أثبت المنظار فرص نجاحٍ عالية تتجاوز 90% في تخفيف أعراض بطانة الرحم المهاجرة، والتي كانت تُؤرِّق حياة كثير من النساء، لكن هل تعود بطانة الرحم المهاجرة بعد المنظار؟ وما هي فرص الحمل بالنسبة للمرأة بعد ذلك الإجراء؟ نُجِيب عن أبرز تساؤلاتكِ في سطور هذا المقال.
هل توجد إمكانية لحدوث حمل بعد جراحة المنظار البطني لعلاج بطانة الرحم المهاجرة؟
بدايةً، ينبغي أن تعلمي أنَّ بطانة الرحم المهاجرة قد تُؤثِّر على الخصوبة حسب مكان تواجد هذه البطانة، فغالبًا ما تنشأ بطانة الرحم المهاجرة في المبيض، أو قناة فالوب، مِمَّا يعيق فرص المرأة في الحمل والإنجاب.
وقد نجحت عملية بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار في تخفيف الأعراض لدى 93% من المرضى، كما أنَّ فرص الحمل تحسَّنت لدى النساء بنسبةٍ تتراوح بين 45 – 75%، وقد ولدنَ الأطفال طبيعيًا كذلك، بل بيَّنت دراسةٌ أنَّ ما يقرب من 59% من الحمل الذي نشأ بعد عملية بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار، حدث طبيعيًا دون الحاجة إلى تقنيات الإخصاب.
ومع ذلك فإنَّ استئصال بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار، قد يضر أنسجة سليمة ضرورية للحمل والإنجاب؛ لذا إِنْ لم تحمل المرأة بعد مرور 6 أشهر من إجراء العملية، فقد تكون بحاجةٍ إلى علاجٍ إضافي؛ لعلاج اضطرابات الخصوبة المُصاحبة لبطانة الرحم المهاجرة.
متى يُمكِنكِ الحمل بعد عملية بطانة الرحم المهاجرة؟
قبل معرفة هل تعود بطانة الرحم المهاجرة بعد المنظار أم لا، فإنَّه من الأفضل الانتظار إلى أن يتماثل الجسم إلى التعافي والشفاء بعد العملية قبل محاولة الحمل، إذ يستغرق وقت التعافي عادةً بين 2 – 4 أسابيع.
فقد تُؤثِّر بعض العوامل على فترة التعافي، مثل: مدى توسُّع العملية، وطبيعة الأنسجة المُستأصَلة، لذا يُفضَّل استشارة الطبيب بشأن الوقت المُناسِب للحمل بعد العملية.
نصائح لتسريع التعافي من أجل الحمل
كما ذكرنا سلفًا، يستغرق التعافي نحو 2 – 4 أسابيع، أو ربَّما أقل من ذلك حال إجراء العملية بالمنظار، وينبغي خلال تلك الفترة زيارة الطبيب بانتظام، كما يُفضَّل اتِّباع النصائح الآتية لئلَّا تطول فترة التعافي:
- استخدام كمادات دافئة؛ لتخفيف التورُّم بعد العملية.
- المشي لمسافات قصيرة بعد العملية بـ 24 ساعة، لكن مع الحذر من إجهاد نفسك.
- تناول الأدوية المُسكِّنة للآلام التي وصفها الطبيب.
- شرب كميات مناسبة من الماء يوميًا، وتناول حمية غذائية خفيفة، مع تجنُّب الأطعمة الحارة.
- تجنُّب الجماع، أو الدش المهبلي، أو استخدام الفوط النسائية لمُدَّة أسبوعين، أو حسب ما يراه الطبيب.
- الاتصال بالطبيب إذا مرَّت 72 ساعة دون تغوّط.
هل تعود بطانة الرحم المهاجرة بعد المنظار؟
تبلغ نسبة عودة بطانة الرحم المهاجرة نحو 20 – 30% في غضون 5 سنوات؛ لذا من المهم المواظبة والمتابعة مع الطبيب حتى بعد نجاح العملية، كما تعتمد فرص عودة بطانة الرحم المهاجرة على عوامل عدَّة، مثل: نوع العملية الجراحية، وحجم بطانة الرحم المهاجرة، وغيرها.
دلائل عودة بطانة الرحم المهاجرة
في سياق معرفة هل تعود بطانة الرحم المهاجرة بعد المنظار، فإنَّ لعودتها شواهد تدل عليها، مثل:
- عودة الألم.
- عودة أنسجة بطانة الرحم المهاجرة؛ إذ يُؤكَّد ذلك عبر الموجات فوق الصوتية، أو الجراحة.
- غياب تحسُّن الخصوبة بالدرجة المطلوبة.
قد تُعانِي بعض النساء من شيءٍ واحدٍ مِمَّا سبق، أو منهم جميعًا، بينما قد لا تعود بطانة الرحم لغيرهنّ من النساء، كذلك تختلف أعراض بطانة الرحم المهاجرة – حال عودتها – من امرأة إلى أخرى، لكنَّها لا تخرج غالبًا عن الأعراض والعلامات الآتية:
- غزارة الطمث، أو دورة شهرية مؤلمة.
- الألم أثناء الجماع أو بعده.
- نزيف غزير.
- صعوبة الحمل.
- ألم البطن.
- الانتفاخ أو الغثيان.
- الإسهال أو الإمساك.
- الإرهاق.
- زيادة أكياس المبيض.
لذا ينبغي للمرأة التوجُّه إلى الطبيب إِنْ ظهرت عليها الأعراض السابقة، خاصةً بعد عملية بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار؛ لما تحمله من فرص العودة، والتي قد تُؤثِّر على قدرة المرأة على الحمل.
عوامل تزيد احتمالية عودة بطانة الرحم المهاجرة
ليكون الكلام دقيقًا، فإنَّ فرص العودة غير متكافئة لدى جميع النساء، بل قد تزيدها بعض العوامل، مثل:
- صغر السن.
- وجود أكياس المبيض خلال العملية.
- المُعاناة من ألمٍ شديد قبل إجراء العملية.
- كبر حجم بطانة الرحم المهاجرة.
- إصابة بطانة الرحم المهاجرة لأعضاء أخرى.
- عدم استئصال بطانة الرحم المهاجرة بالكامل أثناء العملية.
كيف تتجنَّبين عودة بطانة الرحم المهاجرة؟
لا يُوجَد طريقة مُعيَّنة لتجنُّب عودة بطانة الرحم المهاجرة، لكن قد تُفِيدك النصائح الآتية في تقليل فرص هذه العودة غير المحمودة:
- اتِّباع نصائح الطبيب بعد العملية خلال فترة التعافي بدقة، وعدم إهمالها، ومِنْ ذلك تناول الأدوية وفق جرعاتها.
- المداومة على نمط حياةٍ صحي، يتضمَّن ممارسة التمارين الرياضية، واتِّباع حمية غذائية صحية مع تجنُّب الإفراط في تناول السكريات والدهون المُشبَّعة.
- تجنُّب الأشياء التي تُحفِّز أعراض بطانة الرحم المهاجرة لدى المرأة، وذلك مثل: التوتر، أو الكافيين، بحسب العامل المُؤثِّر عليها.
- زيارة الطبيب على الفور حال عودة الأعراض؛ لسرعة التعامل معها، وردعًا لتفاقمها.
هل يمكن عمل منظار رحمي مرتين؟
ما زلنا نُجِيب عن سؤالكِ هل تعود بطانة الرحم المهاجرة بعد المنظار أم لا، وفي خضم ذلك فإنَّه يُمكِن عمل المنظار الرحمي مُجددًا حال عودة بطانة الرحم المهاجرة؛ إذ ما زال الغرض قائمًا، وهو استئصال ذلك النسيج المُتسبِّب في الأعراض.
كذلك قد لا تُستأصَل بطانة الرحم المهاجرة كما ينبغي في المرة الأولى، مِمَّا يُؤدِّي إلى عودة الأعراض مُجددًا في وقتٍ ما، ومِنْ ثَمَّ قد يكون الحل عبر إجراء منظارٍ رحمي، لكنَّه ليس الحل دائمًا، خاصةً إذا كانت الأعراض خفيفة أو محدودة مقارنةً بالسابق.
وفي تلك الحالة قد يُفضِّل الطبيب العلاج الهرموني، أو وصف أدوية مُسكِّنة للآلام للتعامل مع أعراض بطانة الرحم المهاجرة.
هل يتم التخدير في منظار الرحم؟
بعد معرفة هل تعود بطانة الرحم المهاجرة بعد المنظار أم لا، فإنَّ منظار الرحم إجراء ذو تدخُلٍ جراحيٍ محدود بالأساس، ومع ذلك يُستَخدم التخدير الكُلِّي خلاله؛ منعًا للشعور بأيِّ ألمٍ أثناء اطِّلاع الطبيب على الرحم وقناتَي فالوب.
هل كل كيس دموي هو بطانة رحم مهاجرة؟
ليس كل كيس دموي هو بطانة رحم مهاجرة بالضرورة؛ إذ قد يقع نزيف داخل المبيض أثناء الدورة الشهرية، مِمَّا يُؤدِّي إلى تكوُّن كيس مبيض نزفي، فإذا فُتِح الكيس، سبَّب نزيفًا، وقد تتشابه أعراضه مع بطانة الرحم المهاجرة.
ولكن لا يلغي ذلك إمكانية وجود بطانة الرحم المهاجرة في المبيض بالطبع، وإنَّما يظل تحديد المرض مرهونًا بالطرق التشخيصية الصحيحة التي يُجرِيها الطبيب.
الخلاصة
هل تعود بطانة الرحم المهاجرة بعد المنظار؟ نعم هناك احتمال لعودتها بين النساء بعد العملية، وتصل نسبة ذلك 20 – 30% من الحالات، ولا يعلم الباحثون على وجه التحديد هل هي بطانة رحم مهاجرة جديدة، أم عودة للقديمة المُعالَجة، وعلى كُلٍ فإنَّ الأعراض لا تختلف كثيرًا.
إذ تُنصَح المرأة بالإنجاب بعد انقضاء فترة التعافي من عملية بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار، وذلك ضمانًا لتعافي الأنسجة تمامًا، وعدم وقوع ضرر على صحتها، كما يُفضَّل استشارة الطبيب لتحديد الوقت المُناسِب لذلك.
المصادر
