ارتفعت نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب في الآونة الأخيرة بعد ما شهده العالم من تطور طبي وتكنولوجي هائل، وعليه يتبقى فقط خبرة الطبيب، فكلما زادت خبرة طبيب وجراح القلب إضافة إلى المركز أو المستشفى الذي تُجرى فيه جراحة القلب بما يشمله من جودة الخدمات والرعاية الصحية المقدمة فإن ذلك يرفع من معدلات نسب نجاح عمليات تغيير صمام القلب إلى حد كبير، وعليه يجب عليك تحرى ذلك الأمر بشكل أكثر دقة، ولكن لماذا يتم إجراء جراحة عملية تغيير صمام القلب؟.
متى يتم اللجوء إلى عملية تغيير صمام القلب؟
يتم اللجوء إلى عملية تغيير صمام القلب في الحالات الآتية:
- ارتجاع الصمام الأورطي وفيه يحدث تدفق الدم في الصمام للخلف ذاهبا إلى البطين الأيسر ويحدث نتيجة وجود خلل بالصمام أو تسريب للدم، أو وجود حالة مرضية معينة أدت إلى تلف الصمام، أو حدوث ولادة الطفل بتلك المُشكلة ووجود الصمام الأورطي بشكل غير منتظم، وكل هذه المشكلات تتسبب في ارتجاع الصمام الأورطي.
- تضيّق الصمام الأورطي أو انسداده، حيث لا يعمل الصمام بشكل طبيعي، وفي تلك الأثناء يحدث إجهاد على عضلة القلب بسبب أن القلب يعمل بجهد أكبر ليستطيع ضخ الدم، ويحدث تضييق أو انسداد الصمام الأورطي بسبب وجود عيوب خلقية بالصمام الأورطي، أو حدوث تلف صمامات القلب بسبب عدوى الحمى الروماتيزمية التي تُحدث التهابا يؤدي إلى تلف الصمامات فيما يُسمى بمرض القلب الروماتيزمي.
- ولادة الأطفال بدون وجود فتحة في الصمام الأورطي، أو عدم وجود سديلات “وُريقات” كافية، وقد تتسبب عيوب القلب منذ الولادة بحدوث تشوهات في شكل الصمام وحجمه.
- تلف في الصمامات القلبية بمرور العمر.
- التهاب الشغاف وهو عبارة عن التهاب يصيب أنسجة القلب.
خطورة عملية تغيير صمام القلب
تكمن خطورة عملية ترميم صمام القلب أو تغيير صمام القلب في حدوث عدة مضاعفات تتمثل فيما يلي:
- النزيف.
- الجلطات الدموية.
- اضطراب النظم القلبي نتيجة حدوث مشكلة بالصمام البديل.
- العدوى.
- حدوث ندوب في مكان الجراحة.
- هبوط ضغط الدم.
- السكتة الدماغية.
- تلوث الشق الجراحي.
- تلف أوعية القلب الرئيسية.
- تَضرُر أجزاء القلب الأخرى.
- الحمى.
- التورم.
- الارتباك.
- صعوبة التفكير.
- حدوث ردود فعل بسبب التخدير.
- تلف أنسجة القلب أو أنسجة الأعضاء في الأجهزة الأخرى مثل الكلى والكبد والرئتين.
- الوفاة.
أنواع عمليات تغيير صمامات القلب
تختلف عمليات تغيير صمامات القلب بحسب نوع الصمام والمشكلة التي توجد في الصمام إلى عدة جراحات، ولمعرفة أنواع جراحات تغيير صمامات القلب إليكم التفاصيل:
١- رأب الصمام بالبالون
رأب الصمام هو إجراء جراحي يتم فيه ترميم الصمام ذي الفتحة الضيقة.
من الطبيعي أن تنفتح وتنغلق صمامات القلب الأربعة وهما الأبهري والتاجي، وثلاثي الشرفات والرئوي، وذلك للسماح بتدفق الدم، ولكن في حالة تضيق صمام القلب يقل تدفق الدم نتيجة تيبس سدائل الصمام فقد تصبح سميكة أو ملتحمة مع بعضها.
يساعد إجراء رأب صمام القلب بالبالون على التدفق الطبيعي للدم مرة أخرى، ويساعد في تحسين أعراض مرض صمام القلب والتي تتضمن ضيق التنفس وألم الصدر.
و تُجرى جراحة رأب صمام القلب في الحالات التالية:
- تضيّق الصمام الأورطي
- تضيّق الصمام التاجي
- تضيق الصمام الرئوي
- تضيُّق الصمام ثلاثي الشُّرَف
٢- رأب حلقة الصمام
رأب حلقة الصمام هو نوع من أنواع عمليات صمام القلب يتم فيه إعادة تشكيل حلقة صمام القلب، أو دعمها أو إحكامها.
يمكن إجراء عملية رأب صمام القلب عند إجراء أحد العمليات الأخرى لترميم صمامات القلب.
عند تضخم القلب عادة ما يحدث اتساع الحلقة التي تحيط بإحدى صمامات القلب، وقد يحدث اتساع حلقة الصمام بسبب ارتجاع الصمام وحدوث تسريب، وذلك يؤدي إلى تَخبُط في طريقة فتح وغلق سدائل الصمام بطريقته الطبيعية، والذي يترتب عليه تسرب الدم في الاتجاه العكسي، ولذا تُجرى عملية رأب الصمام وذلك لترميم الصمام و إحكام الحلقة المحيطة بصمام القلب المتضرر.
٣- استبدال الصمام الابهري
وذلك لعلاج تضييق الابهر. يمكن إجراء استبدال الصمام الابهري بالقسطرة.
٤- استبدال الصمام التاجي
وفيه يتم استخدام الإجراء الجراحي لاستبدال الصمام التاجي.
٥- استبدال الصمام الحيوي
وفيه يتم زرع صمام ثانٍ في حالة اذا ما حدث تآكل صمام استبدال الأنسجة الأول، ويمكن استبدال الصمام الحيوي بطريقة القسطرة.
فى بعض الحالات، قد ينصح الأطباء بإجراء جراحة صمام القلب في بعض الأشخاص وإن كن لا يعانين من ظهور أعراض، ولكن ذلك قد يفيد في علاج حالة مرضية أخرى في جسدك.
وسوف يخبرك الطبيب بأنواع عمليات القلب المختلفة سواء رأب الصمام أو رأب حلقة الصمام أو حتى طريقة تغيير صمام القلب نفسه سواء بالقسطرة أو عن طريقة الجراحة، ويشرح لك الافضل تبعا لحالتك.
عملية تغيير صمام القلب بالقسطرة
عملية تغيير صمام القلب بالقسطرة هي عملية طفيفة التوغل، يعهد الجراح إلى استبدال صمام القلب التالف من خلال عمل شقوق جراحية صغيرة بدلا عن قص الصدر في جراحة القلب المفتوح.
ويتم إجراء تلك العملية في حالة ضيق الصمام الأورطي أو زيادة في سماكته وصلابته، والذي يعقبه قلة تدفق الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة.
مميزات عملية تغيير صمام القلب بالقسطرة
تتميز عملية تغيير صمام القلب بالقسطرة بعدة مميزات تتمثل فيما يلي:
- تخفيف ألم الصدر.
- التغلب على ضيق التنفس.
- تخفيف أعراض تضيّق الصمام الأورطي الأخرى.
- تناسب بعض الحالات التي لا يصلح معها جراحة القلب المفتوح مثل أمراض الكلى والرئة بسبب أنها قد تكون أقل خطورة.
عيوب جراحة استبدال صمام القلب بالقسطرة
تتمثل عيوب عملية تغيير صمام القلب بالقسطرة في وجود بعض المخاطر التي تتلخص فيما يلي:
- النزيف.
- حدوث مشكلة في الأوعية الدموية.
- انزلاق الصمام البديل من مكانه، أو حدوث تسريب.
- السكتة الدماغية.
- اضطراب نبضات القلب.
- النوبة القلبية.
- أمراض الكلى.
- عدوى الجراحة.
- الوفاة.
وأفادت بعض الدراسات بوجود تشابه بين معدلات الخطر التي تتمثل في الإصابة بالسكتة الدماغية المؤدية للإعاقة ومن ثم الوفاة بين جراحة استبدال صمام القلب بالقسطرة وبين جراحة القلب المفتوح لتغيير الصمام الأورطي.
نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب بالقسطرة
تعتمد نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب بالقسطرة على عدة عوامل من بينها حالة المريض والخبرة المتوفرة لدى الطبيب، إلا أن نسبة نجاح عملية استبدال صمام القلب بالقسطرة قد تتراوح بين 95% إلى 98%.
مضاعفات عملية تغيير صمام القلب بالقسطرة
قد تحدث بعض المضاعفات عند إجراء جراحة تغيير صمام القلب، وذلك للأسباب الآتية:
- العدوى التي قد لا تكون موضعية فقط ، ولكن قد تصل إلى الأعضاء الداخلية وبالتالي يزداد خطر التهاب شغاف القلب والأعضاء الداخلية مثل الرئة والمثانة، ويمكن التغلب على الأمر باستخدام المضادات الحيوية في العلاج، ولكن تقل نسبة العدوى في تغيير الصمام بالقسطرة عن عملية القلب المفتوح.
- النزيف الناتج عن تمزق أحد الأوعية الدموية والذي قد يكون خطراً على الحياة،
- الجلطة الدموية والتي تزداد في جراحة استبدال الصمام الميكانيكي، وتشمل حدوث الجلطات الدموية أعضاء مثل القلب والرئة والدماغ، وتستخدم مميعات الدم للحد منها.
- اضطراب نظم القلب ويكون في نسبة بسيطة من الحالات لا تتعدى 2% من الحالات، وقد يحتاج المريض إلى استخدام جهاز منظم لضربات القلب.
- الفشل الكلوي الحاد في 5% من الحالات والذي قد يحتاج منها البعض إلى غسيل كلوي
- فشل الصمام، وهو أمر وارد الحدوث في حالة استبدال الصمام البيولوجي.
- حساسية ناتجة عن التخدير.
- متلازمة التهاب الأمور.
- اضطراب الذاكرة.
- التهاب البنكرياس.
- مشكلات في التنفس.
- الوفاة والتي تتراوح نسبة حدوثها ما بين 1%: 3%.
عملية تغيير صمام القلب بالجراحة
تعد عملية تغيير صمام القلب بالجراحة من العمليات الكبيرة التي تستغرق قرابة الثلاث ساعات، ويتم فيها ما يلي:
- تعقيم منطقة الصدر.
- عمل شق طولي بامتداد عظمة الصدر.
- إجراء مجازة قلبية رئوية.
- فتح الغلاف الخارجي للقلب، واستبدال صمام القلب التالف من خلال خياطة الصمام الجديد مكان التالف.
- التأكد من تدفق الدم في الصمام الجديد بشكل سليم.
- إغلاق الأمور القلب، و اغلاق الصدر وخياطته.
- وضع الأنابيب النازحة التي تساعد في تصفية وتصريف السوائل المتبقية إثر الجراحة.
- تضميد مكان الجراحة.
مميزات عملية تغيير صمام القلب بالجراحة
لعملية تغيير صمام القلب بالجراحة عدة مميزات تتمثل فيما يلي:
- تدفق الدم بشكل صحيح، وفي اتجاه واحد.
- علاج مشكلة ألم الصدر.
- تحسين عملية التنفس.
- تحسين متوسط العمر المتوقع.
عيوب عملية تغيير صمام القلب بالجراحة
- على الرغم من نسبة النجاح العالية لعملية تغيير صمام القلب بالجراحة الا انها من أخطر العمليات، و لها بعض العيوب التي تتضمن تأثيرها السلبي على الكلى، حيث أنها تؤثر بشكل سلبي على وظائف الكلى، وقد يحتاج المريض إلى الخضوع إلى الغسيل الكلوي لفترة قصيرة بعد الجراحة.
- يستغرق وقت الشفاء مدة أطول تصل الى ثلاثة أشهر وقد يكون أطول من ذلك باختلاف كل حالة.
- العدوى من الجراحة في منطقة الصدر وخاصة لمرضى السكري والسمنة.
- بعد الجراحة لن يستطيع المريض ممارسة حياته الطبيعية بما في ذلك الأعمال اليومية والحياة الزوجية، ويتم تحديد الموعد المناسب للمريض من قبل الطبيب لكي يعود المريض لممارسة حياته بشكل طبيعي بما لا يشكل خطورة على صحة قلبه.
نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب بالجراحة
في ظل التطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده طب الجراحة، والكفاءة والخبرة العالية في مجال جراحة القلب، أدى ذلك إلى ارتفاع نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب ليتخطى حاجز ٩٧%، وعليه فإن جراحة تغيير صمام القلب إذا ما تمت في المكان المناسب وتحت أيدي ذوي الخبرة من أطباء جراحة القلب، فإنها تعد من الجراحات الناجحة لحد كبير.
مضاعفات
بالرغم من نجاح عملية تغيير صمام القلب بالجراحة لنسبة مرتفعة على غير المعهود، إلا أنه لا تزال هناك بعض المخاوف من حدوث بعض المضاعفات الخطيرة جَرّاء تغيير صمام القلب التي تتمثل فيما يلي:
- النزيف.
- العدوى.
- صعوبة التنفس.
- تأثر الرئتين.
- اضطراب دقات القلب.
- حدوث بعض الجلطات.
- نوبات قلبية.
- خلل وظيفي في الصمام.
- سكتات دماغية.
- الوفاة.
الخلاصة
إن عمليات القلب بمختلف أشكالها تُعد من العمليات الكبرى التي يجب التدقيق جيدا في كل الجوانب التي تختص بالاجراء الجراحي بما يشمل خبرة الطبيب والمركز الذي تتم به الجراحة إضافة إلى الأجهزة المستخدمة ومدى تفوقها في الجراحات، وكل هذه الأسس مجتمعة معا تُزيد إلى حد كبير من نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب، والتي ترفع من معدل متوسط عمر المريض، وتقلل من خطر الوفاة الناجم عن مشاكل تضييق أو تسريب صمامات القلب، وعليه يجب عدم التردد في إجراء جراحة تغيير أو إصلاح صمامات القلب التي تحسن ألم الصدر والتنفس.