عملية تحويل المسار لمرضى السكر

عملية تحويل المسار لمرضى السكر

هل تعاني من مرض السكري بسبب السمنة المفرطة؟ هل ترغب في التخلص من هذه المشكلة بشكل نهائي، في هذه الحالة ننصحك بإجراء عملية تحويل المسار لمرضى إذ تساعد العملية بشكل فعال في علاج مرض السكري، ومختلف المشكلات الصحية المرتبطة بزيادة الوزن.

ويشرح المقال التالي المزيد من المعلومات عن عملية تحويل المسار لمرضى السكر وفوائدها المختلفة، كما يشرح أيضًا الأرشادات اللازمة لمرضى السكر بعد الجراحة، فتابع القراءة لمزيد من المعلومات.

تحويل المسار لعلاج مرضى السكر 2024

عملية تحويل المسار لمرضى السكر تُعد علاجًا فعالًا لمرض السكري من النوع 2، إذ تُجرى هذه العملية لتغيير طريقة عمل الجهاز الهضمي، مما يساعد الجسم على إنتاج واستخدام الأنسولين بشكل أكثر فعالية.

وتُظهر الأبحاث الحديثة أن مستويات السكر في الدم تنخفض إلى ما دون مستوى السكري بعد العملية، مما يعني أن الشخص يصبح قادر على التخلص من السكري، والتوقف عن تناول الأدوية.

وتعمل الجراحة على تقليل حجم المعدة وتجاوز جزء من الأمعاء، مما يقلل من كمية الطعام التي يمكن تناولها، ويتم الشعور بالشبع بشكل أسرع، وهذا يُحسن من التحكم في مستوى السكر في الدم، وتحسين استجابة الجسم للأنسولين.

وهناك أنواع مختلفة من عمليات تحويل مسار المعدة، بما في ذلك ربط المعدة، وتجاوز المعدة، واستئصال جزء من المعدة، ويتم اختيار النوع الأنسب بناءًا على حالة المريض الفردية ومتطلباته الصحية.

ما هو مرض السكر وما هي أعراضه؟

مرض السكري هو حالة طبية مزمنة تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وهناك نوعان رئيسيان من السكري، النوع الأول والنوع الثاني.

في النوع الأول يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين، مما يؤدي إلى نقص الأنسولين، وفي النوع الثاني يصبح الجسم مقاومًا للأنسولين أو لا ينتج كمية كافية منه.

والأنسولين هو الهرمون الذي يسمح للجلوكوز بالدخول إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة، وعندما لا يعمل الأنسولين بشكل صحيح، يتراكم الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

وأسباب السكري تشمل الوراثة والعوامل البيئية مثل النظام الغذائي وقلة النشاط البدني، ويمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم على المدى الطويل إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، ومشاكل العيون، والأضرار العصبية.

ويمكن السيطرة على السكري إذا كانت النسبة صغيرة عبر إجراء تغييرات في نمط الحياة، مثل تناول طعام صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وفقدان الوزن إذا لزم الأمر.

ولكن في الحالات المتقدمة يحتاج المرضى إلى تناول الأدوية أو حقن الأنسولين، ومن المهم أيضًا مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام، وإجراء الفحوصات الدورية لتجنب حدوث أي مُضاعفات.

كما أن مرض السكري يمكن أن يظهر بأعراض متعددة تختلف حسب نوع المرض سكري النوع 1 والنوع 2، وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:-

  1. التعب والإرهاق: نقص الأنسولين أو عدم فعاليته يعني أن الجسم لا يستطيع استخدام السكر كمصدر فعال للطاقة، مما يؤدي إلى شعور دائم بالإرهاق.
  2. رؤية غير واضحة: مستويات السكر المرتفعة يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في السوائل في العدسة العين، مما يسبب رؤية ضبابية.
  3. الشعور بالجوع المفرط: انخفاض قدرة الجسم على استخدام السكر بشكل صحيح، يمكن أن يسبب شعورًا دائمًا بالجوع، حتى بعد تناول الطعام.
  4. تنميل أو وخز في الأطراف: ارتفاع السكر في الدم يمكن أن يتسبب في تلف الأعصاب، مما يؤدي إلى الشعور بالخدر أو الوخز في اليدين أو القدمين.
  5. العطش الشديد وكثرة التبول: ارتفاع مستويات السكر في الدم يؤدي إلى سحب الماء من خلايا الجسم، مما يسبب شعورًا دائمًا بالعطش وزيادة في التبول.
  6. الجروح أو الالتهابات التي تستغرق وقتًا طويلًا للشفاء: ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤثر على قدرة الجسم على الشفاء، ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
  7. فقدان الوزن غير المبرر: في النوع 1 من السكري، يمكن أن يحدث فقدان الوزن السريع بسبب فقدان السوائل والعضلات، إذ يحرق الجسم الدهون والعضلات للحصول على الطاقة.

ما هي العلاقة بين عملية تحويل مسار المعدة وعلاج مرض السكر؟

عملية تحويل مسار المعدة تُستخدم بشكل رئيسي لعلاج السمنة، ولكن لها تأثيرات ملحوظة على مرض السكري من النوع 2، كما يمكن أن تؤدي هذه الجراحة إلى تحسن كبير في التحكم في مستويات السكر في الدم، وحتى في بعض الحالات حدث شفاء كامل من السكري.

كما تعمل عملية تحويل المسار لمرضى السكر على تقليص حجم المعدة بشكل كبير وتغيير مسار الأمعاء الدقيقة، وهذا التعديل الجراحي يقلل من كمية الطعام التي يتم تناولها، ويغير كيفية امتصاص العناصر الغذائية.

كما أن هذه التغييرات في الجهاز الهضمي تؤدي إلى تحسن في مستويات الجلوكوز في الدم بسبب ما يلي:-

  1. تحسين حساسية الأنسولين: تقلل عملية تحويل المسار لمرضى السكر من مستويات الهرمونات التي تساهم في مقاومة الأنسولين، مما يجعل الجسم أكثر قدرة على استخدام الأنسولين بفعالية.
  2. فقدان الوزن الكبير: الوزن الزائد هو عامل رئيسي في تطور مرض السكري من النوع 2، كما أن فقدان الوزن الذي يحدث بعد الجراحة يمكن أن يحسن السيطرة على مرض السكري بشكل ملحوظ.
  3. تغيير في مستويات الهرمونات المعوية: الجراحة تؤدي إلى تغييرات في الهرمونات المعوية مثل GLP-1، والتي تساعد في تحسين إفراز الأنسولين، وتقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد.

فوائد و مميزات أخرى لعملية تحويل مسار المعدة:

عملية تحويل المسار لمرضى السكر توفر مجموعة من الفوائد الصحية البارزة، خاصةً لأولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة، ومن أبرز فوائد الجراحة ما يلي:-

  1. تقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بالسمنة: يقلل فقدان الوزن من خطر الإصابة بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، كما ينخفض خطر الوفاة بسبب السمنة بنحو 40% بعد الجراحة.
  2. تقليل مستويات الدهون في الدم: الجراحة تساعد في تقليل خطر الإصابة بفرط شحميات الدم، الذي يتمثل في ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
  3. تحسين مشاكل النوم: يمكن أن تساهم الجراحة في علاج انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات النوم الأخرى التي ترتبط بالسمنة.
  4. فقدان الوزن الكبير: يمكن للمرضى أن يفقدوا كميات كبيرة من الوزن بعد الجراحة، مما يُساهم في تحسين صحتهم العامة بشكل ملحوظ.
  5. تخفيف الآلام المرتبطة بالسمنة: يمكن أن تحسن الجراحة آلام أسفل الظهر وتلف الركبة وآلام المفاصل، والتي تنتج عن زيادة وزن الجسم.
  6. تقليل خطر الإصابة بمرض الانصمام الخثاري الوريدي: العملية تساهم أيضًا في تقليل هذا الخطر المرتبط بالسمنة.
  7. تخفيف اضطرابات المعدة: قد يساعد المرضى في التخفيف من أعراض الارتجاع المعدي المريئي.

كيف تتم عملية تحويل مسار المعدة؟

عملية تحويل المسار لمرضى السكر هي جراحة تهدف إلى علاج السمنة المفرطة وتحسين المشاكل الصحية المرتبطة بها، وتتم هذه الجراحة على النحو التالي:-

  • إنشاء جيب صغير في المعدة

يتم بدء العملية بعمل شقوق صغيرة أو باستخدام تقنية المنظار الجراحي، ويتم تقسيم المعدة إلى جيب صغير في الجزء العلوي منها، والذي سيكون بمثابة المعدة الجديدة، وهذا الجيب يكون أصغر بكثير من المعدة الأصلية، مما يقلل من كمية الطعام التي يمكن تناولها في كل وجبة.

  • توصيل الأمعاء الدقيقة

بعد إنشاء الجيب المعدي يتم قطع الجزء السفلي من المعدة وتوصيل الأمعاء الدقيقة مباشرةً بالجيب الجديد، وهذا التغيير في المسار يحد من كمية الطعام التي تمر عبر المعدة، ويقلل من امتصاص العناصر الغذائية.

  • تجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة

يتم تجاوز جزء كبير من الأمعاء وتوصيله بالجيب المعدي، وذلك يقلل من امتصاص السعرات الحرارية والمواد الغذائية، ويساعد على فقدان الوزن بشكل أسرع.

  • إغلاق الشقوق

بعد الانتهاء من عملية تحويل المسار لمرضى السكر وإخراج الادوات المستخدمة في الجراحة، يتم إغلاق الشقوق الجراحية باستخدام غرز أو دبابيس جراحية.

من هم مرضى السكر المناسبين لإجراء عملية تحويل مسار المعدة؟

عملية تحويل مسار المعدة قد تكون مناسبة لمرضى السكري من النوع 2، والذين يستوفون معايير معينة، ومن الأشخاص المؤهلون لإجراء عملية تحويل المسار لمرضى السكر ما يلي:-

  1. ذوي مؤشر كتلة الجسم المرتفع: يجب أن يكون لديهم  قدره 35 أو أكثر، وهو مؤشر يشير إلى السمنة المفرطة، وفي بعض الحالات قد يُنظر في الجراحة لمن لديهم مؤشر كتلة أقل، إذا كانوا يعانون من مشكلات صحية شديدة تتعلق بالوزن.
  2. غير القادرين على التحكم في السكري بالطرق التقليدية: الأشخاص الذين لم يتمكنوا من السيطرة على مستويات السكر في الدم بشكل فعال من خلال النظام الغذائي، التمارين، والأدوية.
  3. حالات صحية مرتبطة بالسمنة: مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، أو انقطاع التنفس أثناء النوم، إذ يمكن أن تساعد الجراحة في تحسين هذه الحالات.
  4. الالتزام بالتغيرات الدائمة: يجب أن يكون المرضى على استعداد لتبني تغييرات طويلة الأمد في نمط الحياة والالتزام بنظام غذائي، ومتابعة ما بعد الجراحة.

ما هي الإرشادات التي يجب على مرضى السكر الالتزام بها بعد إجراء عملية تحويل المسار؟

بعد إجراء عملية تحويل المسار لمرضى السكر  يتطلب إدارة مرض السكري اتباع إرشادات محددة لضمان التحكم الفعال في مستويات السكر في الدم وتجنب المضاعفات، ومن أهم هذه الإرشادات ما يلي :-

  • خفض جرعات الأنسولين

بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول، يجب خفض جرعات الأنسولين الأساسية بعد الجراحة، إذ تنخفض متطلبات الأنسولين بشكل كبير وسريع، كما يجب الاستمرار في تناول الأنسولين الأساسي لتجنب الحماض الكيتوني السكري حتى مع تقليل تناول الطعام.

  • تعديل أدوية السكري

للمرضى الذين يعانون من السكري من النوع الثاني ويستخدمون أدوية خفض الجلوكوز عن طريق الفم، قد يتحسن مستوى السكر في الدم بشكل كبير خلال أيام قليلة بعد الجراحة.

كما يُفضل استخدام مزيج من الأنسولين القاعدي والأنسولين سريع المفعول، وذلك للحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم ضمن النطاق المطلوب، مع التركيز على التحكم في مستويات الجلوكوز أثناء الصيام وبعد الوجبات.

  • تغيير النظام الغذائي

يبدأ تناول الطعام بعد الجراحة عادةً بالسوائل الصافية، ثم ينتقل إلى السوائل الكاملة والأطعمة المهروسة الغنية بالبروتين ومنخفضة الدهون والكربوهيدرات، وذلك وقفًا للأنظمة المحددة.

  • التوقف عن أدوية الفموية

يجب على المرضى الذين لا يحتاجون إلى الأنسولين التوقف عن تناول أدوية خفض السكر الفموية، خاصةً المواد المفرزة مباشرةً بعد الجراحة.

  • فحص مستويات الأنسولين الداخلي

في حالة السكري من النوع الثاني الذي يتطلب الأنسولين، يجب فحص مستوى الببتيد C قبل الجراحة لتحديد إنتاج الأنسولين الداخلي، وإذا كان المستوى منخفضًا، يجب متابعة استخدام الأنسولين بعد الجراحة مع تعديل الجرعات وفقًا لاحتياجات المريض المتغيرة.

مقالات ذات صلة

Scroll to Top