عملية استئصال ورم ليفي خارج الرحم من العمليات الشائعة التي تعالج أورام تواجهها العديد من النساء، وتؤثر على نوعية حياتهن بشكل كبير، وعلى الرغم من أن الأورام الليفية غالبًا ما ترتبط بالرحم، إلا أنه يمكن أن تتكون في أماكن أخرى في الجسم.
في هذه المقالة نتعمق في فهم الأورام الليفية خارج الرحم، وكيفية تشخيصها، والخيارات العلاجية المتاحة، مع التركيز بشكل خاص على عملية الاستئصال الجراحي كأحد أهم الخيارات العلاجية لهذه الحالة، كما سنتعرف على شرح مبسط للعملية، وكيف يمكن للمرأة أن تتعرف على هذه الأورام من خلال الأعراض التي تسببها وتشخيصها.
عملية استئصال ورم ليفي خارج الرحم
عندما تتسبب الأورام الليفية خارج الرحم في أعراض مزعجة أو تؤثر على نوعية الحياة، فإن الجراحة هي الخيار العلاجي الأمثل، يتم إجراء الجراحة تحت التخدير العام، وقد تكون بالمنظار أو الجراحة المفتوحة، وذلك حسب حجم وموقع الورم.
الجراحة بالمنظار تعتبر أقل تداخلية وتترك ندبات أصغر، ولكنها قد لا تكون مناسبة لجميع الحالات، أما الجراحة المفتوحة تستخدم في الحالات التي تكون فيها الأورام كبيرة أو في مواقع يصعب الوصول إليها بالمنظار.
بعد الجراحة، تحتاج المرأة إلى فترة نقاهة للتعافي، وقد تشعر ببعض الألم والتعب، يصف الطبيب عادة مسكنات للألم ومضادات حيوية للوقاية من العدوى، من المهم اتباع تعليمات الطبيب والراحة الكافية خلال فترة النقاهة.
أنواع عملية استئصال ورم ليفي خارج الرحم
تعتمد الطريقة الجراحية المستخدمة في عملية استئصال ورم ليفي خارج الرحم على عدة عوامل، منها حجم الورم وموقعه وشدة الأعراض المصاحبة له، وحالة المريضة الصحية بشكل عام، هناك نوعان رئيسيان من الجراحات المستخدمة:
الجراحة بالمنظار (Laparoscopy)
تعتبر الجراحة بالمنظار هي الطريقة الأقل تداخل والأكثر شيوعًا لاستئصال الأورام الليفية خارج الرحم، في هذه الجراحة، يقوم الجراح بإجراء عدة شقوق صغيرة في البطن، ويدخل أدوات جراحية صغيرة وكاميرا عبر هذه الشقوق لإزالة الورم.
مزايا الجراحة بالمنظار أنها تترك ندبات أصغر بكثير مقارنة بالجراحة المفتوحة، وعادة ما يكون وقت التعافي بعد الجراحة بالمنظار أقصر، كما يشعر المريض بألم أقل بعد الجراحة بالمنظار، وقد يتمكن المريض من مغادرة المستشفى في نفس يوم الجراحة أو في اليوم التالي.
أما عن عيوب الجراحة بالمنظار قد لا تكون مناسبة لجميع الحالات، في حالة ما إذا كان الورم كبيرًا جدًا أو في موقع يصعب الوصول إليه بالمنظار، مما يتطلب إجراء جراحة مفتوحة، كما قد تحتاج إلى تحويل إلى جراحة مفتوحة في بعض الحالات أثناء العملية إذا واجه صعوبات.
الجراحة المفتوحة (Open Surgery)
تستخدم الجراحة المفتوحة في الحالات التي تكون فيها الأورام كبيرة جدًا أو في مواقع يصعب الوصول إليها بالمنظار، أو عندما تكون هناك مضاعفات أخرى تجعل الجراحة بالمنظار غير مناسبة، في هذه الجراحة يقوم الجراح بإجراء شق أكبر في البطن لإزالة الورم.
مزايا الجراحة المفتوحة أنه يمكن للجراح إزالة الأورام الكبيرة والمعقدة بشكل أكثر فعالية، أما عن عيوبها فإنها تترك ندبات أكبر بالمقارنة بالجراحة بالمنظار، و يستغرق التعافي بعد الجراحة المفتوحة وقت أطول، كما يشعر المريض بألم أكبر بعد الجراحة المفتوحة، وقد تحتاج الحالة إلى البقاء في المستشفى لفترة أطول بعد الجراحة المفتوحة.
لماذا يتم إجراء عملية استئصال ورم ليفي خارج الرحم؟
تعتبر عملية استئصال ورم ليفي خارج الرحم إجراء جراحي يتم اللجوء إليه لعلاج العديد من المشكلات الصحية التي قد تسببها هذه الأورام، فهي كما هو معروف أورام عضلية غير سرطانية تنمو في جدار الرحم، ولكنها قد تظهر أيضًا في مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك خارج الرحم، يتم اللجوء إلى هذه الجراحة لأسباب عدة، منها:
تخفيف الألم
قد تسبب الأورام الليفية أل شدي في منطقة الحوض والبطن، خاصة عند نموها وضغطها على الأعضاء المجاورة.، الجراحة تساعد على التخلص من مصدر الألم وتحسين نوعية حياة المريضة.
وقف النزيف
قد تؤدي الأورام الليفية إلى نزيف حاد أو مزمن، مما يسبب فقر الدم والتعب والإرهاق، إزالة الورم توقف النزيف وتحسن من حالة المريضة.
إزالة الضغط على الأعضاء
قد تضغط الأورام الليفية على الأعضاء المجاورة مثل المثانة والأمعاء، مما يسبب مشاكل في التبول والإمساك، الجراحة تزيل الضغط وتعيد وظائف الأعضاء إلى طبيعتها.
منع المضاعفات
قد تتسبب الأورام الليفية في حدوث مضاعفات خطيرة إذا تركت دون علاج، مثل التواء الورم أو النمو السريع أو التحول إلى ورم خبيث، وإن كان ذلك نادرًا، الجراحة تمنع حدوث هذه المضاعفات وتحافظ على صحة المريضة.
تحسين نوعية الحياة
تعاني العديد من النساء المصابات بالأورام الليفية من أعراض تؤثر بشكل كبير على حياتهن اليومية، الجراحة تساعد على التخلص من هذه الأعراض وتحسين نوعية الحياة بشكل عام.
دواعي أخرى للجراحة
- قد تسبب الأورام الليفية صعوبة في الحمل أو الإجهاض المتكرر، في هذه الحالات قد يوصي الطبيب بإزالة الورم قبل محاولة الحمل.
- إذا كان الورم ينمو بسرعة كبيرة، فقد يكون من الضروري إزالتها لمنع حدوث مضاعفات.
- في حالة ما إذا كان الورم يضغط على أعضاء حيوية مثل الكلى أو الحالب، فقد يكون من الضروري إزالته لمنع تلف هذه الأعضاء.
بصورة عامة يتم اللجوء إلى الجراحة لإزالة الأورام الليفية خارج الرحم عندما تتسبب هذه الأورام في أعراض مزعجة أو تؤثر على صحة المرأة بشكل كبير، أو عندما يكون هناك خطر لحدوث مضاعفات في المستقبل.
كما أن قرار إجراء الجراحة هو قرار شخصي يجب اتخاذه بالتشاور مع الطبيب، حيث يقوم الطبيب بتقييم حالة المريضة بشكل كامل وتحديد الخيار العلاجي المناسب.
نتائج عملية استئصال ورم ليفي خارج الرحم
تعتبر عملية استئصال ورم ليفي خارج الرحم إجراء جراحي فعال في التخلص من الأورام الليفية التي تسبب أعراض مزعجة وتؤثر على نوعية الحياة، بعد الجراحة يمكن للمرأة أن تتطلع إلى تحسن كبير في صحتها وعودتها إلى حياتها الطبيعية.
النتائج الإيجابية المتوقعة بعد الجراحة
بعد إزالة الورم، يختفي الألم الناتج عن ضغط الورم على الأعضاء المجاورة، مما يؤدي إلى تحسن كبير في نوعية الحياة، كما يتوقف النزيف غير الطبيعي الذي كان يسببه الورم، مما يحسن من حالة الأنيميا ويقلل من التعب والإرهاق، إذا كان الورم يضغط على المثانة أو الأمعاء، فإن إزالته يعيد وظائف هذه الأعضاء إلى طبيعتها، بعد فترة نقاهة قصيرة، يمكن للمرأة العودة إلى ممارسة أنشطتها اليومية بشكل طبيعي.
إذا كانت الأورام الليفية هي السبب في صعوبة الحمل، فإن إزالتها قد تزيد من فرص الحمل بنجاح، التخلص من الأعراض المزعجة المرتبطة بالأورام الليفية يؤدي إلى تحسن كبير في الصحة النفسية للمرأة.
تختلف مدة التعافي وظهور النتائج من امرأة إلى أخرى، وتعتمد على عدة عوامل مثل حجم الورم وموقعه وطريقة الجراحة، بصورة عامة يبدأ معظم النساء بالشعور بتحسن ملحوظ خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الجراحة.
مخاطر عملية استئصال ورم ليفي خارج الرحم
تحمل هذه العملية كغيرها من العمليات بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة، من الضروري أن تكوني على دراية بهذه المخاطر قبل اتخاذ قرار إجراء الجراحة من أهمها ما يلي:
- قد يحدث نزيف أثناء الجراحة أو بعدها مباشرة، وقد يتطلب تدخل جراحي إضافي للسيطرة عليه.
- هناك خطر الإصابة بعدوى في مكان الجرح، وقد تتطلب العلاج بالمضادات الحيوية.
- قد تتشكل جلطة دموية في الساقين أو الرئتين، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
- كما قد يحدث تلف غير مقصود في الأعضاء المجاورة أثناء الجراحة، مثل المثانة أو الأمعاء.
- هناك مخاطر مرتبطة بالتخدير العام، مثل الحساسية من الأدوية أو مشاكل في التنفس.
- قد تترك الجراحة ندبات في منطقة البطن.
- في بعض الحالات النادرة، قد ينمو ورم ليفي جديد في نفس المكان أو في مكان آخر.
مخاطر أخرى أقل شيوعًا
- قد تواجهين صعوبة في التبول بعد الجراحة، ولكن هذا عادة ما يكون مؤقتًا.
- تعانين من الإمساك بعد الجراحة بسبب تأثير الأدوية أو التغيرات في النظام الغذائي.
- في بعض الحالات النادرة، قد يستمر الألم بعد الجراحة لفترة طويلة.
من المهم أن تناقشي مع طبيبك حول المخاطر والفوائد المحتملة للجراحة قبل اتخاذ القرار، حيث سيشرح لك الطبيب بالتفصيل المخاطر المتعلقة بحالتك الصحية الخاصة.
كم تحتاج المريضة من الوقت للتعافي؟
تختلف مدة التعافي بعد عملية استئصال الورم الليفي خارج الرحم من امرأة لأخرى، وتعتمد على عدة عوامل نوضح لكم أبرزها كما يلي:
- كلما كان الورم أكبر وأكثر تعقيدًا، كلما استغرق التعافي وقت أطول.
- الجراحة بالمنظار عادة ما تكون أقل تداخل وتسمح بالتعافي بشكل أسرع مقارنة بالجراحة المفتوحة.
- تتمكن النساء الأصغر سنًا والأكثر صحة التعافي بشكل أسرع.
- الالتزام بتناول الأدوية وتغيير نمط الحياة يساهم بشكل كبير في تسريع عملية الشفاء.
بشكل عام، يمكن للمرأة أن تتوقع العودة إلى نشاطها اليومي تدريجيًا خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الجراحة، وبالرغم من ذلك قد يستغرق التعافي الكامل عدة أشهر.
مراحل التعافي بعد عملية استئصال ورم ليفي خارج الرحم
تشعر المريضة ببعض الألم والتعب، وقد تحتاج إلى مساعدة في أداء المهام اليومية في الأيام الأولى، وفي أول أسابيع بعد العملية يبدأ الألم في التناقص تدريجيًا، ويمكن للمريضة البدء في ممارسة بعض الأنشطة الخفيفة، بعد مرور شهر تبدأ المريضة بالعودة إلى معظم أنشطتها اليومية، أما في الشهر الثاني وما بعده تكتمل عملية الشفاء، ويمكن للمريضة استئناف جميع أنشطتها الطبيعية بصورة طبيعية.