عندما يواجه الشخص مشاكل في المرارة تصبح عملية استئصال المرارة الخيار الأمثل للتخلص من الألم والمضاعفات المحتملة، تُعتبر هذه العملية جراحية شائعة وآمنة تُجرى تحت تأثير التخدير العام، حيث يتم قطع وإزالة المرارة التي قد تكون مصابة بحصوات أو التهابات مزمنة، يعد استئصال المرارة إجراءاً فعالاً لإصلاح الجهاز الهضمي وتحسين جودة الحياة.
كما يعيد الاستقرار لعمليات هضمية صحية بالرغم من بساطة العملية، ينبغي للمريض اتباع نظام غذائي خاص بعد العملية لتفادي المضاعفات المحتملة، وبفضل التقنيات الحديثة واحترافية الفرق الطبية يمكن للمريض أن يستعيد نشاطه الطبيعي بسرعة بعد الجراحة.
ما هي عملية استئصال المرارة
جراحة استئصال المرارة بالمنظار هي عملية جراحية تقوم فيها الطبيب بإزالة المرارة باستخدام منظار البطن، فالمرارة هي عضو صغير يقع في الجانب السفلي من الكبد ويقوم بتخزين الأحماض الصفراوية، ويتم إجراء عملية استئصال المرارة باستخدام جهاز منظار البطن وهو جهاز يحتوي على تلسكوب صغير مع كاميرا يمكن للجراح رؤية تجويف البطن عبر شاشة التلفزيون ومتابعة العملية قبل استئصال المرارة.
كما يتم استئصال المرارة عن طريق إجراء أربعة شقوق صغيرة في منطقة البطن، فمن خلال هذه الفجوات يتم إدخال المنظار والأدوات الأخرى، ثم يتم إدخال الغاز عبر الفتحات لتحسين رؤية عضو المرارة قبل استئصاله، وإزالة المرارة بالمنظار عبر طريقة جراحة كيهول هي العملية الأكثر شيوعاً لإزالة المرارة اليوم.
ومع ذلك ينبغي عليك دائماً أن تدرك أن إزالة المرارة قد لا تكون دائماً ممكنة عن طريق الجراحة بالمنظار، وأحياناً قد تتطلب إجراء عملية جراحية مفتوحة لإزالة المرارة، ويُمكن الآن إجراء عملية استئصال المرارة بشق واحد صغير في السرة وتُعرف هذه التقنية الجديدة بـ “SILS”.
مكان المرارة وتشريحها
تعتبر المرارة من أهم الأعضاء في جسم الإنسان حيث تلعب دورًا حيويًا في عملية الهضم، وتقع المرارة تحت الكبد في الجهة اليمنى من البطن، وهي عبارة عن عضو صغير الحجم يشبه شكله كيسًا، ويتراوح طولها من 7 إلى 10 سنتيمترات ولها القدرة على تخزين الصفراء التي تفرزها الكبد، وتتكون المرارة من عدة أجزاء تؤدي كل منها وظيفة محددة في عملية الهضم.
ثم يبدأ الغشاء المخاطي الذي يغلف المرارة في إطلاق الصفراء المخزنة داخلها إلى الأمعاء الدقيقة، وتتكون الصفراء من العديد من المكونات الضرورية لهضم الدهون، ويساعد في تفكيكها وامتصاصها بشكل صحيح، فيمكن أن تواجه المرارة بعض المشاكل الصحية مثل حصى المرارة التي تتكون نتيجة لتكاثر الكريات البلورية في الصفراء، وقد تتسبب هذه الحصى في آلام حادة ومضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح.
عملية استئصال المرارة
تعد عملية استئصال المرارة إجراء جراحي شائع وضروري لعلاج العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالجهاز الهضمي، وإليك أهميتها في النقاط التالية:
- تحسين الجودة الحياتية للأشخاص الذين يعانون من التهابات متكررة في المرارة.
- الحد من آلام البطن الحادة التي ترافق الحصوات المرارية.
- منع حدوث مشاكل أكثر خطورة مثل التهاب المرارة الخطير.
- تقليل فرص تطور حصوات المرارة في المستقبل.
- تحسين هضم الدهون والمواد الغذائية بشكل عام.
- تقليل فرص تطوّر الأورام السرطانية في المرارة.
- تحسين عملية الهضم بشكل عام وتقليل الحموضة في الجهاز الهضمي.
- التخلص من مشاكل الانتفاخ والغازات التي قد ترتبط بمشاكل في المرارة.
- استعادة وظيفة الكبد الطبيعية بعد إزالة المرارة.
- تقليل احتمالية الإصابة بمضاعفات خطيرة في المستقبل وتحسين الصحة العامة.
ما هي أسباب استئصال المرارة؟
تتطلب عملية استئصال المرارة الوقاية من مضاعفات خطيرة، وإليك أهم الأسباب الشائعة التي تستدعي الاستئصال:
- وجود حصوات صغيرة أو كبيرة في المرارة.
- التهابات متكررة في المرارة.
- وجود خراجات أو تضيقات في قنوات المرارة.
- وجود أورام خبيثة في المرارة.
- تضخم المرارة بشكل كبير.
- الإصابة بمشاكل في وظائف الجهاز الهضمي.
- وجود البنين العاملة المسببة للهبوط الكودي.
- مشاكل في تجريف المرارة بسبب الالتهابات المزمنة.
- مشاكل في تصريف الصفراء من المرارة.
- الإصابة بأمراض وراثية مزمنة تؤثر على المرارة.
كيف يتم استئصال المرارة؟
يهدف إجراء استئصال المرارة إلى إزالة الحصى الذي يتسبب في ظهور عدة أعراض مزعجة مثل الآلام الحادة وعدم الارتياح وانسداد القنوات الصفراوية والتهاب المرارة، وتتمثل في خطوات كما يلي:
ما قبل إجراء العملية
- يُعطى المريض مضادات حيوية مناسبة قبل الجراحة لتقليل التهاب المنطقة وبالتالي تقليل احتمالية حدوث عدوى بعد الجراحة.
- كما يحتاج إلى إجراء عدة فحوصات منها فحص دموي شامل وفحص كيمياء الدم واختبارات التخثر وفحص البول واختبارات وظائف الكبد والكلى ومستويات البيليروبين في الدم.
- كما يحتاج أيضًا إلى إجراء بعض فحوصات التصوير مثل الأشعة التلفزيونية للبطن لاستبعاد وجود ثقب في المرارة وفحص المسالك الصفراوية بالموجات فوق الصوتية وفحص القناة الصفراوية بالنظائر المشعة والتصوير بالمقطع المحوسب.
- ينبغي استشارة الطبيب حول الأدوية التي يجب عليه التوقف عن تناولها قبل العملية الجراحية، ويجب أيضًا أن يصوم لمدة 8 ساعات على الأقل قبلها.
أثناء إجراء العملية
- يُجرى معظم عمليات استئصال المرارة باستخدام منظار البطن حيث يُنفذ ثلاثة شقوق صغيرة في البطن ويُدخل جهاز طويل ورفيع يحتوي على كاميرا صغيرة في طرفه.
- ويتمكن الجراح من مشاهدة تجويف البطن عبر شاشة العرض واستئصال المرارة من مكانها باستخدام الجهاز المناسب.
- كما يمكن إزالة المرارة من خلال عملية جراحية مفتوحة حيث يتم فتح البطن بإجراء شق كبير واستئصال كيس المرارة، ويُجرى هذا النوع من العمليات في حال اشتباه بوجود سرطان.
- عند انتهاء العملية الجراحية يتم خياطة جدار البطن والشقوق ووضع الضمادات عليها، وتستغرق العملية الجراحية من ساعة إلى ساعتين.
استئصال المرارة عن طريق التنظير
عملية استئصال المرارة عن طريق التنظير هي إجراء جراحي شائع وفعال يتم فيه إزالة المرارة بواسطة تقنية التنظير البطني، ويُعد هذا الإجراء خيارًا شائعًا للمرضى الذين يعانون من مشاكل في المرارة.
- يتم إجراء العملية تحت تأثير التخدير العام.
- يستخدم الجراح جهاز تنظير صغير يُدخل عبر فتحات صغيرة في البطن.
- يمكن للأطباء رؤية المنطقة المراد استئصالها بوضوح من خلال كاميرا التنظير.
- عملية استئصال المرارة بالتنظير تساعد في تقليل مدة النقاهة والتعافي.
- من الممكن أن تكون الجروح أقل بالمقارنة مع العمليات التقليدية.
- عملية التنظير قد تقلل من معدلات الإصابة بالجرح والعدوى.
- العمليات الجراحية بالتنظير تساعد في تقليل الألم بعد الجراحة.
- قد يكون الدوران الطبيعي وعودة الأنشطة اليومية أسرع بفضل هذا النوع من الجراحة.
- يمكن للمريض أن يعود إلى نظامه الغذائي الطبيعي بسرعة بالمقارنة مع العمليات التقليدية.
- يجب على المرضى اتباع توجيهات الأطباء بعد العملية لضمان التعافي الكامل والسريع.
تفتيت الحصوات
عملية تفتيت الحصوات هي إجراء طبي يُستخدم لتفتيت الحصى في الجهاز البولي بواسطة جهاز التفتيت بالموجات الصوتية، وهي إجراء آمن وفعال، وتعتبر تقنية حديثة تساعد على تجنب الجراحة التقليدية لاستئصال الحصى، كما يُعتبر التفتيت بالموجات فعالاً في تفتيت الحصى الكبيرة دون الحاجة إلى تدخل جراحي مُعقد.
تستغرق العملية وقتاً قصيراً وتوفر فترة شفاء أسرع للمريض، ويمكن تنفيذها تحت تأثير التخدير الموضعي دون الحاجة للبقاء في المستشفى لفترة طويلة، ويمكن للمريض العودة لنشاطه اليومي بسرعة بعد إجراء العملية، كما يُعد التفتيت بالموجات الصوتية طريقة غير غازية وآمنة لعلاج حصى الكلى بفعالية، وقد يحتاج المريض إلى عدة جلسات لتفتيت حصى كبيرة أو صعبة التحلل.
نصائح للتعايش مع إستئصال المرارة
عندما يحتاج جسمك لاستئصال المرارة قد تواجه تحديات في التكيف مع التغييرات الهامة، وهنا بعض النصائح التي قد تساعدك في التعايش مع هذه العملية بنجاح:
- تناول وجبات صغيرة وخفيفة على مدار اليوم لتخفيف الضغط على الجهاز الهضمي.
- تجنب الأطعمة الدسمة والحارة التي قد تسبب لك مشاكل هضمية.
- شرب الكثير من الماء والسوائل للمساهمة في انسيابية عملية الهضم.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحفاظ على لياقتك البدنية.
- تجنب حمل الأشياء الثقيلة لتجنب الضغط على البطن.
- التأكد من اتباع النصائح الطبية وتناول الأدوية كما هو موصوف.
- الاستراحة والنوم بشكل كافٍ للمساعدة في عملية التئام الجرح الجراحي.
- تجنب التوتر والضغوط النفسية ليكون لديك عملية شفاء سلسة.
- مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة تقدم الشفاء والتأكد من عدم وجود مضاعفات.
- الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن يحافظ على صحة المرارة بدون انحشار صفرة.
ما هي مضاعفات إستئصال المرارة؟
عندما يتعلق الأمر بعملية استئصال المرارة قد تحدث بعض المضاعفات التي يجب أن يكون المرء على دراية بها، وإليكم بعض النقاط الرئيسية حول تلك المضاعفات:
- نزيف داخلي قد يحدث بعد العملية.
- التهاب أو عدوى في مكان الجراحة.
- تجمع الصفراء في الجسم ناتج عن عدم قدرة الكبد على التخلص منها بشكل كاف.
- حصى صفراوية جديدة قد تتكون في المرارة السليمة إذا بقيت جزءًا منها.
- اضطرابات هضمية مثل الإسهال بعد العملية.
- تغيرات في الهضم وامتصاص الدهون.
- آلام مزمنة في المنطقة التي تمت استئصال المرارة منها.
- حدوث تشوهات جراحية أو تكون ندبات بعد الجراحة.
- نادرًا ما تحدث مضاعفات جلطات دموية.
- يمكن أن تظهر حساسية تجاه الأطعمة الغنية بالدهون بعد إجراء العملية.
ما بعد عملية إستئصال المرارة
بعد إجراء عملية إزالة المرارة بواسطة منظار البطن يُبقى المريض في المستشفى لمدة تتراوح بين 24-48 ساعة لضمان استقرار حالته، ويتم إزالة الغرز بعد حوالي أسبوع، وعند إجراء الجراحة بالمنظار يستجيب المريض بسرعة نسبية أكبر للعلاج مقارنة بعمليات الجراحة المفتوحة التي تستغرق وقتًا أطول للانتعاش.
كما أن على المريض أن يلجأ إلى الطبيب على الفور إذا ظهرت بعض الأعراض الخطيرة مثل الألم الشديد، وارتفاع في درجة الحرارة، وصعوبة التبول، وضيق التنفس، والنزيف القوي، والافرازات القيحية من الشق الجراحي.
ما هو متلازمة ما بعد استئصال المرارة
تتضمن مجموعة متنوعة من الأعراض غير المتجانسة مثل آلام في الجزء العلوي من البطن وصعوبة في الهضم التي قد تظل مستمرة بعد استئصال المرارة، ومع ذلك يجب التنويه إلى أن هذا الاصطلاح غير دقيق حيث يشمل اضطرابات الجهاز الهضمي وغير الهضمي، وقد يحدث بدون أي علاقة بعملية استئصال المرارة، كما يمكن أن تظهر أعراض ما بعد استئصال المرارة في وقت مبكر بعد الجراحة، أو قد تستمر لفترة زمنية طويلة بعد ذلك، ومن أهم أسباب تلك المتلازمة ما يلي:
- تغيرات في عملية هضم الطعام.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- زيادة في تكوين الحموضة المعدي.
- حدوث تقلصات وآلام في منطقة البطن.
- تعثر في امتصاص الدهون.
- تغيرات في نمط الإفرازات الصفراوية.
- تكون الحصى المرارية في القنوات الصفراوية.
- زيادة خطر الإصابة بالتهابات بعد الجراحة.
- اضطرابات في عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
- تغيرات في انتفاخ وتورم البطن.
أسئلة شائعة
ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها بعد استئصال المرارة؟
بعد استئصال المرارة ينبغي عليك تجنب الأطعمة الغنية بالدهون العالية والتي يمكن أن تسبب صعوبة في الهضم، وابتعد عن الطعام الحار والحاد فضلاً عن الأطعمة الغنية بالسكريات والمشروبات الغازية، ومن الأفضل تجنب الأطعمة الدهنية مثل الوجبات السريعة والأطعمة المقلية، ثم تأكد من تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على اللبن والألبان أيضًا.
كم من الوقت يستغرق التعافي بعد عملية استئصال المرارة؟
بعد عملية استئصال المرارة يمكن أن يحتاج الشخص إلى فترة تعافي تتراوح عادة بين أسبوعين إلى شهرين، تبعاً للتعقيدات الصحية الفردية وطريقة الجراحة التي تمت، ويُنصح عمومًا بالراحة التامة في الأسبوع الأول، ومن ثم بالعودة تدريجياً للنشاطات الروتينية بعد استشارة الطبيب المعالج، كما يُمكن أن تساعد الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن والمحافظة على نظام العناية اللازم بالجرح في تسريع عملية التعافي.
هل يمكنني العودة إلى العمل بعد استئصال المرارة؟
بالتأكيد بإمكانك العودة إلى العمل بعد استئصال المرارة حيث أن هذه العملية تعتبر من العمليات الجراحية الشائعة والآمنة، وغالبًا ما يحدث الشفاء بشكل جيد وسريع، وقد تحتاج لفترة راحة قصيرة بعد الجراحة للتعافي ولكن بعد ذلك يمكنك استئناف العمل بشكل طبيعي، ومن الضروري متابعة تعليمات الطبيب المعالج والحرص على الاهتمام بنمط حياة صحي لضمان الشفاء الكامل.
ما هي المخاطر المحتملة بعد استئصال المرارة؟
من أبرز المخاطر المحتملة بعد الجراحة هي الالتهابات في الجروح، واضطرابات هضمية مثل الإسهال والغثيان، وحصى في القنوات المرارية المتبقية، وقد تحتاج أيضًا إلى مراقبة لمشاكل الهضم لفترة من الوقت بعد الجراحة، فيجب عليك استشارة الطبيب بشأن أي أعراض غير عادية تظهر بعد العملية لضمان التدخل المناسب والوقاية من أي مضاعفات.
كيف يمكنني معرفة ما إذا كانت الأعراض طبيعية بعد استئصال المرارة؟
يمكنك معرفة ما إذا كانت الأعراض التي تشعر بها طبيعية بعد استئصال المرارة من خلال مراقبة جسمك بعناية واستماع لما يخبرك به، ويُنصح بالانتباه إلى أية أعراض غير معتادة مثل آلام حادة، ارتفاع في درجة الحرارة، تورم، أو تغيرات مفاجئة في الوزن، وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض يجب عليك مراجعة الطبيب على الفور لتقييم الوضع والحصول على العلاج المناسب.
في الختام فإن عملية استئصال المرارة خطوة هامة للتخلص من المشاكل الصحية المرتبطة بالمرارة الملتهبة أو المليئة بالحصى، وبعد أن يتم إكمال الجراحة بنجاح وتعافيك منها بشكل جيد ستشعر بتحسن كبير في صحتك وجودت حياتك، واحرص على اتباع تعليمات الطبيب بعد الجراحة بدقة، والحرص على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، ولا تتردد في استشارة الطبيب في حالة ظهور أي أعراض غير معتادة أو مضاعفات محتملة بعد الجراحة.