يُولَد 3% من الأطفال بخصية معلقة، وتزداد هذه النسبة إلى نحو 30% لدى الأطفال المبتسرين، وربَّما تكون المشكلة في خصيةٍ واحدةٍ، أو في كلتيهما معًا، وفي كل الأحوال قد تتأثَّر خصوبة الطفل لاحقًا، مِمَّا يستدعي إجراء عملية جراحية، لكن إلى أي حدٍ تصل نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة؟
ما هي نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة للأطفال؟
قد تختلف تبعًا لموضع الخصية قربًا، أو بُعدًا من كيس الصفن، إذ كُلَّما كانت أقرب، زادت فرص نجاح العملية، وقد تبلغ نسبة نجاح العملية – في حال إمكان لمس الخصية وقربها من كيس الصفن – أكثر من 90%، بينما قد تنخفض عن هذه النسبة ما لم تكن الخصية ملموسة.
أسباب نقص نسبة نجاح العملية
تتضمَّن أسباب نقص نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة ما يلي:
1- قلة خبرة الطبيب
- ينبغي للآباء اختيار الطبيب الكفء لإجراء عملية الخصية المعلقة لأطفالهم، إذ تحتاج هذه العملية إلى طبيبٍ خبير نجح في إجرائها مراتٍ عديدةٍ بنجاحٍ من قبل.
- أيضًا تُساعِد خبرة الطبيب في التعامل مع أي مشكلةٍ قد تطرأ أثناء العملية، ومِنْ ثَمَّ ترتفع فرص نجاح العملية، وعدم فشلها.
2- عدم التزام تعليمات الطبيب قبل العملية
- يُوصِي الطبيب ببعض الأمور قبل إجراء العملية؛ للتأكُّد من سيرها على ما يرام، وتجنُّب أي مضاعفاتٍ قد تحدث خلالها.
- عدم الالتزام بهذه التعليمات من الأمور الباعثة على انخفاض فرص نجاح عملية الخصية المعلقة للأطفال.
3- مكان الخصية المعلقة
- طبيعيٌ أن تنزل الخصية إلى مكانها الطبيعي في كيس الصفن بالقرب من موعد ولادة الطفل، وربَّما تتأخَّر عن ذلك قليلًا بعد الولادة.
- كُلَّما كانت الخصية المعلقة بعيدة عن كيس الصفن، قلت نسبة نجاح العملية.
4- الأدوية
- تناول بعض الأدوية التي منع الطبيب استخدامها قبل العملية من أسباب نقص نسبة نجاحها، وذلك مثل: أدوية السيولة، كالأسبرين، إذ يزداد خطر النزيف أثناء عملية الخصية المعلقة.
- عدم تناول الأدوية التي يصفها الطبيب قبل العملية كذلك من أسباب انخفاض نسبة النجاح.
5- طاقم طبي غير مُؤهَّل
- قد يكون الطبيب ذا خبرة كبيرةٍ، لكن الطاقم المُعاوِن له ليس بالمستوى المطلوب، أو أنَّ المكان الذي تتم به العملية ليس مُجهَّزًا بما يحتاجه الطبيب، إذ كُلُّ ذلك من عوامل نقص نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة.
6- عدم العناية بعد العملية
- ينبغي للطفل الذي أُجريت له عملية الخصية المعلقة الراحة بعض الوقت بعد العملية، إذ قد يُؤدِّي اللعب، أو كثرة الحركة إلى إصابة الخصية، ومِنْ ثَمَّ نقص نسبة نجاح العملية.
كيفية زيادة نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة
يُمكِن زيادة نسبة نجاح العملية عن طريق:
1- اختيار الطبيب المناسب
- اختيار طبيب مُؤهَّلٍ مُطَّلع على أحدث التقنيات الجراحية، وقادر على إجراء العملية بنجاح على رأس الأمور المطلوبة؛ للحفاظ على نسبةٍ نجاحٍ مرتفعة لعملية الخصية المعلقة.
- تُساهِم خبرة الطبيب كذلك في التعامل مع الأمور الطارئة التي قد تقع أثناء العمليات الجراحية، مِمَّا يُوفِّر أمانًا لمن تُجرَى له العملية.
2- التعليمات
- اتِّباع تعليمات الطبيب قبل عملية الخصية المعلقة ضروري؛ لضمان نجاح العملية، وذلك مثل: التوقف عن تناول المُكمِّلات الغذائية، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل: إيبوبروفين، أو أدوية السيولة قبل إجراء العملية.
- أيضًا تُوجَّه تعليماتٍ دقيقةٍ بشأن الطعام والشراب قبل العملية من الأفضل الالتزام بها؛ للحصول على أفضل نتيجةٍ ممكنةٍ للعملية.
- غسل المنطقة الإربية في الصباح قبل إجراء العملية؛ للوقاية من العدوى.
3- الفحص قبل العملية
- التأكُّد من جاهزية المريض لإجراء العملية مهمٌ في إطار الحصول على أفضل نسبة نجاح لعملية الخصية المعلقة.
- قد يُجرِي الطبيب فحصًا جسديًا للمريض، أو يطلب اختبارات الدم، أو بعض الاختبارات التصويرية.
4- طريقة إجراء العملية
- قد تختلف نسبة نجاح العملية عند إجرائها بالجراحة المفتوحة عنها بواسطة المنظار، ومِنْ ثَمَّ يُفضَّل استشارة الطبيب حول الطريقة المناسبة.
5- ما بعد العملية
- تلقِّي المريض للعناية اللازمة على الفور بعد انتهاء العملية يحافِظ على نسبة نجاحها، مثل: متابعة العلامات الحيوية قبل السماح للطفل بالعودة إلى المنزل.
- الاهتمام بتعليمات الطبيب بعد العملية مهمٌ كذلك للحفاظ على نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة، مثل: تناول مُسكِّنات الآلام التي يصفها الطبيب، أو وضع كمادات الثلج 10 دقائق على الأقل في المنطقة المُصابة لتخفيف التورُّم.
- اتِّباع تعليمات الطبيب بشأن الحمية الغذائية بعد العملية، والانتظار إلى أن تستقر المعدة قبل استئناف الحمية الغذائية المُعتادة.
العوامل المؤثرة على نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة
تتأثَّر نسبة نجاح العملية بعوامل عديدة، مثل:
- خبرة الطبيب الذي يُجرِي العملية.
- المستشفى، أو العيادة التي تتم فيها العملية.
- توفُّر الأدوات الجراحية اللازمة؛ لإتمام العملية.
- التزام المريض بتعليمات الطبيب قبل وبعد العملية.
- مكان الخصية المعلقة، وقربها، أو بعدها من كيس الصفن.
- إجراء الفحوصات اللازمة قبل إجراء العملية، والتأكُّد من جاهزية المريض لإجرائها.
هل تختلف نسبة نجاح العملية من طفل لآخر؟
قد تختلف نسبة نجاح العملية من طفلٍ لآخر حسب العوامل الآتية:
- موضع الخصية المعلقة.
- إصابة الطفل بأمراضٍ أخرى من عدمه.
- معاناة الطفل من اضطرابات نزفية أم لا.
- هل هي خصية واحدة مُعلَّقة أم كلا الخصيتين.
- عُمر الطفل عند إجراء العملية.
هل تختلف نسبة نجاح العملية باختلاف العمر؟
بدايةً، فإنَّه لا ينبغي إجراء العملية للأطفال الأقل من 6 أشهر، إذ قد تنزل الخصية تلقائيًا إلى كيس الصفن دون الحاجة إلى عملية جراحيةٍ، كما أنَّ نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة قد لا تختلف كثيرًا باختلاف العمر، لكن تختلف النتائج المترتبة عليها.
أوصت الأبحاث والتقارير الطبية بإجراء العملية للطفل بين 6 – 12 شهرًا من العمر، إذ يسمح ذلك بخصوبةٍ عاليةٍ، ووقاية من سرطان الخصية.
أيضًا إجراء العملية للأطفال الأقل من 10 – 11 سنة، ساهم في الحد من مخاطر الإصابة بسرطان الخصية، ومِنْ ثَمَّ فبعد بلوغ الطفل 6 أشهر من العمر، يُفضَّل إجراء العملية في أقرب وقتٍ ممكن.
ما هي طرق العملية التي تسبب أعلى نسبة نجاح؟
تشمل طريقة العملية التي تُسبِّب أعلى نسبة نجاح ما يلي:
- يُخدَّر الطفل تخديرًا كُلِّيًا، ومِنْ ثَمَّ لا يشعر بأيِّ ألمٍ أثناء عملية الخصية المعلقة.
- يصنع الطبيب شقًا جراحيًا في المنطقة الأربية؛ لتحديد موضع الخصية المعلقة، والحبل المنوي.
- يفحص الجرَّاح الخصية جيدًا؛ للتأكُّد من سلامتها، فإن لم تكن صحيحة، فربَّما تكون هناك حاجةٌ إلى استئصالها.
- يتعمَّق الجرَّاح في فحص المنطقة الأربية، بالإضافة إلى الحبل المنوي؛ للتأكُّد من وجود طولٍ كافٍ يسمح للخصية بالوصول إلى كيس الصفن دون ضغط.
- يصنع الطبيب بعد ذلك شقًا صغيرًا في كيس الصفن؛ لإنشاء جيب يحتوي الخصية.
- يُدخِل الطبيب أداة جراحية صغيرة عبر الشق الجراحي وصولًا للمنطقة الأربية؛ لسحب الخصية المعلقة برفق إلى الجيب المصنوع.
- تُغلَق الشقوق الجراحية بعد الانتهاء من العملية، وتذوب الغرز الجراحية بعد أسبوعٍ، أو اثنين.
- تستغرق العملية ساعةً واحدةً على الأكثر، ويُمكِن للطفل العودة إلى المنزل في نفس اليوم بعد الانتهاء من العملية.
المصادر
- Orchiopexy
- Ideal timing of orchiopexy: a systematic review
- The Most Common Causes Of Surgical Errors
- Undescended testicles – Treatment