كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح؟ وهل هناك مخاطر قد تنتج من هذه العملية؟ هذه اسئلة قد تراود مرضى القلب أو الأسر التي بها أحد المرضى المرشحين للعملية، فعملية القلب المفتوح من العمليات الجراحية الخطيرة الحساسة فهي أحيانًا تسبب وفاة المريض أو تكون سبب في استمرار بقائه على قيد الحياة لسنوات عديدة.
فمن الممكن أن يتعرض المريض لنزيف أو جلطات أو سكتات دماغية أثناء العملية أو بعدها، لذلك يكون المريض تحت الملاحظة الدقيقة لعدة أيام بعد إجراء العملية حتى يزول الخطر تمامًا.
ولكي تنجح عملية القلب المفتوح ويعيش المريض لمدة أطول بعد العملية، لا بد للمريض أن يلتزم بكافة التعليمات والنصائح التي يوصي بها الطبيب سواء في النظام الغذائي أو الروتين اليومي، وهذا المقال يوضح كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح ووقت زوال الخطر بعد العملية والنصائح الواجب الالتزام بها.
هل عملية القلب المفتوح تسبب الوفاة؟
عند خضوع المريض لإجراء أي عملية جراحية فهناك احتمال تعرض هذا المريض للموت سواء أثناء العملية أو بعدها حتى إذا كان الاحتمال ضئيلًا للغاية. ولكن عملية القلب المفتوح تعد من العمليات الخطيرة التي تسبب الوفاة، فقد يتعرض القلب للتوقف أو قد يحدث نزيف شديد لا يمكن السيطرة عليه أثناء العملية أو يتعرض المريض لمضاعفات التخدير.
وأكثر الأشخاص عرضةً للوفاة هم الأشخاص فوق سن ٦٠ عام أو الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بصفة مستمرة أو الأشخاص المصابين بمرض السكري والأشخاص الذين يدخنون بشراهة.
كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح؟
كل شخص يعاني من مشكلة خطيرة في القلب فلا تكون لديه أي فرصة للشفاء والتعافي إلا بإجراء عملية القلب المفتوح، لكنهم يريدون أولًا معرفة كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح؟
والحقيقة أن إجابة هذا السؤال لا يمكن تحديدها بشكل دقيق، إذ أن مدة بقاء الإنسان على قيد الحياة بعد الخضوع لعملية القلب المفتوح تختلف من شخص لآخر. إذ أن هذه المدة تتحدد حسب الحالة الصحية العامة للمريض وذلك قبل الخضوع للعملية وتتحدد أيضًا بناءً على عدم وجود مضاعفات أثناء العملية وبعدها ومدى التزام المريض بكافة التعليمات التي يوصي بها الطبيب.
إذ أن التزام المريض باتباع نظام غذائي صحي والابتعاد عن جميع المأكولات غير الصحية وعدم الإجهاد البدني والتوقف عن التدخين يزيد من فرصة بقائه على قيد الحياة بعد العملية. ولمعرفة إجابة سؤال كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح فإن العلماء جاهدوا كثيرًا لتحديد هذه المدة، فقد توصلت الأبحاث والدراسات أن هناك ٩٠٪ من المرضى يعيشون لمدة ٥ سنوات بعد إجراء الجراحة.
وهناك ما يزيد عن ٧٥٪ من المرضى يعيشون لمدة ١٠ سنوات بعد الجراحة، وهذه النسب ليست ثابتة بل تقديرية وتختلف من حالة لأخرى.
ما هي العوامل التي تحدد هذه المدة؟
مدة حياة الإنسان بعد عملية القلب المفتوح قد ترتبط بمدى نجاح العملية وعدم فشلها، لكن في أحيانًا كثيرة تحدث عدة مضاعفات سواء أثناء العملية أو بعدها تؤدي إلى فشل عملية القلب المفتوح.
فقد تتمثل مضاعفات وعلامات فشل عملية القلب المفتوح في كلًا من:
- عدم تدفق الدم إلى القلب بشكل طبيعي.
- عدم انتظام ضربات القلب وعدم عمله بشكله الطبيعي.
- قد تنفصل عظمة القص عن بعضها بعد العملية وهذا ما يقلل من الشفاء من العملية.
- في كثير من الأحيان تتكون جلطات حول القلب أو داخل القلب أثناء العملية أو بعدها.
- قد يحدث للمريض نزيف في مكان الجرح وقد يلزم في كثير من الأحيان نقل دم للمريض.
- حدوث السكتات الدماغية التي تحدث نتيجة إصابة القلب بجلطات وذلك بعد إجراء العملية.
- قد تحدث أي مشكلة بعد إجراء العملية سواء داخل القلب أو في مكان الجرح وهذا ما يستدعي إجراء جراحة طارئة مرة أخرى.
- قد يمتلئ الكيس الخارجي الذي يحيط بالقلب بكمية كبيرة من الدم وهذا ما يتسبب في توقف القلب وعدم عمله بشكل كامل وطبيعي.
أغلب علامات فشل عملية القلب المفتوح يمكن السيطرة عليها بواسطة المعدات الطبية الحديثة،
متى يزول الخطر بعد عملية القلب المفتوح؟
من المعروف أن سؤال كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح يرتبط بمعرفة متى يزول الخطر بعد إجراء العملية واستعادة المريض حياته كما كانت من قبل.
إذ أن عملية القلب المفتوح تُعد من العمليات الخطيرة التي تحتاج إلى تركيز ودقة عالية ابتداءً من التحضير للعملية ثم إجراء العملية إلى الرعاية والمراقبة الدقيقة والمستمرة بعد إجراء العملية. وبعد إجراء العملية يبقى المريض في غرفة العناية المركزة لعدة أيام مع بقاء أنبوب التنفس الصناعي لمساعدته على التنفس وأنبوب الوريد للحصول على كافة الأدوية والمسكنات بعد العملية.
مرور ٤ أيام من بقاء المريض داخل غرفة العناية المركزة دون حدوث أية مضاعفات عملية القلب المفتوح على المريض فإن ذلك يكون علامة على زوال الخطر وإمكانية الخروج من غرفة الرعاية. وبعد مرور أسبوع من إجراء العملية فيمكن المريض الخروج من المستشفى والعودة إلى منزله واستكمال باقي العلاج في المنزل مع متابعة الطبيب المعالج باستمرار.
ماذا يأكل المريض بعد عملية القلب المفتوح؟
خوفك على المريض وسؤالك المتكرر حول كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح، لذلك ضرورة اتباع نظام غذائي صحي بعد العملية يساعد في استعادة عمل القلب بشكل طبيعي واستعادة صحة وعافية الجسم ويساعد في التئام الجرح وكذلك عظام القفص الصدري.
إذ يمكن للمريض أن يتناول الخضروات والفاكهة واللحوم الخالية من الدهون والألبان على أن تكون خالية من الدسم، ويفضل تناول الحبوب الكاملة بكثرة وتناول المخبوزات المصنوعة من الحبوب الكاملة. وضرورة تناول الأسماك خاصةً السلمون والسردين والماكريل وشرب المزيد من الماء مع ضرورة تجنب الدهون والسكريات والكحول.
نصائح بعد عملية القلب المفتوح
هناك عدة نصائح من الضروري الالتزام بها بعد عملية القلب المفتوح فى حالة سؤالك عن كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح، وهي كالآتي:
- تجنب قيادة السيارة.
- تجنب ممارسة الأنشطة اليومية الشاقة.
- ضرورة اتباع نظام غذائي صحي متوازن.
- تجنب رفع أو سحب أو حمل أو دفع أي شيء.
- ضرورة الاستحمام بصابون خفيف والتجفيف برفق.
- تناول الأدوية التي يصفها الطبيب بانتظام ويوميًا بعد الجراحة.
- ضرورة التوقف عن التدخين وتناول الكحول والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- إذ حدث تورم أو احمرار أو فتح في مكان الجرح فمن الضروري الذهاب إلى الطبيب.