بالرغم من المميزات العديدة لعملية شفط الدهون في فقدان الكثير من الوزن الزائد والحصول على قوام ممشوق إلا أن قد يعاني البعض من فقدان الإحساس بالجلد (التنميل) حول الشقوق الجراحية الناتجة عن الشفط.
كما يثير ذلك التساؤلات والتخوفات الكثيرة عن عن ما إذا كان هذا التنميل سيستمر لمدة طويلة أو سيزول سريعًا، وهل هو طبيعي حدوثه بعد شفط الدهون، فيما يلي سنجيب على كل هذه التساؤلات ونتعرف سويًا على أسباب فقدان الإحساس بالجلد بعد شفط الدهون وعلاجه.
ما هي مضاعفات شفط الدهون؟
هناك العديد من الطرق والتقنيات التي تتم بها عملية شفط الدهون بالجسم مثل استخدام الفيزر والليزر، ولكن يظل استخدام التقنية الجراحية هي أو الأكثر والأخطر في مضاعفاتها ومخاطرها حيث تسبب:
- حدوث اختلال في نسب السوائل بالجسم، حيث تتراكم السوائل في شكل أكياس تحت الجلد مؤقتًا ويعرف ذلك باسم (التورم المصلي)، وقد يلزم نزح تلك السوائل باستخدام إبرة.
- حدوث مشاكل في القلب والكلى نتيجة لاختلال نسب السوائل في الجسم وقد تكون تلك المشكلات مهددة للحياة.
- الشعور بفقدان الإحساس بالجلد (التنميل) والحكة في المناطق المعالجة ولكنه يمكن أن يكون مؤقتًا أو مستمرًا نتيجة التهاب بعض الأعصاب المحيطة بمنطقة شفط الدهون وتهيجها.
- احتمالية تَكون الجلطات الدهنية نتيجة تسرب بعض الدهون إلى مجرى الدم مما يعرف باسم الانصمام الدهني.
- الشعور بالدوخة بعد عملية شفط الدهون وذلك نتيجة لتضرر الأوعية اللمفاوية وفقدان الجسم الكثير من السوائل.
- الإصابة بالعدوى، فإذا دخلت بكتيريا إلى الشق الجراحي قد تسبب عدوى خفيفة أو شديدة تؤدي الى تكوين خراج وفي أسوأ الحالات تسبب تسمم الدم.
- ظهور التورمات والكدمات في المنطقة المعالجة.
- تسمم الليدوكايين، حيث يكون حقن الليدوكايين أثناء التخديرآمنًا في العادة ولكن إذا تم حقنه بكثرة في المحلول الملحي أو كان بنسبة كبيرة وذلك في حالات قليلة جًدا.
- تصبغات وحروق بالجلد.
- آلام الظهر وبالأخص بعد إجراء شفط الدهون من منطقة الفخذين أو البطن.
- تغير معالم وشكل الجسم نتيجة ظهور ترهلات أو نتوءات في الجلد بسبب ازالة الدهون بشكل غير متساوي وقد تكون تحت التغيرات بشكل دائم.
- ظهور رد فعل تحسسي من الادوية المستخدمة أثناء عملية شفط الدهون.
- البزل الداخلي (ثقب الأعضاء الداخلية): أثناء الجراحة قد يخترق الأنبوب المستخدم في الجراحة بعض الأعضاء الداخلية التي لا يتمكن الجراح من رؤيتها، وعادةً ما يمكن تصحيح هذا الثقب جراحيًا.
أسباب فقدان الإحساس بالجلد بعد شفط الدهون
إن السبب الرئيسي وراء فقدان الإحساس بالجلد والتنميل بعد عملية شفط الدهون هو التهاب وتهيج الألياف العصبية الطرفية الصغيرة في المنطقة التي تم علاجها، ولكن ربما هناك أيضًا بعض الأسباب الأخرى للتنميل مثل:
- حقن الجراح أدوية التخدير مثل الليدوكايين والافيدرين مما يسبب التنميل كعرض جانبي أساسي ولكنه يزول بعد وقت معين من الزمن تدريجيًا.
- التورم المفرط في المنطقة المعالجة وهذا التنميل يتلاشى بالتدريج عندما يقل التورم.
هل فقدان الإحساس بالجلد بعد شفط الدهون دائم؟
لا ليس شعورًا دائمًا بل مؤقتًا فقط، نظرا لتضرر الأعصاب وليس قطعها كما أنه يعود تدريجيًا في خلال ثلاث او أربع أسابيع على الأكثر بعد إجراء عملية شفط الدهون ولا خوف من هذا الشعور اطلاقًا.
علاج فقدان الإحساس بالجلد بعد شفط الدهون
للأسف لا يستطيع الطبيب الجراح فعل الكثير لعلاج فقدان الإحساس بالجلد بعد شفط الدهون ولا الوقاية منه؛ لأنه ببساطة أثر جانبي طبيعي للغاية أثناء عملية التعافي بعد العملية، ويجب على المريض انتظار انتهاء فترة التعافي وتدريجيًا ستختفي أحاسيس التخدير تلك والتنميل من تلقاء نفسها.
كما أنه في معظم الحالات لا يكون فقدان الإحساس حتى الشعور بالوخز في المنطقة المعالجة مزعج للغاية، ويستطيع المريض الاعتياد عليه بسهولة بعد فترة لحين تعافي وعودة الجلد لطبيعته مرة أخرى خلال بضعة أشهر بعد إجراء شفط الدهون.
ومع ذلك فإن اختيار الطبيب المتخصص وذي خبرة يقلل من فرص حدوث مضاعفات شديدة الخطورة مثل التهاب وتلف الأعصاب بشكل دائم، وبالتالي تقليل فقدان الإحساس بالجلد بعد شفط الدهون.
نصائح لتجنب مضاعفات شفط الدهون
هناك العديد من النصائح التي يجب على المريض اتباعها لتجنب مخاطر ومضاعفات ما بعد عملية شفط الدهون والحفاظ على نتائج العملية لفترة طويلة، ومن أهم تلك النصائح التالي:
- أخذ قسط كافي من الراحة بعد إجراء عملية شفط الدهون وعدم بذل أي مجهود يُذكر من أجل إعطاء فرصة للجسم للاستشفاء والعودة إلى طبيعته.
- استخدام المشد الطبي للضغط على الجلد لإزالة آثار الكدمات، كما يمنع ظهور ترهلات الجسم المزعجة.
- الإكثار من شرب السوائل خاصةً الماء؛ لترطيب الجسم وتعويض السوائل الذي فُقدت أثناء الجراحة.
- الالتزام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم لتنشيط الدورة الدموية والحفاظ على وزن صحي ومثالي وجسد ممشوق.
- الإكثار من تناول الوجبات الغنية بالبروتينات خلال فترة التعافي.
- إتباع نظام غذائي صحي يعتمد على الخضروات والفواكه وتقليل الأملاح والسكريات والأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة كالدهون والنشويات.
- تناول المكملات الغذائية والفيتامينات؛ لتعويض بعض العناصر التي فقدها الجسم أثناء العملية.
- الاهتمام بنظافة وتعقيم جرح العملية حسب توجيهات الطبيب وعدم التعرض المباشر للشمس،وأيضًا عدم الاستحمام بشكل طبيعي قبل مرور بضعة أيام على إجراء العملية.
- عدم البقاء في السرير لمدة طويلة لمنع تكون حدوث الجلطات.
- الابتعاد عن التدخين وشرب الكحوليات والكافيين بكثرة.
- الحرص على تناول الأدوية والمسكنات التي يصفها الطبيب ما بعد عملية شفط الدهون مما يقلل من نسبة حدوث الآثار الجانبية للشفط ومن ضمنها فقدان الإحساس بالجلد.
اختيار طبيب متخصص للعملية
قد يقع مريض السمنة في حيرة من أمره عند قراره بإجراء عملية شفط الدهون وتلك الحيرة بسبب عدم معرفته كيفية اختيار افضل طبيب لاستشارته عن أفضل تقنية شفط الدهون مناسبة لحالته.
وفي الحقيقة هناك عدة عوامل قد تؤثر في اختيار مريض السمنة للطبيب وهي:
- مدى خبرة الطبيب والشهادات الحاصل عليها في مجال الجراحات التجميلية.
- مدى خبرة الطبيب في استخدام التقنيات الحديثة مثل استخدام الفيزر والليزر في شفط الدهون.
- تقييمات المرضى السابقين للطبيب ومدى نجاح تجربتهم.
- مستوى الرعاية الصحية في المستشفى أو المركز الطبي التي يعمل بها الطبيب، ومدى تطبيقها لمعايير الجودة.
اتباع تعليمات الطبيب بعناية
يجب على المريض الالتزام باتباع تعليمات الطبيب بعناية فائقة سواء قبل أو بعد إجراء عملية شفط الدهون، وبالأخص خلال فترة التعافي من اجل تجنب الكثير من المخاطر والحفاظ على صحة المريض ووزنه المثالي، ولكن ما قبل الشفط يجب على الطبيب تثقيف المريض بالاتي:
- التفاصيل عن آلام ما بعد الجراحة.
- التخدير الُمستخدم أثناء العملية.
- تناول الأدوية والمسكنات التي قد تقلل الشعور بالألم بعد الجراحة.
- سؤال المريض عن تاريخه المرضي السابق والأدوية التي يتناولها.
- النتائج المتوقعة ما بعد إجراء العملية ومدة فترة التعافي.
الخلاصة
إن فقدان الإحساس بالجلد بعد شفط الدهون (التنميل) أمر طبيعي ووارد الحدوث بعد الجراحة، ولكنه سرعان ما يزول خلال بضعة أسابيع خلال فترة التعافي.
المصادر