استئصال ورم سرطاني في الكلى كيف يتم؟

استئصال ورم سرطاني في الكلى كيف يتم؟

وجود ورم سرطاني في الكلى، مُنذِر بانتشاره إلى أنسجة الجسم الأخرى، ومِنْ ثَمَّ تعذُّر علاجه إن بلغ هذه المرحلة؛ لذا كانت الحاجة إلى استئصال ورم سرطاني في الكلى، وعدم ترك أي أثرٍ له، وإلَّا فقد يعود الورم من جديد، فكيف يُستأصل ذلك الورم؟ وما هي التقنيات المُستخدَمة في ذلك؟

كيف يُستأصَل ورم سرطاني في الكلى؟

الجراحة هي الخيار العلاجي الرئيسي لسرطان الكلى، ويعتمد الإجراء الجراحي الذي يستأصل الطبيب من خلاله الورم السرطاني على موضع السرطان، والمرحلة التي وصل إليها، فقد تُستأصل الكلى كاملةً، أو تُستأصل جزئيًا.

وقد تقتصر نتائج استئصال ورم سرطاني في الكلى على تخفيف الأعراض فقط، خاصةً حال انتشار السرطان خارج الكلى، وتوغله في أنسجة أخرى بالجسم.

تشمل أنواع عمليات استئصال ورم سرطاني في الكلى ما يلي:

استئصال الكُلْية الجذري (Radical nephrectomy)

يستأصل الجرَّاح في هذه العملية كلًا من:

  • الكلية كاملةً.
  • الغدة الكظرية المرفقة بها.
  • العقد الليمفاوية المجاورة.
  • النسيج الدهني المُحِيط بالكلية.

يمكن للمريض أن يعيش بكلية واحدةٍ فقط، إذ تُعوِّض وظيفة الكلية المُستأصَلة، وتُجَرى عملية استئصال الكلية الجذري على النحو التالي:

  1. يصنع الطبيب شقًا جراحيًا في أماكن مختلفة، وغالبًا ما تكون في منتصف البطن، أسفل الضلوع، أو في الظهر خلف الكلية مباشرةً.
  2. يختلف موضع الشق الجراحي حسب حجم الورم، والموضع الذي أصابه من الكلية تحديدًا.
  3. قد يستأصل الطبيب الغدة الكظرية مع الكلية، أو يتركها على حالها في بعض الأحيان، خاصةً إذا كان السرطان في الجزء السفلي من الكلية، ومِنْ ثَمَّ بعيدٌ عن الغدة الكظرية.
  4. إذا انتشر الورم إلى الوريد الكلوي والوريد الأجوف السفلي، فقد يضطر الطبيب إلى إيقاف القلب فترةً قصيرةً من الوقت؛ لاستئصال الورم السرطاني في الكلى؛ إذ يُستخدَم جهاز القلب والرئتين لتعويض وظائفه مؤقتًا.

استئصال الكلية الجذري بالمنظار (Laparoscopic nephrectomy)

يصنع الطبيب شقوقًا جراحية صغيرة عديدة بدلًا من شقٍ جراحيٍ كبير، ويُفضِّل الأطباء استخدام المنظار بدلًا من الجراحة المفتوحة، طالما سمحت حالة المريض بذلك، وتُجرَى العملية على النحو التالي:

  1. يُدخِل الطبيب المنظار والأدوات الجراحية الدقيقة عبر الشقوق الجراحية الصغيرة.
  2. يحتوي المنظار على كاميرا في نهايته، تُصوِّر ما بداخل البطن أثناء عمل الطبيب.
  3. عادةً ما يكون أحد الشقوق الجراحية طويلًا نسبيًا؛ لاستئصال الكلية من خلاله، لكنَّه ليس بنفس طول الشق الجراحي المُنشأ في الجراحة المفتوحة بالطبع.

استئصال الكلية الجذري بالمنظار بمساعدة الروبوت (Robotic-assisted laparoscopic nephrectomy)

يستخدم الجرَّاح نظامًا روبوتيًا؛ لإجراء جراحة المنظار من على بُعد، إذ يجلس أمام لوحة بالقرب من طاولة العمليات، ويتحكَّم في تشغيل الأذرع الآلية.

يُتِيح هذا النظام للطبيب، سهولة الحركة والدقة في التوجيه، مقارنةً بجراحة المنظار التقليدية، مِمَّا يتطلَّب مهارة وخبرة لا بأس بها لدى الطبيب.

قد لا يُلائم ذلك الإجراء بعض الأورام السرطانية في الكلى، خاصةً إذا كان حجم الورم أكبر من 7 سم، أو انتقل السرطان إلى الوريد الكلوي، أو انتشر إلى العقد الليمفاوية المُجاوِرة للكلى.

استئصال الكلية الجزئي (Partial nephrectomy)

يستأصل الطبيب الجزء المُصاب بالسرطان في الكلية فقط، مُبقيًا باقي أجزاء الكلية دون مساس، وهذه الجراحة مُفضَّلة للمراحل المبكرة من سرطان الكلية؛ إذ بوسع الطبيب من خلالها استئصال الأورام الصغيرة المفردة (أقل من 4 سم)، وقد تساعد كذلك في استئصال الأورام الأكبر (حتى 7 سم).

وقد بيَّنت الدراسات أنَّ نتائج استئصال الكلية الجزئي على الأمد البعيد هي نفسها بالمقارنة مع استئصال الكلية الجذري، لكنَّ فائدة استئصال الكلية الجزئي هي الحفاظ على الكلى، واستئصال الجزء المُصاب منها فقط.

قد لا يُناسِب استئصال الكلية الجزئي بعض الحالات، مثل:

  • أن يكون الورم السرطاني في منتصف الكلية.
  • إذا كان حجم الورم كبيرًا جدًا.
  • معاناة المريض من أكثر من ورمٍ في كلية واحدة.
  • انتشار الورم السرطاني إلى العقد الليمفاوية المجاورة، أو أعضاء أخرى بعيدة عن الكلى.

ليس بوسع جميع الأطباء إجراء عملية استئصال الكلية الجزئي، وإنَّما تحتاج خبرةً لإجرائها، وقد تُجرَى هذه العملية بواسطة المنظار، أو بمساعدة الروبوت.

استئصال العقد الليمفاوية (Lymphadenectomy)

يستأصل الجرَّاح العقد الليمفاوية المجاورة للكلية، خاصةً مع استئصال ورم سرطاني في الكلى، وتتأكَّد الحاجة إلى ذلك، حال رصد الطبيب خصائص في الورم السرطاني، تجعله قادرًا على الانتشار.

قد يُفضِّل بعض الجرَّاحين استئصال العقد الليمفاوية القريبة من الكلية لفحصها، والتأكُّد من إصابتها بالسرطان، حتى لو لم تكن مُتضخِّمة حجمًا.

استئصال النقائل (Removal of metastases)

يُعانِي 1 من كل 3 مرضى مُصابين بسرطان الكلى من انتشاره إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم وقت التشخيص، وأكثر الأعضاء شيوعًا في انتقال السرطان إليها:

  • الرئتين.
  • العقد الليمفاوية.
  • العظام.
  • الكبد.

ورغم أنَّ العلاج في مثل هذه الحالات يعتمد غالبًا على العلاج الكيميائي والإشعاعي، إلَّا أنَّ الجراحة قد تكون مساعدة في بعض الأحيان.

ففي حالاتٍ نادرة، قد لا يُوجَد إلَّا ورم واحد في أحد أعضاء الجسم، أو عدّة أورامٍ صغيرة، يسهل استئصالها جراحيًا دون آثارٍ جانبية كبيرة، ما يُنعِش فرص الحياة لهؤلاء المرضى، كما تُساعِد مثل هذه الجراحة في تخفيف الأعراض المُصاحبة لسرطان الكلى.

كم تستغرق عملية استئصال ورم سرطاني في الكلى؟

يختلف الوقت الذي تستغرقه عملية استئصال ورم سرطاني في الكلى حسب طبيعة الإجراء الجراحي، وخبرة الطبيب بالطبع، فليست الجراحة المفتوحة كاستخدام المنظار، ولا يستوي استئصال الكلية الجذري مع الاستئصال الجزئي.

يتراوح وقت عملية استئصال ورم سرطاني في الكلى بين 2 – 3 ساعات، ويحتاج المريض بعدها إلى البقاء في المستشفى يومًا أو اثنين؛ لتلقِّي الرعاية المناسبة قبل العودة إلى منزله.

هل يعود ورم سرطاني في الكلى بعد استئصاله؟

يُمكِن أن يعود ورم سرطاني في الكلى بعد استئصاله؛ إذ كُلَّما بلغ السرطان مرحلة متقدمة وقت الاستئصال، زادت فرص عودته من جديد، وذلك في غضون عامين بعد إجراء العملية.

نسبة عودة ورم سرطاني في الكلى

حال استئصال ورم سرطاني في الكلى من نوع سرطان الخلايا الكلوية (أكثر الأنواع شيوعًا)، فإنَّ 20% من المرضى يعود السرطان لديهم من جديد.

عوامل تزيد فرص عودة الورم السرطاني في الكلى

بالتأكيد ليس كل المرضى مُعرَّضين لعودة الورم السرطاني في الكلى بنفس القدر، وإنَّما قد تُسهِم بعض العوامل في زيادة مخاطر عودة الورم، فكُلَّما زاد حجم الورم، أو بلغ مرحلة مُتقدِّمة، أو كلاهما معًا، ارتفعت فرص عودته بعد الاستئصال.

كذلك، تزداد فرص عودة ورم سرطاني في الكلى بعد استئصاله، إذا كانت حوافه إيجابية، ما يعني أنَّ اختصاصي الباثولوجيا، يفحص الورم السرطاني تحت المجهر بعد استئصاله، وحال وُجدت هذه الحواف، فهذا يعني أنَّ السرطان لم يُزال بكامله من الكلى أثناء العملية، ومِنْ ثَمَّ فقد يعود من جديد.

علامات عودة الورم السرطاني في الكلى

حال عودة الورم السرطاني في الكلى بعد استئصاله، مع استقراره في الكلى، فمن المُتوقَّع أن تكون الأعراض محصورةً في الجهاز البولي، مثل:

  1. نزول دم في البول.
  2. ألم أسفل الظهر.
  3. الشعور بكتلة في منطقةٍ ما من الكلى.

أمَّا لو عاد الورم السرطاني في الكلى، وانتشر خارجها، فقد تختلف الأعراض، حسب العضو الذي اجتاحته الخلايا السرطانية، ويُنصَح المريض بالانتباه حال ظهور الأعراض الآتية:

  1. الإرهاق والضعف.
  2. فقدان الشهية.
  3. خسارة الوزن دون سببٍ واضح.
  4. ألم في موضع انتشار السرطان خارج الكلى.

هل يمكن الوقاية من عودة الورم السرطاني في الكلى؟

الطبيب على علمٍ بخطورة عودة الورم السرطاني في الكلى بعد استئصاله، ومِنْ ثَمَّ من الضروري زيارة الطبيب دوريًا؛ لإجراء بعض الاختبارات للمتابعة، ورصد السرطان حال عودته مبكرًا قبل أن يُسبِّب مشكلاتٍ خطيرة، فمن هذه الاختبارات:

  1. اختبارات الدم.
  2. اختبارات البول.
  3. اختبارات تصويرية، مثل: السونار، التصوير المقطعي المحوسب، وأشعة الرنين المغناطيسي.

كذلك قد يتلقَّى المريض أدوية علاجية بعد استئصال ورم سرطاني في الكلى؛ لتقليل فرص عودة السرطان من جديد، وهو ما يُعرَف بالعلاج المُساعِد، والذي يستمر عامًا بعد الاستئصال، ومن أمثلة الأدوية المستخدمة في الوقاية من عودة الورم السرطاني في الكلى:

  1. بيمبروليزوماب، أحد أدوية العلاج المناعي.
  2. سونيتينيب، أحد أدوية العلاج المُوجَّه.

تكلفة عملية استئصال ورم سرطاني في الكلى 2024

تختلف تكلفة عملية استئصال ورم سرطاني في الكلى حسب كثيرٍ من العوامل، بعضها يتعلَّق بالطبيب، وبعضها يتعلَّق بالعملية ذاتها، مثل:

  1. خبرة الجرَّاح، فكُلَّما زادت خبرة الطبيب، وإجرائه لهذه العملية مراتٍ كثيرةٍ بنجاح، ارتفع مُعدّل الأمان لإجرائها على يديه، ومِنْ ثَمّ التكلفة.
  2. التقنية الجراحية المُستخدمة، إذ لكل نوعٍ أدواتٍ مُعيَّنة، فليست الجراحة المفتوحة، كالجراحة بالمنظار، كما أنَّ الجراحة بالمنظار مثلًا ذات آثارٍ جانبية أقل على المريض.
  3. نوع العملية الجراحية، فلا يستوي استئصال الكلية الجذري (المتضمن استئصال الغدة الكظرية والعقد الليمفاوية) مع الاستئصال الجزئي الذي يقتصر على موضع السرطان، فلكلٍ طريقةٍ وأدواتٍ وخبرةٍ مُعيَّنة.
  4. المستشفى الذي تُجرَى فيه عملية استئصال ورم سرطاني في الكلى، فكُلَّما كان المكان مُجهَّزًا على أعلى مستوى، زادت التكلفة، وقلت فرص إصابة المريض بالعدوى، أو بغيرها من المشكلات الصحية.

لذا بناءً على العوامل السابقة، تتراوح تكلفة عملية استئصال ورم سرطاني في الكلى بين 25,000 – 75,000 جنيه مصري، أو أكثر حسب تقدير الطبيب، أي ما يُعادِل 800 – 2500 دولار.

نصائح بعد استئصال ورم سرطاني في الكلى

تعدّ عملية استئصال ورم سرطاني في الكلى من العمليات الكبرى، والتي تحتاج إلى اتِّباع نصائح دقيقة؛ كي يتماثل المريض إلى الشفاء في أسرع وقت، ومن هذه النصائ:

  1. الحفاظ على موضع الجرح جافًا ونظيفًا.
  2. عدم الاستحمام بعد إجراء العملية، أو بالأحرى عدم ملامسة الماء لموضع الجرح.
  3. تجنُّب حمل أي شيءٍ ثقيل.
  4. تناول الأدوية المُسكِّنة للآلام، الموصوفة من قبل الطبيب، فمن الطبيعي أن يشعر المرضى بألمٍ بعد العملية، يسهل التغلُّب عليه بالأدوية.
  5. تجنُّب الأنشطة البدنية المرهقة، والتمارين الرياضية الشديدة إلَّا بعد سماح الطبيب.
  6. شرب كميات مناسبة من الماء يوميًا، والانخراط في نظام غذائي صحي متى ما قدرت على ذلك.
  7. التدرُّج في الحركة، فيُنصَح بالمشي الخفيف، صعود السلالم، أو أعمال المنزل الخفيفة، وعدم إنهاك البدن فجأةً، أو الانخراط في أنشطة شديدة.
  8. زيارة الطبيب باستمرار؛ لإجراء الفحوصات والاختبارات المطلوبة؛ للتأكُّد من سير نتائج العملية على ما يُرام، ولرصد الورم إن عاد من جديد، والتعامل معه مبكرًا.
  9. عدم الانخراط في الرياضات الاحتكاكية؛ لحماية الكلية المتبقية لك.

متى تزور الطبيب؟

تمرُّ فترة التعافي دون مشكلاتٍ على الأرجح، خاصةً مع التزام المريض بتعليمات الطبيب، لكن حال ظهور أي من الأعراض الآتية، لا بُدّ من زيارة الطبيب على الفور:

  1. ارتفاع درجة الحرارة.
  2. ألم شديد لا يتحسَّن مع العلاج.
  3. نزول إفرازات، أو دم، أو صديد من موضع الجرح.
  4. صعوبة التنفُّس.
  5. انتفاخ البطن.
  6. عدم القدرة على الأكل، أو الشرب، أو التبول.

الخلاصة

قد تُستأصل الكلية كاملةً، أو جزءًا منها فقط، حسب موضع الورم، وحجمه، والدرجة التي وصل إليها، ولا تستغرق العملية أكثر من 2 – 3 ساعات، كما تبلغ نسبة عودة الورم بعد استئصاله نحو 20%، ومِنْ ثَمَّ ينبغي زيارة الطبيب دوريًا، وإجراء بعض الاختبارات؛ لضمان عدم عودة الورم السرطاني.

المصادر

مقالات ذات صلة

Scroll to Top