هل تعاني من زيادة كبيرة في الوزن وفشلت الطرق التقليدية في العلاج؟ هل تحلم بالحصول على جسم متناسق وجذاب؟ إليك عملية تحويل المسار الكلاسيكي التي تساعد بشكل فعال في علاج السمنة والتخلص من الوزن الزائد.
في هذا المقال سنتعرف على كل المعلومات التي تخص عملية تحويل المسار الكلاسيكي بداية من تعريف العملية،مرورًا إلى الخطوات وطريقة التعافي السليمة منها، تابع القراءة لمعرفة كافة المعلومات بالتفصيل.
ما هي عملية تحويل المسار الكلاسيكي؟
عملية تحويل المسار الكلاسيكي والتي تعرف أيضًا باسم عملية تحويل مسار المعدة هي إجراء جراحي لعلاج السمنة، والتي تستهدف تقليل حجم المعدة، وتقليل امتصاص الطعام في الجهاز الهضمي، وبالتالي تؤدي عملية تحويل المسار الكلاسيكي إلى تقليل كمية الطعام التي يمكن للشخص تناولها واستيعابها، مما مما يساعد على تحقيق فقدان الوزن بشكل كبير.
وفي عملية تحويل المسار الكلاسيكي يتم تقليل حجم المعدة بإنشاء جيب صغير في الجزء العلوي من المعدة باستخدام الدبابيس الجراحية، ويكون هذا الجيب الجديد بحجم بيضة تقريبًا، مما يعني أن الشخص سيشعر بالشبع بسرعة أكبر بعد تناول كمية صغيرة من الطعام.
ثم بعد ذلك يتم توصيل هذا الجيب مباشرةً بالأمعاء الدقيقة، متجاوزًا الجزء الأكبر من المعدة والأمعاء الأولى، وهذا سوف يؤدي إلى تقليل كمية السعرات الحرارية والمواد المغذية التي يتم امتصاصها من الطعام.
وتتضمن عملية تحويل المسار الكلاسيكي مرحلتين رئيسيتين هما:-
- تدبيس المعدة: يتم تقسيم المعدة إلى جزء صغير علوي وجزء كبير سفلي، إذ يتم فصل الجزء العلوي باستخدام الدبابيس الجراحية لإنشاء الجيب الصغير.
- إعادة توجيه الأمعاء: يتم قطع جزء من الأمعاء الدقيقة وتوصيله بالجيب الصغير الجديد للمعدة، ويتم توصيل الجزء المتبقي من الأمعاء الدقيقة إلى جزء آخر من الأمعاء، إذ يتدفق الطعام من الجيب الجديد مباشرةً إلى هذا الجزء المعاد توجيهه من الأمعاء.
وتعد عملية تحويل المسار الكلاسيكي من أكثر الإجراءات الجراحية فاعلية لعلاج السمنة المفرطة، والتي تُساهم أيضًا في تحسين وحل العديد من الحالات الصحية المرتبطة بالسمنة، مثل السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وانقطاع النفس النومي.
ولكن يتم تنفيذ هذه العملية بشكل أساسي لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، ولكن بشرط أن يكونوا فشلوا في فقدان الوزن عبر المحاولات التقليدية في خسارة الوزن، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
وعلى الرغم من فوائدها الكبيرة فإن عملية تحويل المسار الكلاسيكي ليست خالية من المخاطر، وتشمل المخاطر المحتملة مضاعفات جراحية مثل العدوى والنزيف، وكذلك مشاكل طويلة الأمد مثل نقص الفيتامينات والمعادن، والقرحة، والانسداد المعوي.
الفرق بين تحويل المسار الكلاسيكي والمصغر
الفرق بين عملية تحويل المسار الكلاسيكي وعملية تحويل المسار المصغر يتمحور حول التقنية الجراحية وتفاصيل الإجراء نفسه، وكذلك التأثيرات والنتائج الصحية، وسيتم شرح كل طريقة باختصار كالتالي:-
-
عملية تحويل المسار الكلاسيكي
فيها يلي ملخص عن عملية تحويل المسار الكلاسيكي لتوضيح الفرق بينهم:-
- الإجراء الجراحي: في هذا الإجراء يتم إنشاء جيب صغير في الجزء العلوي من المعدة باستخدام الدبابيس الجراحية، وهذا الجيب يكون بحجم بيضة تقريبًا، وبعد ذلك يتم قطع جزء من الأمعاء الدقيقة وتوصيله بالجيب الجديد، متجاوزًا الجزء الأكبر من المعدة والأمعاء.
- التعقيد الجراحي: تُعد عملية تحويل المسار الكلاسيكي أكثر تعقيدًا وتتطلب وقتًا أطول في الجراحة بسبب إعادة توجيه الأمعاء بشكل أكبر.
- التعافي والنتائج: قد يتطلب التعافي فترة أطول قليلاً، ولكن العملية فعالة للغاية في فقدان الوزن وتحسين الحالات الصحية المرتبطة بالسمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
- المخاطر: يمكن أن تشمل مضاعفات الجراحة العدوى والنزيف، بالإضافة إلى مشاكل طويلة الأمد مثل نقص الفيتامينات والمعادن.
-
تحويل المسار المصغر
نختلف هذه العملية عن عملية تحويل المسار الكلاسيكي في بعض الإجراءات والنتائج كما يلي:-
- الإجراء الجراحي: في هذا النوع يتم إنشاء جيب صغير من المعدة أيضًا، ولكن بدلاً من قطع الأمعاء الدقيقة يتم توصيل الجيب مباشرةً إلى جزء من الأمعاء الدقيقة باستخدام حلقة واحدة فقط، وهذا يتجاوز جزءًا أقل من الأمعاء مقارنة بالتحويل الكلاسيكي.
- التعافي والنتائج: يعزز تحويل المسار المصغر من فقدان الوزن بشكل فعال، ولكن بشكل عام قد يكون الفقدان أقل قليلاً مقارنة بالتحويل الكلاسيكي، وفترة التعافي عادةً ما تكون أقصر.
- التعقيد الجراحي: يُعد تحويل المسار المصغر أقل تعقيدًا وأسرع في التنفيذ، إذ يحتاج إلى عدد أقل من الوصلات الجراحية، مما يقلل من وقت العملية والمخاطر المرتبطة بها.
- المخاطر: تتضمن المخاطر الجراحية انخفاضًا مقارنة بالتحويل الكلاسيكي، ولكن قد لا يكون بنفس الفعالية في معالجة الحالات الصحية الشديدة المرتبطة بالسمنة.
خطوات إجراء جراحة تحويل المسار الكلاسيكي
عملية تحويل المسار الكلاسيكي تُعد واحدة من أكثر العمليات الجراحية فعالية لمعالجة السمنة المفرطة، وتتضمن عدة خطوات دقيقة ومعقدة، ويمكن توضيح خطوات إجراء هذه العملية كالتالي:-
1- التخدير والتجهيز: يبدأ الإجراء بوضع المريض تحت التخدير العام لضمان عدم الشعور بالألم خلال العملية، ويتم تنظيف وتعقيم منطقة البطن بالكامل للتحضير للجراحة.
2- إجراء الشقوق: تُجرى العملية عادةً باستخدام المنظار، مما يتطلب إجراء عدة شقوق صغيرة في البطن، وفي بعض الحالات النادرة قد تكون الجراحة المفتوحة ضرورية وتتطلب شقًا كبيرًا في البطن.
3- إنشاء الجيب المعدي: يتم تقسيم المعدة إلى جزئين باستخدام الدبابيس الجراحية، الجيب العلوي هو الأصغر، الذي يتسع لحوالي 30 مل حوالي حجم البيضة، ويُفصل عن الجزء السفلي الأكبر من المعدة.
4- تجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة: بعد تقسيم المعدة، يتم قطع الأمعاء الدقيقة حوالي 30-45 سم من بداية الأمعاء الدقيقة، ويتم توصيل الجزء السفلي المقطوع بالجيب المعدي الجديد.
5- توصيل الأمعاء الدقيقة: يتم توصيل الطرف العلوي المقطوع من الأمعاء الدقيقة إلى جزء من الأمعاء الدقيقة السفلى لتشكيل شكل حرف Y، هذا الإجراء يسمح للطعام بتجاوز جزء كبير من الأمعاء الدقيقة، مما يقلل من امتصاص السعرات الحرارية والمواد المغذية.
6- التحقق والإغلاق: بعد التأكد من جميع التوصيلات الجراحية وعدم وجود تسريبات، يتم إغلاق الشقوق باستخدام الغرز أو الدبابيس الجراحية، ويتم إزالة المنظار والأدوات الجراحية، ويتم إغلاق الشقوق الجلدية.
7- الرعاية بعد الجراحة: بعد العملية يُنقل المريض إلى غرفة الإفاقة إذ يظل تحت المراقبة حتى يستيقظ بالكامل من التخدير، ويتم تقديم تعليمات مفصلة حول النظام الغذائي والرعاية اللاحقة، وتشمل تناول كميات صغيرة من السوائل في البداية ثم تدريجيًا الانتقال إلى الأطعمة الصلبة.
خطوات إجراء جراحة تحويل المسار الكلاسيكي
تقدم عملية تحويل المسار الكلاسيكي العديد من المميزات للحالات التي ترغب في خسارة الوزن الزائد، ولذلك زاد الإقبال على هذه العملية مؤخرًا، ومن أهم مميزات هذه العملية ما يلي:-
- خفض خطر الأمراض المزمنة: يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والجلطات، وبعض أنواع السرطان.
- فقدان الوزن الكبير والسريع: يمكن للمرضى أن يفقدوا حوالي 70-80% من الوزن الزائد خلال السنة الأولى بعد الجراحة.
- تدخل جراحي طفيف: عادةً ما تُجرى العملية باستخدام تقنية التنظير، مما يقلل من حجم الشقوق الجراحية والآلام وفترة التعافي.
- التحكم بالشهية: العملية تحد من كمية الطعام التي يمكن أن يستهلكها المريض وتجعلهم يشعرون بالشبع بسرعة، مما يساعد في التحكم في الشهية وتقليل تناول السعرات الحرارية.
- تحسين جودة الحياة: بعد فقدان الوزن، قد يلاحظ المرضى تحسينًا في الحركة والنشاط البدني، ومستوى الطاقة العام، بالإضافة إلى تحسين الثقة بالنفس والحالة النفسية.
- تحسين الصحة العامة: تساعد العملية في تحسين أو شفاء العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة، مثل داء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وتوقف التنفس أثناء النوم.
مخاطر عملية تحويل المسار الكلاسيكي
بالرغم من الفوائد الكثيرة لعملية تحويل المسار، إلا أن هُناك بعض المخاطر المتعلقة بعملية تحويل المسار محتملة الحدوث بنسبة صغيرة وهي ما يلي:-
- فصل الجلد: قد يحدث فصل في الجلد حول منطقة الجراحة.
- تسرب: قد يحدث أيضًا تسرب في السوائل من موقع الجراحة.
- تضيق: احتمال حدوث تضيق في الأمعاء نتيجة التغيرات الجراحية.
- انسداد معوي: قد يحدث انسداد في الأمعاء الدقيقة أو الأمعاء الغليظة.
- نزيف داخلي: خطر حدوث نزيف داخلي أو في مكان الجرح الجراحي.
- تقرح المعدة أو الأمعاء: يمكن أن تتطور تقرحات في المعدة أو في الأمعاء.
- فتق: قد يحدث فتق نتيجة الضغط على جدار البطن، أو ضعف في موقع الجراحة.
- الكسر: قد يحدث كسر في العظام نتيجة لتغيرات الوزن السريعة، أو ضعف الهيكل العظمي.
- سوء التغذية: نقص البروتين أو السعرات الحرارية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
- نقص الفيتامينات أو الحديد: قد يحدث نقص في الفيتامينات أو الحديد، مما يتطلب مكملات غذائية.
- ثقب في المعدة أو الأمعاء: يمكن أن يحدث ثقب يؤدي إلى تسرب المحتويات إلى التجويف البطني.
- إصابة الطحال أو أي عضو آخر: هناك خطر إصابة الطحال أو الأعضاء الداخلية الأخرى أثناء العملية.
- مشاكل الرئة والقلب: من الممكن حدوث مشاكل في الرئة أو القلب نتيجة للجراحة أو التغيرات في الوزن.
- حصوات المرارة: تزداد المخاطر مع فقدان الوزن السريع أو الكبير، مما قد يؤدي إلى تكوين حصوات في المرارة.
- متلازمة الإغراق: حالة يحدث فيها تسارع الغذاء من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى أعراض مثل الدوخة، والتعرق، والإسهال.
التعافي بعد العملية
بعد عملية تحويل المسار الكلاسيكي يتطلب التعافي فترة زمنية محددة، ويشمل عدة مراحل رئيسية، فمثلًا في الفترة المبكرة بعد الجراحة يحتاج المريض عادةً إلى الإقامة في المستشفى لبضعة أيام، لمراقبة حالته العامة والتأكد من عدم وجود مضاعفات.
وتتضمن فترة التعافي بعد عملية تحويل المسار الكلاسيكي ما يلي:-
-
إدارة الألم
وقد يعاني المريض من ألم خفيف إلى متوسط، والذي يمكن السيطرة عليه بواسطة الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.
-
تجنب الأنشطة الشاقة
من الضروري في هذه المرحلة تجنب الأنشطة البدنية الشاقة، إلى جانب البدء في المشي الخفيف لتعزيز الدورة الدموية.
-
التغذية
وفيما يتعلق بالتغذية يبدأ النظام الغذائي بعد الجراحة بالأطعمة السائلة، ثم يتدرج إلى الأطعمة الطرية، ثم الأطعمة الصلبة تدريجيًا بناءً على توجيهات الفريق الطبي.
-
العناية بالجروح
من المهم الاحتياطات بعد الخضوع إلى عملية تحويل المسار الكلاسيكي مراقبة الجروح والعناية بها بشكل جيد، لتجنب حدوث أي عدوى.
-
التكيف مع التغيرات الغذائية
كما أن التكيف مع التغيرات الغذائية يعد جزءًا أساسيًا من التعافي، إذ يتطلب الأمر اتباع نظام غذائي خاص يشمل تناول كميات صغيرة من الطعام عدة مرات في اليوم، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالبروتين والفيتامينات.
-
المتابعة مع الطبيب
ومن المهم أيضًا حضور جميع مواعيد المتابعة مع الطبيب لمراقبة التقدم وتعديل خطة العلاج إذا لزم الأمر، كما يتطلب الأمر إجراء فحوصات دورية للتأكد من عدم حدوث مضاعفات ولتقييم الحالة الصحية العامة.
تحويل المسار الكلاسيكي بعد التكميم
يُشار إلى عملية تحويل المسار الكلاسيكي أحيانًا بالجراحة التصحيحية لعلاج السمنة، وهي تجرى لإصلاح أو تحسين نتائج عملية جراحية سابقة، لم تؤدي إلى فقدان الوزن المطلوب أو نتجت عنها مضاعفات.
لذلك بعد فشل عملية تكميم المعدة، قد تكون عملية تحويل المسار الكلاسيكي خيارًا فعالًا لتحسين النتائج وتحقيق فقدان الوزن المستهدف، وتعد عملية تحويل المسار الكلاسيكي أحد الحلول الجراحية التي تُستخدم كإجراء تصحيحي بعد فشل عملية تكميم المعدة.
ومن أحد الأسباب الرئيسية لإجراء عملية تحويل المسار الكلاسيكي بعد فشل التكميم هو عدم تحقيق فقدان الوزن المتوقع، إذ يعاني بعض المرضى من استعادة الوزن أو عدم فقدان الوزن بشكل كافٍ بعد عملية التكميم.