Search
Search

تواصل معنا

استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار

استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار

رغم صغر الغدة النخامية حجمًا، إلَّا أنَّها هائلة وظيفيًا بالنسبة إلى جسم الإنسان، فهي مُفرِزة للهرمونات المُنظِّمة لكافة الوظائف الحيوية تقريبًا، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ إصابتها بورمٍ يُخِلُّ من توازن الجسم إلى أن يُستأصل هذا الورم، أو يقل حجمه على الأقل، فكيف يُمكِن استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار؟ وما هي مميزات العملية ومخاطرها المُتوقَّعة؟ في هذا المقال في عيادة الخليج.

أسباب عملية استئصال ورم الغدة النخامية

تشمل الأسباب المُستدعِية لاستئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار ما يلي:

  • أورام مُفرِزة للهرمونات: تُفرِز بعض أورام الغدة النخامية هرمونات مُؤثِّرة على بعض وظائف الجسم الحيوية، مِمَّا يُوجِب استئصالها.
  • أورام غير مفرزة للهرمونات: لا تُفرِز هرمونات، لكن قد تزداد هذه الأورام في الحجم بما يُسبِّب صداعًا واضطرابات في الرؤية.
  • أورام سرطانية: لا يقتصر علاجها فقط على الاستئصال بالمنظار، بل قد يُضمُّ إليه أدوية السرطان، والعلاج الإشعاعي كذلك.

كيف يمكن استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار؟

تتضمَّن خطوات استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار ما يلي:

تحضير المريض

  • يستلقي المريض على ظهره؛ استعدادًا للتخدير الكُلِّي؛ كي لا يشعر بأيِّ ألمٍ أثناء العملية.
  • يستخدم الطبيب محاليل معقمة، ومضادات حيوية لتجهيز الأنف قبل إجراء العملية، وذلك عقب التخدير.
  • يُوضَع جهاز توجيه تصويري بالقرب من الرأس؛ ليتسنَّى للطبيب الرؤية بوضوح عند إجراء العملية.

إجراء شق جراحي

  • يُدخِل طبيب الأنف والأذن المنظار عبر منخرٍ واحدٍ مُتقدِّمًا نحو الجهة الخلفية من تجويف الأنف.
  • يُظهِر المنظار ما بداخل الأنف، ويعرضه على شاشة في غرفة العمليات.
  • يستأصل الطبيب جزءًا من الحاجز الأنفي الفاصل بين المنخر الأيمن والأيسر، ثُمَّ يُفتَح الجدار الأمامي للجيب الوتدي.

فتح السَّرج

  • الجدار الخلفي للجيب الوتدي هو العظام الواقعة أعلى الغدة النخامية مباشرةً، وتُعرَف بالسرج (Sella).
  • يُستأصل عظم السرج الرقيق؛ للكشف عن بطانة الجمجمة، وهي الأم الجافية الدماغية، والتي يفتحها الطبيب كذلك؛ للوصول إلى ورم الغدة النخامية.

استئصال الورم

  • يستأصل جرَّاح المخ والأعصاب ورم الغدة النخامية عبر حفرة صغيرة في السرج.
  • بعد استئصال الجزء البارز من الورم بالكامل، يُدخِل الطبيب المنظار داخل السرج بشكلٍ أعمق؛ للبحث عن بقايا خفية للورم.
  • تنمو بعض الأورام داخل الجيب الكهفي، وربَّما يصعب استئصال هذا الجزء من الورم بالكامل دون إصابة الأعصاب، أو الأوعية الدموية.
  • يُمكِن علاج أي جزءٍ مُتبقِّي من الورم بعد الجراحة بالإشعاع.
  • قد تُجرَى العمليات أحيانًا تحت توجيه أشعة الرنين المغناطيسي، مِمَّا يُوفِّر للطبيب معرفةً تفصيلية حول قدر الورم المُستأصَل قبل إنهاء العملية.

نقل الدهون (اختياري)

يستعد الطبيب لغلق السرج المفتوح بعد استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار، وفي حال الحاجة إلى تطعيم، يصنع الطبيب شقًا جراحيًا صغيرًا في البطن (2 سم)؛ للحصول على قطعةٍ صغيرةٍ من الدهون؛ لملء الموضع الفارغ الناجم عن استئصال الورم.

غلق فتحة السرج

  • يستخدم الطبيب رقعة عظمية من حاجز الأنف لغلق الثقب في قاع السرج، أو قد يُستخدَم تطعيم صناعي، إذا لم يكن هناك جزء مناسب من عظام حاجز الأنف لاستخدامه، أو كان المريض أجرى عملية سابقًا.
  • يُوضَع لاصق بيولوجي على التطعيم الموجود داخل الجيب الوتدي، مِمَّا يسمح بتعافي الأنسجة، ومنع تسرب السائل النخاعي من المخ داخل الجيب، وتجويف الأنف.
  • يضع الطبيب جبائر مرنة في الأنف بطول الحاجز الأنفي؛ للتحكُّم في النزيف، ومنع التورُّم، كما تمنع هذه الجبائر أيضًا الالتصاقات التي قد تُسبِّب احتقانًا مزمنًا للأنف.

 

ورم الغدة النخامية بالمنظار
استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار

ما هي مميزات استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار؟

يتميَّز استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار بأمورٍ عديدة، مثل:

  • القدرة على رؤية الورم، واستئصاله حتى في الأماكن التي يصعب الوصول إليها.
  • الحصول على رؤية تفصيلية عالية الدقة؛ للموضع المُجرَى عليه العملية.
  • لا يُلمَس المخ أثناء الاستئصال بالمنظار، ومِنْ ثَمَّ ففُرص إصابته منخفضة.
  • قلة الآثار الجانبية المُتوقَّعة مقارنةً بحجّ القحف (Craniotomy).
  • انخفاض مخاطر إصابة الأنسجة السليمة المُجاوِرة أثناء العملية.
  • زيادة فرص استئصال الورم بالكامل، خاصةً إذا كان الجرَّاح ماهرًا، والورم ما زال صغيرًا.

مخاطر عملية استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار

يُعدُّ استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار آمنًا، لكن أي جراحةٍ تحفُّها مخاطر عمومًا، ومِنْ ثَمَّ تضمُّ المخاطر المُحتمَلة ما يلي:

  • تسرُّب السائل النخاعي من الأنف: قد يتسرَّب هذا السائل أحيانًا عبر الأنف بعد العملية، وربَّما يكون المريض بحاجةٍ إلى جراحةٍ إضافية؛ لإصلاح هذا التسريب.
  • التهاب السحايا: ينشأ بسبب عدوى أصابت الأغشية المُبطِّنة للمخ، والحبل الشوكي بعد العملية، وتزداد فرص حدوثه مع تسرُّب السائل النخاعي من الأنف.
  • تلف الأجزاء السليمة من الغدة النخامية: قد تُصابُ بعض المناطق السليمة بها، مِمَّا يُؤثِّر على إفراز بعض الهرمونات، ومِنْ ثَمَّ يحتاج بعض المرضى إلى علاجٍ هرموني.
  • السكري الكاذب: يقع نتيجة تلف جزء الغدة النخامية المُتحكِّم في التبوُّل، مِمَّا يُؤدِّي إلى كثرة التبوُّل، والعطش.
  • النزيف الشديد: قد يُصابُ وعاء دموي كبير أثناء العملية، مِمَّا يُسبِّب نزيفًا غزيرًا داخل المخ، أو من الأنف.
  • اضطرابات الرؤية: الأعصاب الداعمة للبصر قريبة من الغدة النخامية، ومِنْ ثَمَّ فقد تُصابُ أحيانًا.
  • السكتة الدماغية: تتواجد الشرايين السباتية، والجيوب الكهفية على كلا جانبي الغدة النخامية؛ لذا فهي مُعرَّضة للإصابة أثناء استئصال ورم الغدة النخامية، مِمَّا يمنع تدفُّق الدم إلى المخ، ويُسبِّب سكتة دماغية.

وتنخفض مخاطر استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار مع اختيار الطبيب الكفء الذي أجرى مثل هذه العمليات مراتٍ عديدةٍ بنجاحٍ من قبل، كما يُفضَّل أن تكون حالة المريض الصحية جيدة؛ كي لا يُصاب بمضاعفات شديدة بعد العملية.

هل يمكن تجنب العملية؟

تُعدُّ الجراحة الخيار رقم 1 في علاج ورم الغدة النخامية، وقد تساعد الأدوية وحدها في التغلُّب على بعض أورام الغدة النخامية، ومِنْ ثَمَّ تجنُّب العملية، خاصةً في حالة الأورام المُفرِزة للهرمونات.

مدة عملية استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار

يختلف الوقت الذي تستغرقه عملية استئصال الورم حسب خبرة الطبيب، وحجم الورم، وسهولة الوصول إليه، وغيرها من العوامل الأخرى، لكن يتراوح وقت العملية عمومًا بين 2 – 4 ساعات.

نسبة نجاح عملية استئصال ورم الغدة النخامية بالمنظار

تزداد نسبة نجاح عملية استئصال ورم الغدة النخامية مع اختيار الطبيب الماهر لإجرائها، كما تتراوح هذه النسبة عمومًا بين 60 – 80%، وتقفز نسبة نجاح العملية إلى نحو 90 – 95% عند إجرائها على يد خبيرٍ مُختص.

هل يمكن الشفاء من الورم البرولاكتيني؟

يُمكِن الشفاء من الورم البرولاكتيني، إذ يسهل علاجه دوائيًا، أو جراحيًا، فتُوقِف الأدوية الإنتاج المُفرِط لهرمون البرولاكتين بواسطة الورم البرولاكتيني، مِمَّا يُؤدِّي إلى تخفيف الأعراض، مثل: كابيرجولين، وبروموكريبتين.

كما تُوفِّر هذه الأدوية فعَّالية كبيرة في علاج الورم البرولاكتيني ما لم يكن المريض في حاجةٍ إلى جراحة، فحتى لو لم يقل حجم الورم، فإنَّه لا يزداد نموه بعد تلقي العلاج، ونادرًا ما يكون الورم البرولاكتيني مُقاوِمًا للعلاج.

أيضًا يُمكِن استئصال الورم البرولاكتيني بالمنظار، إذ تُصحِّح العملية مستويات البرولاكتين في الدم لدى 90% من مرضى هذا الورم، و50% لمن لديهم ورم برولاكتيني كبير. فإذا كان الورم البرولاكتيني كبيرًا، ولم يُستأصل إلَّا جزء منه عبر الجراحة، فاستخدام الأدوية مُناسِب؛ لاستعادة مستويات البرولاكتين الطبيعية في الدم.

المصادر

Scroll to Top
ابدأ الشات
1
مرحبًا 👋
عيادة الخليج 🇸🇦
مرحبًا 👋
تحدث معنا لمعلومات عن السفر للعلاج في مصر وترشيحات أفضل الأطباء