تُمثِّل عملية الاستسقاء الدماغي الحل الذهبي لهذا المرض، بل قد تكون الخيار الوحيد المُتاح، وإلَّا تدهورت صحة المريض، وكعادةِ أي عمليةٍ جراحيةٍ، فإنَّ لها مميزات، ومخاطر على حدٍ سواء، مع وجود نسب نجاح مرتفعة لها بالطبع، لكن كم تبلغ مدة عملية الاستسقاء الدماغي؟ وعلام تتوقف هذه المدة؟
مميزات عملية الاستسقاء الدماغي
قبل الحديث عن مدة عملية الاستسقاء الدماغي، إليك أهم مميزاتها:
- تتميَّز عملية الاستسقاء الدماغي بالقدرة على التخلُّص من المرض، ومِنْ ثَمَّ علاج حجم الجمجمة المُتضخِّم لدى بعض الأطفال، والذي قد يُؤذيهم من الناحية النفسية كثيرًا.
- تنخفض فرص الإصابة بالمضاعفات عند إجراء هذه العملية، فتتراوح نسبة حدوثها بين 2 – 20%، كما لا تحتاج العملية إلى إجرائها مُجددًا إلَّا في إطار 5 – 10% فقط من الأطفال حديثي الولادة، وصغار السن.
- إنقاذ حياة المريض، إذ إنَّ بقاء الاستسقاء الدماغي دون علاج أمرٌ مُمِيت.
- السماح بنمو الطفل الطبيعي بعد علاج الاستسقاء الدماغي.
كيفية تحضير المريض قبل عملية الاستسقاء الدماغي
قد تلعب التحضيرات السابقة للعملية دورًا في تحديد مدة عملية الاستسقاء الدماغي، كما ينبغي إطلاع الطبيب على المعلومات الآتية قبل التوجُّه لإجراء العملية:
- أدوية السيولة التي يتناولها المريض، مثل: الأسبرين، أو وارفارين.
- مُسكِّنات الآلام، أو أي أدويةٍ أخرى مُتناوَلة.
- المواد، أو الأدوية المُسبِّبة للحساسية.
أيضًا ينبغي للمريض:
- التوقُّف عن التدخين قبل العملية ببضعة أيام.
- إجراء بعض الاختبارات التي يطلبها الطبيب؛ للتأكُّد من جاهزية المريض لإجراء العملية، مثل: اختبار رسم القلب، وتصوير الصدر بالأشعة السينية، واختبارات الدم.
- الامتناع عن تناول المُكمِّلات الغذائية.
- ارتداء ملابس واسعة مريحة.
نصائح التغذية قبل العملية
تُؤثِّر الحالة الصحية العامة على التعافي بعد العملية، وينبغي للأطفال الحفاظ على نشاطهم البدني الطبيعي دون إفراط، إذ يجب على الوالدَين الانتباه إلى تغذية الطفل قبل عملية الاستسقاء الدماغي، خاصةً إذا كان طفلًا كبيرًا، وذلك عبر إطعامه الأطعمة المُحتوِية على:
- الحديد.
- الكالسيوم.
- فيتامين د.
- فيتامين سي.
كما هو مُتوفِّر في الفواكه الطازجة، والخضروات، ومنتجات الألبان.
تشعر بعض العائلات بالتوتر، والقلق الشديدين قبل خضوع أحد أفرادها لعمليةٍ جراحيةٍ، لكن من الأفضل أن يكون التوتر في حدِّه الأدنى مع دعم المريض نفسيًا، وعاطفيًا، وإِنْ كان طفلًا، فمن الأفضل إلهائه ببعض الألعاب قبل العملية.
مدة عملية الاستسقاء الدماغي
تتراوح مدة عملية الاستسقاء الدماغي بين ساعة إلى ساعتين، كما أنَّها تتم تحت تأثير التخدير الكُلِّي، وقد يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى عِدَّة أيامٍ للتعافي.
العوامل المؤثرة على مدة عملية الاستسقاء الدماغي
قد تُؤثِّر العوامل الآتية على مدة عملية الاستسقاء الدماغي:
- خبرة الطبيب المُعالِج.
- مدى تراكم السائل النخاعي في بطين المخ، أو شدة أعراض الاستسقاء الدماغي.
- حالة المريض الصحية.
- التزام المريض بالتعليمات قبل إجراء العملية، بما يحدُّ من مضاعفاتها، ومِنْ ثَمَّ يُسهِّل عمل الطبيب، وإنجازها في أسرع وقت.
مخاطر العملية
رغم اختلاف مدة عملية الاستسقاء الدماغي من مريضٍ إلى آخر، إلَّا أنّه قد يُصاحبها بعض المخاطر، مثل:
- الانسداد: يُعدُّ الانسداد واحد من أشهر المشكلات المُتعلِّقة بعملية الاستسقاء الدماغي، لكن يسهل إصلاحه، ونادرًا ما يُسبِّب مضاعفات خطيرة.
-
خلل التحويلة: قد لا تعمل التحويلة المصنوعة خلال العملية بكفاءة، مِمَّا يتطلَّب التدخل الطبي الفوري، وذلك يظهر في صورة من اثنتين:
- زيادة التصريف: تسمح التحويلة بمرور السائل النخاعي من بطين المخ بمُعدَّل أسرع من إنتاجه، مِمَّا يُؤدِّي إلى انهيار بطينات المخ، أو تمزُّق الأوعية الدموية، والنزيف داخل المخ، أو الجلطات الدموية المصحوبة بأعراضٍ، مثل: الصداع الشديد، والغثيان، والقيء، والتشنجات، وتبلغ نسبة خطر الإصابة بمشكلة زيادة التصريف 5 – 10%.
- ضعف التصريف: كأن شيئًا لم يكن، إذ لا يُصرَّف السائل النخاعي بالسرعة الكافية من بطين المخ، مِمَّا يُؤدِّي إلى تراكمه، وزيادة الضغط، ومِنْ ثَمَّ عودة الاستسقاء الدماغي من جديد.
-
العدوى: قد تحدث العدوى في موضع الجراحة، أو التحويلة، أو في السائل النخاعي ذاته (التهاب السحايا)، وتتضمَّن أعراض العدوى المُحتمَلة ما يلي:
- الحمى الخفيفة.
- ألم الرقبة، أو الكتف.
- احمرار، أو إحساس بالألم عند لمس المنطقة بطول التحويلة.
- عودة أعراض الاستسقاء الدماغي.
ماذا تتوقع بعد عملية الاستسقاء الدماغي؟
يُتوقَّع بعد انقضاء مدة عملية الاستسقاء الدماغي اختفاء أعراض المرض، لكن قبل ذلك يُوجَّه المريض إلى غرفة العناية؛ لمتابعة العلامات الحيوية أولًا، مثل:
- الحرارة.
- ضغط الدم.
- النبض.
- مستويات الأكسجين.
وذلك للاطمئنان على سلامة المريض قبل السماح له بالعودة إلى المنزل.
قد تُوصَف للمريض بعض الأدوية؛ للتغلُّب على الألم الذي قد يعقب العملية، كما يختلف الوقت الذي يقضيه المريض في المستشفى حسب رؤية الطبيب لتحسُّن المريض خلال فترة التعافي، لكن يقضي أغلب المرضى يومًا واحدًا، أو اثنين فحسب.
يُعطِي الطاقم الطبي المريض بعض النصائح؛ للاعتناء بنفسه خلال مُدَّة التعافي، مثل التوجُّه إلى الطبيب على الفور حال ظهور أي أعراضٍ غير اعتيادية، وكذلك خلال مُدَّة بقاء المريض في المستشفى، يُنصَح بما يلي:
- المشي، والحركة قدر المُستطاع؛ لتقليل فرص الإصابة بجلطات دموية، أو التهابٍ رئوي.
- ممارسة بعض التمارين التنفُّسية؛ للوقاية من الالتهاب الرئوي.
- البدء في شرب السوائل فقط، وعدم تناول الطعام إلَّا بعد أن يأذن الطبيب بذلك، أو يتأكَّد من قدرة المريض على تحمُّل تناول الأطعمة.
- عدم بلِّ موضع الجرح بالماء، أو استخدام مستحضرات بالقرب منه لمُدَّة 5 أيام بعد العملية.
كيف تعتني بالمريض بعد العملية؟
انتهت رحلة المريض في المستشفى، وعاد إلى منزله سالمًا غانمًا، لكنَّه ما زال بحاجةٍ إلى بعض التوجيهات، مثل:
- تناول الأدوية المُسكِّنة للآلام التي وصفها الطبيب، فمن الطبيعي الشعور ببعض الألم بعد العملية.
- عدم الإفراط في تناول الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب.
- يُفضَّل تناول مُسكِّنات الآلام بعد الأكل؛ للوقاية من الآثار الجانبية لها.
- عدم الاستحمام في الخمسة أيام التالية للعملية؛ منعًا لوصول الماء إلى موضع الجرح.
- عدم استعمال كريمات، أو مراهم، أو منتجات للشعر حول موضع الجرح إلى أن يتعافى بالكامل، إذ يستغرق ذلك نحو 6 أسابيع.
- تجنُّب حمل الأوزان الثقيلة
يجب زيارة الطبيب في حالة ظهور أيٍ من العلامات الآتية:
- احمرار الجلد حول موضع الجرح.
- زيادة هذا الاحمرار بمرور الوقت.
- نزول إفرازات (صديدية) من موضع الجرح.
نسبة نجاح عملية الاستسقاء الدماغي
بعد أن عرفت مدة عملية الاستسقاء الدماغي، فإن نسبة نجاحها تتخطَّى 80%، وكُلَّما حصل المريض على العلاج باكرًا، تحسَّنت نسبة النجاح كثيرًا، كذلك تزداد نسبة نجاح عملية الاستسقاء الدماغي عند اختيار الطبيب الكفء ذي الخبرة الكبيرة في مثل هذه الجراحات.
هل يمكن تجنب العملية؟
لا يُمكِن ترك الاستسقاء الدماغي دون علاج، ولا يُمكِن علاج الاستسقاء الدماغي إلَّا من خلال العملية الجراحية، كما ينبغي تشخيص المرض باكرًا قدر الإمكان، إذ أن إهمال العلاج قد يُهدِّد حياة المريض.
الخلاصة
تتراوح مدة عملية الاستسقاء الدماغي بين 60-120 دقيقة، ويُؤثِّر في ذلك خبرة الجرَّاح، وكذلك حالة المريض، كما أنَّ هذه العملية ذات نسبٍ نجاحٍ مرتفعة، ومخاطر منخفضة، خاصةً مع اختيار الطبيب المُناسِب لإجرائها.
كما ينبغي إخبار الطبيب بالأدوية والمُكمِّلات التي يتناولها المريض قبل إجراء العملية، كما أنَّ تناول الأدوية الموصوفة بواسطة الطبيب بعد العملية يُخفِّف الأعراض كثيرًا، ويُحسِّن تعافي المريض.
المصادر