دائماً ما يلقي المجتمع اللوم على المرأة أنها سبب عدم قدرة الزوجين على إنجاب الأطفال، ولكن مع تقدم العلم يوماً بعد يوم والوعي المجتمعي، ازدادت الوسائل العلاجية لمساعدة الزوجين على إنجاب الأطفال، فما علاج ضعف الخصوبة عند النساء، وما أسبابه وكيفية الوقاية من الإصابة بالعقم؟
ما هو ضعف الخصوبة عند النساء؟
تتمحور ضعف الخصوبة عند النساء حول عدم قدرة الزوجة على الحمل والإنجاب، ويتأكد الطبيب من تشخيصه بعد محاولات عديدة منها للحمل لمدة 12 شهراً.
ولكن يوجد العديد من الوسائل العلاجية لضعف الخصوبة عند النساء مثل الأدوية لإعادة توازن الهرمونات، والعمليات الجراحية.
تزداد فرص الإصابة بضعف الخصوبة عند النساء مع تقدم العمر، ويواجه الكثير من النساء العقم بنسبة 37%، ويقع على عاتق الزوجة سبب العقم بنسبة واحد إلى ثلاثة.
ويقع الثلث الآخر على عاتق الزوج، والثلث الأخير قد يكون سببه يعود إلى الزوج والزوجة معاً أو قد يكون ضعف الخصوبة دون سبب.
اسباب ضعف الخصوبة عند النساء
تتعدد أسباب ضعف الخصوبة عند النساء، وعلى الرغم من صعوبة تحديد سبب العقم الذي قد يكون في بعض الأحيان دون سبب واضح، وتشمل أسباب ضعف الخصوبة عند النساء:
-
أسباب مرتبطة بالرحم
تنحصر مشاكل الرحم في خطر الإصابة بالسليلة (polyps)، والأورام الليفية الرحمية، أو وجود حاجز أو التصاقات داخل تجويف الرحم التي قد تحدث بعد إجراء عملية جراحية بهدف التوسيع والكشط (dilation and curettage).
وتمتلك السلائل والأورام الليفية الرحمية القدرة على التكوّن في أي وقت من تلقاء نفسها، بينما يتكوّن الحاجز منذ الولادة.
وقد تكون الزوجة تعاني من بطانة الرحم المهاجرة التي تسبب التهابات، وزيادة إنتاج السيتوكينات والبروستاجلاندينات الذي يؤثر في التبويض.
وفي مراحل متقدمة قد يسبب التصاقات في منطقة الحوض التي تؤثر في مرونة قنوات فالوب، وإنتاج البويضات، وتعيق حركة الحيوانات المنوية.
-
أسباب مرتبطة بقنوات فالوب
وفي إطار الحديث عن علاج ضعف الخصوبة عند النساء عن طريق معرفة أسباب العقم المتعلقة بقنوات فالوب، فتشيع الإصابة بالأمراض الالتهابية في الحوض (pelvic inflammatory disease).
وتنتقل هذه الأمراض عن طريق الإصابة بالأمراض الجنسية مثل الكلاميديا (chlamydia)، أو السيلان (gonorrhea).
-
أسباب مرتبطة بالتبويض
قد تحدث العديد من المشاكل التي تمنع انتظام التبويض شهرياً عند النساء بنسبة 25% مثل عدم توازن معدل الهرمونات أو إصابة سابقة بأحد اضطرابات الطعام.
وقد يكون وجود مشكلة مرضية في الغدة الدرقية، أو خطر الإصابة بالأورام السرطانية في الغدة النخامية أو التعرُّض لضغط الحياة اليومية.
قد تكون الزوجة لديها مشاكل تتعلق بانقطاع الطمث (hypothalamic amenorrhea) الذي يحدث بسبب الإصابة بأحد اضطرابات الطعام وممارسة الرياضة أكثر من الطبيعي، مما يسبب نقصان إفراز الهرمون المنشط للجسم الأصفر.
وقد يكون السبب هو الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد التكيسات التي تسبب عدم انتظام الدورة الشهرية، وارتفاع معدل هرمونات الذكورة.
-
أسباب تتعلق بعدد وجودة البويضة
وفي حقيقة الأمر عند الحديث عن علاج ضعف الخصوبة عند النساء، فالجدير بالذكر امتلاك كل امرأة عدد محدد من البويضات تستهلكه على مدار حياتها بهدف الإنجاب، وعندما ينتهي مخزون البويضات تتعرَّض الزوجة لسن اليأس.
بالإضافة إلى امتلاك البويضة عدد خاطئ من الكروموسومات، مما يفقدها القدرة على التخصيب أو النمو لتعطي جنين سليم، وقد تُصاب جميع البويضات بهذه المشاكل الجينية.
وقد تُصاب بعض البويضات بطريقة عشوائية بهذه المشاكل الجينية، ولكن تزداد هذه المشاكل مع تقدم العمر، وأحد هذه المشاكل الجينية هي فشل المبيض المبكر قبل سن الأربعين.
وتتمثل أعراضه في انخفاض معدل هرمون الاستروجين، وفقدان الخلايا البيضية (oocytes)، والعقم، وذلك بسبب بعض الأمراض الجينية مثل متلازمة تيرنر (Turner syndrome) الذي يسبب فقدان كروموسوم إكس أو عدم اكتماله.
ما هي علامات ضعف الخصوبة عند المرأة؟
تتمحور علامات ضعف الخصوبة عند النساء حول عدم القدرة على الحمل أو زيادة مدة الدورة الشهرية حتى تصل إلى أكثر من 35 يوماً أو قلة مدتها التي تبلغ مدتها 21 يوماً فقط.
وقد يكون السبب غياب الدورة الشهرية أو عدم انتظامها، مما يسبب توقف المبايض عن إنتاج البويضات.
طرق علاج ضعف الخصوبة عند النساء
عندما يحدد الطبيب سبب العقم، يستطيع تحديد طرق علاج ضعف الخصوبة عند النساء المناسبة للزوجة، ومن أهم هذه التقنيات العلاجية:
– العلاج الهرموني
يمكن استخدام الأدوية الهرمونية لتحفيز التبويض، وتحسين إفراز الغدد الصماء خاصةً في حالات تكيس المبايض عند فشل الكلوميفين والميتفورمين.
يمكن استخدام المنشطات مثل الكلوميفين (Clomiphene) الذي ضاعف عدد مرات الحمل 6 مرات مقارنةً بغيرهم، بالإضافة إلى دواء فيمارا (Femara) الذي يحسن مدى استقبال بطانة الرحم للنساء اللاتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض.
وقد يستخدم بعض النساء أدوية مرض السكري مثل الميتفورمين لتنظيم الدورة الشهرية، ولكن حتى الآن لا يوجد دليل علمي يؤكد تأثير الميتفورمين في زيادة فرص الحمل للنساء التي تعاني من تكيس المبايض.
وقد يوصي الطبيب باستخدام الكلوميفين مع الميتفورمين عند فشل استخدام الكلوميفين بمفرده،
– أطفال الأنابيب (In Vitro Fertilization)
أصبحت الوسيلة العلاجية المفضلة التي تُستخدم في حالة غياب قنوات فالوب أو عند تلفها، أو عند وجود عدم وجود سبب واضح للعقم بسبب معدلات نجاحها.
وأصبحت تُستخدم هذه الطريقة كأول اختيار لعلاج ضعف الخصوبة عند النساء، وخطواتها كالتالي:
- تُحفز المبايض لإنتاج العديد من البويضات التي تحتوي على الحويصلات.
- تطور حويصلات المبيض يتبعها تقييم معدلات الهرمونات في الدم، وإجراء اختبار موجات فوق الصوتية.
- يحصل الطبيب على البويضات عن طريق السونار المهبلي.
- وتُنقل هذه البويضات إلى المعمل لتخصيبها.
- وبعد التخصيب، يُزرع الجنين في الرحم.
– علاج ضعف الخصوبة عند النساء | العمليات الجراحية
قد يلجأ الطبيب إلى العمليات الجراحية كواحدة من أفضل طرق علاج ضعف الخصوبة عند النساء لإزالة بطانة الرحم المهاجرة أو الأنسجة التالفة في الرحم التي تعيق الحركة في قناة فالوب أو يعيق قدرتها في التقاط البويضة.
في حين إذا كان التلف شديد في قنوات فالوب، يضطر الطبيب إلى إزالة القناة التالفة بالكامل قبل إجراء عملية الحقن المجهري، مما يساعد على زيادة معدل نجاح العملية، ويُستخدم المنظار بجانب العلاج بالليزر لإزالة بطانة الرحم المهاجرة.
– التلقيح الصناعي
يُستخدم إدخال البويضات بجانب التلقيح الصناعي عن طريق إدخال الحيوانات المنوية إلى الرحم وقنوات فالوب لإتمام عملية التخصيب.
بالإضافة إلى قدرة هذه العملية للتغلب على مشاكل الصحية التي تتعلق بزيادة السوائل المخاطية في عنق الرحم التي تعيق حركة الحيوانات المنوية، وتقلل عددها.
مضاعفات ضعف الخصوبة لدى النساء
على عكس ضعف الخصوبة عند الرجال، فعلى الرغم من كثرة الوسائل العديدة التي تُستخدم في علاج ضعف الخصوبة عند النساء.
ولكن قد تؤدي بعض الحالات المرضية إلى مضاعفات خطيرة، لذلك لا بد من علاجها حتى وإن كانت الزوجة لا تفكر في الحمل، وهذه الحالات هي:
-
متلازمة تكيس المبايض
في بعض الحالات تفرز المبايض هرمونات ذكورة أكثر من الطبيعي، ويؤثر تأثيراً سلبياً على تطور الحويصلات المبيضية وإنتاج البويضات بسبب عدم توازن معدلات الهرمونات.
-
بطانة الرحم المهاجرة
لا بد من استخدام وسائل علاج ضعف الخصوبة عند النساء للتخلص من مضاعفات بطانة الرحم المهاجرة التي تسبب تغيير التركيب الكيميائي والبنائي لبطانة الرحم.
وتؤثر في قدرة الجنين على تثبيت نفسه في جدار الرحم، مما قد يسبب الإجهاض.
-
الأمراض الجنسية
وفي إطار الحديث عن علاج ضعف الخصوبة عند النساء وعلاقتها بالأمراض الجنسية، فقد تسبب تلك الأمراض تلف قنوات فالوب أو انسدادها، مما يمنع دخول البويضات إلى الرحم للتخصيب.
-
فشل المبيض المبكر
في بعض الحالات، يتوقف المبيض عن أداء وظائفه قبل سن الأربعين بسبب التعرُّض للعلاج الكيماوي، أو إجراء عملية جراحية، أو الإصابة ببعض الأمراض التي قد تؤدي إلى العقم، لذلك تلجأ الكثير من الزوجات إلى طرق علاج ضعف الخصوبة عند النساء.
-
توقف تحت المهاد عن العمل
يتحكم تحت المهاد في عملية التكاثر عن طريق إفراز هرمون الجونادوتروبين الذي يحفز إفراز الهرمون المنشط للحويصلة (follicle-stimulating hormone)، والهرمون المنشط للجسم الأصفر (luteinizing hormone) الذي يساعد على نضج البويضة.
وعندما يتوقف تحت المهاد عن عمله، لن تُفرز هذه الهرمونات، مما يعطل عملية التبويض والدورة الدموية.
-
الأورام الليفية الرحمية
تُعد أورام غير سرطانية تنمو داخل الرحم، وفي العادة تختفس من تلقاء نفسها ولا تسبب أذى، ولكنه يتطور مع مراحل التكاثر، مما يسبب تغيير شكل الرحم ويعيق حركة الحيوانات المنوية لتخصيب البويضة في الرحم، وتثبيت الجنين.
كيفية الوقاية من ضعف الخصوبة النساء؟
وفي سياق متصل للحديث عن علاج ضعف الخصوبة عند النساء، فعلى الرغم من أنه من الصعب الوقاية من العقم أو توقعه، ولكن في بعض الحالات يمكن التحكم في عوامل الخطر التي تسبب الإصابة بالعقم عن طريق:
- تغيير نمط الحياة اليومية والاعتماد على تناول وجبات صحية، والابتعاد عن الدهون غير الصحية والمقليات والأطعمة السريعة.
- التوقف عن التدخين، والابتعاد عن المخدرات والمشروبات الكحولية.
- الحفاظ على وزن مثالي لتحسين التبويض.
- ممارسة الرياضة بانتظام 3 مرات أسبوعياً على الأقل.
- تجنب ممارسة الجنس خارج إطار الزواج لتجنب الأمراض الجنسية.
الخلاصة
قد تكون وسائل علاج ضعف الخصوبة عند النساء في حد ذاتها عملية مرهقة جسدياً ونفسياً ومادياً، ولكنها تستحق، لذلك إذا كنتِ تعانين من مشكلة في عدم الإنجاب لمدة أكثر من سنة، فلا بد من الذهاب إلى الطبيب المعالج لمعرفة سبب العقم وتحديد العلاج المناسب تحت إشراف الطبيب.
المصادر