Search
Search

تواصل معنا

هل التهاب الكبد خطير؟

هل التهاب الكبد خطير

يُصيب التهاب الكبد ملايينَ البشر سنويًّا، وهو مرَضٌ متفاوتُ التأثير والخطورةِ بين مريضٍ وآخر، ولِالتهاب الكبد أنواعٌ مُتعدِّدة، يتّسِم بعضها بطابعٍ حادٍّ، والبعض الآخر بطبيعةٍ مُزمِنة، إلّا أنّ الأضرار التي تَعترِي الكبد لا تختلف كثيرًا بين نوعٍ وآخر. 

وفي هذا المقال نناقش أبرز الأضرار المحتملة لالتهاب الكبد، موضِّحين لكم هل التهاب الكبد خطير أم لا، مع بيان الإرشادات الوقائيّة من تِلك الأضرار.

هل التهاب الكبد خطير؟

لا بد من إيضاح أنّ مدى خطورة التهاب الكبد يختلف بين مريضٍ وآخر، تبعًا لعِدّة عوامل، تتعلّق بطبيعة المرض نفسه وسبب التهاب الكبد، وحالة المريض الصحيّة أيضًا.  إذ قد يكون التهاب الكبد بسيطًا لا يُسبب أذًى للمريض، وربّما يكون خطِرًا على صحّته، وتتمثّل المخاطر المحتملة لالتهاب الكبد فيما يلي:

  1. .تليُّف الكبد
    يُعد تليف الكبد أحد أبرز المضاعفات المحتملة لالتهاب الكبد، بأنواعه المختلفة، فالالتهاب المُزمِن في الكبد، إذا لم يُتدارك بالعلاج؛ ينشأ عنه نسيجٌ ندبيٌّ، يؤثِّر في أداء الكبد لوظائفه، وقد يُسبب قصورًا تامًّا للكبد إن استمر النسيج الندبي في التمدد داخل الكبد.
    ويُمكن تشخيص تليّف الكبد بناءً على الأعراض التي يشكو منها المريض، مثل: الإجهاد، واليرقان، وانتفاخ البطن (الاستسقاء)، بالإضافة إلى الفحوصات التصويريّة، مثل: السونار، وأشعة الرنين المغناطيسي، ويهدف علاج تليّف الكبد إلى منع تمدّد النسيج الندبي، وتشمُّع الكبد.
  2. تشمُّع الكبد
    يُمثِّل تشمُّع الكبد درجةً خطِرةً من تليف الكبد، إذ يتمدّد النسيج الندبي، ليشمل جُزءًا أكبر من الكبِد، وهو مُنذِرٌ بفقد الكبد لوظائفه، كما يزيد احتمالية الإصابة بسرطان الكبِد، وفي الحالات الخطِرة من تشمّع الكبد؛ قد يحتاج المريض إلى إجراء عملية زراعة الكبد.
  3. سرطان الكبد
    في سياق حديثنا عن التهاب الكبد، وهل التهاب الكبد خطير، يجدُر بنا التطرّق لسرطان الكبد الناجم عن التهاب الكبد، إذ تقترن أغلب حالات سرطان الكبد بإصابةٍ سابقةٍ بالتهاب الكبد الوبائي B، وC.
    ليس ذلك فحسب، بل يُمثِّل إهمال علاج التهاب الكبد الوبائي أو الدهني عاملًا إضافيًا للإصابة بسرطان الكبد؛ إذ إنّ ذلك سببٌ لتشمّع الكبد، الذي يُعزِّز هو الآخر فُرَص الإصابة بسرطان الكبد.
  4.  فشل الكبد
    تحمِل الدرجات المتفاقمة من التهاب الكبد خطرًا كبيرًا على الكبد، وقدرة خلاياه على أداء وظائفها؛ نتيجة الضرر الكبير الذي تعرّضت له بفِعل الالتهاب، إذ قد يتوقّف الكبد تمامًا عن العمل، وهو ما يُعرَف بفشل الكبد.
    ليس فشلُ الكبد شائع الحدوث، إلا أنّه خطِرٌ للغاية على حياة المريض؛ فالكبد عضوٌ محوريٌّ يعتمد الجسم عليه في كثيرٍ من العمليات الحيويّة التي تُجرى داخله، وحسْبُك ذلك لبيان هل التهاب الكبد خطير أم لا.
  5. ارتفاع ضغط الدم البابي
    قد يحدث ارتفاع ضغط الدم البابي لدى مرضى التهاب الكبد الوبائي C، وكذلك التهاب الكبد الدهني، في الحالات المتفاقمة، التي آل بها المرض إلى تشمّع الكبد؛ إذ قد يُسبب النسيج الندبي المتكوّن ضيقًا في الأوعية الدموية الدقيقة بالكبد، مما يزيد ضغط الدم داخل الوريد البابي الكبدي.
    كما يُعد ارتفاع ضغط الدم البابي أحد مضاعفات التهاب الكبد الخطِرة، إذ قد ينجُم عنه عددٌ من المشكلات الصحيّة، مثل: دوالي المريء، والاستسقاء، وربما فشل الكبد أيضًا في الحالات المتأخِّرة.
  6. الاستسقاء
    الاستسقاءُ علامةٌ مُميّزةٌ لأمراض الكبد المزمنة، ويعني الاستسقاء تراكم السوائل داخل البطن، وتحديدًا في تجويف الغشاء البريتوني؛ نتيجة ارتفاع ضغط الدم البابي، وقصور الكبد عن إنتاج الألبيومين، ويحمِل الاستسقاء بعضَ المخاطر على صحّة المريض، مثل:
    • زيادة فُرَص العدوى
    • الانصِباب الجنبيّ.
    • صعوبة التنفّس
    • الفتق.

هل التهاب الكبد خطير على الكلى؟

ارتبَط كلٌّ من التهاب الكبد الوبائي B وC المُزمِنَين، بالتهاب كُبَيْبات الكُلَى (Glomerulonephritis)، وهو الحال ذاته مع التهاب الكبد المناعي؛ نتيجة الاضطرابات المناعيّة التي قد تحدُّث.

وأفاد بعض الباحثون أنّ المركّبات المناعيّة التي يُكوّنها الجسم للقضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي B، وC قد تترسّب في الكُلى مُسبّبةً التهاب كبيبات الكُلى، الذي يتفاقم ويؤثِّر سلبًا في وظائف الكُلى إذا لم يحظَ بالعناية الطبية اللازمة.

هل التهاب الكبد خطير على الدماغ؟

إنّ الدرجات الخطِرة من التهاب الكبد، المصحوبة بفشل الكبد، ينتُج عنها تراكم السموم في الدم، ما يؤثر على وظائف الدماغ، مُسبِّبةً اعتلال الدماغ الكبدي، الذي يتّسِم ببعض المشكلات الصحيّة، مثل: الارتباك، وضعف الإدراك، والإغماء.

إذ تحظى حالات اعتلال الدماغ الكبدي (Hepatic Encephalopathy) التي يتم تشخيصها مبكرًا بفرَصٍ جيّدةٍ للتعافي، في حين قد يُشكِّل اعتلال الدماغ المتفاقم خطرًا داهِمًا على حياة المريض.

هل يترك التهاب الكبد آثارًا دائمة؟

عادةً لا يُخلِّف التهاب الكبد وراءه آثارًا دائمة، خاصّةً إذا ما عُولِج في مراحله المبكِّرة، قبل أن يتفاقم، ويعتمد ذلك أيضًا على نوع التهاب الكبد، وسبب حدوثه، وما إذا كان الالتهاب حادًّا أم مُزمِنًا، والحالة الصحيّة للكبد قبل إصابته بالالتهاب.

أمّا الحالات التي تأخّر تشخيصها، أو أُصيبتْ بالتهاباتٍ حادّة؛ فإنّ التهاب الكبد عندئذٍ قد يترُك آثارًا دائمة، تتمثّل في النسيج الندبي المُتكوِّن بسبب الالتهاب، إذ ربما يُعاني المريض تليّف الكبد، أو تشمُّع الكبد، وهما من الآثار الدائمة لالتهاب الكبد.

لكن لا ينبغي أن تُترَك الآثار الدائمة لالتهاب الكبد دون رعاية، إذ ينبغي التزام إرشادات الطبيب حول كيفيّة التعامل مع تليّف أو تشمّع الكبد، بتحسين النمط الغذائي، والتقليل من الأطعمة الغنيّة بالدهون، والتخلّص من الوزن الزائد، ونحو ذلك. 

متى يجب زيارة الطبيب؟

بعدما اتّضح لك هل التهاب الكبد خطير أم لا، وعلِمت الآثار الدائمة المحتملة؛ يجُدر بك إذًا أن تعرِف علامات التهاب الكبد، التي تُوجِب زيارة الطبيب واستشارته، وهي كالآتي:

  • الإجهاد.
  • الغثيان والقيء.
  • فقدان أو ضعف الشهيّة.
  • ألم البطن (الجزء العلوي الأيمن).
  • اليرقان (اصفرار البشرة والعين).
  • دُكُونة لون البول.
  • شحوب لون البراز.

بِناءً على الأعراض التي تشكو منها، يبدأ الطبيب في تقييم حالتك، والتحقّق من سبب تِلك الأعراض، ومِن ثَم يبدأ العلاج المناسب، وهنا تكمُن أهميّة الكشف المبكِّر عن التهاب الكبد؛ فكُلّما أسرعتَ باستشارة الطبيب بعد ملاحظة بعض أو كُل الأعراض السابقة، كانتْ فُرَص التعافي من التهاب الكبد أفضل، دون آثارٍ دائمة.

أهم الاسئلة عن التهاب الكبد:

كيف يمكن تجنب تفاقم التهاب الكبد؟

بمقدورك أن تتجنّب تفاقم التهاب الكبد، والإصابة بأيٍّ من المخاطر التي سبق ذِكرها، وذلك باتباع التعلميات الآتية:
– استشِر الطبيب فور ظهور أعراض التهاب الكبد.
– التزم الخطّة العلاجيّة التي حدّدها الطبيب، إن ثبتتْ الإصابة بالتهاب الكبد.
– أجْرِ الفحوصات الدورية التي يطلبها الطبيب؛ لمعرفة مدى نجاح العلاج.
– اتّبِع نظامًا غذائيًّا صحيًّا، يوفِّر الاحتياجات الأساسيّة للجسم، ويُحسِّن صحّتك.
– تناقش مع الطبيب حول طبيعة أمراض الكبد، وهل التهاب الكبد خطير في حالتك أم لا.
– تخلّص من الوزن الزائد، ولا تُكثِر من تناول الأطعمة الغنيّة بالدهون.
– أقلِع عن التدخين، وامتنع عن تعاطي المشروبات الكحوليّة.

ما هي أخطر مراحل التهاب الكبد؟

بيّنّا فيما سبق هل التهاب الكبد خطير أم لا، وذكرنا بعضَ المخاطر المُحتملة إذا ما تفاقم التهاب الكبد، أو أُهمِل علاجه، وفي ضوء ذلك يُمكن تحديد تشمّع الكبد كأخطر مراحل التهاب الكبد، إذ تِلك هي المرحلة الأخيرة من مراحل الالتهاب؛ التي يتبْعُها فقدُ الكبِد لوظائفه تمامًا (فشل الكبد).

المصادر

Scroll to Top
ابدأ الشات
1
مرحبًا 👋
عيادة الخليج 🇸🇦
مرحبًا 👋
تحدث معنا لمعلومات عن السفر للعلاج في مصر وترشيحات أفضل الأطباء