يتساءل الكثير من الأشخاص عن الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية، إذ تُعد الإصابة بدوالي الخصية، أو حدوث التهاب في البربخ من أشهر الحالات المرضية التي تُصيب الذكور، وتُسبب لهم العديد من الأعراض المرضية المُزعجة.
وقد تُسبب الإصابة بالتهاب البربخ ودوالي الخصية تأخر الإنجاب في بعض الحالات، فما هو الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية؟ وكيف يُمكن الوقاية من الإصابة بهما؟
الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية من حيث التعريف
يُمكن تعريف التهاب البربخ بأنه التهاب الأنبوب الموجود في الجزء الخلفي من الخصية، والذي تتمثل أهميته في نقل وتخزين الحيوانات المنوية، ويحدث التهاب البربخ غالبًا بسبب التعرُّض إلى عدوى بكتيرية مثل: بكتيريا الكلاميديا ومرض السيلان، وهي من الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي، وعلى الرغم من أن الإصابة بالتهاب البربخ قد تحدث عند الذكور في أي عمر، إلا أنها تحدث غالبًا في الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 14 وحتى 35 عامًا.
أما دوالي الخصية فهي عبارة عن تضخم يحدث في الأوردة الموجودة بداخل كيس الصفن، وهي اضطراب شائع جدًا يُصيب نسبة كبيرة من الذكور تصل إلى حوالي 20% من الذكور، وعلى الرغم من أن دوالي الخصية تحدث عادةً في الجانب الأيسر من كيس الصفن، إلا أنها قد تحدث في بعض الحالات القليلة في الجانب الأيمن أو في جانبي كيس الصفن، كما تُصيب دوالي الخصية الذكور في أي عمر، ولكنها تكون ملحوظة أكثر خلال سن المراهقة تزامنًا مع زيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية.
الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية من حيث الأسباب
توجد العديد من الأسباب التي قد تُؤدي إلى الإصابة بالتهاب البربخ، وتتمثل أسباب التهاب البربخ في:
- بعض أنواع العدوى مثل فيروس النكاف.
- تدفق البول إلى الخلف في البربخ.
- انسداد مجرى البول.
- تضخم البروستاتا.
- تركيب القسطرة.
- إصابة الفخذ الرضحية.
أما دوالي الخصية فلا يوجد لها سبب واضح، ولكنها تحدث عادةً نتيجة وجود خلل في صمام الأوردة الموجودة في الحبل المنوي، وهو عبارة عن مجموعة من الأنسجة التي تُحافظ على بقاء الخصيتين في مكانهما، ويُسبب الخلل الموجود في صمام هذه الأوردة في تراكم الدم الزائد في الأوردة الموجودة داخل كيس الصفن، وهو ما يُؤدي إلى تضخم الأوردة مع مرور الوقت.
الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية من حيث الأعراض
يُسبب التهاب البربخ العديد من الأعراض المزعجة والمؤلمة، إذ تظهر أعراض التهاب البربخ في صورة:
- تضخم واحمرار الخصية.
- ألم في كيس الصفن.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الشعور بقشعريرة.
- ألم أثناء التبول.
- نزول دم مع السائل المنوي.
أما دوالي الخصية فلا تُسبب ظهور أي أعراض في مُعظم الحالات، أما في بعض الحالات فقد تظهر أعراض دوالي الخصية في صورة:
- ألم بسيط في الخصية.
- ألم في كيس الصفن.
- تورم كيس الصفن.
تزداد أعراض دوالي الخصية عند مُمارسة بعض الأنشطة مثل: ركوب الدراجة أو الخيل، أو عند الوقوف لساعات طويلة، وكذلك تُسبب دوالي الخصية في العديد من الحالات تأخر الإنجاب؛ الذي يحدث في مُعظم الحالات بسبب ارتفاع درجة حرارة كيس الصفن نتيجة تراكم الدم الزائد، مما يُؤثر على عدد الحيوانات المنوية أو كفاءتها. لذلك يجب على الشخص سرعة التوجه إلى الطبيب المُختص عند مُلاحظة أعراض التهاب البربخ أو دوالي الخصية؛ تجنبًا للمُضاعفات الصحية التي قد تحدث عند إهمال العلاج.
الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية من حيث المضاعفات
يُؤدي التأخر في تلقي العلاج الأمثل إلى تدهور التهاب البربخ وتعرُّض الشخص إلى العديد من المُضاعفات الصحية، إذ تظهر مُضاعفات التهاب البربخ في:
- تكوُّن خراج في كيس الصفن.
- قد يحدث فتح في كيس الصفن نتيجة الإصابة بالعدوى والتورم.
- انتقال العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- في بعض الحالات القليلة قد يُؤدي إهمال علاج التهاب البربخ إلى حدوث مشكلات في الخصوبة.
أما مُضاعفات دوالي الخصية فتظهر في صورة:
- الشعور بعدم الراحة.
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
- تُؤثر دوالي الخصية على النمو الطبيعي للخصية.
- قد تُسبب في بعض الحالات القليلة العقم.
الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية من حيث التشخيص
توجد العديد من الوسائل التشخيصية التي تُساعد في تشخيص حالات التهاب البربخ، إذ يتم تشخيص التهاب البربخ من خلال:
- معرفة الأعراض التي يُعاني منها المريض.
- فحص كيس الصفن لمعرفة مكان الألم.
- طلب تحليل بول كامل.
- تصوير كيس الصفن باستخدام الموجات فوق الصوتية.
أما تشخيص دوالي الخصية فيتم من خلال:
- فحص كيس الصفن.
- تحليل السائل المنوي.
- تصوير كيس الصفن باستخدام الموجات فوق الصوتية.
الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية من حيث طرق العلاج
توجد العديد من الوسائل العلاجية التي تُستخدم في علاج التهاب البربخ، إذ يُمكن علاج التهاب البربخ من خلال:
- تناول المضادات الحيوية لمدة أسبوع إلى أسبوعين، ومن أهم أنواع المضادات الحيوية المُستخدمة في علاج التهاب البربخ: أوفلوكساسين، دوكسيسايكلين، ليفوفلوكساسين.
- تناول مضادات الالتهاب غير الاسترويدية.
كذلك توجد بعض النصائح التي يُمكن اتباعها لتخفيف الألم المُصاحب لالتهاب البربخ، وهي الراحة وشرب كمية كافية من السوائل ووضع كمادات باردة على المنطقة.
أما دوالي الخصية، فيُمكن تخفيف الألم والتورم الناتج عنها من خلال:
- وضع كمادات باردة على المنطقة.
- تناول مسكنات الألم مثل: الإيبوبروفين، أو الأسيتامينوفين.
أما في بعض الحالات التي لا تُسبب فيها دوالي الخصية مُعاناة الشخص من أي أعراض مُزعجة، ولا تُؤثر على الخصوبة لديه، فيُمكن حينها ترك دوالي الخصية بدون علاج. ومن الخيارات العلاجية التي تُستخدم في علاج دوالي الخصية في بعض الحالات هي استخدام الجراحة، إذ يتم قص أو ربط الأوردة المُتضخمة في كيس الصفن.
ولأن الوقاية دائمًا أفضل وأولى من العلاج، توجد العديد من الطرق الوقائية التي تُجَنِّب الشخص الإصابة بالتهاب البربخ، فما هي طرق الوقاية من الإصابة بالتهاب البربخ؟ وهل يُمكن الوقاية من الإصابة بدوالي الخصية.
الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية من حيث طرق الوقاية
يُمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب البربخ من خلال:
- استخدام الواقي الذكري أثناء العلاقة الزوجية إذا كانت شريكتك مصابة بأحد الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي.
- تجنُّب رفع الأحمال الثقيلة.
- الابتعاد عن ممارسة الأعمال الشاقة.
- تجنُّب الجلوس لفترات طويلة.
أما دوالي الخصية فلا يُمكن الوقاية من الإصابة بها بسبب عدم وجود سبب واضح لها.
الخلاصة
التهاب البربخ هو التهاب الأنبوب الموجود في الجزء الخلفي من الخصية، والذي يتمثل أهميته في نقل وتخزين الحيوانات المنوية، أما دوالي الخصية فهي عبارة عن تضخم يحدث في الأوردة الموجودة بداخل كيس الصفن، وهي اضطراب شائع جدًا يُصيب رجل من كل خمسة رجال.
وتوجد العديد من النقاط التي تُبرز الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية، إذ يختلف التهاب البربخ عن دوالي الخصية من حيث التعريف، الأسباب، الأعراض، المُضاعفات، التشخيص والعلاج.
المصادر