يعاني الكثيرون من مشاكل في الإخراج وكذلك آلام شديدة في البطن وإمساك وهذا قد يكون ناتج عن ضيق في فتحة الشرج، لذلك يمكن إجراء عملية توسيع فتحة الشرج للتخلص من هذه الأعراض، لأن ترك هذه الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة بمرور الوقت، وفي هذا المقال نتحدث بالتفصيل عن عملية توسيع فتحة الشرج.
ما هي عملية توسيع فتحة الشرج؟
عملية توسيع فتحة الشرج هي عملية جراحية يتم فيها التخلص من الضيق الحاصل في فتحة الشرج خاصةً في العضلة الداخلية التي لا يمكن التحكم بها التي تسبب صعوبة في مرور البراز من فتحة الشرج وينتج عن ذلك آلام في البطن وحركة مستمرة في الأمعاء بالإضافة إلى خروج البراز منفصل على هيئة كرات متتالية، وفي بعض الحالات قد يصاحب ذلك خروج دم مع البراز.
تتم هذه العملية من خلال شق عضلات فتحة الشرج للحد من هذا الضيق بشكل جزئي وقد يتسبب ذلك في ارتخاء العضلات التي تسبب التشققات الشرجية وخلال عشرة أيام بعد إجراء العملية يعود المريض إلى الحالة الطبيعية مرة أخرى وتزول الأعراض.
ما هي أنواع ضيق الشرج؟
توجد العديد من الأنواع لضيق الشرج تعتمد على مدى الضيق:
- ضيق بسيط، ويمكن استخدام فقط بعض الملينات لتسهيل خروج البراز وبعض الأدوية التي تقلل من تقلصات عضلة الشرج مثل الإكثار من تناول الألياف.
- ضيق متوسط، وفي هذه الحالة يحدد الطبيب الحل الأمثل لعلاج الحالة حسب السبب فإذا كان السبب هو انقباض العضلة الداخلية أو شرخ شرجي فلابد من علاجه.
- ضيق شديد، وفي هذه الحالة قد تكون عملية توسيع فتحة الشرج هي الحل المناسب للتخلص من الأعراض الناتجة عنه كالإمساك والآلام الشديدة في الشرج وكذلك في الأمعاء.
دواعي إجراء عملية توسيع فتحة الشرج
توجد الكثير من الأسباب التي تتطلب إجراء عملية توسيع فتحة الشرج أبرزها:
- انقباض مستمر في العضلة الداخلية التي لا يمكن للشخص التحكم فيها.
- قد يحدث ضيق في الشرج بعد الجراحات مثل جراحات الأورام أو جراحات الإشعاع، حيث يتم في هذه الجراحات في الغالب إزالة الكثير من الأنسجة عن طريق التدخل الجراحي مما ينتج عنه تضيق في الشرج.
- في بعض الأحيان عند إصابة الشخص بالإسهال تتعود العضلات العاصرة في الشرج على الانقباض بشكل كبير وبالتالي عند الشفاء من الإسهال تكون فتحة الشرج ضيقة وتحتاج إلى عملية توسيع الشرج لإعادتها مرة أخرى إلى طبيعتها.
- هناك بعض الأمراض أيضاً التي قد تؤدي إلى ضيق الشرج مثل التهاب الأمعاء أو مرض كرون أو مرض التهاب القولون التقرحي.
- كبار السن أيضاً يعانون من ضيق في فتحة الشرج خاصة الذين يستخدمون الملينات بصورة مستمرة.
- توجد أيضاً أسباب أخرى قد تؤدي إلى الضيق الشرجي مثل الشرخ الشرجي أو الأورام أو الحروق أو الالتهابات والعدوى، وفي بعض الحالات يكون بسبب التجمعات الصديدية المتكررة.
خطوات إجراء عملية توسيع فتحة الشرج
تعتمد عملية توسيع فتحة الشرج على مجموعة من الإجراءات التي يقوم الطبيب باتخاذها تبعاً للحالة وهذه الإجراءات نتمثل فيما يأتي:
- في البداية يقوم الطبيب بتخدير المريض وتركيب قسطرة بولية.
- بعد ذلك يقوم الطبيب بعمل شق في العضلات الموجودة في فتحة الشرج للحد من هذا الضيق وتسهيل مرور البراز.
- بعد عمل الشق يقوم الطبيب بإغلاق الجرح باستخدام الخيوط الطبية.
- بعد إجراء العملية لابد من الراحة التامة في المنزل واتباع إرشادات المريض بشأن الأطعمة التي لابد من تناولها حيث يشترط الطبيب تناول الأطعمة السائلة لتجنب حدوث مشاكل في منطقة الجرح.
نسبة نجاح عملية توسيع فتحة الشرج
تعتمد عملية توسيع فتحة الشرج على العديد من العوامل، وبالتالي تتوقف عليها نسبة نجاح هذه العملية ولكن في الغالب تعتبر هذه العملية من العمليات الشائعة جداً في مجال الجراحات الشرجية، وقد تصل نسبة نجاحها إلى 95%، ويمكن إجراء هذه العملية لعدة أسباب أهمها علاج البواسير وتضييق الشرج لتسهيل العمليات الجراحية.
تعتمد أيضاً نسبة نجاح العملية على حالة المريض ومدى التزامه بالتعليمات التي يمليها عليه الطبيب، لذلك لا بد من اتباع كافة النصائح واختيار طبيب على كفاءة عالية، وله خبرة في هذه الجراحات حتى تتم العملية بنسبة نجاح عالية.
وبالنسبة لدرجة أمان هذه العملية فإن عملية توسيع الشرج بشكل عام تعتبر من العمليات الآمنة والناجحة نظراً لشيوعها بين الأطباء، وقد تتطلب وقتاً طويلاً نسبياً للرعاية بعد العملية ولكن مع اتباع تعليمات الطبيب على أمثل وجه وتناول الأدوية في معادها والالتزام بالنظام الغذائي الذي يصفه الطبيب سيحصل التعافي بعد فترة قصيرة ليعود المريض إلى ممارسة الحياة الطبيعية مرة أخرى.
مخاطر عملية توسيع فتحة الشرج
بالرغم من أن عملية توسيع فتحة الشرج تعتبر من العمليات الشائعة جداً في المجال الطبي إلا أنها كغيرها من العمليات الجراحية يترتب عليها بعض المخاطر المحتملة أبرزها:
- حدوث تجلط للدم خلال العملية أو بعدها وهي مشكلة نادرة الحدوث ولكنها خطيرة جداً، لذلك لابد من المتابعة الفورية للطبيب للتأكد من نجاح العملية بشكل كامل.
- قد يحدث أيضاً نزيف أثناء العملية، وهذا يتطلب قيام الفريق الطبي بالتحكم في النزيف حتى لا يتعرض المريض لمضاعفات أخرى.
- قد يصاب الشخص بالعدوى أثناء الجراحة نظراً لأن منطقة الشرج تعتبر من المناطق التي تحتوي على كمية كبيرة من البكتيريا وبالتالي قد تدخل هذه البكتيريا والفيروسات إلى الدم.
- من أهم المخاطر المحتملة التي تلي عملية توسيع فتحة الشرج هي حدوث تمزق في أنسجة الشرج، وهذا قد يتطلب عملية أخرى لإعادة إصلاح هذه الأنسجة مرة أخرى.
- قد يشعر المريض بعد العملية بآلام شديدة والتهابات في منطقة الجرح، وهذا يمكن علاجه عن طريق استخدام بعض مضادات الالتهاب والمسكنات.
- تكلفة عملية توسيع فتحة الشرج في مصر 2023
تتوقف تكلفة عملية توسيع فتحة الشرج على العديد من العوامل أبرزها:
- المستشفى أو المركز الطبي الذي يتم فيه إجراء هذه العملية فسعر هذه العملية في المستشفيات الخاصة يكون مرتفع جداً مقارنة بالمستشفيات الحكومية خاصةً وأن المستشفيات الحكومية في بعض الأحيان تعمل على إجراء هذه العملية بشكل مجاني للمرضى المشمولين في نظام التأمين الصحي.
- أيضاً إذا تم إجراء هذه العملية في عيادات خارجية فإن تكلفة الجراح وفريق الرعاية الطبية بالإضافة إلى الأدوات المستخدمة في الجراحة تزيد من التكلفة الإجمالية للعملية.
- مدى خبرة الجراح في إجراء هذه العمليات الجراحية والمؤهل الحاصل عليه يزيد أيضاً من تكلفة العملية وكذلك طبيب التخدير أيضاً.
- مدى خطورة الحالة وهل ستطلب عملية جراحية واحدة أم عدة عمليات وبالتالي تختلف التكلفة من مريض إلى آخر حسب حالته الصحية.
- تتطلب هذه العمليات فريق مختص وتجهيزات طبية عالية وبالتالي فإن التكلفة تزداد في العموم.
- يحتاج أيضاً المريض إلى إجراء العديد من التحاليل الطبية والأشعة قبل العملية وهذا يزيد من تكلفة العملية.
- قد يحتاج كذلك إلى البقاء في المستشفى لفترة بعد العملية فسيحتاج إلى مزيد من التكلفة طوال الفترة التي يقضيها في المستشفى مقابل الرعاية الصحية
نصائح ما بعد عملية توسيع فتحة الشرج
بعد إجراء عملية توسيع فتحة الشرج لا بد من اتباع بعد النصائح حتى تضمن التعافي بشكل كامل من المشاكل التي كنت تعاني منها بسبب ضيق فتحة الشرج وأبرز هذه النصائح:
- التزام الراحة بعد العملية لعدة أيام مع الابتعاد عن ممارسة الأنشطة الشاقة والرياضة لأن الجسم يحتاج إلى فترة من التعافي بعد إجراء العملية.
- تتطلب هذه العملية جرح في منطقة الشرج، لذلك لا بد من العناية جيدا بهذا الجرح لأن منطقة الشرج تحتوي على الكثير من البكتيريا والكائنات الممرضة وفي حالة حدوث فتح في هذا الجرح ستنتقل هذه الكائنات إلى الدم وتسبب العديد من الأمراض في مناطق مختلفة من الجسم.
- لا بد من الابتعاد عن تناول الأطعمة الصلبة لذلك يوصي الطبيب بالالتزام بنظام غذائي صحي غني بالألياف لتجنب الإمساك وتحسين عملية الهضم.
- تجنب الأطعمة الحارة قدر الإمكان لأن ذلك يسبب مشاكل في منطقة الجرح وآلام شديدة.
- يصف الطبيب بعض الأدوية بعد العملية لا بد من الالتزام بها جيداً.
- تناول كمية كبيرة من السوائل لترطيب منطقة الشرج وتجنب الجفاف، وبالتالي التقليل من الإصابة بالإمساك.
- لا بد من الحفاظ على المتابعة الدورية مع الطبيب لمتابعة مدى نجاح هذه العملية وهل سيطلب شيء إضافي أم لا
مضاعفات عملية توسيع فتحة الشرج
عملية توسيع فتحة الشرج هي من العمليات الشائعة جداً في المجال الطبي وفي الغالب تكون نسبة نجاحها مرتفعة جداً مقارنة بغيرها من العمليات الجراحية، لذلك فإن المضاعفات الناتجة عنها تكون قليلة ولكنها تكون مرتبطة بالإهمال الطبي مثل الإصابة بالعدوى أو حدوث نزيف أثناء العملية، وفي هذه الحالات لابد من تدخل الطاقم الطبي بشكل سريع لإنقاذ المريض من أي مضاعفات محتملة.
قد تعتمد المضاعفات أيضاً على عدم التزام المريض بالتعليمات التي يصفها الطبيب بعد العملية كالإهمال في تناول الأدوية الموصوفة أو الإكثار من تناول الأطعمة الصلبة التي تسبب الإمساك، وقد يتسبب هذا في فتح الجرح مرة أخرى وحدوث نزيف، لذلك لابد من الإكثار من تناول السوائل والابتعاد عن تناول الأطعمة الصلبة.
من أهم المضاعفات التي قد تحدث بعد عملية توسيع فتحة الشرج هو تجمع مجموعة من السوائل حول منطقة الجرح وهذا يتطلب تدخل جراحي لإزالة هذه السوائل وتصريفها، وقد يصاب المريض بالعديد من الالتهابات في منطقة الشرج لذلك يصف الطبيب مجموعة من مضادات الالتهابات لعلاجها، ولا بد من الالتزام جيداً بتناول الأدوية في مواعيدها المحددة حتى لا يتكرر حدوث ضيق في فتحة الشرج مرة أخرى.
الخلاصة
يعاني الكثيرون من مشاكل في عملية الإخراج بسبب ضيق فتحة الشرج مثل الإمساك والآلام المتكررة في الأمعاء بعد تناول الطعام وصعوبة في إخراج البراز من فتحة الشرج، وفي بعض الأحيان كنت تصل الحالة إلى ظهور دم في البراز، وفي هذه الحالة يمكن إتباع الطريقة غير الجراحية لعلاج ضيق فتحة الشرج عن طريق الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف والإكثار من شرب السوائل، ولكن قد تسوء الحالة في بعض الأحيان، ويكون الحل الأمثل هو إجراء عملية توسيع فتحة الشرج، وفي هذا المقال تحدث بالتفصيل عن هذه العملية الجراحية وتكلفتها في مصر وأهم المخاطر المحتملة لها.