختلفة لعلاج فرط نشاط المثانة، وتساعد هذه الأدوية على تحسين السيطرة على المثانة، وتقليل التبول اللاإرادي، وفيما يلي بعض هذه الأدوية:-
- مثبطات استرداد النورأدرينالين: تعمل هذه الأدوية على تحسين سيطرة المثانة، وتقليل التبول اللاإرادي.
- المضادات الكولينية: تُستَخدم هذه الأدوية لتقليل التقلصات العضلية في المثانة، وبالتالي تحسين السيطرة على التبول.
- مضادات الاكتئاب: تعمل هذه الأدوية على تقليل التهيج الناتج عن الجهاز العصبي المركزي، وتحسين السيطرة على التبول.
وتعمل الأدوية المضادة للكولين عن طريق تقليل التشنجات في العضلات المحيطة بالمثانة، وهذا يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى التبول المفاجئ والزيادة في حجم البول، والذي يمكن احتوائه في المثانة.
إذ تُستَخدم الأدوية المضادة للتحسس لمنع التهيج في المثانة وتخفيف الألم، والحكة، والالتهاب، والحالات المصاحبة لفرط نشاط المثانة، وعلى الرغم من فعالية هذه الأدوية في علاج فرط نشاط المثانة لدى الكثير من الحالات، إلا أنها يمكن أن تسبب بعض الآثار الجانبية، مثل جفاف الفم، والحساسية، والدوار، والغثيان، والإمساك، والصداع، والأرق.
ويمكن أن تسبب بعض الأدوية في زيادة التبول وضعف العضلات البولية، وهذا يعني أنه يجب على المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية مراقبة حالتهم، وإبلاغ الطبيب في حالة حدوث أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.
ويتم تحديد الجرعة اللازمة لتناول الأدوية بناءً على حالة المريض، وتحديد درجة حدة فرط نشاط المثانة، ويمكن تعديل الجرعة إذا لزم الأمر لتحقيق النتائج المرجوة.
العلاج بواسطة التدخل الجراحي
يُعد علاج فرط نشاط المثانة جراحيًا خيار العلاج الأخير، وذلك بعد فشل العلاجات الأخرى السابقة، وعندما تكون الأدوية والعلاجات الأخرى غير فعالة، أو تسبب آثار جانبية غير مرغوب فيها.
إذ تعتمد فعالية الجراحة على نوع الجراحة وتاريخ المرضى الطبي، وتشمل الجراحات المختلفة لعلاج تلك الحالة:-
- الاستئصال الجزئي للمثانة.
- إصلاح العضلات المجاورة للمثانة.
- استئصال المثانة، وتركيب مثانة اصطناعية.
- تركيب بعض الأجهزة الطبية لتعديل الأعصاب.
وتتضمن جراحة الاستئصال الجزئي للمثانة إزالة جزء من المثانة، والعمل على تقليل حجم المثانة، ويُعد تركيب الأجهزة الطبية الزائدة من بين الخيارات الجراحية الأخرى لعلاج فرط نشاط المثانة، وتتضمن هذه الجراحة زرع جهاز صغير تحت الجلد بالقرب من الأعصاب المؤدية إلى المثانة، ويعمل الجهاز على توصيل الإشارات الكهربائية إلى الأعصاب المؤدية إلى المثانة، ويعمل على تنظيم عمل المثانة.
كما يتم الاختيار بين هذه الأنواع المختلفة من التدخلات الجراحية، تبعًا لعدة عوامل يحددها الطبيب أثناء عملية التشخيص مثل السن، التاريخ الطبي للمريض، ومدى تطور الحالة.
عوامل تساعد في علاج فرط نشاط المثانة
عند البدء في علاج فرط نشاط المثانة سيناقشك الطبيب في مجموعة من الأمور، والعوامل التي تساعدك خلال عملية العلاج، ومن أهم هذه العوامل هي التغييرات الحياتية، والتي يمكن أن تتضمن:-
- التوقف عن التدخين.
- تقليل تناول السوائل قبل النوم.
- التدريب على التبول في مواعيد محددة.
- تقليل تناول المشروبات المنبهة مثل الكافيين.
نسبة الشفاء التام من هذه الحالة
نسبة الشفاء التام من فرط نشاط المثانة تختلف باختلاف العلاج المستخدم، إذ قد يحتاج العديد من الأشخاص المصابين بفرط نشاط المثانة إلى تجربة العديد من العلاجات، قبل أن يحددوا العلاج الأكثر فعاليةً بالنسبة لهم.
وتشير بعض الدراسات إلى أن العلاج الدوائي والتدريب يمكن أن يؤدي إلى نسبة شفاء تصل إلى 80٪، بينما تصل نسبة الشفاء بعد الجراحة إلى حوالي 90٪، وكما ذكرنا سابقًا الجراحة غالبًا ما تكون الخيار الأخير بعد محاولة العلاجات الأخرى، حتى مع ارتفاع نسبة الشفاء.
كم تصل تكلفة العلاج؟
تختلف تكلفة علاج فرط نشاط المثانة من حالة لأخرى نتيجة اختلاف طرق العلاج كما ذكرنا فيما سبق، وعندما تتم استشارة الطبيب، يمكن تحديد العلاج المناسب، والذي يعتمد على مستوى الحدة، والتأثير على حياة الشخص.
وتُعد الأدوية الأكثر شيوعًا بين علاجات هذه المشكلة الصحية في المتناول ويمكن شراؤها من الصيدليات بسهولة بعد استشارة الطبيب، وتختلف تكلفة هذه الأدوية حسب نوع العلاج والجرعات المستخدمة.
ويُعد العلاج الجراحي مكلفًا جدًا لدى معظم الحالات مقارنةً بالعلاج الدوائي، وتعتمد التكاليف الخاصة بالجراحة على نوع الإجراء الجراحي المُستَخدم.
هل يعود فرط نشاط المثانة بعد علاجه؟
نعم، قد تعود الحالة مرة أخرى بعد العلاج، ويعتمد ذلك على نوع العلاج، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض بشكل أفضل بعد العلاج.
وتختلف فترة الاستجابة للعلاج من شخص لآخر، إذ قد يستغرق بعض الأشخاص وقتًا أطول للاستجابة للعلاج، ويعتمد نجاح العلاج على النظام الغذائي، والتغييرات النمطية الحياتية، ونوع العلاج المستخدم.
وفي بعض الحالات، يمكن أن تؤدي الجراحة إلى تحسن كبير في الأعراض، وتُجنب العودة للإصابة بتلك الحالة، ولكن يجب التحدث إلى الطبيب لمعرفة ما إذا كانت الجراحة هي الخيار الأمثل لحالة الفرد أم غيرها من الإجراءات السابقة.
نصائح للتعايش مع فرط نشاط المثانة
- تجنب المحفزات: مثل الكافيين والكحول التي يمكن أن تهيج المثانة.
- اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بالألياف لتجنب الإمساك الذي يمكن أن يزيد من أعراض المثانة.
- تحديد جدول زمني للتبول: محاولة التبول كل ساعتين إلى ثلاث ساعات حتى لو لم تكن هناك حاجة ملحة، لتدريب المثانة على الاحتفاظ بالبول لفترات أطول.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء: مثل اليوغا والتنفس العميق لتقليل التوتر والضغط النفسي.
اسئلة شائعة حول فرط نشاط المثانة
هل يمكن الشفاء من فرط نشاط المثانة؟
نعم، يمكن التحكم في أعراض فرط نشاط المثانة من خلال مجموعة متنوعة من العلاجات التي تشمل:
- العلاج السلوكي: مثل تدريب المثانة وتمارين قاع الحوض (تمارين كيجل).
- الأدوية: تساعد في تقليل التقلصات اللاإرادية لعضلات المثانة.
- العلاج الجراحي: في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج الدوائي.
- العلاج الطبيعي: مثل العلاج بالتحفيز الكهربائي للأعصاب.
مع الالتزام بالعلاج المناسب، يمكن للكثير من المرضى تحقيق تحسن كبير في الأعراض.
ما هو سبب امتلاء المثانة بسرعة؟
توجد عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى امتلاء المثانة بسرعة، منها:
- تناول كميات كبيرة من السوائل: خاصة المشروبات المحتوية على الكافيين والكحول.
- التهاب المثانة: يمكن أن يؤدي إلى زيادة الرغبة في التبول.
- فرط نشاط المثانة: يسبب تقلصات عضلية غير متحكم فيها.
- الحالات العصبية: مثل التصلب المتعدد أو السكتة الدماغية.
- الأدوية: بعض الأدوية يمكن أن تزيد من إنتاج البول.
ما هو الدواء الذي يعالج كثرة التبول؟
هناك عدة أدوية تُستخدم لعلاج كثرة التبول وفرط نشاط المثانة، منها:
- أوكسبيوتينين: يساعد في تقليل تقلصات المثانة.
- تولتيرودين: يخفف من نشاط المثانة الزائد.
- سوليفيناسين: يعمل على تقليل الرغبة المتكررة في التبول.
- ميرابيجرون: يساهم في ارتخاء عضلات المثانة وزيادة سعتها.
من المهم استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء لتحديد العلاج الأنسب لحالة المريض.
هل فرط نشاط المثانة هو نفسه المثانة العصبية؟
لا، فرط نشاط المثانة والمثانة العصبية حالتان مختلفتان.
- فرط نشاط المثانة: يتميز بالرغبة المتكررة والملحة للتبول مع أو بدون سلس بولي.
- المثانة العصبية: تحدث نتيجة خلل في الإشارات العصبية بين المثانة والدماغ، مما يؤدي إلى مشاكل في تخزين البول أو تفريغه.