سرطان الغدة الدرقية من بين الأمراض التي تصيب الغدة، حيث تعتبر الغدة الدرقية من بين الغدد التي توجد في الرقبة وهي على شكل فراشة وهي الغدة المسؤولة عن إفراز هرمونات تنظم سرعة القلب بالإضافة إلى ضغط الدم والوزن ودرجة الحرارة في الجسم، وفي حالة تعرض الغدة إلى ورم سرطاني سوف يعاني المريض من بعض الأعراض والمشاكل الصحية وهو ما سوف نتعرف عليه خلال السطور التالية من المقال بالتفصيل بالإضافة إلى استعراض أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى اإصابة به وغيره من التفاصيل الأخرى.
ما هو سرطان الغدة الدرقية؟
هو عبارة عن ورم خبيث يظهر في الغدة الدرقية ويعتبر من بين الأنواع النادرة من السرطانات التي تصيب الجسم البشري، ويظهر على شكل تورم في منطقة الرقبة من الأسفل ولكن بالطبع لا يعني أن كل تورم في تلك المنطقة يعتبر سرطان ويفضل أن يتم مراجعة الطبيب المعالج من أجل التأكد من أن التضخم الذي يعاني منه المريض مشكلة عامة في الغدة ولا يعتبر سرطانيًا.
يؤكد الأطباء على أن فرط نشاط الغدة الدرقية أو القصور لا يعني أن الشخص أيضا مصاب بالسرطان، كما أن الأبحاث تؤكد على أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي في الإصابة بسرطان الغدة هم الأكثر عرضة إلى تلك المشكلة الصحية، وبناء عليه يتم عمل فحوصات بشكل دوري على أن يتم التأكد من عدم الإصابة به ومعالجته في حال الكشف المبكر عن وجوده.
هل يعتبر سرطان الغدة الدرقية خطير ام لا؟
بشكل عام قد نجد أن سرطان الغدة الدرقية من بين أنواع السرطانات التي من الممكن معالجتها، وكلما تمكن الأطباء من الكشف مبكرا عن الإصابة به كلما تمكنوا من الإلحاق بالمريض، كما أن نوع السرطان الذي تصاب به الغدة الدرقية قد يظهر مدى خطورته على صحة الإنسان أيضا، وبالنسبة إلى خطورة كل نوع فهي كالآتي:
سرطان الغدة الدرقية الحليمي
وهو يعتبر من بين أقل أنواع سرطان الغدة الدرقية من حيث الخطورة خاصة وأن ينمو بشكل بطئ جدا بالمقارنة بالأنواع الأخرى، وعادة ما يظهر ذلك النوع في جانب واحد فقط من الغدة الدرقية، وهو يعتبر أيضا من بين الأنواع الأكثر شيوعًا بين المرضى ومن الممكن القضاء عليه من خلال العلاج والإجراءات الطبية البسيطة.
سرطان الغدة الدرقية الجريبي
وهي من الأنواع القابلة للعلاج والتخلص منها من خلال المواظبة على الأدوية التي يتم وصفها من قبل الطبيب المعالج، ولكنه يعتبر أكثر خطورة من السرطان الحليمي، الذي يصيب الغدة خاصة وأنه من بين الأنواع القابلة للانتشار والتي من الممكن أن تؤثر على مناطق أخرى في الجسم وليس الغدة فقط.
سرطان الغدة النخاعي
يعتبر هذا النوع من بين الأنواع الخطيرة التي تصيب الغدة الدرقية والتي لابد من معالجتها في أسرع وقت ممكن، خاصة وأنه من الصعب الكشف عنه من قبل الأطباء إلا بعد فترة ومن الممكن أن ينتشر في الغدد الليمفاوية أيضا أو منطقة الرئتين ومن الممكن أن ينتقل إلى الكبد والتعرف عليه قبل أن يتم الكشف به في الغدة الدرقية، وبالرغم من ذلك فإنه من النادر أن يصاب الشخص بذلك النوع.
سرطان الغدة الدرقية الكشمي
أخطر أنواع السرطانات التي تصيب الغدة الدرقية على الإطلاق خاصة وأنه ينتشر بشكل سريع في منطقة الرقبة بالإضافة إلى مناطق أخرى متعددة داخل الجسم، ويعتبر من بين الأنواع التي من الصعب علاجها ولكن الأمر الذي يعتبر إيجابي هو أن هذا النوع من بين الأنواع نادرة الحدوث.
ويوجد مجموعة من العوامل التي قد تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الغدة مهما كان النوع من أهمها:
- عمر المريض فكلما تقدم الإنسان في العمر كلما كان من الصعب التخلص من السرطان والقضاء عليه.
- مرحلة السرطان خاصة وأن الكشف عن السرطان في المراحل المتأخرة قد يتسبب في تعرض المريض للخطورة.
- حجم الورم إن كان أكبر من 4 سم فسوف يكون أكثر عدوانية عن الأحجام الصغيرة.
- الأشخاص المصابين بالورم الصماوي المتعدد من النوع الثاني هم الأكثر عرضة إلى الورم السرطاني النخاعي والذي من الصعب معالجته في تلك الحالة.
أعراض سرطان الغدة الدرقية
عادة لا تظهر أية أعراض على المصاب بسرطان الغدة الدرقية خاصة خلال المرحلة المبكرة، ولكن مع التقدم في الوقت من الوارد أن يعاني المريض من بعض الأعراض الجانبية والتي تتمثل فيما يلي:
- كتلة تظهر عند منطقة الرقبة وتحديدا في منطقة أسفل الرقبة والتي من السهل تحسسها عند وضع اليد عند المنطقة.
- تعرض الصوت إلى تغيير واضح والتي من الممكن أن تظهر على شكل بحة والتي تزيد من التقدم في الوقت.
- معاناة الشخص من صعوبة في البلع أو مشاكل في البلع بشكل عام.
- التعرض إلى ألم في منطقة الرقبة والحلق.
- تعرض الغدد الليمفاوية إلى الانتفاخ في منطقة الرقبة هي الأخري.
- شعور الشخص بالتعب العام والارهاق بشكل مستمر.
- بعض الحالات من الوارد أن تعاني من صعوبة في التنفس.
أسباب سرطان الغدة الدرقية
الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بهذا المرض فهي كالآتي:
- التعرض إلى بعض المشاكل التي تصيب الغدة الدرقية مثل التهابات الغدة أو تخمها.
- التاريخ المرضي الخاص بالعائلة بمعنى وجود شخص واحد مصاب في العائلة سوف تزيد احتمالية الإصابة به.
- أن يتعرض الشخص إلى العلاجي الإشعاعي خلال فترة مبكرة من حياته.
- كما تعتبر زيادة الوزن من بين الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الأورام السرطانية.
- التعرض إلى نقص في نسبة اليود في الغذاء الذي يحصل عليه الشخص، خاصة وأن الغدة الدرقية تعتمد على اليود في إنتاج الهرمون الخاص بها.
كيف يتم تشخيص المرض؟
من الممكن تشخيص الإصابة بسرطان الغدة الدرقية من خلال مجموعة من الإجراءات والتي تتم تحت إشراف من المتخصصين والأطباء أيضا والتي تتمثل فيما يلي:
- الفحص البدني حيث يقوم الطبيب المعالج بفحص منطقة الرقبة بشكل يدوي حتى يتأكد من وجود أية تغيرات في الغدة خاصة وأنه قد يكتشف وجود كتلة في الرقبة على سبيل المثال.
- اختبار الدم من أجل فحص وظيفة الغدة الدرقية والتي يتم من خلالها التعرف على مدى قدرة الغدة على إفراز الهرمونات الخاصة بها.
- ومن الممكن أن يتم التشخيص من خلال الموجات فوق الصوتية وتعتبر من بين الإجراءات الدقيقة في الكشف عن وجود مشكلة ما في الغدة الدرقية.
- أو يتم أخذ عينة من نسيج الغدة الدرقية في المعمل أو من خلال الطبيب والعمل على تحليلها للتأكد من الإصابة بالسرطان من عدمه.
- التصوير الإشعاعي من خلال اليود المشع وهو من بين الأشياء التي تكشف عن وجود خلايا سرطانية في الغدد أم لا.
- اختبار الجينات الخاصة بالمصاب خاصة وأن النوع النخاعي من الممكن أن يظهر في ذلك الاختبار.
- قد يتطلب الأمر أكثر من اختبار تصويري من أجل التعرف على مدى إنتشار السرطان في الغدة أو أي منطقة أخرى خارجها.
هل سرطان الغدة الدرقية قابل للشفاء؟
يؤكد الأطباء على أن سرطان الغدة الدرقية من بين أنواع السرطانات التي من الممكن معالجتها في حالة الكشف عنها مبكرا، كما أن النوع الأول وهو سرطان الغدة الدرقية الحليمي يعتبر من بين الأنواع الأكثر شهرة بين المصابين وهو أيضا يأتي بنسبة شفاء عالية، كما أن الأنواع الأخرى على الرغم من أنها تعتبر خطيرة إلا أن الطب في تطور بشكل دائم ومن الممكن مع الوقت يتوصل الأطباء إلى الأسباب الرئيسية في حدوث تلك النوعية من السرطانات ومن ثم زيادة نسبة الشفاء منها.
طرق علاج سرطان الغدة الدرقية
من الممكن معالجة سرطان الغدة من خلال طرق عدة والتي من أهمها التالي:
التدخل الجراحي
يتم إخضاع المريض إلى عملية من شأنها استئصال الجزء المصاب من الغدة الدرقية أو استئصالها بشكل كامل، وفي الحالات المتقدمة من الوارد أن يقوم الطبيب المعالج بإزالة الغدد الليمفاوية التي توجد في الرقبة أيضا.
العلاج باليود المشع
وهنا يقوم المريض بتناول أقراص أو أدوية تحتوي على نسبة كبيرة من اليود المشع وتلك الطريقة لا تمثل خطورة بالغة على الجسم أو الغدة بشكل عام، ويتخلص الجسم من اليود المشع من خلال البول.
الإشعاع الخارجي
وفي تلك الحالة يقوم الطبيب بتوجيه مصدر إشعاع بطاقة عالية على المريض ويتم تسليط الإشعاع عليه خلال الاستلقاء على السرير ويتم اللجوء إلى تلك الطريقة في حالة زيادة نسبة عودة الورم بعد الجراحة.
العلاج الكيميائي
يعتبر من بين الطرق الأكثر شهرة في علاج الأورام السرطانية عامة ويتم الأمر من خلال إعطاء المريض المواد الكيميائية.
والتي تقوم بقتل الأورام السرطانية وفي الكثير من الحالات يلجأ الطبيب المختص إلى ذلك النوع من العلاجات بجانب العلاج الإشعاعي أيضا.
مضاعفات سرطان الغدة الدرقية
عودة سرطان الغدة الدرقية في الظهور مرة أخرى من بين الأعراض الخطيرة التي من الممكن أن تظهر على المريض، ومن الممكن أن يعود السرطان في الظهور بمناطق أخرى بالجسم منها على سبيل المثال:
- الغدد الليمفاوية التي توجد في منطقة الرقبة.
- تعرض أجزاء صغيرة من الغدة الدرقية إلى الضرر.
- من الممكن أن يتطور الأمر ويظهر السرطان في مناطق أخرى بالجسم منها الرئتين على سبيل المثال لذلك دائما ما يوصي الأطباء بضرورة عمل مسح شامل للجسم كل فترة بعد التخلص من سرطان الغدة للتأكد من عدم عودته مرة أخرى.
طرق الوقاية من السرطان
على الرغم من الأبحاث الطبية المتقدمة في معالجة السرطان الذي يصيب الغدة الدرقية إلا أن السبب الرئيسي للتعرض إليه لا يزال مجهول، ولكن يحذر الأطباء المرضى من بعض الأمور التي قد تزيد من خطورة الإصابة بذلك النوع من السرطانات وهي ما تسمى الإجراءات الوقائية مثل:
- يجب الابتعاد عن المنشآت النووية أو التي تصدر إشعاعات حتى لا تؤثر على الغدة.
- من الممكن أيضا تناول علاج وقائي وهو عبارة عن يود البوتاسيوم ولكن يتم تناوله تحت إشراف من الطبيب المعالج.
- عمل فحوصات دورية في الجسم خاصة إن كان هناك تاريخ مرضي للإصابة بذلك النوع من السرطانات.
متي تذهب إلي الطبيب؟
زيارة الطبيب من بين الأمور التي لابد من القيام بها بشكل دوري من أجل الاطمئنان على الصحة بشكل عام، ولكن في حالة ظهور تعقيدات صلبة في منطقة الغدة لابد من زيارة الطبيب وعمل الفحوصات الطبية اللازمة.
الخلاصة
في النهاية نود أن نكون قد استعرضنا الكثير من المعلومات التي تخص سرطان الغدة الدرقية وما هي الأنواع الخاصة به ومدى خطورته بشكل عام على صحة الإنسان، بالإضافة إلى التطرق إلى الوقاية منه ومتى يجب على المريض زيارة الطبيب المختص للكشف عن الإصابة.