قد يتعرض الكثير من الأشخاص إلى قطع الإصبع وعلاجه في مختلف المواقف مثل الحوادث، أو عند إغلاق باب السيارة، أو حتى عند تقطيع الخضروات في المنزل لذلك قد تسأل نفسك كيف يتم علاج بتر الإصبع وهل بالفعل يمكن إعادة توصيله مرة أخرى ويعود إلى صورته الطبيعية.
ولكن ماذا تفعل إذا فقدت جزء من إصبعك؟ هل يمكن أن يقوم الطبيب بإعادته مرة أخرى أم أنه سينمو من تلقاء نفسه؟ كل هذه التساؤلات المحيرة سنجيب عنها في هذا المقال بالتفصيل وسنوضح طريقة علاج بتر الإصبع بشكل تفصيلي، كما سنوضح لك كيفية الاعتناء بالجزء المبتور من الإصبع والتعامل بطريقة صحيحة قبل الذهاب إلى الطبيب.
ما هو قطع الإصبع؟
بتر الإصبع أو أطرافه يعد من نتائج الكثير من الحوادث الشائعة التي قد تتسبب في تحطم، أو جرح، أو تمزق، أو بتر الإصبع، أو مزيج من كل ذلك، كما يمكن أن يؤدي بتر الإصبع إلى حدوث تلف في بعض الأماكن مثل:
- الجلد والأنسجة الرخوة.
- الأظافر وفراش الأظافر.
- عظام الإصبع.
وقد يكون بتر أطراف الإصبع:
- جزئيًا: أي أن بعض الهياكل تظل متصلة.
- كليًا: أي أن طرف الإصبع تمت إزالته بالكامل.
ولأن أطراف الأصابع حساسة وغنية بالأعصاب فإن علاج بتر الإصبع السريع والمناسب من الأمور الضرورية لأنه بدون ذلك قد يتسبب في حدوث إعاقة أو تشوه دائم وفقدان في وظيفة اليد، لذا يجب الفحص بواسطة الطبيب في أسرع وقت ممكن بعد الإصابة.
ماذا أفعل عند قطع الإصبع؟
في حالة حدوث إصابة في إصبعك يجب اتباع بعض الإسعافات الأولية وهي كالآتي:
- تنظيف الجرح.
- وضع ضمادة معقمة على الجرح لمنع النزيف.
- رفع اليد المصابة بحيث تكون أعلى من القلب لتجنب تورمها.
- تجنب حركة اليد المصابة والمعصم ومحاولة تثبيتها.
- الذهاب إلى الطبيب على الفور للتعامل مع الجرح بشكل صحيح.
ولكن في حالة قطع أو بتر الإصبع يجب اتباع الآتي:
- قم بتنظيف الإصبع المقطوع بمحلول ملحي معقم.
- ثم قم بتغطيته بلفافة من الشاش الرطب.
- قم بوضعه في كيس ماء محكم الغلق.
- ثم قم بوضع هذا الكيس في كيس آخر أو وعاء مغلق مملوء بالثلج ومانع لتسرب الماء.
- لا تجعل الجزء المبتور على اتصال مباشر بالثلج فقد يتسبب ذلك في تلفه أكثر.
- قم بالذهاب إلى الطبيب في أسرع وقت ممكن لاتخاذ الطريقة المناسبة لعلاج بتر الإصبع.
ما هو قطع الإصبع وعلاجه؟
يعتمد الطبيب عند اختيار طريقة علاج بتر الإصبع على اختيار الطريقة المناسبة لزاوية الجرح ومدى الإصابة، كما يكون الهدف الأول والأخير وراء علاج بتر الإصبع هو الحفاظ على مظهر اليد وعملها بشكل طبيعي، وإليك أهم طرق علاج بتر الإصبع اعتمادًا على شدة الإصابة:
-
علاج الإصابة الطفيفة في الأنسجة
- في حالة عدم وجود عظام مكشوفة في مكان الإصابة غالبًا ما يضع الطبيب ضمادة على الجرح ويصف بعض المحاليل للتنظيف وبعض التمارين التي ينصح بإجرائها في وقت معين.
- في حالة وجود تمزق أو قطع بسيط في منطقة الإصابة قد يحتاج الطبيب إلى عمل بعض الغرز لإغلاق الجرح.
- فترة الشفاء قد تمتد بين 2 إلى 4 أسابيع تقريبًا.
في بعض حالات إصابة الأنسجة يمكن أن يترك الطبيب الجرح مفتوحًا حتى يلتئم من تلقاء نفسه بشكل تدريجي.
-
قطع الإصبع وعلاجه بالتدخل الجراحي
في بعض الحالات قد يحتاج المصاب إلى علاج بتر الإصبع بالجراحة ومن أمثلة ذلك:
-
ترقيع الجلد
ترقيع الجلد أو تطعيم الجلد ويعرف بالإنجليزية بـ (Skin grafting)، حيث يأخذ الطبيب المختص منطقة من جلد الساعد أو من المنطقة الخارجية من اليد وترقيعها أو تطعيمها في المنطقة المصابة ثم يتم خياطة الجرح وكذلك المنطقة المانحة وإغلاقهما أثناء العملية.
-
جراحة السديلة الترميمية أو عملية الجراحية الترميمية
تعرف هذه الجراحة بالإنجليزية بـ (Reconstructive flap surgery)، تتم هذه العملية الجراحية الترميمية في حالة أن عملية ترقيع الجلد غير مناسبة للحالة.
وتتم هذه العملية عن طريق أخذ شريحة كاملة من الجلد من يد المصاب حيث تحتوي على (جلد صحي، ودهون، وأوعية دموية) واستخدامها في تغطية المنطقة المصابة.
في حالة ظهور العظام في منطقة الإصابة قد يتم إجراء العملية الجراحية الترميمية أو قد يقترح الطبيب عمل تقصير للعظام المكشوفة حتى يتمكن من خياطة الجرح وإغلاقه ولا يتعارض ذلك مع استخدام الإصبع بعد ذلك.
كما يتم اختيار طريقة علاج بتر الإصبع بناءً على الصحة العامة للمريض، ونمط حياته، وتفضيلاته الشخصية.
هل يمكن زرع الإصبع المقطوع؟
نعم يمكن زرع الإصبع المبتور عند حدوث قطع لجزء كبير من الإصبع أو طرف الإصبع كاملًا، وتعد عملية إعادة زرع الإصبع المبتور معقدة بعض الشيء كما أنها تحتاج إلى فترة طويلة للشفاء.
ويجب العلم أنه لا يمكن إعادة زرع وتوصيل جميع الأجزاء المبتورة في جميع الحالات فبعض الحالات قد يكون الإصبع المبتور تالفًا للغاية ولا يمكن إعادة زراعته بنجاح أو في حال مر وقت طويل منذ حدوث الإصابة.
كيف يمكن زراعة الإصبع المبتور؟
يتم علاج الإصبع المبتور وإعادة زراعته بواسطة عملية معقدة حيث يُجري الطبيب الآتي:
- تخدير المصاب كليًا أو بواسطة التخدير الناحي لتخدير الساق والذراع.
- إزالة الأنسجة التالفة.
- قص نهايات العظام.
- إعادة وضع الإصبع المبتور مكانه.
- استخدام المسامير أو الأسلاك لربط العظام.
- إصلاح الأعصاب والأوعية الدموية في المنطقة كما يمكنه استخدام بعض الأنسجة التي تحتوي على أوعية دموية وأعصاب من منطقة أخرى من الجسم.
- غلق الجرح بالغرز ووضع الضمادات.
ما هو أنسب وقت لزراعة الإصبع؟
أنسب وقت لزراعة الإصبع المبتور يكون خلال 6 ساعات من الإصابة، ولكن يمكن أن تنجح العملية أيضًا في حالات أخرى مختلفة مثل تبريد الجزء المبتور بالطريقة الصحيحة لمدة 24 ساعة بعد الإصابة.
ما هي مخاطر زراعة الإصبع؟
مخاطر زراعة الإصبع قد تحدث لبعض الأشخاص بسبب التخدير أو بسبب الجراحة، وبعض مخاطر التخدير والجراحة بشكل عام مثل:
- حدوث رد فعل للأدوية.
- مشكلات في التنفس.
- جلطات دموية.
- نزيف.
- عدوى.
ولكن بعد جراحة زراعة الإصبع المبتور قد يحدث:
- موت النسيج الذي تم زرعه.
- فقدان الإحساس في المنطقة التي تمت إعادة زرعها.
- انخفاض وظيفة العصب أو الحركة في الإصبع المزروع.
- تصلب في الأصابع.
- استمرار الألم بعد الجراحة.
- الحاجة إلى إجراء عمليات أخرى في الإصبع المزروع.
ما هي مدة الشفاء من إصابة قطع الإصبع؟
تختلف مدة الشفاء من إصابة الإصبع المقطوع من حالة لأخرى وحسب درجة الإصابة وشدتها، فمثلًا قد يستغرق التعافي من إصابة الأنسجة الطفيفة حوالي أسبوعين إلى 4 أسابيع تقريبًا، وقد تستغرق الإصابات الكبيرة عدة أشهر للشفاء، كما أن بعض العادات الصحية وأسلوب الحياة قد يلعب دورًا هامًا في التحكم في وقت التعافي من عملية علاج بتر الإصبع.
قد يظل المصاب يعاني من ألم خفيف وكذلك حساسية من البرد لمدة تصل إلى عام أو قد يظل هكذا بشكل دائم، كما أنه قد يحتاج إلى تناول المسكنات وإجراء العلاج الطبيعي كما يصف الطبيب.
المصادر